CHAPTER 16
❀❀❀❀❀❀
❀❀❀❀❀❀
بصيرة الرئيسة هـان الجافة لم تنزاح عن سقيفة غرفتها الذهبية تلك، إنه بجوارها على السرير بعد عاصفة من العشق، غفى نائمـًا وإنها لم تستطع اِستطعام الراحة مثله. لقد طلبت مجيئه إليها وإنه كعادته، بعد تردد هش اِذعن لاِشتياقه لها. إنه يعرف الأرقام السرية لشقتها القديمة، حيث قد أعلمته باِنتظارها لحبه وأنها تبتغي التحدث معه بشأن مستقبلـهما.
كالمصيدة قد غرست مخالبها بأطرافه وسحبته إليها بشوق بليغ. قلص المسافة بينهما ونظراته المحبة تلك حتى تصطحب شفتيه برحلة قبلة شغوفة. كورت وجنتيه بين كفيها في حين أحاط جسدها بذراعيه. إنه مدرك لشناعتها، لكنها قد أبعدت تلك الأفكار عن مخيلته بنشوة رقتها بين أحضانه، اِستسلم لسماع عبارة -أحبـك- من ثغرها مرارًا وأراد أن يشعرها بحبه أيضا.
لقد بقيّ على منتصف الليل خمس دقائق، عقارب الساعة تحركت ببطء ورنينها قد أوقد لهيب جوفها. تتبعت مسيرها وبين أعينها تهديدات والدها الفاصلة؛ فما نبس به ليس مجرد كلمات فارغة قد تدحرها إن توسلت إليه، لن يكترث حتى لو قبّلت حذائه، هـان كانغهو رجل لا يعرف التراجع عن قرارته. إن حاولت كسر كلمته، سيرحلها من المجلس بالصباح الموالي دون أن يبالي بما ستتجرعه.
أن تظل علاقتهما تحت الظل لن يكون مقبولا أيضا؛ فبيكهيون ليس برجل قد يتقبل أن تتخذه اِمرأته عشيقًا في الخفاء. لكن لا سبيل لتحتفظ به بين أيامها سوى بتلك الطريقة المريعة، وعليها الآن أن تكون حذرة في تصرفاتها.
دقيـقتـين..
وجهت عدستيها إلى وجهه الجميل وتفحصته باِنغماس. أرحت أناملها قرب غرته وتجمد كفها قبل أن تبلغها بالحين الذي قد بدأ هاتفها بالرنين معلنًا وصول رسالة إلى علبته.
اِنعطفت بوجهها الملون بالفزع حيث قد تركته فوق السجادة السوداء بمحاذاة خزانة أدوات تبرجها. خشيت النهوض لتستكشف منبعها، لا تجهله، قلبها قد تكهن أنه تحذيره الأخير.
بحذر اِنسلت من الغطاء وترنحت. قيدت الفارق بينهما، ثم قلبته باِصبع قدمها وحركت شاشته، لكن ظنونها لم تخـِب. لقد جهز بلاغ عزلها من الشركة بصفة نهائية! اِلتقط له صورة وكتب برفقته جملته الساخرة.
-- عدكِ التنـازلـي قد بـدأ حـلوتـي --
بيدها المرتجفة اِلتقطته وركضت به إلى غرفة المعيشة لتتصل به. كل ذرة بجسدها أخذت ترتعش خوفًا من نتائج ما سيفعله، إنه ينوي نبدها من المجتمع، ما سيقوم به سيقتل عملها وسيدفن كل ما قد صنعته إلى الآن دون فرصة للرجوع.
ما إن أجاب تضرعت من بين شهقاتها بنبرة خافتة.
«أرجـوك..، كـلا..، لا تفـعل بـي..، ذلك.»
غمغم بقهقهة عميقة في حين ركعت على ركبتيها، لقد فقدت مقدرتها على الوقوف، وأخذت بتلك الثانية فسحتها في البكاء بصمت، قضمت شفتيها حتى لا ينفلت أنينها واِستدارت مرارًا خشية أن تجد بيكهيون خلفها.
تلفظ كانغهو بتبرم حينئذ:
«إنـه منتصـف الليـل.»
أنزلت كفها الذي يحمل الهاتف إلى ساقيها وتلوت من القهر، الغصة بحلقها خنقت أنفاسها ثم زفرت حرقة دواخلها كي تجيبه.
آهـاتها لم تجعله ينكب عن خطته، سكت حينما تعتعت قبل أن تبتدئ حديثها بمشقة.
«لـقد عمـلت..، بجد..، هذا ليس عـدلًا.»
شخر بعد ذلك ثم اِنطلق بإجابته مستهزئًا.
«حقـًا؟..، لـم أكـن أعلـم!..، أو لا تدركيـن أيضـًا..، أن قبل ولادتـكِ حتى..، كنـت هنـاك..، أفنـيت عمـري فـي صنـع ما تتـمتعـين به الآن!..، أنتـن بـدوني لا شـيء!..، ما تفخـرين به أتيـح لكِ فقط لأنكِ اِبنتـي!..، والعـدل الحقيقـي..، أنّ لا تنـزلـي من سمعـة اِسمـي الذي جعـل منكِ اِنسـانـًا لأجـل وغـد قـابلته البـارحة!»
قبضت على الهاتف بيديها وأرسته عند جبهتها، اِنتحبت حتى اِمتلأت ملامحها بدموع أبت التوقف. إنها لم تتمكن من كظم أوجاعها؛ فلا تبتغي خسارته، لكنّ ما ستتلقفه إن نفذ هـان كانغهو مخططه لن يكون هينـًا البتة.
«حـسـنـًا.»
بتقطع حررت قرارها، وذلك لم يكن كافيا بالنسبة له.
«أريـد ولاءً حـلـوتي!»
عندما اِنفقع غشاء بؤرة تحملها ثارت به رغمًا عنها بحنق متأجج!
«اللعنـة!..، أنـا أكـرهك!»
«إن خـالفتِ أوامـري مـجددًا..، سـأتخذ مـا قلتـه الآن بالاعـتـبـار!..، لا مكـان لذلك السكرتير الـقـذر بحـياتـك..، تحـت أي صـفـة..، ستحـذفيـن سيـرته إلـى الأبـد!»
قهقهت ثم تشدقت:
«تلك الأضـواء التي تشـع بهـا..، ستنطـفـئ..، هـان كـانغهـو..، عـاجلا أم آجـلا.»
اِنفجرت ضحكته وزادتها غليـانًـا، لكنه لم يرتج أبدًا، تمدد بسريره وهو يراسل مساعده حتى يجهز خبـرًا آخـر لا تعلم عنه شيء.
اِبتسامته الملتوية اِتسعت وحينما اِجتاح الهدوء الفراغ بينهما، اِكتسحها الاِرتياع.
«مـاذا تفعـل!»
اِندفعت بصياحها؛ فهمهم.
«أنتـظر إجـابة واضحـة منكِ..، حـلوتي.»
دحرجت بؤبؤيها إلى كل ما حولها، نزفت بمزيدٍ من القطرات وإنها اِضطرت لقول ذلك حتى تتخلص من الجحيم الذي قد يخلقه بضغطة زر وحيدة.
«المـقـابل..، أن تقبـل اِستثمـاري في لـيون.»
«ممـتـاز!»
فاه بدماثة قبل أن يفصل الخط، أنفاسها المشتعلة هاجت حينها وبترت عندما اِستدارت. لقد كان بيكهيون ورائها واِنتفضت بصدمة رؤيته؛ فإنها لم تستشعر مجيئه. أرادت تقمص الهدوء لكنّ وجهها قد تيبس بقناع مصعوق مبتل، تعابيره القلقة كانت جلية واِقترب حتى يستلم كتفيها بكفيه.
«مـاذا حدث؟..، أهنـاك جديـد؟»
اِبتلعت ريقها بذلك الحين وأرقدت راحة يدها على وجنتيها لتجففهما، تكبدت كل ما بقوتها لتتمالك أعصابها ثم تلفظت:
«شجـار معتـاد..، سيـأتـي لمحـادثتي.»
لمحت لرغبتها في مغادرته؛ فرمقها بغير اِستيعاب ثم سألها بفراغ صبر وهو يحتضن وجهها بقبضتين.
«أخـبريـني..، فإنني لا أعتقد أنّ هذه الدموع قد تكون لأجـل مشـكلة بسيطـة..، إنني لم أتي لأغـادر وأتركك لـه..، سـأقف بجواركِ..، مهما جاء مـنه.»
عناده لن يكون في مصلحتها؛ فحتما هان كانغهو يدري بوجوده. لا تود أن يستغل ذلك حتى ينفذ جنونه وينفث رماد تعب سنواتها الماضية.
نبست بنبرة سامة:
«أحتـاج أن أختـلي بنفسـي.»
النظرة بعينيها كانت قاسية ولم تلين رغم أنه قد عاتبها بتحديقاته. لقد اِبتغى التمسك بكيانها بداخل أحضانه لكنها اِقتلعت ذاتها منه وتوجهت إلى المطبخ. مضت مقلتاه برفقتها وهتف باِسمها برقة؛ فلعنت الشعور الذي باغت صدرها حينئذ.
قاومته بشق الأنفس ومنحته ظهرها حتى تستخرج قنينة مياه من ثلاجتها. الاِستياء كان باديا عليه وأتمت تجهله عسى أن يغضب ويرحل بملء إرادته. حينما اِنسحب ببرود إلى حجرتها، قذفت القنينة إلى الحوض بكمد وقبضت على خصلاتها وهي تمشي ذهابا وإيابـا.
اِرتدى قميصه بخشونة، ثم عقد أزراه بشكل فوضوي من شدة غيظه. عند عودته أقفلت البوابة بعنف واِستندت بخشبها، أدارت بعد ذلك مفتاح القفل ولم تعلم أنها قد كسرت حاجز صبره. يدرك أنّ هناك ما قد أحيك ورائه؛ فهو يعرفها جيدًا، إن كان بنيتها البوح ما كانت لتختلق هذه المسرحية وتتوارى بين هذه الجدران.
أرجع فروته إلى الخلف وهو يحملق في الباب للحظات، حينما لم يستطع التحكم بأعصابه، داهمه بركلة أرغمتها على التراجع.
«لـن أذهـب دون إجـابة!»
اِهتزت فزعًا وإنه لم يخمد حتى تزعزع عماده، لقد أزالت الحاجز بينهما كي تواجهه. خسفت بذلك الفالق ثم حدقت بعدستيه بجفاء. شحنائه قد نسجت خيوطًا ببهائه، لكنه زفر ما صك أعماقه وإن ما يرجوه بقلبه أن لا تتصرف باِعتلال وتكون صادقة معه.
اِفتتحت الحديث بنغمة متصلبة:
«لقد نـسيـت..، أننـي اِبنتـه.»
لم يفهم ما ترمي إليه، حتى أتمت جملتها.
«ويـبـدو حـقا أنـك قـد فهـمت مقصـدي بشكـل خـاطئ..، فأنـا لا أرى الـزواج بكَ ضمن مخططاتـي..، مـن الاِستحـالة أن تنـاسبـني!..، ولا أريدك كحـبيب حتـى تحشـر أنفـك بشـؤون لا دخـل لـك بـها!..، مـا أبتغـيه وبحـاجته!..، رجـل!..، ليدفـئ سـريـري دون ثـرثـرة.»
جحظت عيناه وإزدرمت ريقها جزعا من ردة فعله؛ فقد اِرتعش فكه ثم تسرب من فمه قهقهة صغيرة تداعت بصخبها شيء فشيء. اِنقطع التنفس عن لبّ صدرها وبتلك اللحظة صدمها بالجدار حتى تأوهت ولكم قرب رأسها بوغره، خدشت يده وإنها اِنكمشت بالحائط في حين جلجل مخرجًا إحتدامه!
«Do I look salacious?»
-هل أبدو فاسقـًا؟-
قبض على خذها وجاهد على ألا ينفلت تحكمه بسخطه ويعتصره.
«أنظـري إلـي.»
هسهس لكنها لم تمتلك الجرأة لترفع بصيرتها إليه.
«هـان مـيـنـي!»
حينما عجّ كورت كفيها حتى تلكم صدره، دعست ترددها ثم دحرته بكل ما ظلّ من قوتها.
«لقـد تجـاوزتَ حـدودكَ!»
صرّت لكنه لم يختار الصمت كما قد آلفت من طبعه المتزن، عيونه المحتقنة بالغضب قد مزقتها إربـًا؛ فلم يجد سببـًا قد تلتجئ لأجله أسلوب إهانته مجددّا. هـل اِكتفت وتريد التخلص منه؟ إنه لم يتخذها هزؤًا أبدّا ولم يفكر باِستغلالها ليشبع جسده، الآن هي تلمح للعكس، إنها من تنوي الاِستمتاع به بشكل مجانـي، وكل ما دار بينهما قد قزمته إلى شهوة فراش.
«إننـي لـم أعـبث..، أحبـكِ وقد أحببتـكِ بكل خطـاياكِ!..، قـلت..، ربـما ستتـغيـريـن لأجـل أن يعيـش حـبنـا!..، أن أكـون اِستـثـنائك الوحيـد!..، لكنـكِ قد أرجعتِ الـرئيسـة هـان مـينـي بيننـَا!»
هدرت باِنفعـال لترد:
«أنـت قلـتها بنفـسك!..، أكـون الـرئـيسـة هـان مـينـي!..، أنـت مـن؟»
اِنكسرت نظراته وإنّ ذلك جعلها تحكم لسانها بين أسنانها، لا تود أن تخضع له؛ فلن يزيدها بقائه إلى الفناء.
تلفظ بتأسفه:
«أعتـذر..، لقد دلـفت العنـوان الخـاطئ.»
سكنت في حين قد أدبر ليبحث عن هاتفه، كان ملقى أسفـل السرير، دسه بجيب سرواله الخلفي ولم تتزحزح عن مكانها إلى أن اِنبلج؛ فاِنكفأت وهي تعبث بهاتفها.
ما إن صفق البوابة خلفه بحنق اِنهار شتاتها، قذفت هاتفها إلى الأريكة الجلدية الحمراء وسجدت بلوعتها. إنّ حرقة وجدانها قد أفرج عنها بأنين خافت، لكمت الأرضية الخشبية بجبينها، ثم تفاقم بكائها حتى صار صاخبّا.
كل ذرة فيها تزلزلت، لم تقوى على النهوض، لكن هاتفها قد أخذ نصيبه من الرنين المتواصل. رغبت في تجاهله، واِزعاجه جعلها تتأرجح حتى ترتفع وتسير إليه، نيتها كانت أن تفرغ به جماح غضبها، لكن ذلك لم يدم طويلا؛ فقد أبصرت تهافت اِتصالات هاتفية ورسائل من أشخاص كثر، اِمتلأت شاشته بمقالات مندفعة أيضا، لم تستطع قراءتها حتى أغارت إحداها وأسقطته عندما أبصرت العنـوان الذي يعتليها.
-خـبر جـديد! رئيسـة مجلس شركـات هـان العالمية، الآنسة هـان مـينـي ووريـث شركات ريڤيـن للاِستثمـار لـي وون قد أعلـنا اِرتـباطهمـا بشكـل رسـمي، وحفـل خطـبتهما قد تحدد بمسـاء يـوم الـسبت المـقبل!-
شعرت أن الأرض تدور بها، حركت رأسها بالنفي وانحدرت لتلتقطه مجددًا، ظنت أنها لم تتلقف تلك الأحرف جيدّا، كررت تجميعها وصرخت بطريقة هستيرية!
رفعت مفاتيح سيارتها التي كانت بطرف الطاولة وركضت إلى المرآب حافية القدمين، ما يستر أوصالها سوى فستان منزلي وردي من الحرير، لم تكترث لشعرها المبعثر ووجهها الممتلئ بالإجهاد لم يكن مهما؛ فلم تضع حسابا لمظهرها، بل لم تفكر بأي شيء عدا أن تنقض على منبع ذلك الجنون.
تخميناتها قادت إلى وون نفسه، ساقت من الشارع المعاكس فقط كي تبلغ منزل عائلته بأقل توقيت. حينما أضحت عند مشارف أسوار قصر عائلته لمحت سيارته مغادرة؛ فأعلت جحيم سرعتها ولحقت به.
ألقى نظرة على زجاج مرآته المجاورة لمقعده ثم لوى ثغره ورفع منسوب سرعته حتى يتجاوزها. بدلت ما في وسعها لتقطع الطريق عليه، قذفت صوبه شتائم ولعنات مستعرة ثم اِنعطفت بسيارتها إلى أن اِحتك طرفها الأمامي ببوابته التي يجلس خلفها.
دحرج مقلتيه إليها ثم دعس الفرامل حتى صار خلفها وقلب اِتجاهه، عندما أصبحت خلفية سيارته تواجه ظهر سيارتها داهمها حتى اِرتطم بها ودفعها من الخلف!
صاحت به، لكنه لم يتوقف إلى أن أوشكت أن تصدم بجدار قصر عائلة كيم، باللحظة الأخيرة تأرجحت سيارتها بينما قد ترجل لمواجهتها.
لهتت وهي تستنشق هواء الحياة، ظنت أنها ستهلك، وتحول هلعها إلى سخط عندما سمعت قهقهته العميقة.
تفحص أجواء مسرحيتها باِستحقار، حاولت أن تعيد تشغيل سيارتها كي تكمل ما بمخيلتها وتنتهي منه لكن المحرك لم يستجب؛ فلكمت المقود في حين اِقترب بخطوات ثابتة ثم طنز عندما صار قبالتها واِبتسامته المتهكمة.
«قتـلي ليس بهـذه السهـولة يـا خطيـبتي.»
نزلت وإن نيران بها قد أنارت نظراتها الكارهة نحوه، لقد اِعتاد ذلك؛ فمعرفتهما تشمل عمره كاملا وإنه يبادلها المثل. كانت ستنهش ياقته بأظافرها لكنه تصدى لها ودفع ظهرها إلى إطار سيارتها حتى صاتت متألمة.
«أيها الوغد السـافل!»
غمغم مقلدًا ما قالته وهو يوزع بؤبؤيه حوله بتهكم، ثم سخر.
«لـم تـأتـي بجـديـد.»
أمسكت كتفها لتتحسس الوجع به ونعقت.
«إذًا!..، كـنت أنت المفتعـل!..، تلك التهديدات!..، وحرق سيـاراتـي!»
رمقهـا باِنتقاص قبل أن ينطق.
«هـل تـرين تلك التـفاهـات من صنـيعي؟»
اِنصبت عليه لكنه قبض على رقبتها وألصقها بالسيارة مجددّا، اِعتصر أنفاسها حتى اِحمر محياها وخفف الحصار بعد ذلك مقهقهّا. شهقت وتمسكت بحواف سيارتها لتستند بها، رفرفرت برموشها ودموعها قد هوت بينما أزال يده متقززّا.
نظر إلى يده وكأنه قد لمس شيء نجسًا ثم أرجع بصره إليها وهسهس بنبرة باردة تفوح بسخرية.
«لـو أن الأمـر من جهـتـي لكنتِ محتـرقة وأنتِ بخـردتكِ..، فلست جـروًا كسيهـون..، لا أنبـح..، أجيد العـض جيدًا.»
كان كاي ووالده بين حارس منزلهم يشاهدون ما لم يكن بتوقعاتهما، مضى بمحاذاتهم ثم اِبتسم لهما بخفة.
«ليلـة رائـعة عمـي!»
«نسـخة أبـيه حقـًا.»
خافت السيد كيم من بين أسنانه لإبنه في حين صعد وون إلى سيارته ولوح لهما عندما همّ برحيله. اِتجه كاي عندئذ إلى ميني التي كانت تلتقط أنفاسها، مد يده لمساعدتها رغم أنّ دواخله قد اِنشغلت بما حلّ بصديقه..وآه يـونغ.
صفعت يده؛ فتأفف وخلع سترته السوداء الدافئة. أرغمها على اِرتدائها رغم مقاومتها لحسنه. فرقع بعدها بأصابعه لأحد الحراس حتى يجلب إحدى سيارته؛ فمسحت هيئته بعدستيها بحدة كي يستوعب أن لا شأن له.
تعامى عن فعلتها ونبس بهدوء:
«يفـضل أن يكـون بخيـر..، فإن تـأذى بسببـكِ..»
قطعت كلامه ببسمة ماكرة متخدرة:
«مـرحـا؛ كـيم يريد..، دور البطـولة مجددّا.»
لم يكن بوسعه تحمل غطرفتها؛ فترك مهمة توصيلها إلى الحارس ودخل إلى حديقة قصرهم وأبيه، اِتصالاته بهما لم تلتقط أي منهما. هاتف آه يونغ مقفل وإن بيكهيون الذي أراح جبهته على المقود تجنب ذلك الرنين؛ فلم يمتلك مزاجـًا ليحادث أحدًا.
لم يدرك بعد ما قد أضيف، ما زال تحت صدمة ما جنت به، واِرتفع بجذعه وكفيه قد أرجع بهما خصلاته إلى الخلف. دلك رقبته المتشنجة ثم نظر إلى الطريق المتبقية له حتى يصل إلى بيته. فكر بذلك الحين أن يعتزل جدرانه هذه الليلة؛ فإنه يحتاج وحدانتيه بشدة كي يلملم جوارحه المحطمة.
جذب هاتفه من جيب سرواله ليراسل أخته التي تشاركه السكن، لكنه لم يعي أن جهازه قد ضج برسائل متراكمة واِتصالات من صديقيه ووالدته.
ضغط جهة رسائل رقم أمه ثم رأى صدمة عمره.
منذ ساعة قد أرسلت لقطة لخبر خطبة ميني ولي وون وأرفقتها بجملة-هـل هذا صحيح؟-
-أيـن اِبنتـي؟-
-هـل هـي بـخـيـر؟ بـحـق الخـالـق أيـن أنتمـا!-
تجمد الدم بعروقه وتصنم بوضعيته، لم يحرك ساكنًا إلى أن رنّ جهازه مجددّا باِتصال من آه يونغ، نقر بأصابعه المرتجفة اِسم ميني لكن ذلك لم يغير شيء؛ فخبر خطبتهما لم يكن مصطنعا.
أعاد رقم آه يونغ الاِتصال به مجددًا بعدما لم يرد بالمرة الأولى، وأجاب دون أن يستطيع تحرير حرف من شفتيه. كانت ستتكلم لكن صديقهما الطويل قد اِقتلع هاتفها من بين أصابعها بخفة حتى يدشن تكهمه الذي تهرب منه بيكهيون منذ البداية.
«لـم يخـيل لـي بحـياتـي أننـي قـد أسعـد بإحـدى زيجـات ذلك النـدل!»
حاولت آه يونغ أن تسترجع هاتفها لكنه فرّ إلى غرفة اِبنتها وصدح بسخريتـه.
«Incredible Couple Devils Goals!»
❀❀❀❀❀❀
مـا رأيكم بالفصل؟ 🙂🖤
أتمنـى يكون أعجـبكم! 😂🖤
بيـون بيكـهيـون.
ENFJ-A.
❀
لـي وون.
ESTP-T.
❀
كـيم كـاي.
INFJ-A.
❀
بـارك تشـانيـول.
ENTP-T.
❀❀❀❀❀❀
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro