CHAPTER 6
❁❁❁
INTJ-T.
❁❁❁
اِنفجرت قهقهات والدي ولم يحاول إخفاء اِستهزائه؛ فما قلته لم يرقه. إنني رغم هذا..جادة بمشاعري التي ستقودني إلى الحضيض.
أعي أنني عند الحافة ولا أستطيع العدول عمّ أنوي فعله!
لا أثـق به، بصـدق..
إننـي قد أفعـل من الجهـة العملية، لكنّ ما بات قلبي يتلقفه جعلني في جحر من الحيرة والذعر.
خائـفة من أن يكـون اِعترافه كاذبـًا، أخشى أن يصدق قول أبـي، وأكون ضحية اِستغلالـه لفـرصة معـي؛ فذلك سيغيـر حياتـه جذريـا.
مـن الجحـيم إلى نعيـم الثراء..
لم أقذف كلـمة أخرى، نظرت إلى هـان كانغهـو في حين آرتمـى فوق سطح مكتبه قائلا.
«الـشك..، أقـوى من أي شـعور آخـر..، وجـوده مـع الحـب بسطـر واحد يعـدمه..، هـذا إن كنـتِ مغـرمة به حقـا.»
قلت بآرتباك وإنني قد حركت يداي محاولة التعبير عمّ بجوف صدري.
«ليس شكًا.»
شق فمه ثم سخر بنبرة ماكرة.
«اِنعدام ثقـة.»
خطت ثغري في حين قلص المسافة بيننا ثم عقد كفيه عند خصره.
«تخططين إلى أن تضعـي حيـاته خلـف الجليد..، حتى لا يشتد ساعده ويعثر على أنثى لنفسه.»
بالمجرد التفكير أن يكون بقرب أخرى، أشعر بأوجاع مميتة تعتصر وجداني. كأن أنياب سامة تحرق جراحي، لا أبتغي تخيل ذلك، إنني كنت أجـن فقط كلمـا كانت تمـر بجوارنَـا اِمرأة جميلة تبتسم لـه.
إنه لـيس من النوع الذي قد لا تتهافت عليه النساء، إنه رجـل..
يمتلك الكثير..، ما قد جذبهـن دون أن يبحث عن إحداهن.
وسامته ثم شخـصيته بمفردهـا وإن كنـت لا أطـيقها، لكـنه من صنـف الذي يتعبرونـه مثـاليا.
«مـاذا قـال؟»
صوت أبي قد أيقظني من سباتي؛ فقلت له بهدوء لا يعكس بؤرة توتري.
«واقـع لـي.»
غمغم ثم أصدر ضحكة صغيرة.
«المساعدون يمثلون نقاط ضغط على رؤسائهم، وهم أيضًا يعرفون نقاط ضعفهم الأخرى.»
مددت فكي وإنني أجد من السخف الخوض أمامه وكأنني بحالة من الضعف؛ فلست كذلك، إنني هنا لأجد حلًا سيمكنني من السيطرة على هذه المشكلة التي اِتخذتها مسلكًا لي.
«أهذه حصة لمادة الموارد البشرية؟»
تشدقت؛ فمد ذراعيه كأشرعة وتهكم.
«بالطبع!»
دنا بعد ذلك ثم همس قرب أذني بطنز.
«مـازال بنظرك..، مجرد موظـف..، لعيـن.»
لم أبقى، أنهيت هذه المزحة وحظيت بسيارة أجرة لتصطحبني إلى شقتي الخاصة، لم يمتنع عن مغادرتي، وكعادتي كنت أمام مدفع اِستهزائه بي.
أجلستني فوق الأريكة وبيدي كأس لاذع حتى أقظ ذهني.
لقد رفض مساعدتي!
لا أحد سواه قد يمتلك سبيلًا حتى يقنع الرئيس كيم بأن يطرد ذلك الأحمق من منصبه.
«واللعنـة..، من أيـن ظهـر كـيم كـاي ذاك!»
من المحال أن يكون صديقه! لم أعهد منه الكذب. لكنني لا أثق باِعتراف حبه وربما قد كذب في ذلك أيضا.
إنه قد بدا مقربًا..تلك الفتاة اليابانية واللعنة!
سأفقد صوابي، إنني أشعر بالضياع.
أتعبت جسدي بالتفكير ونمت بمكاني، رنين هاتفي كان منقذي وأيقظني من كوابيس لكواليس عنه واِبنة عمة ذلك الوغد كيم.
دون أن أستقيم رفعته إلى أذني وأجبت بعدما تأكدت أنه رقم هايون.
«سيدتـي..، أيـن أنـت؟»
نبرتها القلقة فتحت تركيزي ثم سألتها.
«مـاذا هنـاك؟»
«مناقصة المشروع الجديد.»
تعتعت فاِنتفضت باِرتياع!
«أريد التفاصيل!»
سمعت تنفسها البطيء قبل أن تبوح بما تكتنزه!
«لقد غير السيد جـو رأيـه.»
صحت بسخط ثم مضيت ذهابّا وإيابا من شدة غيظي.
«كيـف ذلك!»
«قـال أن شركة كـيه..، قد أقنعته باِقتراح إصلاح المنتجع التاريخي وتطويره عوضّا عن بيعه لنـا.»
سكنت بموطن قدمي، دماغي قد تجمد تماما بعد الذي أردفته، تلفظت آسمي ثلاث مرات فتنهدت ثم نبست ببرود.
«اِتصلي بمساعدته، وسألي عن إمكانية مقابلته بعد ساعتين من الآن.»
فصلت الخط في وجهها وسقتني إلى الحمام، اِغتسلت ثم أدبرت إلى غرفتي بمعطفي الأحمر. كان رنين هاتفي يزلزل الجدران، أخذته لأحرر صوت هايون ثم ألقيته فوق الفراش.
«سـيدتي.»
«متـى؟»
قلت بينما أتمعن بالبدلة البنفسجية التي سأرتديها.
«لقد عـاد إلى اليـابـان.»
لم تحاول هايون إضاعة وقتي، أقفلت بمفردها كي أتجهز. وضعت ملمع شفاه زهري، وتبرجًا خفيفًا لأخفي ملامح التعب عن وجهي. بعد البدلة ارتديت حذائي ذا الكعب الأبيض كحقيبتي لوي ڤيتون ذات الحزام الطويل، ثم تفحصت هيئتي بعدم الرضى.
هكذا، مثقلة الهيكل، اِصطحبت إحدى سيارتي السوداء المركونة بالمرآب ومضيت بها إلى مؤسسة كـيه التافهة. اِقتحمت دواخلها إلى جهة مكتب الرئيس، حاولت تلك المغلفة سومي إيقافي لكنني دحرتها وسرت حيث ذلك المدلل.
نهض عندما أبصرني ونزع عن أذنه هاتفه، اِبتسامته الساخرة جعلتني أشتد غضبا.
أوصدت الباب قبل أن تأتي سكرتيرته، ثم زمجرت بحدة.
«مـاذا تبتغي بهذا كيـم كـاي!»
أشار بكفه إلى الكرسي قائلا.
«إن اِستضافتـكِ بمكتبـي شـرف..، آنـسة هـان.»
شققت فمي وداهمت طاولته، صفعتها ثم أخرجت ما بأعماقي من كمد.
«لا تلعـبوا حـولي..، ذلـك المشروع لـي!»
غمغم ثم نبس.
«السيد جو قبل اِقتراح بيكهيون..»
صمت ثم أكمل بخفة.
«وجد حـله حكيـمًا..، والقرار لـه..، فلقد أضحى بيكهيون مدير المشروع الجديد.»
تسربت من ثغري قهقهة متقطعة ثم تلفظت بطنز.
«مـديـر؟»
هزّ رأسه وفاه بنبرة أججت من حنقي الذي لن يخمد هذا اليوم.
«أجـل..، بيـكهيون سيتكلف بإدارة المشروع..، الترتيبات جاهـزة..، إن كان هنـاك إعتراض يمكنكِ مناقشتها مع السيد جـو.»
«أيـن ذلك السافـل!»
صحت فاِهتزّ ورمقني بتلك النظرة، أمقت هذا المدلل حقا!
«أعتـذر..، لا يمكـنني مساعـدتكِ.»
«أيـن هـو!»
جسدي يرتعش، أنفاسي تلهث وإنني منهارة. سأريه كيف يطعنني بظهري، كنت أعلم أنه لا يستحق حبي، إنه كبقية الرجال، الوضاعة تسري بدمائهم النجسة!
رفع الهاتف ثم تحدث:
«سـومي..، رجاءً..، أخـبري بيكهـيون أننـي أريده بأمـر مهم.»
«أشكـركِ.»
ثرثر في حين اِستدرت إلى البوابة منتظرة ذلك الخائن.
«أترغبين بقهوة حلوة؟»
هسهست بحدة:
«أبتغي مغادرتك.»
ضحك ثم تشدق:
«إنـه مكـتبي..، لكن إن طلب صديقي ذلك..، لن أرفـض.»
اِلتفت مستهزئة بما قاله؛
«صديقـك؟»
همهم ولا يبدو أنه يتلو إحدى نكاته السخيفة.
«إنـه بالفعل..، ألم تقرئي سجله؟..، أو عن الشركة التي كان يشتغل فيها قبل أن يصير مساعدكِ المطيع؟»
فتح الباب واِنبلج وملف أزرق بكفه، سكن للحظات ثم أخذ يحدق بي.
«هـيونـاه..، السيدة هـان هنـا لرؤيتـك.»
تحرك كيم كاي وإنني فهمت أنه ينوي أن يتلاشى حتى ننفرد بحريتنا للحديث.
«قالت سـومي أنك بحاجتي.»
تمتم الوغد؛ فرد الآخر.
«الرئيسة هـان جاءت لأجل مناقشتك بخصوص المشروع الجديد.»
«ليس هنـاك شيء لأنـاقشـه.»
أردف وذلك قد أضحكني حقا، إنه يخطط للفرار.
رغم ذلك فإن المدلل اِندثر دون كلمة أخرى ثم ترك هذا الفأر الوضيع أمامي هادئا.
اِشتهيت صفعه، ليشعر بألم دواخلي. هذا لن يكون كافيا، وإنني الآن خرساء أيضا. لم أجد شيء لقوله بينما قد نظر بعينيّ..
نظراته الناعمة تلك..
«إنني هنـا سيدتي.»
رنته اللطيفة صنعت تعابير الاِستغراب على وجهي ولم أستطع إخفائها، رفع حاجبيه وسألني مجددًا.
«فيما يسعنـي مساعدتك سيدة هـان؟»
«كنت تدعي البراءة..، المساعد الأبله الذي يتصرف كـآلة ويطبق أوامري بحذافيرها..، كيف تمكنت من فعل هذا لسبـع سنوات!»
سخرت، لكنه لم يبدي بردة فعل، أجابني وكأنني قلت له صباح الخير!
«كنت أقوم بعملي فقط.»
«تعرفني جيدًا..، إلى أي مدى أشمئز من الخيانة..، ذلك المشروع لـي..، لن تسرقه هذه الشركة اللعينة!»
«خيانـة؟»
قال مدعيا التعجب؛ فاِستنكرت بعد ضحكة متهكمة.
«الوغد ينكر أمامي أفعاله دون حـيـاء!»
«سيدتـي..، لا أعـرف عمّ تتحدثين..»
قذفت حقيبتي إلى صدره فاِلتقطها بخفة، ذلك القناع البريء لا يريد إزالته، لكنني سأفعل!
«كـف عن التمثيل بحق السمـاء!»
حملق فيّ وكأنني أنطق بالترهات، قلصت المسافة بيننا وإنه لم يتراجع عني. عقدت ذراعاي حول كتفيه وسددت عيناي بمقلتيه. إنني مشتعلة كلهيب الجحيم، قد أقتله إن فكر في رفضي.
هو يحفظ تصرفاتي جيدًا، لن يتجنبني. سيسكن كصخرة ولن يصنع ضجيجًا.
«كـم صفـرّا هنـاك..، حتى ترتكب هذا في حقـي.»
همست بعدما بدأت أخسر مقدرتي على الصبر.
«بيـك..، هيـون.»
لقد أزاحني بحقيبتي!
جحظت مقلتاي ولكنني لم ألمح تأثرًا منه. نظر إلى ساعته ثم تلفظ بنغمة مزقت فؤادي دون رحمة.
«إنني متعاقـد واِجتمـاع مهـم..، سيدتـي..، أرجـو مغفـرتك.»
أعليت كفي لأصفعه؛ فاِلتقطه. جذبت رسغي بسخط ووددت لو أنني لكمته بكل قوتي.
أعاد الحقيبة لذراعي قائلا.
«لقد قـمت بدراسة عرضكـم حقـا..، يمكننـا إنجاز لقـاء آخـر للمناقصة..، الأسبـوع القادم..، إن كـانت هذه رغبتـك سيـدتي.»
مددت أظافري لأخدش وجهه الجميل مجددًا، تمهلت عندما تكلم بنبرة حزينـة.
«سأنسحـب الآن..، بعد إذنـك.»
رحل ولم أنتظر حتى أدمر ما حولي، اِمتطيت سيارتي وغادرت بجنونية كي أبحث عن مكان لا يذكرني به. فلففت المدينة وأضعت وقتي بلا فائدة.
بعد ذلك دلفت المطعم الذي اِعتدت الذهاب إليه بمفردي.
قطعت الستيك وقد كنت أتخيل لسانه السليط بطبقي، عندما وضعت اللقمة بين شفتاي لمحته قادمًا!
كاد قلبي أن يغادر صدري؛ فاِبتلعتها بمشقة!
توقعت أن يتجاهل وجودي لكنه جاء إليّ واِرتمى فوق الكرسي الذي قبالتي.
«لا أريد رؤيتـك.»
لا أعني هذا.. لا أود رحيله.
غمغم متلفظّا:
«لكننـي أريد.»
آتى النادل وطلب لنفسه طبق سلطة الواغيو بيف.
سأمتنع عن وجوده، عليّ ذلك.
تبسم لي؛ فتجنبت تحديقاته.
قال بتلك الثانية.
«لست هنـا للاِعتذار.»
صعد بصري إليه وأكمل قوله وكأنه لا يبالي بجحودي ونفوري منه!
«لـن أعتـذر..، عن مشاعـري..، كمـا أنني لا أنتظر قبولكِ بهـا.. أعـي واقعـي..، فلا تعتبري حبـي سبيلا لخداعكِ.»
أرسيت قطعة إلى فمي وتهكمت.
«ستكون أغبى مغفل على هذه الأرض..، إن ظننت أنّ اِمـرأة مثلـي قد تنظـر إلى جرذ فقيـر مثلـك.»
اِعتقدت أنني سأخرسه، لكنه أجاب بثبات.
«لا أعتقد شيء..، أعرف مكانتي جيدًا..، لذا اِخترت مغادرة الشركة عوض البقاء..، لأجل قلبـي..، إنني أحتاج أن أصنع مستقبلا وحياة لي..، الابتعاد كان قاسيا حقا..، لكن بتلك السنوات..، كنت لـكِ..، كأنني قد عشتها لأجلك..، لن أنكر هذا..، كنت قد نسيت من أكـون..، واِحتفظت بلقب السكرتير فقط لأبقى برفقتك.»
«لقد قبلت بالعرض لأجل ديونك فقط..، لم أضع سيفًا حول رقبتك..»
قطع كلماتي بخفوت.
«أنهيت ما علي بسنتين..، لم أظل لأجل المـال..، أقسـم.»
لا تليني له، إنه ماكـر!
نبست وإنني ألاعب شوكتي.
«ماذا يسعني فعله لأجلك..، أيها المدير بيون.»
«إنني لا أنوي مواجهتك..، لست عدوًا..، الأمر ليس بيدي فلقد أغلقـتِ كل المنافذ أمامي..، شركة كيـه الوحيدة التي قبلت بي..، ولا ألومك..، أعرف أنكِ تخشين أن أسرب ما أعرفـه..، لكن ظنّك بي..، قد جرحنـي بشدة سيدتي.»
تأففت بتبرم وقدمت رأيي.
«إننـي لم أجبـرك على البقـاء..، ولا دخل لي بمشاعرك..، أو أي لعنـة..، فقط اِنقلع بعيدًا عن مشاريعي.»
بلل شفته السفلى ثم هدأ لوهلة قبل أن يصارحني بخطته.
«أفكر في مغادرة البلاد..، سأمتن وضعـي..، ثم سأذهب وأختي إلى اليـابـان..، لأساعد في إدارة فرع كـيه بطوكيو..، هذا المشروع جزء من بدايتي..، سأتمنى لكِ كل الحظ للفوز به..، إنني أريده أيضًا..، متأسف لهذا.»
جاءت سلطته ولم يكن ليستقبلها، فقد أدبر وإنني بفضله بقيت جثة متفحمة، كنت سأدفع ثمن ما على الطاولة؛ فأخبرنـي النادل أنه تكلف بذلك.
حشرت ما بالصحن الذي قد جلب إليه بفكي غيظًا، دموعي لم ترغب في الظهور حينئذ لكن غصتهنّ لم تغفر لحنجرتي. بللت حلقي ببعض النبيذ بينما اِنشغلت بمراقبة مقعده الفارغ.
أهـذه نـهايـة عـادلـة؟
❀❀❀❀
ENFJ-A.
❀❀❀❀
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro