Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل السادس: حفلة عيد الميلاد

Playlist:

Rihanna: Diamonds

EXO: Lady

YooA: Bon Voyage

The Neighbourhood: Reflections

---

<قراءة ممتعة>

بعضُ الناس وقعهم في النفس خفيف لطيف، تتذكرهم في زحمة يوم سيئ فتبتسم، و تظن أنّك عاثر الحظ فيجعلونك ترى كم أنتَ محظوظ، تجدهم في أحلك لحظاتكَ و أبهجها، يتقاسمون معك الضحكات و الآلام و الحكايات، يحمونك و يمدّونك بالقوة و لا يبخلون عنك بالعطف و النصيحة، أولئك أناس ثمينون، نادرون، لا يليهم أحد و ينبغي التمسك بهم بحرارة.

أمّا البعض الآخر، يحلّون في حياتك على شاكلة إبتلاء، كذئاب متنكرة في أزياء خراف، كالسم الذي يُدسُّ في العسل، و كالبلاء في شكل نعمة. أولئك أهل مكرٍ و خداع وجب الحذر منهم عقيدتهم حسدٌ و بغضٌ، فليس كل ما يلمعُ ذهبا، و ليس كل صديقٍ بصادقٍ، و ليس كلّ باسمٍ صدوقًا.

فالعلاقات الصحية إمّا ودٌّ أو لا تكون
و الودُّ بالودِّ و البادئ أفهمُ
و الحبُّ بالحبِّ و المبادر أعظمُ
و الصدقُ بالصدقِ و الفؤادُ أفصحُ.

«تفضّل بالدخول»

صدح صوت أون هي من خلف الباب لمّا طُرق فإذا بسيونغ وون يدلف إلى غرفتها فاردا يداه قائلا بثقة:

«كيف أبدو؟»

وقعت عيناها على صاحب القامة الطويلة فكان ملفوفا كهدية فاخرة في بذلة رسمية سوداء مع ربطة عنق منحنية أنيقة كالفراشة. صفّرت المرأة مصفّقة بيديها و قالت:

«لا تشبه أربعينك!»

بلّلت شفتاها ثم أضافت و الدهشة لا تفارق محيّاها:

«تبدو كمن سيمشي على السجادة الحمراء...أستطيع الجزم بأنّك ستكون أوسم رجل في الحفل و أكثرهم أناقة!»

«شكرا صغيرتي»

«فلتطلعني على وصفتك السرية، كيف يمكن أن تظل شابا يافعا و أنت في الخامسة و الأربعين بالفعل؟!»

ضحكَ حاشرا يدهُ في جيبِ بنطاله و أجاب:

«أنتِ تبالغين!»

«ألم تنظر في المرآة قبل مجيئك؟»

رفع سيونغ وون حاجبه متنحنحا ثم أجاب مدّعيا التبجّح:

«حسنا، إذا أردتِ نصيحتي، فإني لا أفعل أكثر من ممارسة الرياضة و شرب الكثير من المياه و تناول الطعام الصحي، و دعينا لا نحتسب المرات التي تفسدين فيها نظامي الغذائي بأطباقكِ الجنونية الشهية و المضرة بالصحة، رجاء!»

«لا أعلم إذا كان هذا إطراء أم ذما لطبخي، و لكنني أضعف أمام المأكولات اللذيذة، عدا ذلك فأنا أشرب الكثير من المياه بالفعل و أمارس الرياضة من وقت إلى آخر»

بعثر شعرها و أضاف متذمرا:

«لن يتغير ذوقكِ في الطعام حتى و لو صرتِ عجوزا»

«لحسن حظك أني لم أصفف شعري بعد و إلا كنت لأبعثر ربطة عنقك لقاء عبثك بشعري، تشا سيونغ وون!»

مالت شفتاه ببسمة خفيفة و علّق بمتعة:

«لدينا قطة منزعجة هنا!»

«توقّف عن نعتي بذلك، تجعلني أعتقد بأنني لاأزال مراهقة!»

«أوه! هل أغضبتُ القطة؟!»

دوّرت عيناها و قامت بدفعه إلى الخارج متذمرة:

«هيا أخرج سيونغ وون، علي تجهيز نفسي أيضا، فلتذهب لتفقد ما إذا وصل الضيوف!»

«لا أصدق أنّي أطرد من أركان بيتي!»

غاب سيونغ وون لبعض الوقتِ من أجل إلقاء نظرة على الديكور و الضيوف ثم عاد إلى طرقِ بابها بعد مدة لإعلامها بضرورة الإسراع. ظنّت أون هي أن الطارق صديقتها شين آه التي إتصلت بها منذ قليل و أعلمتها بوصولها، و كانت هي مشغولة في الأثناء بإضافة قرطيها الطويلين في حين ظلّ سحّاب فستانها من الخلف مفتوحا، فسعدت بذاك الطرق و أذنت للطارق بالدخول علّه يساعدها على قفل ظهر الفستان.

«تفضلي، شين آه»

أنهت أون هي وضع الفردة الثانية من قرطيها الماسيين الفاخرين مطرقة في الأرض مصغية إلى صوتِ إنفتاح الباب و دخول الطارق فأردفت بعجالة:

«هلاّ أغلقتِ السحاب من أجلي، من فضلـ....»

أحست المرأة بيدٍ شديدة تسحب خصرها بحنو في ظلّ سكوتٍ غريب، و لما رفعت رأسها تفاجأت برؤية إنعكاس سيونغ وون الهادئ خلفها في المرآة. إتّسعت عينا أون هي آنذاك و تصنّمت في مكانها محملقة إلى إنعكاس عينيه العميقتين الجميلتين. سرعان ما تمالكت نفسها فشهقت و إستدارت نحوه مبرّرةً:

«هذا أنتَ سيونغ وون! عذرا منكَ ظننتكَ شين آه!...»

إقترب منها الرجل قليلا مستنشقا عبيرها بانجذاب فتراجعت إلى الخلف مرتبكة فإذا بطاولة زينتها تحدّ مساحتها. توقفت أون هي عندها و ثنت أصابعها حول حافتها وراء وركيها متأملة حضوره المهيب و شعره الأسود المصفّف بأناقة و الذي تنساب منه خصلة متمردة على عينيه الشاردتين.
كانت تبدو كالحوريات في فستانها القصير المفتوح معدوم الأكمام، ذو قصة الوردة التي تحتضن صدرها دون تحفظ فتبرز فتحتها المستقيمة بعضه و تنتهي عند فخذيها الممتلئين، كما كانت شدّة سواده متناسقة مع شدّة بياض بشرتها. كانت أون هي قد أنهت تبرجها الذي كان أبرزه رسمة محدد العيون الأسود الجريء الذي تلطفه لمعة رقيقة، كما صفّفت شعرها برفع جزئيه الجانبيين العلويين بواسطة مشبكين كان كل منهما في شكل ربطة حريرية حمراء شبيهة بالفراشة.
إبتسم سيونغ وون بخفّة مبادلا إيّاها النظراتِ الهائمة و المعجبة مصغيا إلى تصريحها الصّادق الذي لفظته بأنفاسٍ متسارعة:

«لقد فاجأتني»

حذف المسافة الكامنة بينهما بثقة فوضع يده على ظهرها فاقشعرّت و تقوس جذعها، و قال بهدوء بنبرة رصينة:

«إستديري، سأغلقه بنفسي لأجلكِ بما أنني هنا!»

فغرت أون هي فاهها محدّقة بوجهه بتيه فأومأ برأسه نحو ظهرها العاري فهمهمت مستفهمة بعدم إستيعاب فكرّر:

«هيا، إستديري لأغلقه!»

«أوه! أ- أجل...»

إستدارت متوردة الوجنتين مطرقة في الأرض بقلبٍ متسارعِ النبضات فإذا به يمسك بطرفي الفستان مستفردا بظهرها في خُلوة تأملية مع ذاته المبهورة بقوامها المغري. تبادرت إلى ذهنه آنذاك كلمات دونغ ووك عندما قال:

«إنها فتّاكة...فاتنة، و تصعبُ مقاومتها!»

شدها إليه بواسطة الفستان فعضت شفتها لما إستشعرت هالته القوية قريبة منها كثيرا. رفعت عيناها إلى المرآة بفضول متقصية أمره فحبستها عيناه في تواصل بصري ساحر هاهناك. شرع يغلق فستانها ببطئ محدقا بالتّيه في عينيها التائهتين بولع تارة و مودعا ما تبقّى من جلدها العاري الذي إنثنى مختفيا تحت القماش كلما تصاعد السحاب تارة أخرى. كانت كلوحة إيطالية الأصل من عصر النهضة، بهية خارجة عن المألوف، ثورية في جمالها و جرأتها و رصانة هالتها.

لم يستوعب كلاهما أن الأمر إنتهى... لازالت تشعر بقربه و ضربات أنفاسه الساخنة على كتفها و أذنها؛ هو لم يبتعد بعد، و هي لاتزال مبعثرة الفؤاد؛ دقات قلبها الصاخبة لازالت تدغدغ سمعه. و في تلك اللحظات التي طغى عليها السحر إعترف:

«أتيتُ لسرقتك من الغرفة، الجميع يسأل عنكِ!»

كادت تلتفت إليه و لكنها تجمدت مكانها مجددا حين ألقى بشراك يديه على كتفيها مثبتا إياها و إقترب منها أكثر لاشعوريا حتى صار ظهرها ملتصقا بصدره و همس:

«و لكن بعد أن رأيتكِ الآن...أفضّل أن تبقي هنا، أن تحظى بكِ الغرفة لنفسها، و أن أراكِ بمفردي...»

سارت يداه ببطئ فوق ذراعيها فكان كما لو أنه يقتلع جلدها أو يسلخه، لمسته حميم و وصلتهما بين الكتف و الصدر جحيم. حاصر عدستيها على المرآة لفترة أطول مسندا ذقنه بلطف فوق رأسها. أمال رأسه قليلا فعلت شفتاه أذنها على بعد مسافة قصيرة، و همس كالمخدّر:

«لا أريدهم أن يروكِ أيضا...ليس لأعينهم حق إبصاركِ...»

تنهّد سيونغ وون بصدر مثقل ثم واصل البوح بهواجسه دون تردّدٍ:

«أخشى أن يتقدموا لخطبتكِ منّي، و أنا لا أمنح فتاتي الصغيرة مرتين في العمر...»

بلّل سيونغ وون شفتاه و سكت بوهة ثم أردف كالمنوّم:

«تبدين مذهلة!»

بدت أون هي متأثرة حتى النخاع إلى درجة أنها عجزت عن الحراك أو النطق. إعتصر ذراعيها فأغمضت عيناها و كأنه لسعها. بدا و كأنّه يحفظ شكلها الفاتن ذاك في ذهنه إلى الأبد و لم يملّ لسانه أو يكلّ عن مدحها فردّد بإصرار:

«مذهلة جدا!»

أدارها نحوه بحذر و كأنها زجاج قابل للكسر و تأمل وجهها الخجول المرتبك في حين كانت عيناها عاجزتين عن ملاقاة عينيه فإنتخبتا النظر نحو الأسفل حلاًّ. دماغها كان مشوشا للغاية و هيبته كانت تضاعف مصيبتها.

إلتقط سيونغ وون إحدى الخصلتين المرتكزتين أمام عينيها و أرجعها خلف أذنها بتأنّ بينما يقترب أكثر من وجهها و يتأمل عن كثب ملامحها الناضجة كامرأة ذات جمال خالد فتضاهي ما قيل عن أفروديت من مديحٍ و ثناء. إرتطمت أنفاسه بوجهها فاستفزتها لرفع عينيها تلهفا لرؤية تعابيره فلم يكن منها إلا الذهول لإيجادها آثار الثمالة على محياه.

«هل شربت؟»

سألته ببعض الرهبة تزامنا مع قفز أنامله للعزف على وجنتها بلمسات ناعمات التنقل بين مفتاح و آخر، كان آخرها شفتاها الكريميتان بأحمر شفاه ترابي فاتن.

«لا أذكر أني فعلتُ قبل أن أدخل هذه الغرفة!»

تبسّم بعفوية و هو يراقب شفتاها بعطش ثم مرر لسانه بين شفتيه كالضمآن يبللهما، و عاد للنظر في عينيها ببريق غريب هاتفا بصوت منخفض و الحماس المثير باد على وجهه و كأنه بحّار عثر على كنز:

«هذه الرائحة...أعرفها جيدا!»

أغمض عيناه ببطئ و أمعن في إستنشاقها قائلا:

«إنه نفس العطر الذي...كنتِ تستعملينه أيام الصبا!

«كنتُ أستعمله أيام الصبا!»

تزامن و إياها في الحديث فتوسّعت إبتسامته إثر تأكيدها للأمر و قال:

«أتذكر جيدا أني إعتدت القول بأن رائحته تروقني كثيرا! و لكنكِ توقفتِ عن إستعماله مذ تزوجتِ على ما يبدو!»

«صحيح!»

مالت شفتاه و أضاف بامتعاض عندئذٍ:

«إختفت الكثير من الأشياء الجميلة مذ تزوجتِ أساسا...ليس عطركِ فحسب!»

رفعت حاجبها باستياء و هتفت:

«أحقا؟ لعلك الوحيد الذي يرى الأمور بهذا الشكل؟»

رفعت أون هي كتفاها و أردفت:

«هذا غريب، فلقد أصبحت الكثير من الأشياء في حياتي أفضل مذ تزوجتُ يون هو!»

حدق بها بغيظ واضح ثم أمسك بكلتا شفتيها بين سبابته و إبهامه مطبقا إياهما فوق بعضهما البعض و همس أمامهما كالبحر الهادئ:

«صه، يستحسن أن تبقي هادئة. لا تعكّري صفو مزاجي بكلمات عديمة المعنى!»

أفلت شفتاها فرمقته بتذمّر و إنزعاج و شرعت في تعديل أحمر شفاهها و لكنه رفع حاجبه ممسكا يدها و أدارها إليه آثرا طرح السؤال الذي سكن دماغه فقال:

«لم تخبريني بعد، لمَ عدتِ إلى إستعمال ذات العطر مجددا الآن، بعد وفاة زوجكِ؟ أينتابكِ الحنين إلى الصبا؟»

«ليس حقا...إشتريته مؤخرا لأن عليه عرضا جيدا! لم أعتقد أنك قد تلاحظ!»

لمعت عيناه مستدركا فهتف:

«أحقا؟...إنها تعجبني، لازالت تروقني عليكِ! فلا تقاطعيها مجددا، من اليوم وصاعدا!»

إهتزّت نظرتها و إرتجف قلبها تأثرا عندما قال سيونغ وون ذلك، ثم أضاف مداعبا وجنتها بظاهر يده:

«إنها ناعمة، مؤثرة، و جذابة...تصفكِ بشكل جيد جدا!»

«حـ...حسنا، ربما قد أفعل»

دعكت عنقها بتوتر في حين شرد هو قليلا في كلمات صديقه المستفزة:

«تريدها لنفسك، أوليس كذلك؟»

زفر سيونغ وون نافضا تلك الأفكار الرديئة عن دماغه بتذكّره أن دونغ ووك و أمثاله سيحضرون الحفل فإذا به يحتجّ باستياء:

«و لكن ألا تظنين أن الفستان قصير زيادة عن اللزوم؟»

«و لكنه...يروقني! أوليس جميلا؟»

دارت حول نفسها ثم عادت للمثول أمامه باسمة الثغر ناظرة في عينيه ببراءة فتصادم أنفه بأنفها، و كادت تسقط بفقدانها توازنها إثر همها بالتراجع المفاجئ نحو الخلف و لكنه أسند ظهرها بكفه مصرحا:

«مهلكِ»

تنهّد الرجل مضيفا:

«بلى، هو جميل بالطبع...و لكنكِ ستُلقين به و بكل فستان يماثله من خزانتك لاحقا!»

«ماذا؟ و لكن...!»

«إنه لكِ الليلة فقط ثم أريده في القمامة، و إن رأيته عليكِ مجددا سأمزقه حتما و ألقي به بنفسي»

«متى تتوقف عن كونكَ متسلطا؟»

«توقفي عن التصرف كضحية، يفترض أنكِ نضجتِ بالفعل لتدركي أي الثياب عليكِ أن ترتدي!»

دفعت صدره و قاطعت ذراعاها محتجة:

«أخبرني كيف تحتملك دارا و أنت بهذا التسلط و التدخل في ثيابها؟»

«لا أتدخل في ثياب دارا عادة...»

رفعت حاجبها باستنكار فسبقها بالإيضاح برصانة و حزم قبل أن تنفجر به:

«ذلك لأنها غالبا ما تلبس ثيابا مناسبة!»

و بينما هما كذلك صدح صوتٌ من هاتف أون هي ينبئها بتلقيها رسالةً.

«عفوا، لأرى من راسلني توا»

«تفضلي»

تفاجأت أون هي برسالة من قبل دارا تتضمن مقطع فيديو كتهنئة:

«عيد ميلاد سعيد، عيد ميلاد سعيد، عيد ميلاد، عيد ميلاد، عيد ميلاد سعيد سيهوني...»

غنّت دارا في بداية المقطع أغنية عيد الميلاد بحماس ثم صفقت بيديها هاتفة:

«عزيزتي أون هي عيد ميلاد سعيد لطفلكِ، أعتذر لأنني لم أتمكن من الحضور و لكنني أتمنى لعزيزي سيهون عيد ميلادٍ سعيدا. قبّليه لأجلي لطفا و أخبريه أن خالته تحبه كثيرا و أن هديته ستصل بحلول الغد»

كان ذلك الفيديو كفيلا بجعل عينيْ أون هي تلمعان تأثرا فسارعت إلى إرجاع رأسها إلى الخلف متذمرة:

«يا إلهي! تلك الرعناء ستفسد تبرجي»

مالت شفتا سيونغ وون بامتعاض فلاحظت أون هي ذلك.

«لماذا تنظرين إلي بهذا الشكل؟»

«أعلم بأنك لاتزال غاضبا و لكنك تعرف بأن قلبها أبيض و أنها تحبنا جميعا...أنظر، هي لم تنسى عيد ميلاد سيهوني!»

«هذا أقلّ واجبٍ يمكنها آداءه...و إلاّ فنحن لسنا بعائلة»

تنهد سيونغ وون ثم عرض ذراعه على أون هي هاتفا:

«دعينا من دارا الآن فالجميع بانتظار فراشة الحفل»

أرفقت أون هي ذراعها بذراعه ضاحكة ثم سألت:

«و لكن أين تركتَ سيهون؟»

«إنه بحوزة شين آه، و يبدو سعيدا برفقتها»

«هذا مطمئن، هيا بنا إذا»

فتح سيونغ وون الباب و قال:

«من بعدكِ»




«لقد أعجبتني الترتيبات و الزينة و الأكل لذيذ أيضا»

صرّحت شين آه صاحبة الشعر الأسود الطويل و الفستان الوردي القصير بينما ترتشف من كوب العصير بيدها فآبتسمت أون هي ملاعبة يد طفلها المستكين في حضنها في أبهى حُلّةٍ و أجابت:

«سعيدة بأنكِ تقضين وقتا جيدا عزيزتي شين آه!»

إرتسمت على ثغر شين آه بسمة لعوبٌ ثم جذبت أون هي جانبا و همست بنبرة عابثة:

«و لكن ألازال يعاملك كمراهقة في السابعة عشر؟»

«لا تبدئي الآن، من فضلكِ!»

مطّت الفتاة شفتاها ثم أجابت باحتجاج:

«سأقول ما بجعبتي و لن تمنعيني!»

أشارت شين آه إلى أون هي بسبّابتها و صرّحت بصراحة:

«تبدين كزوجته أكثر من أختكِ دارا!»

«إخرسي فورا!»

«هو يتصرف على هذا النحو دون علم بكم كنتِ مجنونة به، فماذا إن علم، أيستدعيكِ للمبيت في سريره؟»

وضعت أون هي قطعة بسكويتٍ كاملة في فم شين آه جاعلة إيّاها تصمتُ و قالت بينما تنظر حولها بحذر للتأكد بأن لا أحد سمعها:

«عقلكِ قذر على الدوام، ما كان يجب علي دعوتكِ أساسا، أنا المخطئة!»

رفعت شين آه كتفاها بعدم مبالاة و قالت بإصرار بفمها الممتلئ:

«كلا، أعني...هذا كثير! لو كنتُ دارا لما إحتملتُ ما يحصل قط!»

«أتقارنين مراهقة بي اليوم، شين آه؟»

إبتلعت الفتاة ما بجوفها ثم أجابت:

«حتى لو إنتهى الأمر من جهتكِ...لا يمكنكِ أن تقنعيني أنه غير مهتم بكِ!»

«أنتِ واهمة!»

«كلا، إنني مدركة للأمور بما يكفي!»

إلتفتت أون هي إلى يسارها فإذا بسيونغ وون يسير في إتجاههما بقدّه الممشوق:

«يا إلهي، أنظري إليه، يبدو كنجوم السينما!»

عبّرت شين آه عن إعجابها بمظهر سيونغ وون متعمّدة إثارة أعصاب أون هي فحدجتها الأخيرة بنظرات حادّة و قالت من بين أسنانها محذّرة بينما تتكلف بسمة على ثغرها:

«إنه قادم، لا أريد سماع كلمة أخرى عن الموضوع!»
 
ضحكت شين آه بمتعة فإذا بسيونغ وون ينضم إلى السيدتين هاتفا:

«كيف حالكِ شين آه؟»

«بخير، و أتشوق لعودة صديقتي إلى الورشة»

«إنني سعيد و ممتنّ جدّا لأنكِ إستطعتِ إقناعها»

«في الواقع، لا طعم و لا حياة للورشة من دونها أنا من يجب أن تكون ممتنة لها»

وجّه سيونغ وون نظره إلى أون هي و سأل بينما يداعب خدّ سيهون بين إصبعيه:

«إذن متى تباشران؟»

«بعد غدٍ»

كانت إجابة أون هي بمثابة مفاجأة بالنسبة إليه فإرتفع حاجباه و هتف:

«هذا أسرع من المتوقّع، يبدو أنكما تطبخان شيئا ما!»

«لا أصدّق أن السيد تشا بات يدرك أننا بصدد الإعداد لشيء! يبدو أن التفاصيل لا تفوته»

وجهت شين آه نظرة ذات مغزى إلى أون هي فآبتسمت الأخرى و رمتها بنظرة حادّة متمتمة بشفتيها بكلماتِ نهي و تهديد إثر إلتفات سيونغ وون.

«ها قد وصل دونغ ووك و سويونغ!»

هتف سيونغ وون بنبرة مرحة ملوحا لهما فالتفتت المرأتان نحوهما لتلفياهما قادمين نحوهما. كانت سويونغ صاحبة الشعر الطويل ترتدي فستانا بنفسجيا طويلا مع صندلٍ أسود ذا كعبٍ عالٍ في حين إرتدى دونغ ووك بذلة بلون الكراميل.

«مرحبا بكما»

بادر سيونغ وون بالتحية فتلته أون هي بقولها:

«مرحبا، سرني قدومكما»

«أهلا بالجميع»

هتف الثنائي بصوت واحد و تدخّلت شين آه بمصافحة سويونغ قائلة:

«مرحبا، أنا شين آه صديقة أون هي و شريكتها في العمل، سررتُ بالتعرف إليكما»

«سررتُ لقائكِ!» 

أومأت سويونغ برأسها باسمة الثغر و تقدّم دونغ ووك لإمساكِ يدِ شين آه قائلا:

«أهلا!»

قبّل يدها فامتعضت كل من أون هي و سويونغ و لاحظت شين آه و سيونغ وون ذلك في حين أردف دونغ ووك مع إبتسامة جانبية واثقة:

«أنا لي دونغ ووك، سرتني مقابلة جميلة مثلكِ في أمسية مميزة كهذه»

أجلى سيونغ وون صوته و قال:

«كانت أون هي بانتظار سويونغ منذ مدة بالفعل، تأخرتما»

«تعلم كم تستغرق النساء في تجهيز أنفسهن يا صاح»

تذمّر دونغ ووك أمام الجميع فوكزته سويونغ فاحتج:

«هل كذبت؟»

«لم يذهب الوقتُ هباء في نهاية الأمر، لو كنتُ رجلا لوقعتُ في حبّ هذا الجمال الليلة!»

تدخّلت أون هي بتصريحها الحازم جاذبة إهتمام دونغ ووك فرمقها بنظرة معجبة و قال:

«ما الذي ننتظر سماعه إذا تكلّم الجمال شخصيا؟ أخشى أن تصدّقكِ زوجتي، أون هي»

«سيكون مأساويا ألا تصدّق!»

تبادلت أون هي و شين آه نظرات سرية ذات مغزى و إبتسمت الأخيرة و قالت:

«في الحقيقة، أوافق أون هي الرأي، زوجتك جميلة جدا سيد دونغ ووك، يجب أن تكون ممتنا عدد أنفاسك أيها المحترم»

إستشعر دونغ ووك نية أون هي و صديقتها في مهاجمته فتنحنح و نظر إلى سيونغ وون قائلا:

«سيونغ وون...أعتقد بأنني أحتاج كأسا»

«حسنا، لنترك السيدات لشأنهن إذا، رافقني من هنا»

إبتسمت أون هي بنصرٍ فضحكت كل من شين آه و سويونغ في نفس الوقتِ بعد التأكد من إبتعاد الرجليْن. هتفت شين آه:

«عزيزتي أعذريني إذا كان أسلوبي فظا و لكن دعيني أخبركِ بأن زوجكِ زير نساء من الطراز الرفيع!»

رفعت سويونغ كتفاها بعدم مبالاة رادة:

«أعلم، و لكنه ينتهي بالنوم إلى جانبي في نهاية اليوم...مهما عبث فمآله الرجوع إلى أحضاني»

إرتفع حاجبا شين آه بتعجب فسألت:

«أنتِ عجيبة! أترضيكِ هذه الحياة؟»

«ماذا أفعل؟ هو والد طفلتي و حب حياتي»

حوّلت المرأة عيناها إلى أون هي بامتنان مضيفة:

«رغم ذلك، لا أنكر بأن أون هي تروّح عن قلبي قليلا مع كل حقنة توجّهها إليه»

أمسكت أون هي طرف فستانها جهة اليسار و إنخفضت قليلا هاتفة بفخر:

«على الرحب و السعة عزيزتي»

إبتسمت سويونغ ثم سألت بينما تلاعب شعر سيهون بودّ:

«لم تخبريني رأيكِ بعدُ حول تنظيم الحفلة»

«لقد كنتُ أتلهف لشكركِ و إطلاعكِ عن إنبهاري بعملكِ الجاد و عمل فريقكِ المتقن!»

صفّقت شين آه بمرح هاتفة:

«أنتِ المنسّقة إذا؟ كل شيء رائع دون شك!»

«أون هي!»

هتف سيونغ وون الذي كان يقف على مقربة رفقة أحدِ الضيوف فانتبهت إليه فأشار إليها بالمجيء هاتفا:

«هلاّ أتيتِ قليلا؟»

إستأذنت المرأة من صديقتيها و سارت بخطى ثابتة نحو الرجلين في حين تعلّق سيهون بعنقها مبهورا بالأضواء الملونة و أصواتِ الموسيقى الصاخبة.

«أقدّم لكِ السيد كيمانا...هل تذكّرته؟»

تصافحت أون هي و الرجل ملقيين التحية على بعضهما ثم نظرت إليه بتحرّجٍ باسمة و قالت:

«أعذرني و لكن أخشى من أنّني لم أتعرّف عليك»

إبتسم الرجل في المقابل محدّقا بها بإعجاب و إنبهار و قد كان بديع المظهر بعينيه الخضراوين كالأدغال و شعره البني كالقهوة، و أنيق الطلة ببذلته المخملية التي تجمع بين اللونين الأسود و الأحمر، و قال:

«هذا طبيعي فلقد كنتِ صغيرة عندها، و لكنني لازلتُ أذكر جيدا كم كنتِ طفلة نشيطة و كم كنتِ تُحبّين اللعب بين أشجار حديقة منزلنا بهاواي كثيرا!»

«هاواي!»

لمعت عينا أون هي آنذاك و تقاذفتها الذكريات و هاجمها الحنين إلى الماضي الجميل، و لكن سرعان ما إستوعبت أن ذات المكان الخلاّب الذي تربطها به ذكريات دافئة كان أيضا المحطّة الأخيرة لحياة والديها و أخيها وو بين فلفح الحزن دواخلها لوهلة. ترقرقت الدموع في عينيْ أون هي و إبتسمت بحزن نابسة:

«كيمانا، أهذا أنتَ حقا؟!»

إحتضنته بعفوية و أسندت رأسها على صدره و كأنّها سفينة تعبت السفر في عرض بحار مجهولة فرست في أوّل ميناء مألوف و لكن قلبَ سيونغ وون إنقبض آنذاك. ربّت كيمانا على زندها بلطف و ردّ:

«كبرتِ أيتها المشاغبة و أضحيتِ أمّا أيضا!»

سارعت المرأة إلى مسح دمعة فرّت إلى أهدابها ثم إستقامت و حدّقت بوجهه الناضج ذو التقاسيم الوسيمة و قالت بصوتٍ متحشرجٍ:

«يالها من مفاجأة جميلة!...لا أصدّق أنّي أراكَ مجدّدا بعد هذه السنوات!»

«قد كبر كلانا و أعي أني تغيرتُ كثيرا...و لكنني لن أخطئكِ و لو وضعوكِ بين مائة إمرأة!»

«صرتَ قويا!»

«و بتِّ فاتنة»

«شكرا!»

ضحكت أون هي بمرحٍ و نظرات الحنين لا تفارق عيناها اللتان لا ترضيان مفارقة وجهه، في حين كان سيونغ وون يراقبهما بهدوء عاقدا يداه خلف ظهره. قالت المرأة بحماس:

«أذكر جيدا أننا كنّا نلعبُ الغمّيضة سويّا بينما يناقش الكبار تفاصيل زواج أختك و أخي، و ينتهي الأمر بالبحث عنّا أحيانا»

إلتفتت أون هي نحو سيونغ وون الذي كان يرافق آل يون في رحلاتهم إلى هاواي أحيانا و أمسكت بأذنها لاإراديا و هي تتذكّر بأنه من كان يعثر عليهما معظم الوقت فيشدّ أذنها. إرتفع حاجب سيونغ وون باستنكار لقاء بسمة الأسنان الساذجة التي إرتسمت فوق شفتيها و قال:

«من الجيد أنّكِ تذكرين كم كان ذلك مؤلما»

«و لكنّها لم تتب رغم ذلك، كانت تحب المرح معي في الأرجاء»

إستدرك كيمانا فلكزته هي بلطف مؤيدة:

«خصوصا إذا هربنا إلى البحر»

أثار تناغمهما إنزعاج سيونغ وون فأشاح بصره بعيدا فلاحظ كيمانا ذلك و إبتسم بود ثم بلّل شفتاه و قال مداعبا:

«لقد إنقطعت أخباركِ و دارا عنّي منذ تلك الذكرى الأليمة حتى تقابلتُ و سيونغ وون في مركز تجاري أثناء تبضّعي، فدعاني إلى الحفل آنذاك»

رمقت أون هي سيونغ وون بامتنان و ربّتت على ذراعه قائلة:

«شكرا جزيلا لك سيونغ وون، سررتُ بمفاجأتك كثيرا»

بادلها سيونغ وون الإبتسامة و أجاب:

«سأفعل أي شيء بإمكانه رسم البسمة على شفتيكِ صغيرتي»

قبض سيونغ وون على وجنة أون هي و قبّل رأسها فاستقطب كيمانا إنتباههما بقوله:

«و لكن لم أكن أعلم بأنكِ تزوجتِ سيونغ وون!»

إلتقت عينا أون هي و سيونغ وون في تواصل بصري غريب ثم سارعت هي بالنفي:

«كلا، إنك مخطئ، سيونغ وون ليس زوجي!»

تكلّفت أون هي إبتسامة و أضاف موضحة:

«إنه يكون زوج أختي!»

رغم أنها كانت تقول الحقيقة، لم يَدْرِ سيونغ وون لمَ أحبطه سماع ذلك. و في المقابل، هتف كيمانا عندئذٍ بتفاجئ:

«إذن أنتَ زوجُ دارا!»

رمشَ كيمانا بسرعة ثم توسّعت إبتسامته فبرزت غمّازتاه الآسرتان و إعتذر بقوله:

«أعذراني فقد خطرَ لي أنكما زوجان لقربكما منذ الصغر...لم يخطر لي قط بأنّك قد تتزوج دارا لأنك بدوتَ متعلقا بأون هي أكثر»

«لابد بأنك أسأت الفهم فلستُ سوى بمثابة أختٍ صغرى بالنسبة إلى سيونغ وون»

رفعت رأسها و نظرت إلى المعني بالأمر و سألت:

«أليس كذلك؟»

إلتزم سيونغ وون الصمت بضع ثوانٍ محدقا بها بسكون حتى أصابها و كيمانا شكّ طفيف في موقفه و لكنه سرعان ما أومأ برأسه و نبس في نهاية المطاف بهدوء و رصانة:

«هذا صحيح»

أشاحت أون هي وجهها عنه بسرعة لئلا يلحظ خيبتها و إذا بكيمانا يسأل متجعّد الجبين:

«بالمناسبة، أين هي دارا؟»

«للأسف هي لم تستطع الحضور لأنها مسافرة لأجل عمل طارئ»

وضّحت أون هي فأومأ الرجل بتفهّم قائلا:

«أعانها الرب، لطالما كانت محبّة لشركة العائلة منذ الصبا»

«معك حق»

رفع كيمانا حاجبه و قال باسما براحة:

«و لكن-لكي أكون صريحا-أسعدتني معرفة أنكِ لستِ زوجته»

«و لمَ عسى الأمر يُسعدكَ؟»

قال سيونغ وون باستياء فأجاب كيمانا بصراحة:

«لأنني أستطيع أن أخمّن بأن الجميلة أون هي أم عزباء»

غمز القادم من هاواي للمرأة بجرأة فتورد خدّاها و حدّقت حولها بدهشة متفادية نظرات سيونغ وون فلقد كان حدسها يخبرها بأنه غيرُ راضٍ عن المجرى الذي إتّخذه الحوار.

«أي أنّي لازلت أملك فرصة»

أردف كيمانا صاحب العينين الخضراوين فإلتقف سيونغ وون كلماته كحارس مرمى يكيد لأهدافه و يقف لها بالمرصاد فسأل بصرامة:

«و أيّ فرصة عساك تملك يا سيد كيمانا، لمَ لا تكون أكثر وضوحا؟»

«بكلّ تأكيد، و لكنّي أرجو أن تصححّ أون هي ظنوني أولا-إن كنتُ مخطئا-قبل أن أمضي في كلامي»

...يتبع

-إنها نهاية الفصل أعزائي-

الفصل بدأ بفراشات بس فصل بكرا فيه راح تاكلوا فراشات أكتر. لهيك من فضلكم لا تبخلوا علي بفوت و كومنت تخلولي رأيكم فيه عشان هالشي مهم بالنسبة إلي و بيشجعني إستمر، مو بس كلام، شفتوني و أنا مروقة و شغوفة و عم نزل بارتات ورا بعض 🥺؟
🍭🍭🍭
نمر ناو لفقرتي المفضلة و هي الأسئلة:

ما هي إنطباعاتكم حسب الفصل حول:

أون هي؟

سيونغ وون؟

دارا؟

شين آه؟

سويونغ؟

دونغ ووك؟

و الشخصية الجديدة التي ظهرت في الفصل، كيمانا؟

ماذا سيكون جواب أون هي يا ترى؟
و هل سيواصل سيونغ وون السيطرة على أعصابه؟

لمَ يبدو سيونغ وون غاضبا؟

ما توقعاتكم للفصل القادم؟

باقي أعدل عليه بس😌فرحانين؟ 🥺❤️
و أخيرا و ليس آخرا؛ أحبكم.
كانت معكم عزيزتكم المحبة جيون.

---
-دمتم في أمان الله وحفظه-

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro