CHAPTER 7
❀❀❀❀
❀❀❀❀
إنني فعلت الصواب..
«أتعتـقد ذلك؟»
سخر كاي وهو يسكب لنفسه كأسًا آخر من قنينة الشامبانيا. حدقت صوبه ولم أقدم ردًا؛ فليس لدي شيء لقوله.
أما تشانيول لم يتخلى عن فرصته ليتهكم ويجعلانها أمام مدفع ثرثرتهم.
«تلك المرأة تحب نفسها أكثر مم تتوقعه يا كاي..، رغم أنها كانت زميلتك في الثانوية..، لكن ما أخبرتنا عنها لا يبلغ الواحد في المائة عمّ آلت إليه الأمور الآن..»
بترت كلامه بإنزعاج:
«إنّـها ليست بذلك السوء.»
رمقني بإزدراء ثم تلفظ بتعليقاته عنها التي لا تعد ولا تحصى.
«كـادت أن تنهيك من التعـب..، لم تأخذ إجازة لمنذ ثلاث سنوات..، عملت دون إنقطاع يا رجـل!..، وكأنـها لـن تستطيع التنفس بدون وجودك!..، أنا بالتأكيد لا أفكر بالمرور قرب إمرأة مثلها..، وأنت تتحدث عن الحب..، إنها تـرى الأفـق فقط..، الثروة والمشاريع أولوياتها..، بحـق الخالق لا أفهـم ماذا أعجبك فيهـا..»
كنت سأعترض لكنه وجه كفه وقاطعني ليكمل سرد كرهه نحوها.
«لا أتحدث عن هيئتها الخارجية..، هـي سيدة جذابـة..، لا أنكر ذلك..، لكـنها من حجـر..، وقبـل كل شـيء..، هـي لا تحبـك.»
«إننـي لم أبدي برغبتي في الزواج بها أو حبـها.»
اِمتعضت من اِتهامه لي وهو لم يلجم ثغره، إنه غاضب لأنني أذنت لها بأذيتي وبقيت صامتًا.
«لسنوات..، حاولت إقناعك بمغادرة ذلك الجحيم..، لكنكَ بقيت كالأبله..، اِستسلمت لهـا..، ولم أتدخل لأنـها حيـاتك..، الآن..، تلك السيدة بلغت سقف الحدود..، لم تضع حسـابًا للمدة التي عملتما فيها معا..، أخذت كل ما اِكتنزته من تعبك..»
بلل كاي حلقه من القنينة وأخذ يشاهد شجارنا في حين اِستقمت ودافعت عن نفسي.
«ذلك العمل أحببته حقا!..، وإنني نفذت شروط العقد لأن الخطأ من جهتي!»
نهض أيضا ونقر بسبابته صدري حانقًا.
«لست أنت من ستتحمل مسؤولية غبائها..، حسب العقد أيضا كان عليها أن تطردك وتعطيك نهاية حسابك..، فهي من أتت لرؤيتك..، أنت لم تبحث عنها لتوقعها في مشكلة!»
اِنتفض كاي من الأريكة السوداء ودس ذراعيه بيننا ليفض النزاع، قهقه بخفة ثم تمتم.
«ذلك كان من الماضي..، الآن..، أنتما معي..، لا مزيد من ميـني المختلة..، أو عقد مجنـون ضد القانون..، فليس بنيتي قذف أحد وراء أسوار الشركة بالوقت الحالي.»
عدت إلى الأريكة المخملية وأدرت ظهري لهما، غصت بجدار بهو شقة كيم وفوهة الجعة عند فمي. إنني لا أستطيع نسيان شفتيها، وأنها قد بادلتني مشـاعر تلك القبل..، بالاِشتياق ذاته.
تمنيت أن تصدني، أن تكسر لذتها، لأنّ بتلك اللحظات، لم أعد أكترث لمصيري؛ فلقد أضعت حكمتي بعينيها. وجـداني لا يشعر برغبة في الوقوع لها، إننا ندرك أننا على خطيئة حمقاء؛ فهي ربما قد تجاوبت معي لأنها اِنجذبت لي جسديا.
كل تلك السيناريوهات التي قد صنعتها دواخلي، تقودني إلى أن أطوي صفحات قصتها وأمضي بعيدًا. وجودي قربها كان عبئا علي، وعليّ أيضا أن أنصف فؤادي الذي لم ترحمه؛ فكم كانت تستمتع بإهانة كبريائي، تحطيم طموحي في التقدم، ولم تلتقط بـي نـورًا قط.
إنني مازلت أعامل بصفة موظفها لأن هذا واقع لن أتمكن من تغييره؛ فلن ترى بي رجـلًا قد يحبها ويكـون شريكـا لحياتها.
لم تمنحنـي ثقتها، ما فتئت ذلك الغريب..
والتي أضحت منعدمة الآن..من ضفتي كذلك!
أعي أنها ليست بامرأة قد أتمنى أن تكون لـي ملجـأً وحضنـًا لأولادي. ليس لأننا من بيئتين مختلفين..
إنها لم تتعلم أن تحـب..
كما أن وضعي المادي عائق كبير، وهذا أمـر لا يمكننا مناقشته؛ فليس هناك ما يمكننا طعنه باللوم، ومن الطبيعي أن تشعـر أننا من عالمين متوازيين.
كبرت وهي تحصل على ما تريد بينما كنا نعمل بجد لنحقق الاِستقرار؛ المشكلة ليست بهذا الجزء، وإنّما فيما قد أقدم لها، إنّ من الأساس لا شيء قد يرضـي غطرفتها.
مهما تعبت واِستنزفت من الدهر لن أشبع شهوة ما تبحث عنه، كنت موظفّا بأعين الجميع وعبدًا بالنسبة لها، إن لعبة الـزوج لن تكون أبعد بقليل من هذا.
تهوى السيطرة، أن تمضي خطواتها حسب أوامرها، وحينما ستتقاطع رغباتي بما لن يعجب سموها ستحاول ليّ ذراعي عنوة. كنت لأقول أنها قد تربت هكذا، لكنني قابلت أخواتها، لكل منهن طبعها المميز، وإنها الأشد بينهن شبهًا بوالدها.
حتى الاِهتمام تعتبره سبيلا لخداعها، بمرات عدة تسألت عمّ يدور في ذهنها عني. إنّ الإجابة أخذتها اليوم، وكانت جيدة لتمحو هذه البسمة من وجهي. القصة اِنتهت بالفعل؛ فمهما أدرت صفحات كتابها لن أستبدل النهاية.
اِنشغلت بالمشروع خلال هذه الأسابيع، واِغتنمت فرصتي لأدرس طلبات السيد جـو. اليوم يكون موعد المناقصة، كنت ومساعدتي جين مـينا على اِستعداد تامٍ لكل ما سنواجهه؛ فإنني أحفظ أساليبها جيدًا في المفاوضة، هي كانت تستعين بي إن أحست بأنّ المضمار يستلزم ذلك.
لكنني بالفريق المضاد الآن!
وجد تشانيول تشابه اِسمها ومساعدتي ملاذًا للضحك، بالنسبة لي لا يبدو شيء مسليا، أفضل مناداتها بالآنسة جين؛ فنطقه يجعل قلبي ينقبض!
اللعنة..، كم يرهق التفكير بها مهجتي!
دلفت قاعة الاجتماعات حيث قد أشارت سكرتيرة السيد جو، نهض باِبتهاجه اللطيف واِحتضنني ثم اِنحنى كتحية لمساعدتي..
حينما لم أبصرها. تجمد الدم بجوفي قلقًا؛ فهناك وجه جديد بهذه الساحة.
اِستقام ثم حرك رقبته ومد كفه لي قائلا.
«يسعدني لقائك سيـدي..، أكـون كـيم مينسـوك..، سكرتير الرئيسة هـان.»
سحقا!
صنعت اِبتسامتي مرغمًا وصافحته.
«بيون بيكهيون..، نائب مجلس إدارة كيـه.»
مدد ثغره باِتساع؛ فلقد دلفت سيدته حينئذ، تيبس فكي حينما أبصرت مثبتًا أزرق اللون حول يدها وغطى حدود ذراعها.
إنها ترتدي فستانًا خفيفًا أسود اللون بلا أكمام وعاريّ الكتفين. أين الحذاء ذو الكعب!
هتف السيد جو بتأسف.
«يا إلهـي..، آنسة هـان.»
أجابت بنبرة جافة دون أن تنظر صوبي.
«حادثـة بسيطـة.»
«متـى؟»
فاهت بتقطع، وإنني أستطيع أن أخمن أنّ الألم مازال يقظًا بها.
«أمـس..، تعثرت بالدرج.»
اِستدار تجاهي قائلا.
«أرى أن نؤجل الاِجتماع..، إلى أن تتعافى الآنسة هـان..»
«إنني بخـير..، لنفتتح اِجتماعنـا سيد جـو.»
قطعت حديثه بعنادها، إنها مازالت لا تبالي بصحتها وتضع العمل فوق كل شيء.
لم أصمت؛ فلن أتمكن من الصمود ساكنًا بينما تكظم توجعها.
«أوافقك سيد جـو..، يمكنكَ مراسلتي بالموعد الجديد..، حتى يناسب الرئيسـة هـان.»
«أفضـل الآن.»
ببرود تكلمت مجددًا وخاطبت السيد جو وكأنني شبح، إنها تتجاهل خيالي باِحترافية. هذا ما أبتغيه، رغم أن طعنته حرقت جوفي.
نبس السيد جـو بلطف.
«آنستي..، العمل يمكنه الاِنتظـار..، لن نعقد أي شيء دون وجودك..، رأيكِ بالمشروع ذو أهمية كبيرة بالنسبة لـي..، رجاءً..، لأجلـي.»
أعلم أنها تدير لسانها بفمها وهي تفكر؛ فقد أعلت بصيرتها إليّ، ولم أدحر عيناي عنها، لكنها أزاحت مقلتيها إلى الآنسة جين التي اِقتربت لتوجه هاتفها إليّ؛ فقد أبلغها كاي برسالة نصية أنّ هناك اِجتماع آخر مساءً مع رئيس شركات هونغ للانشاءات.
لم نستأنف اللقاء، غادرنا القاعة بشكل جماعي، وإنها أمامي، مساعدها الجديد خلفها في حين خطواتها الثقيلة تمضي ببطء.
حاولت التغاضي عن ذلك، أن أكون أنانيا كما عهدتها معي، ألا أبالي بـها.
عند المرآب، ناولت الآنسة جين مفاتيح سيارتي وقلت.
«عودي إلى الشركة..، أحتاج أن أذهب إلى مكان مـا.»
«أستطيع العودة بسيارة أجرة..»
لم أبقى لأقنع عناد اِمرأة أخرى، أرقدت المفتاح في كفها وإنها هتفت باِسمي دون أن ألتفت. بحثت حدقتاي عن سيارة اِبنة هـان كانغهو، وقد وجدت المساعد بمفرده أمامها.
«أيـن هـي؟»
تسربت من ثغري بين أنفاسي المختنقة.
تأتأت ثم قال بهدوء.
«لقد رحلت بسيارة أجرة..، وتركت لي مفاتيح سيارتها لأعيدها إلى الشركة.»
أدبرت إلى الشارع لأحظى بواحدة، نسيت أن أودعه وإنني لم أتلقف الهواء حتى اِمتطيت المقاعد الخلفية لإحداهن. أخبرت السائق بعنوان مخبئها، وطلبت منه الاِسراع.
أخرجت هاتفي وتصفحت رسائلها القديمة، كلها كانت:
-هـيا.-
-أرسل جدول اليوم-
-أحضر التقرير الشهري-
مكررة، وكأنّها تحادث ذكاء اِصطناعيا.
كنت أنفذ أوامرها باِتقان لكنها لم تمدح يومًا عملي، حتى المشاريع التي شاركت فيها، كانت تأخذ المجد بمفردها، إن ذلك التعب الذي أبلغها مجلس الإدارة كان بسهر كلينا.
لم تتخيل حينئذ أنني قد أرغب في الترقية، كانت تعلي من رتبة الجميع ماعدا بيون بيكهيون، وكأنني دمية يجب أن تكون بجوارها فقط..
أراجع نفسي، حتى أغير مسلكي ولا أذهب إليها، لا أريد..
عقلي يخبرني أن أحذفها؛ كنت المتألم ولم يرف لها جفن..لكنني أحـبها. لـن أستطيع اِنكـار ذلك مثلها، الغبي الذي يتوسد صدري مغرم بلوثـة.
صعدت الدرجات وقدتني إلى البوابة كالمجنون، نقرت أرقام شقتها السرية واِنفتحت.
كانت واقفة بمنتصف غرفة المعيشة، تعابير التفاجؤ صبغت ملامحها البهية.
تقدمت بكل جوارحي ولم تنكفئ. اِشتملت خصرها بذراعي حتى أطيع رغبتي ثم لثمت شفتيها؛ فتأوهت وتشبث كفها الأيسر بياقتي. فتحت ثغرها لأعمق قبلتي في حين اِلتصقت بي وعانقتني.
ضممتها إلى صدري أيضا حينما هتفت باِسمي، حرب ثغرينا اِشتدت وإنني هويت بها إلى الأريكة جالسًا كي تفترش حضني.
اِلتهمتنا شرارة الرغبة إلى اِستنزفنا نيرانها وقلبت الوضع حتى أيتاح لي التحكم بها.
عندما اِستشعرت قطرات دموعها، توقفت وحملقت في بؤبؤيها.
«هـل أذيتكِ؟»
«كثيـرًا.»
أجابت، كنت سأبتعد لكنها تمسكت بياقتي وجذبتها لتقبلني. أبعدت وجهي عنها؛ فأبصرت الصدمة بفتنتها البهية، لم أنتظر أن تظن أنني ألهو، لكنني لن أسمح أن تأخذ المبادرة.
السيطرة هنـا لي.
أغرقتها قبلًا والأمر قد خرج عن السيطرة، اِنعطفنا إلى منحى آخر، لم أتمكن من صد ما أشعر به..
بل ما نشعر به؛ فلم يتبقى مفرد بيننا.
أعي ما أفعله، ولا أريد التوقف. إنّها بين ذراعاي كاملة، والخطيئة هذه المرة من جهتـي.
لست سكرتيـرًا ثمـلًا!
كلّ الغضب الذي كان نحوها أخرجته حبـًا بجسدها؛ لن أستطيع إيلامها، لكنني أستطيع إيقاعها في حبي.
أن تحتاجني هكذا، أبتغي هذا. أن تكون هاتين العينين اللمعتان ملكي. أضفت قبلًا أخيرة خلف أذنها لأترنم بدقات قلبها مستمتعا؛ فكم خلت أنه مفقود بين أبعاد أخرى.
تحسست أناملها وجنتي وقالت بنبرة جافة:
«أنت لـم تسألنـي قـط..، عمّ أشعـر به..، تـخليـت عنـي في أشد الأوقات التي اِحتجتك فيها.»
«لـو أردتِ بقائـي لفعلتِ.»
كانت سترتفع عني؛ فسحبتها إلى حضني مجددًا وسبحت بعينيها.
«ألم أعد جـرذًا الآن؟»
شقت فكها ثم نبست برنة ماكرة.
«أتيت للاِنتقـام؟»
نقرت شفتي بسبابتها وأتمت سخريتها.
«هل خمد غيظـك؟..، أم تنتظر الدفع لخدماتك؟»
إنها تحاول اِختباء خلف رداء القوة كي لا ينبثق كيانها الهش. لا بتبغي الظهور أمامي مستسلمة، وأنها قد منحتني شرف أن أكون الأول.
«كـلا.»
قلت؛ فاِستقطبت تركيزها وتهكمت ببرود.
«فقط..، أخشـى على سمعتك سيدة هـان..، فليس من السهل أن تطرحي فراشـكِ وسكرتيرك السابق.»
وضعت ظفر سبابتها على رقبتي متلفظة.
«تهديـد صريـح..، يا ترى كيف سأتعامـل مع خبـثكِ الحقيقـي.»
جعدت فمي وهمست عند شفتيها.
«لقد نسينـا جزء الحماية..، سيدتـي.»
تشنجت واِنتفضت عندما أدركت أنها بورطة حقا. اِستترت بقميص رداء نومها الأسود وفرت إلى جوف غرفتها. أقفلت الباب بإحكام وفهمت من تلميحها أن عليّ الرحيل.
مخطئة عزيزتي ميـني، لست سكرتيرك المطيع بعد الآن. فتحت البوابة وأغلقتها مجددًا. تمهلت للحظات ظانة أنني غادرت؛ عندما اِنبلجت داهمت خلوتها وإنها قد ترددت في منعي.
تراجعت بكلمات مرتعشة والدموع بمقلتيها.
«مـاذا..، تريـد..، بالتحديد.»
«تـرقيـة.»
«هـا؟»
تسربت من فكها والدهشة قد بلغت خيوط وجهها الفاتن. قلصت المسافة بيننا لكنها تيبست بموطن ساقيها.
«إنني فقط..، أريدك..»
نظرت ببؤبؤيها وتوسلت لها ألا ترتكب في حقنا ظلمًا.
«أن تحبيني..، حتى وإن كان من حين إلى آخر..، أن تثقي بي أكثر من أي شخص آخر..»
«أن أكـون رجـلكِ..»
«لا أريد اِنجاب..، طفل.»
بقيت كالصنم، كأنني لم أستوعب ما جاءت به، رغم أنني قد سمعت ما أردفته جيدًا. وجهت نظراتها الباردة نحوي، قسوة السيدة هـان قد ضغط زرها مجددًا، وسخرت كعادتها.
«كما ترى..، ليس لدينا اهتمامات متشاهبة.»
عرجت إلى خلفي بينما لم أتحرك ثم تحدثت.
«إنني لا أضع جلب كائن إلى هذا العالم ضمن مخططاتي..، بشكل نهائي..، لا أنوي أن أحمل..، ولا مجال لأغير رأيي بخصوص ذلك.»
اِلتفت وتلفظت دفعة واحدة.
«عذر جديد.»
هزت كتفيها بلا مبالاة ثم أشارت إلى مخرج حجرتها.
«طريقة طرد جديدة..، أيها السكرتير السابق بـيون.»
إنني إزاء الشارع الرئيسي! شارد ومتشرد بسبب قلة حيلتي. لقد مر الكثير من سيارات الأجرة دون أن أطلب من إحداهن التوقف.
رنين هاتفي أرغمني على الرد فقط لأنّ تشانيول المتصل.
«أين أنت يا رجل!»
«تـشان.»
شيد تنهيدة مثقلة بالهموم وسألني.
«ماذا حـدث؟»
زفرت حنقي ثم أجبته بمرارة.
«بأي مرة قادمة..، إن رأيتني أفكر بمؤخرتي عوضا عن عقلي..، فقط ألكـمنـي.»
❀❀❀❀❀
❀❀❀❀❀
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro