٢٠
كان أمامي والدماء تسيل من فمه والجميع متوتري الأعصاب، كريستوف وهال حملوه لغرفة الطبيب باستعجال فلحقتهم أيضاً ولا تسألوا ما الذي كان ينتابني حينها
كأنني كنت بنصف وعيي وأرى كل ما حولي كما أرى الحُلم، شاهدت كريستوف يتجه لي ويتحدث "لا تبكي سيلڤر لديكِ رفيق له قدرة كبيرة على الشفاء، لن يصاب بالأذى"
وهناك عدت لرشدي لأضع كفي على وجهي فتحسست تلك الدموع التي تجري، لمَ هو هكذا؟ لقد كان قبل قليل معانقاً إياي ويقوم بالحماقات
تخطيته بركض لأندفع لغرفة الطبيب، رأيت ڤولكر ممد والآخر يقوم بحقنه فشعرت بمن يسحبني للخارج ويغلق الباب
أخذ كريستوف يحاول تهدئتي فقد سالت دموعي بمبالغة، أحقاً أنا متأثرة بسبب إصابته؟
قد تكون مشاعري مصابة بالجنون لكن أنا لا أريد رؤيته هكذا مجدداً حتى لو جازفت بحياتي لأجله
جلست مستندة على الجدار الجانبي للغرفة أنتظر خروجه وصوت شهقاتي يصدح في الرواق
***★****★***
ڤولكر:
فتحت عيني لألاحظ سيلڤر نائمة على الأريكة بجانبي، مهلاً ماذا حدث لي لقد كنت أتناول الإفطار و... حقاً قُضي علينا
نهضت لأبعثر شعري وأخطو نحوها، بدى لي أنها مرهقة للغاية ومن الغريب أن هذه ثالث مرة تدخل فيها غرفتي
"ڤولكر" سمعتها تهذي بإسمي لأتوقف أمامها وأحدق بها ففتحت عينيها بعد شهقة
لتنهض باندفاع لرؤيتها لي، بدت لي متوترة للغاية فقوست شفاهها وهي على وشك البكاء لترتمي إلى باحتضان
ارتكض خافقي في صدري واتسعت عيناي، سيلڤر تعانقني بنفسها، ونامت بغرفتي لتطمئن علي!
لففت ذراعي حولها لأتلفظ "ما_أعني... إنسي الأمر"
"هل أنت بخير... أتشعر بالألم؟" تحدثت لتقوم بفصل العناق
فتبسمت بجانبية لأجيب "بخير على ما أظن"
تقهقرت لتصرح بشبه توبيخ "أخبرتك أن لا تنظر لي هكذا!"
تنهدت لأتمتم "لست أنا من اخترت عيني!" رفعت حاجبي بسخرية لأتفوه "مهلاً لحظة... ما قصة كل هذا العطف؟"
زمت شفاهها لتقوم بفرك يديها وهي تنظر للأرض فأجابت "لأن... لأنك مغفل_ أقصد لا أدري ظننتك ستموت..."
انحنيت بعض الشيء لمستواها فهمست "إذاً... هل تحبينني؟"
حركت شفاهها مستعدة للإجابة فقاطعها دخول هال للغرفة، تبسم ليتجه إلي قائلاً "أرى أنك بأفضل حال"
أومأت ليتابع "رجل غبي استخف بك... الليلة سأكشفه للجميع... تعال معي أريد التحدث إليك"
خرجت معه متجهان لمكتبه، لكن سيلڤر لم تجب على سؤالي بعد
#سيلڤر
أيقنت بعد رد فعل هال أن حالة ڤولكر كانت شيء عادي للغاية، أشعر بالإحراج من نفسي لأنني بالغت بالأمر
خرجت من جناحه لأتجه لغرفة المعيشة الضخمة في الأسفل
جلست على الأريكة لأرى كريستوف يرتمي بحانبي، نظر لي بحاجب مرفوع وابتسامة جانبية
هززت رأسي بتساؤل ليهمس "ڤولكر" اتسعت عيناه ليكتم ضحكته ويتابع "لقد اضطربت خفقاتك بعدما ذكرت اسمه"
همست بتقطع "ح_حقاً؟" ، رمشت ليخرج الدخان من أذني فانفجر كريستوف بالضحك لينهض ويركض للأعلى وهو يصرخ "سيسعد ڤولكر لسماع هذا"
صرخت به "كريستوف لا تكن سمج هكذا!!_ سحقاً لك"، أحياناً أفعل أشياء بسيطة كالجلوس هنا وأندم على فعلتي فنهضت باستعجال لأتجه لغرفتي وأغلق الباب بإحباط
تنهدت مغمضة العينين فسمعت صوت طرق على خشب، فتحت عيني بحاجبين معقودين فصدر الصوت مجدداً من الخزانة لأبتسم بوسعة
ركضت سريعاً وفتحتها فرأيت ألدراي يبتسم، ارتميت إليه وعانقته ليمسح على شعري قائلاً "افتقدتكِ صديقتي"
ما إن فتحت فاهي لأتحدث طرق أحدهم باب الغرفة لأغلق الخزانة بذعر وأتجه لفتحه
كان كريستوف وملامحه غريبة، ابتلع ريقه ليهمس "هال يريدكِ سريعاً في غرفته"
عقدت حاجبي لألقي نظرة على الخزانة فخرجت ليسير برفقتي إليه، دخلنا فرأيت الوضع غريب بالغرفة حيث أن ڤولكر وهال واقفان وأمامهما ذئبان رماديان
أشار لي هال بالإقتراب فوقفت بجانبه ليتفوه "هذان من المشتبه بهم... اتضح أن هذان لهما فراء رمادية... الآن اعتصري ذاكرتك جيداً وأخبريني أيهما الخائن؟"
ابتلعت ريقي بتوتر لأمعن النظر بهما، الذئب على اليمين كان ذو فراء خفيف لكن الذي بجانبه حجمه أكبر وفراؤه كثيفة
ابتلعت ريقي مجدداً وفجأة ركض الذئب ذو الفراء الكثيفة وقفز من النافذة ليصرخ هال "إلحقا به!"
ثوانٍ وقد قفزا خلفه وأنا أنفاسي تتخبط ببعضها بذعر فتحدث هال ممسكاً بكتفي "إذهبي وأخبري الجميع أن يخرجوا للبحث عن كبير الخَدَم أرمون، بسرعة!"
في تلك الليلة اختلى نصف القصر، الجميع خرجوا ليبحثوا عن ذلك الخائن، والبعض من النساء القويات بقين في القصر لحمايته في حال حصل ما ليس بالحسبان
كانت مهمتي مع خمس فتيات هي جمع الصغار وجعلهم ينامون، لكنهم لم يفعلوا بل كانوا ينتظرون عودة الباقين
اتجهت لغرفتي كي أجلب الكتاب لأني كنت قلقة حول دخول أحد أولائك الذئاب السوداء إلينا مستغلين فرصة غياب معظم الرجال
أخرجته من أسفل السرير لأهبط متمسكة به، جلست على الأريكة وأخذت أقرأ كل التعاويذ القوية مرة بعد مرة
أما عندهم، فقد اختفى أرمون في الغابة فجأة، جميعهم أخذوا يبحثون عنه لكنهم لم يجدوا شيء سوا رسالة منه تخبرهم عن الحقيقة
وبعد ساعات قطع تأملي بالكتاب صراخ إحداهن "لقد عادوا!"
نهضت لأغلق الكتاب متمسكة به لأجد الجميع يدخلون، لم يبدو عليهم الإرهاق لكن تعابير وجوههم لا تبشر بالخير
أفسحوا جميعهم الطريق لهال وڤولكر فتحدث بصوت مسموع ووجه شبه غاضب "أصغوا جيداً... بعض من الأوغاد هربوا من مناطقهم ليكونوا تحت سُلطة أرمون لقد كشفتهم من روائحهم... لكن أرمون فعل حيلة قذرة للغاية وضم لهم ساحر، الذئاب السوداء التي شاهدها البعض لم تكن ذئاب تماماً، لقد مورس عليهم السحر الأسود ليكونوا أقوياء كفاية للقضاء علينا وعلى باقي المذؤوبين"
تحدث ڤولكر بصوت مسموع "اختصار لذلك، أرمون سينقلب علينا لذا سنجهز أنفسنا للمعركة الكبيرة التي ستحصل" ...
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro