Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الخامس

الخامس عشر من مايو 2014

راحت تختبرُ ذاكرتها وهي مستلقية على سريرها الخشبي المريح في ساعة متأخرة من الليل.نشاطٌ تؤديه وتُسرف به كلما غادرها النوم حيث تُجري خلاله جرداً مفصلاً لأحداث يومها الطويل أو تعد الخراف السمينة كما في صغرها إلى أن يدب في عينيها النعاس وتغط في نوم عميق.صورة رجل الكهف سيد غابرييل كما تلقبه في سرها تجلت أمامها وأخذت تصف معاملته لها بكونه حسن المعشر قريب إلى القلب وودود بشكل غريب معها لا يعاملها كخادمة أو يتعالى عليها بل على النقيض مما تخيلته يعتبرها كفرد من أهل بيته ويكرمها كما يكرمهم حتى عندما تخطئ كأن تكسر شيئاً مثلاً فلا يعنفها أو يهينها كما يفعل صديقه ديلان الذي لا يكل أبداً من نقاشاته الحادة معها وتصرفاته الصبيانية.

فمثلاً هذا الصباح تعمد توسيخ الأثاث بسكب الحليب أو بعثرة رقائق الذرة على الأرضية ثم يناديها لتنظيف مخلفاته ويعيد الكرة تارة أخرى ويحتدم الشجار بينهما ويُفض بتدخل ثيو و الطبيب كريستوف الذي حضر لرؤيتها والإطمئنان عليها.وقف إلى صفها معلناً موقفه تجاه الوضع وألقى اللوم على صديقه وأن الفتاة بريئة تعاني من تصرفات ديلان اللامبررة معها.ثم هناك مشهد الغداء الذي إستعادته كأنها تحضره للمرة الثانية وشعرت بذات اللذة الخبيثة التي شعرت بها عندما لاحظت ملامح ديلان الغاضبة المعترضة على مشاركتها الطعام معهما.مخططها الهجومي ينجح وبما إنه لا يأتنس بوجودها ويظهر كرهاً تجاهها فستخرج له بكل الأماكن كما يخرج الموتى الأحياء من قبورهم وتفقده عقله.حدث وإن تبادر إلى ذهنها سؤال لابد وأن تطرحه على ثيو

"سيد غابرييل ..هل لي أن أسألك شيئاً؟"

"تفضلي"

وضع ملعقته جوار الصحن وأستعد للإجابة على سؤالها

"من أين حصلت على هذا المنزل؟آلا تعلم عائلتك بشأنه؟أعني بما إنهم يبحثون عنك الآن..فكيف لم يأتوا إلى هنا؟"

"ماهذا السؤال الغبي"

علق ديلان بنبرة هجومية

"أكرمني بسكوتك أنا لم أسألك"

قبض الشوكة بعصبية ووجه لها تهديداً

"سيأتي يوم أقتلك فيه"

"ليس قبل أن أقتلك أنا"ونشبت بينهما نظرات تحدي تجاهلها ثيو مفكراً في هذا المأزق.سيحتم عليه إبلاغها بالحقيقة الكاملة إن أخبرها بشأن المنزل وهذا سيضره.سؤالها ليس بمطرحه..الواقع إن هذا المنزل الحجري قد ورثه من والده الذي بدوره ورثه من والده الذي إشتراه لغرض قضاء الاجازات فيه وهكذا إنتقلت الملكية من الأب إلى الأبن وقد شكر الله لعدم وجود أقارب تنافسه بملكيته فهو يعشقه ويتمنى أن لا يفارقه ولولا إصرار أخيه بالانتقال منه في الماضي والعيش في مكان راقي قريب من أماكن عملهم لما فارقه أبداً.الفتاة تزداد فضولاً يوماً بعد يوم ولا بد من قمع فضولها ولكن إلى متى ماذا يتوقع وقد أدخلها حياته المليئة بالمخاطر؟.لكل شئ ساعته وحتى تحين ساعة الحقيقة فسيتحجج بما يخترع له عقله من حجج مزيفة.بزغت كذبة على السطح علها تنجيه وأدلى بها بحرص مدروس

"لقد إشتريته منذ حوالي ثلاثة أشهر ولم أطلع أحد عن مكانه بإستثناء صديقيّ بالطبع إنه للحالات الطارئة وقد أدى غرضه"

وحدجها يقرأ تأثير كذبته عليها..هزت رأسها متفهمة وقالت

"آه..بالتأكيد إنه مكان مناسب للإختباء..لكن.."

علقت جملتها بينما تبتلع لقمتها ثم إسترسلت بجدية

"إلى متى تنوي الإختباء هنا كأنك مجرم..أليس لديك كلمة..عليك أن تواجههم بدل الخضوع لهم..أحياناً من الصعب مواجهة الأهل فيما تريد لكن لننظر للأمر من زاوية أخرى إنه مستقبلك أنت من تصنعه بيدك وليس غيرك..هم قد عاشوا حياتهم فلمَ لا يتركوننا نعيش حياتنا كما نريد لمَ يجبروننا على إتباع خطواتهم دوماً أليس لنا رأي بما نرغب به؟"

"هذا ماأحاول فعله"

إنتبه لما تلفظ به وغير مقصده بطريقة لا تمت لسؤالها بصلة

"أعني أنا أحاول ولكن تأثيرهم علي قوي..أشعر بالضعف أمامهم وأدعهم يتحكمون بي.أنا الآن أحاول أن أطور من ذاتي..أن أصبح أكثر قوة.وسيأتي الوقت المناسب الذي سأواجههم فيه لأنني إن خرجت قُيدت يداي"

إقتنعت بكلامه وفهمته بطريقتها الخاصة وتدخل ديلان مجدداً معلقاً

"بكلامك هذا تحرضين الأبناء على آباءهم"

"كلا لا أحرض.ما أقصده هو أننا يجب أن تكون لنا كلمتنا في البيت أن نبين لهم أن لدينا أحلامنا الخاصة التي يجب أن نحققها وليس أحلامهم هم..أبي يريدني أن أكمل دراستي وأدرس الاختصاص الذي يختاره هو بينما أنا لدي حلمي الخاص وبالكاد أقنعته.الأمر معقد جداً من هذه الناحية..أعني من يتمنى لأبناءه العيش بتعاسة وإحباط مع حلم ليس لهم.. ثم إني أخص بهذا الضعفاء المكممين الأفواه اللا رأي لهم في إختياراتهم مثل سيد غابرييل"

"هيه..إنتبهي لما تقولين أنتِ تهينينه.رباه كم أنتِ جريئة "

"لم أقل إلا الحقيقة هل شعرت بالإهانة سيدي..أعتذر"

وجهت إعتذارها لثيو وصمتت بعد إن أنتهت كلماتها وشرعت تكمل طعامها

"كلا أنتِ محقة .."أجاب وشرد عنهما لتلك اللحظة المصيرية التي تشاجر فيها مع والده بشأن دخول سلك الشرطة.تلقى رفضاً قاطعاً عدة مرات من والده آنذاك راغباً في أن يصبح ولده مهندساً معمارياً كبيراً كما كان يحلم في شبابه ولم يتجرأ على تحقيقه ليضع كل أحلامه في إبنه البكر الذي كان مصراً على موقفه.

أنتهى الأمر بينهما بخصام شديد فر على إثره من البيت لمدة ثلاثة أيام عاد بعدها ليقنع والده بأسلوب مهذب وطرق إقناع جاءت بنتيجة مرضية لكلا الطرفين.فالخصام والعناد لا يحل المشكلات أحياناً.

"وأنتِ هل حققتي حلمك؟"سألها

"جزء منه..عائلتي تعتبره حلم سخيف..وأنا مقتنعة به..الأحلام الصغيرة السخيفة يمكن أن تؤدي إلى حلم كبير..هذا ما أؤمن به وأتمسك به بشدة.ثم لا يجدر بنا الاستهانة بصغائر الأمور..حتى لو سخر مني الملايين فسأواصل وأسعى لتحقيقه.حياتنا قصيرة فلمَ لا نستمتع بالأشياء التي نحب؟!"

"أعجبني كلامك..فقتي تصوراتي"أبدى ديلان إعجابه بكلامها لأول مرة وسألها بفضول

"وماهو حلمك ؟"

"لن أخبرك"

"أظنه سخيف لهذا لا تتجرأين على إخبارنا"

"أفضل إبقاءه لنفسي مت بغيضك هه"

وضعت الصحون فوق بعضها وحملتهم متوجهة للمطبخ لجليهم. بعدها وبعشر دقائق دخل ديلان المطبخ لأخذ سكين بطلب من ثيو وسمعها تتمتم مع نفسها.ما ألتقطه منها كانت كلمات مبعثرة لكنه تمكن من أخذ المفيد..تقدم نحوها ببطئ وهمس بأذنها

"تريدين إغواء من آنسة غريس؟!"

أجفلها صوته ويبس أطرافها وماتت الكلمات في حنجرتها

"ماذا هل أصبتي بالصمم !"

إستدارت لتواجهه ورمقته بجرأة.لوهلة تاهت في قزحيتيه العسليتين الضاربتين للحمرة وسحرت بهما.ثم تداركت موقفها إثر فرقعة أصابعه وهو يعيدها لواقعها وتحولت إلى عدائيتها.
سأفقأهما له هذا الاحمر المتطفل.لن تسمح له بمعرفة مخططها بإغواء سيدها لذا قالت بشئ من النفور

"إطمأن لن أغويك أنت بالذات لو كنت آخر رجل في العالم"

"آه..هذا جيد..عرفت مقصدك وهدفك الآن"رفع سبابته تجاهها
"إياكِ والإقتراب من ثيو..اقصد غابرييل إن فعلتي فلن تري خيراً"

هددها وهو يقترب منها خطوة بخطوة لتتراجع إلى الخلف وتلتصق بحافة حوض الغسيل.إستطاعت إخفاء خوفها منه وقبضت يدها تحسباً لفعل شنيع..إقترب كثيراً ونظراته الشيطانية الماكرة تخترقها وتشل أعصابها..راقبته وهو يمد يده خلفها ليتناول سكيناً موضوعاً على الحوض وأبتعد عنها لتزفر براحة.قالت له بغرور وهي تشير إليه بالملعقة

"إحذر أن تقع بحبي ديلان..هذا مايحصل في المسلسلات..يغيظ البطل البطلة بعدها يقع بحبها"

أصدر ضحكة عالية وأشار بسكينته عليها

"خيالكِ واسع يافتاة..أنا لا يمكن وأبداً أن أقع بحبك أو حب أي فتاة..وتذكري هذا..إبتعدي عن غابرييل..هناك أمور تشغله أكثر منك"

خرج وتركها مصدومة يتلاعب الشك في عقلها

"مستحيل..هل يمكن ..هل يمكن ..إنه .."

وأحتظنت خديها تقول غير مستوعبة

"كلااااااااا..."

لتقطع الشك باليقين قررت الاستعانة بثيو لإشباع فضولها.أنهت أعمالها وتفحصت المكان.تأكدت من خلوه من الاحمر لتقترب من ثيو الذي كان يجهز نفسه للصيد وقبل أن تتفوه بكلمة سألها

"هل تريدين المجئ معي للصيد؟"

"الصيد...حسناً سيكون هذا رائعاً"

"فلتتجهزي إذاً"

وأخيراً سيكونان لوحدهما بدون تطفل ذاك الصديق المزعج.خرجا بعدة الصيد وملابسه المخيفة فوق جسده أما هي فارتدت بنطال جينز أسود وتي شيرت أبيض فضفاض ورفعت شعرها للأعلى وتركت بضعة خصال متناثرة على جانبيها.

"هل نحن في غابة ؟!!"

سألت متفاجئة؛فهذه مرتها الأولى بالخروج مذ لحظة مجيئها عدا تلك الليلة التي هربت فيها،وغاب عن ذهنها وجود غابة بالجوار.

"إنها غابة صغيرة..نحن نسكن في اطرافها إن لم تعرفي ليست بذاك الشئ الكبير الذي يجلب أنظار السياح..لأقول الصدق إنها غابة مهجورة منسية..لايسكن فيها سواي والحيوانات"

"هل يوجد فيها حيوانات مفترسة؟"

"نعم يوجد لهذا أرتدي هذه الملابس لأخيفها وإخافة الناس أيضاً حتى لايقتربوا منا.اعتبرها ملكي"

"أنت غريب سيد غابرييل ..كل هذا لأجل أن لا تُكتشف"

ضحك بسره على سذاجتها..لاتزال تصدق كذبته فأشعره هذا بالذنب لكن لا يمكن التضحية بسلامته واقرباءه.

"ماذا سنصطاد بالذات؟"

"أرانب"

"أرانب!!!أأنت جاد؟"هتفت مذعورة فهي تحب الارانب ولم تتصور يوماً أنها ستأكل تلك المخلوقات اللطيفة الناعمة.ذكرى ديلان محت مشاعرها تجاه الارانب فجأة وتشجعت لسؤاله

"سيد غابرييل..هل ديلان.."

"ماذا بشأنه..أنا أعتذر نيابة عنه غريس إنه طائش"قاطعها

"كلا..كلا..لا تعتذر ..وإنما هل يملك..."

قاطعها مرة أخرى وكأنه يقرأ أفكارها

"لايملك حبيبة..توفيت منذ حوالي سنة ونصف"

"تو..توفيت !!كيف؟!"سألت مصدومة

"لاتتقربي منه غريس إنه لا يزال يحبها وأقسم على قبرها أن لايحب فتاة من بعدها"

تجاهل الرد على سؤالها.إذاً كلماته السابقات تؤيد ما قاله ثيو..إنه لن يحب فتاة من بعدها..وهذا يفسر تصرفاته تجاهها..إنه يحاول جاهداً إبعادها عنه كي يوفي بوعده ويحرم قلبه من حمل مشاعر حب نحوها.أكدت على تفسيرها وتفاخرت بكونها فتاة يعشقها الرجال.

"أنا فقط أسأل ..هل كانت شخصيته هكذا؟"

"موتها قد  أثر فيه.." 

وبدا انه لا يريد الانجرار اكثر في الكلام قال

هيا حان وقت الصيد ..إنتظري هنا ريثما أعود"

"ألن آتي معك ؟"

"كلا أخشى أن تصابي بمكروه..إن تأذيتي من سيطهو لنا حساء الأرانب"وأبتسم بحنية تشعرها بالامان دوماً.راقبته وهو يختفي من أمامها والإبتسامة لم تفارق ثغرها.زايلها عطف وشفقة تجاه ديلان وأعادت النظر بتصرفاته ولو أنه يكف عن تجريحها لعاملته بلطف واحترام وتمنت أن تتحسن علاقتهما ويسود السلام بينهما. هي في النهاية مجرد ضيفة عابرة عليها تخليد ذكرى جميلة في قلوب مخدوميها.

إنتظرته قرب شجرة كبيرة وأخذت تبعث رسائل نصية لأختها تبشرها أنها قد وجدت ضالتها وستوقعه بشراكها مفصحة لها عن ثروته ووسامته وإعجابها به.أنبتها اختها وأثنتها عن عزمها لكن لاجدوى من رأس يابس وعنيد كرأس غريس.تأخره أخافها..تلفتت يميناً ويساراً ومشت خطوات للأمام عازمة على البحث عنه.أعاقها عن إكمال مسيرها صوت طائر ورجعت لمكانها مذعورة.إلتصقت بالشجرة وكادت أن تحظنها لما لاحظت ظل طويل يدنو خلفها.
تسمرت وشهقت مرتعدة

"مم...من أنت !"

صوت إرتطام شئ قوي على الأرض جعلها تقفز مرعوبة

"إنه أنا..أنتِ جبانة..لم أتصورك على هذا النحو"

"تركتني وحيدة كيف لا أخاف سيدي كما إنك حقاً مخيف"

اكتسب صوتها رنة طفولية أضحكته

"هيا إحمليهم معي"
حملت أرنب واحد وخاطبته بشفقة
"كم أنت مسكين أيها الأرنب..ماذا لو كان عنده أطفال..أتعجب لماذا تتعب نفسك بينما يمكنك شراء حساء الارانب من السوق"
"أحب الصيد..هيا لنذهب"اقتضب الاجابة ومضى مع الارانب الثلاثة

خطر لها خاطر لمَ لا تقوم ببعض الدراما وتحمس الجو لصالحها؟! تقدمت ببطئ نحو حجر كبير وتعمدت أن تتعثر به.أوشكت على السقوط وإيذاء جسدها لولا يداه القويتان المتشبثتان بمعصمها بعناية،وبحركة درامية جذبها نحوه وألتقت الأعين..عينان خاويتان ..ذابلتان لاحياة فيهما..تحيطهما هالات سوداء..أشعرتها بالغرابة والشفقة في آن واحد ولشعورها بالإحراج لطفت الجو بكلامها

"تحتاج لعناية بالبشرة سيدي وخاصة الهالات السوداء حول عينيك..الا تنام هذه الأيام؟"

حررها من قبضته وإكتفى بالصمت شاقاً طريقه نحو المنزل.
"ماذا كان هذا..هل تجاهلني..لمَ لم أبتسم له إبتسامتي الساحرة
آه غريس فشلتي ياللإحراج"تضرجت وجنتاها بحمرة جميلة وطفقت تؤنب نفسها حتى اللحظة.وهي تتذكر هذا المشهد نوبة من الضحك إنتابتها وجعلت تتفاخر بقولها انا اصلح ممثلة بارعة.الساعة الآن الواحدة بعد منتصف الليل وهي لم تخلد للنوم..لم يفلح نشاطها هذه المرة حتى مع عد الخراف.شعرت بالعطش ونهضت لملأ كوبها من براد المطبخ.تباطأت في خطواتها حذرة من ايقاظ أحدهما فأستوقفها أنين أجفلها.مامصدره!!!تتبعت مصدره ومع كل خطوة يزداد الانين..إنها الغرفة التي على يسارها..ماذا يحدث وماهذا الصوت؟!!تمكن منها فضولها وسمحت ليدها بأن تمتد لقبضة الباب بحرص.فتحته دون إحداث صرير وما أبصرته شئ غير عادي..ثيو راكعاً قرب سرير شابكاً يداه مقربتان جداً من وجهه والدموع تنسكبان عليهما..حاولت فتح الباب أكثر لتراقب عن كثب مايحدث له وإذا بيد قوية تطبق على معصمها وينغلق الباب بهذه الحركة

"مالذي أخرجك في هذا الوقت ؟"

بنبرة غاضبة سأل ديلان

"اريد..أريد ملأ كوبي بالماء"ارتبكت

"لاأعتقد بأن هذا هو المطبخ"

"س..س..سمعت صوتاً غريباً وأردت معرفة مصدره.مالذي يجري معه لماذا يبكي سيد غابرييل وفي هذا الوقت هل حدث مكروهاً ما؟!"

"الا يحق للرجل أن يبكي ..البكاء ليس حكراً على النساء فقط ..لاتتدخلي فيما يعنيك أنتي مجرد خادمة عودي لغرفتك"

أذعنت له مكرهة متوعدة أن تستعلم عن الذي يحدث مع زوجها المستقبلي كما تزعم.

السابع عشر من مايو 2014

يومٌ جديد لم تُرتكب خلاله أي جريمة متوقعة شأنه شأن الايام الماضيات،فعلى ما يبدو إن الشيطان في فترة إستراحة يخطط لحدث أضخم كما أعرب العميل كليرك عن توقعاته لزميلته وهما يتناولان الطعام في مطعم راقي من إختيارها في فترة إستراحتهما المسائية.كانت بمثابة حفلة ثنائية وداعية قبل أوانها فهي ستنتقل لقسم آخر ولن تتوفر لها فرصة بدعوة زميلها.أما عن مهمة الرجال الثلاث اللذين أُسندت إليهم مهمة إكتشاف مجهول المشرحة فأثمرت بمعلومة إذ شكوا بإحتمالية كونه مصوراً صحفي من اللذين مُنعوا بحشر أنفهم في القضية عن طريق الكاميرا التي يحملها حين حصلوا على شريط آخر له.أياً يكن هو فقد صار بموضع مشبوه وسيُقبض عليه حين تطأ قدماه أرض الكمين فمن الممكن أن يكون عوناً للشيطان.أما العملاء الآخرون فركزوا جل إهتمامهم بالضحية الاخيرة التي دلت على دلائل جديدة يُعول عليها إذ إكتشفوا بناء على أقوال أقاربها وأصدقائها أنها في يوم مقتلها عرجت على حانة ما لأجل الاسترخاء وحُولت مهمة استجواب الزبائن للعميل الاصلع وزميلته فقصدوها سائلين إستجوبوا العاملين الذين أعربوا عن أسفهم لمقتلها فهي زبونة طيبة تتردد دائماً للحانة ولم يلاحظوا عليها شيئاً غريباً آخر مرة رأوها.أحد الزبائن وهو رجل تبادل التحايا معها في بعض الاوقات أفصح عن رؤيته لغريب جلس جوارها كان يرتدي قبعة رياضية ذو ماركة رديئة يغطي وجهه بكمامة طبية تُظهر عيناه فقط.شرب شرابه وخرج من المكان دون إثارة حركة مريبة.ولم يستطع معرفة ما اذا كان قد تبادلا الكلام ام لا.بعدها تبعته بخروجها ولم تحظى الحانة بزيارة الغريب لها مجدداً حتى وإن حدث وتردد عليها فلن يتعرف عليه أحد لأنه سيكون قد نزع كمامته التي ما هي إلا حجة لحمايته من الشبهات كما أستنتج العميلان.ثم وضعاه في دائرة المشبوهين ولازما الحانة على أمل ملاقاته.

في جهة أخرى حيث
العميلان تشونغ وروبرت اللذان يأسا من محاولاتهما في إيجاد ثيو.كل السجلات سواء كانت هاتفية أو طبية أو غيرها من بطاقات إعتماد كلها قد حذف أسم ثيو منها كما أُخبروا.حتى دائرة الجوازات كان لها نصيب فآثروا الإستسلام وإلغاء المهمة.كانت نوعاً ما سهلة بتدخل وسطاء من معارف تشونغ اللذين لم يمتنعوا عن تقديم المساعدة نظراً للصعوبات التي واجهاها للسرية التي يتعامل بها موظفي الدوائر.الساعة الآن الرابعة عصراً والجوع أفقدهما الطاقة على إستئناف العمل فقصدا مطعهما المفضل حتى اذا إنهيا مائدتهما الشهية،صدح جو المطعم بصوت أنثوي مرح إشتاق له محبيه.هذا المساء حدثت أشياء غامضة سلبت تفكير غريس وراحتها وجعلت عقلها يطفح بأسئلة لا جواب لها..سر بكاء ثيو..وسر الإجتماع السري بين الثلاثة صباحاً ومنها أيضاً رغبة سيدها المفاجئة في شراء أطعمة سائلة فطلب منها الذهاب للسوق وزيارة أهلها على شرط أن لايتبعها أحد وأستجابت.مؤكد أن شيئاً يجري وإلا ما طلب منها مغادرة المنزل؟!.وها هي تزور عائلتها بعد شرائها للأطعمة وكان للعميلين نصيب أيضاً،فما إن لاحظتهما،تذكرتهما وأخذت تخوض حديثاً شيقاً مع تشونغ بخصوص الصين وغيرها من الأمور التي أثارت حفيظتها وروبرت يطالعها بدهشة وانبهار لتصرفاتها العفوية الطبيعية متساءلاً عن وجود أمثالها.فكل النساء اللواتي قابلهن يندرجن تحت مسمى واحد
"مصطنعات".

في غرفةٍ يُنيرها ضوء مصباح خافت يجلب الكآبة والمرض وبعيداً عن ضوضاء الحياة المزعجة، يقبع سريرٌ يحمل جسداً بشرياً هزيلاً موصولاً بأنابيب شفافة تحوي سوائل وجهاز تنفس ملتصق بوجه صاحبها.طرفَ بعينيه بتثاقل وحرك أصابع يده اليمنى منبأةً بحياة طال إنتظارها كثيراً.
يتبع

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro