٢٢
"تباً تباً!! اللعنة عليك هال!!" صرخ أرمون بينما يشد شعره بقوة
تبسم الآخر باِستهزاء ليرتشف من فنجانه فتلفظ "حذّرتك من قبل، وأخبرتك ما نقطة ضعفهم بكل صراحة لكنك لم تبالي"
إلتفت له ليصرخ "إخرس!! عليك بحالة كهذه أن تبحث عن حل أو أن تساندني!"
أجهش بالضحك ليتفوه "ماذا أسمع!؟ أبحث عن حل وأساندك! عزيزي إفتح عينيك جيداً مشكلة كهذه ليس لها حل! حتى السحر له حدود... أنت فشلت يا عزيزي ولم تعطني المقابل الذي أنتظره... حتى أنك لم تجد لي رفيقتي... فاشل"
***★*****★***
"لمَ أنا هنا؟" تمتمت بخفوت أنظر لبيت الشجرة خاصة ڤولكر الذي أمامي، جذب انتباهي ضوء أحمر ينبعث من نهاية الغابة
دققت النظر أكثر لأجد النار تسير وتبتلع كل شيء حرفياً، اتسعت عيناي لأتجه للناحية الأخرى وأركض هاربة من الكارثة إلى أن فتحت عيني فوق سريري مجدداً
تنهدت لأنهض بخمول، يبدو أن ڤولكر ليس هنا هذه المرة... غريب، اغتسلت جيداً وقمت بالمعتاد لأتجه لنهاية الرواق حيث غرفة الطعام لكني لم أجد أحد
استدرت باستغراب فاتجه ڤولكر إلي قائلاً "سيلڤر كنت أبحث عنكِ"
"ما الذي حدث هنا لمَ المكان فارغ؟"
"تناولنا إفطارنا مسبقاً لانه علينا الذهاب للمكان المحدد قبلهم كي نأخذ مواقعنا... أسرعي وتناولي شيئاً الجميع بانتظارك"
الأمر يخيفني وقلبي ينقبض كلما تذكرت أمر المعركة، مازال شكل هال المخيف عالق في رأسي بعدما عضه أحد أولائك المذؤوبين، تناولت طعامي وركضت أسير برفقة إيزما للخارج، البعض بقوا في القصر لأجل الصغار
ثم تحولوا جميعاً وأخذ بعضهم يركضون للمكان المحدد عدى ڤولكر
استدار إلي ليضع كلتا يديه على كتفي قائلاً "سيلڤر في حال حصل أي شيء... أهربي و لا تلتفتي لأحد... أرجوكِ إفعلي ما أقول لكِ"
ابتلعت ريقي لأتفوه "لا... أعني لن يحدث شيء كهذا_" قاطعني "عِديني أنكِ ستهربين سيلڤر"
"لا!"
"سيلڤر أنا لن أتحرك من مكاني حتى تعديني!"
تأففت مغمضة عيناي لأصرح "حسناً، أعدك"
تبسم بجانبية ليعانقني بقوة ليفصل العناق مجدداً قائلاً "إبقي قريبة مني مفهوم!؟"
أومأت ليتحول فاستعرت ظهره ليأخذني لهناك بينما إيزما وصلت قبلنا باستعمال طرقها المختصرة التي تعلمتها بسبب الأوقات العصيبة التي مرت عليها
قلبي كان ينبض بسرعة، الخوف يعتليني وآمل ألا يؤثر على ذاكرتي أو قدراتي
وصلنا للمكان لنجد جميع القطعان الأخرى حرفياً هناك وكانت أعدادنا هائلة مما جعلني أهدأ قليلاً
وقفت مع إيزما في نهايتهم، نحن مسؤولات عن الطاقة والتشتيت من خلال السحر
"إنهم هنا" همست إيزما لتغمض عينيها بينما تتمتم
وهاقد بدأوا بالإنتشار ولم يتبقَ غيرنا في مكاننا، رأيت تلك الذئاب السوداء تركض سريعاً وبدأت فجأة بالهجوم بشكل وحشي
اقترب إلينا أحدهم فتبسمت إيزما لتحرك يدها بينما تُصلب أصابعها فابتعد ذلك الذئب سريعاً
تحدَّثَت بصوت مرتفع "سأذهب للناحية الأخرى أعدادهم كثيرة هناك! إنتبهي لنفسك"
أومأت لها بسرعة وأغمضت عيني لأن مناظرهم تجعلني أوشك على البكاء، أخذت أتمتم بما تعلمته إلى أن دفعني واحد منهم أرضاً فاتسعت عيناي وشلت حركتي، أتمنى أن يحدث أي شيء يخلصني من هذه الورطة
إلتفت ذلك الذي فوقي برأسه نحو الأسود الذي خلفه، كان الذي خلفه يهاجم إحدى المستذئبات من قطيع آخر فقفز عني فجأة لينقض عليه ويتدحرجا بعيداً عن المستذئبة المسكينة ويبدآ بعضّ بعضهما
ما الذي أراه! إنهم يهاجمون بعضهم!، نهضت سريعاً لأتجه نحو تلك المستذئبة فرأيت بعنقها جرح
نظرتها المتوجعة كانت مخيفة لي، لا أريدها أن تموت إلا أني سمعت صوت ركض سريع يتجه نحوي
ذئب آخر منهم يوشك على القفز علي وقبل أن يصل لي انقض ڤولكر عليه ليقوم بعضه من عنقه
"عِديني أنكِ ستهربين سيلڤر" تردد صوته بمسامعي فلم أعد أستطيع تمالك نفسي لأشهق وأمسح دمعتي سريعاً، آسفة لكني لن أنفذ هذا الوعد
نهضت لأقف بثبات بينما أقوم بكل جهدي كي أشتتهم بالسحر، لكن قاطعني رؤية آخرين من الحالكين يهاجمون بعضهم
كيف هذا وهم من نفس القطيع! هناك خطب ما بهم أيعقل أن تعويذة التشتيت لها مفعول كبير كهذا!، نظرت خلفي لبرهة محاولة نسيان أشكالهم الشنيعة فرأيت ألدراي يقف بعيداً بثبات وبرود محدقاً بي
رفعت حاجبي لأصرخ "ما الذي تفعله هنا أهرب بسرعة!"
لكنه ركض إلي ليرفعني على ذراعيه قائلاً "آسف لكنني وعدت ڤولكر بهذا" أنهى جملته ليركض بسرعة مبتعداً عنهم
صرخت بقوة مغمضة العينين "ما الذي تفعله! أنزلني أرجوك إنهم بخطر علي مساعدتهم!!"
لكنه تجاهلني تماماً ليصل بي بدقائق إلى منطقتنا، أنزلني قرب بيت الشجرة قائلاً "آسف للغاية لكن رفيقكِ مُحق بشأنك، إن بقيتِ هناك سيقومون بقتلك"
نظرت له بغضب لكن كل كلماتي لن تكفي للومه على هذه الفعلة، مسحت دموعي بعنف لتعود لي آلام المعدة مجدداً فصعدت منزل الشجرة لأجلس بداخله حيث الظلمة بعيداً عن كل شيء لأضم ركبتي معانقة نفسي ويبدأ صوت النشيج بالخروج مني
لم أكن أعلم أن الحلم الذي رأيته سيتحقق، خصوصاً الحريق... إني أشعر به في حلقي الآن
رفعت رأسي لأجد ألدراي واقف بجانبي لأدير رأسي للناحية الأخرى سريعاً فأنا حقاً لا أريد رؤيته
لكني رأيت شيء آخر، إسمي وخاصة ڤولكر المحفوران على جدار المنزل، مسحت دموعي لتمر كل ذكرياتنا القديمة في رأسي فاشتدت الشهقات أكثر
أتمنى أن يكون بخير، أتمنى أن تكون كل تلك الذئاب السوداء تقتل بعضها الآن
"أتمنى أن تقتل بعضها أيضاً" صرح ألدراي فنظرت له بعيني المنتفختين لأتلفظ "لن أسامحك إن حدث لهم شيء"
أغمض عينيه بلا حيلة قائلاً "وأنا لم أكن لأسامح نفسي لو حدث لكِ شيء"
نهضت لأصرخ "سيحدث لي كل شيء إن تأذى رفيقي!" ، اتسعت عيناي مبتلعة ريقي لأردد بهمس "رفيقي... رفيقي"
عقد الآخر حاجبيه ليتمتم "ماذا؟"
نظرت نحو ألدراي وخفقاتي مضطربة لأتحدث بصوت مرتفع متقطع "تلك المستذئبة! ذلك الذئب الأسود! ألدراي أعدني لهناك أرجوك_ لقد كشفت نقطة ضعفهم!"
كانت فكرة انقشعت للضوء فجأة، لو كنت مصابة بالسحر الأسود وشاهدت ڤولكر يتعرض للهجوم، مهما كانت قوة ذلك السحر علي لن أسمح لأحد أن يؤذيه، وهذا ما يحدث مع الآخرين!
عقد حاجبيه ليقوم بهز رأسه قائلاً "مستحيل سيلڤر"
جثيت على ركبتي قائلة "أرجوك أتوسل إليك خذني إليهم أخبرتك أنني وجدت نقطة ضعفهم! أرجوك!"
شد شعره بقوة ليتفوه بصراخ "حسناً حسناً!" رفعني على ذراعيه ليسرع بركضه لهناك
أرجو أن تنجح خطتي، هيا فلتصل يا ألدراي أرجوك قبل فوات الأوان
وصلنا هناك فوجدت الوضع مريب أكثر من ذي قبل، عدد كبير من ذوي اللون الأسود يقومون بالهجوم على بعضهم والنصف الآخر يهاجمون بعض القطعان
كنت أحاول تشتيت ذهني عن ڤولكر الجريح الذي يقاوم الذئب الكبير الذي فوقه، لكني لم أتمكن من ذلك لأركض سريعاً وأرفع الصخرة عن الأرض لأضربها على رأس خصمه، ليس وقت الشكر أو الإمتنان، علي مساعدتهم
نظرت هناك فرأيت ألفا أكبر قطيع بيننا لأركض نحوه دون أن ألتفت، انتهى من ذلك الذي بين فكيه ليستدير لي فصرخت "نقطة ضعفهم هو الرفيق! ذاكرتهم تتشوش ومشاعرهم تتناقض لأنهم تحت تحكّم السحر الأسود! فليعد الجميع لهيأته البشرية بسرعة فهذا ما سيحرك ذاكرتهم!"
ألفا قطيع شادو كان قريباً منا والتقطت مسامعه كلامي، لقد عرف الآن لماذا يهاجم بعضهم الآخر فعاد لهيأته ليصرخ "جميعكم عودوا لهيأتكم هذا الأمر للجميع!!"
ترددوا كثيراً لكنهم أدركوا الوضع، وما إن نفذوا الأوامر بالرغم من خطورتها، بدأت الذئاب السوداء تتخبط ببعضها
وارتفع صوت عواءهم بينما يقاومون الدوامة التي بداخلهم، رأيت بعضهم قد وصلوا لمرحلة التحول الجزئي حيث يتجسدون كبشر بمخالب وأنياب طويلة وعروق نابضة
ارتمى ڤولكر إلي ليحتضنني بينما ينظر لهم يتهالكون
حتى انتهى ذلك الخصام بالنهاية بسبب "رفيق"
......
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro