أوقفته متمسكة بذراعه لأهمس بشهق "صدقني لن يتمكن أحد من علاجه غيري!... أرجوك فقط أعطني فرصة لأعالجه وبعدها إفعل ما تشاء!"

شد شعره بكلتا يديه ليتلفظ "سيلڤر إفعلي ما تشائين لكن علي القيام بعملي أيضاً" ركض سريعاً خلفهم لاتجه بدوري نحو غرفتي، أخذت الكتاب معانقة إياه مسرعة نحو غرفة الطبيب

دخلت هناك لأجد هال يتحرك ويصرخ بقوة على ذلك السرير بينما ڤولكر وكريستوف ممسكان به بإحكام والطبيب يقوم بحقنه في ذراعه

أغلقت الباب سريعاً ليصرخ بي ڤولكر "ماذا تفعلين هنا!!"

قلبت صفحات الكتاب باستعجال لأمسح دموعي كي أتمكن من القراءة بشكل أفضل، فجأة ازدادت قوة هال ودفع كليهما نحو الجدار

فجفلت مبتعدة للخلف لأجد الطبيب قد التصق بالجدار بينما يقاوم رغبته بالتحول لذئب، أعتقد أن هذا أفضل فهم لا يخافون منه بل خائفون عليه ولا يمكنهم ردعه حتى لا يؤذوه

لذا لم يتبقَ غيري وهو في الحلبة فسارعت بترديد الطلاسم التي أمامي لتفتح الرياح النافذة ويدخل في الغرفة ويجعل كل شيء يتطاير ويقلب صفحات الكتاب

فتحت الصفحة مجدداً لأمسكه بإحكام وأكمل قراءتها

أولئك الثلاثة غطوا أذنيهم بأيديهم وأنا مستمرة بالقراءة وهال مازال يصرخ ليغطي على صوتي فأخذت أقرأ بصوت أقوى وشعرت أن معدتي تتقطع من شدة خوفي وشيء وهمي يتمسك بعنقي ويخنقني

وبغمضة عين شعرت بمن يدفعني نحو الجدار الآخر، أحسست أنني فقدت الوعي لثوانٍ لأجد ڤولكر فوقي وهال يصرخ ومخالبه عالقة في الباب، لقد كانت حالة نادرة من التحول الجزئي للمستذئب

صرخت لڤولكر بلهاث "ضع عليه بطانية"

نهض سريعاً ليرميها عليه ويبتعد ويسد أذنيه فأكملت ترديد الكلمات بصراخ إلى أن وصلت لآخر سطر وهال مازال هائج يتحرك كأن الكهرباء تصعقه، أنا أضع كل أملي بنهاية هذه الصفحة

وفورما أنهيت آخر كلمة سقط هال على الأرض لتهتز أسفل قدمي، جثوت على ركبتي المرتجفتين ليقوم الطبيب وكريستوف بحمله ونقله للسرير فرأيت ڤولكر أمامي ممسكاً بوجهي بينما يصرخ "سيلڤر أأنتِ بخير أرجوكِ أجيبي!"

شعرت بشيء بارد يسير على عنقي فوضعت يدي عليها لتبتل أصابعي، نظرت لها فرأيت الدماء تغطيها

ذعرت أكثر لرؤية الدماء بالرغم من أني لم أُصب هناك أو أُخدش ولا أشعر بالألم حتى، خلع ڤولكر معطفه ليقوم بتكويمه ووضعه على عنقي فنهضت بترنح بسبب ارتجاف ركبتي وصولاً خارج الغرفة ليلحقني ڤولكر بينما يصرخ "أين تذهبين!؟"

أجبته مستمرة بالركض بصوت مرتجف "لا تهتم لأمري إذهب لأخيك!"

أدخلت المفتاح بالباب بعد عناء بسبب رجفتي، دخلت سريعاً للحمام لأقف أمام المرآة لأرى الدماء تغلف رقبتي بالكامل، انحنيت لأقوم بغسلها بالماء والصابون وعندما اعتدلت بوقفتي توقف قلبي عن النبض واسودت الدنيا حول عينيّ

سالت دموعي من مقلتي المتسعتين لأفركهما سريعاً وأنظر لهذه العلامة التي ظهرت على عنقي، أخذت أحكها كثيراً بأظافري لعل هذه اللعنة وهم لكنها حقيقية تماماً

ذئب ذو هلال على جبهته، خرجت شهقة عالية من جوفي ولم أتمكن من حبس دموعي لأجلس على الأرضية واضعة يدي عليها، لا يمكنني تصديق هذا... أن أكثر شخص غير متوقع... لقد تم إثباتي كرفيقة لڤولكر ذلك الشاب الذي أكرهه و لا يمكنني تقبله أبداً

دقائق وَلَت وسمعت صوت طرق على باب الحمام لأنهض سريعاً وأمسح دموعي فاتضح لي أنه ڤولكر بعدما قال "سيلڤر هل كل شيء على ما يرام!؟... أرجوكِ أجيبي"

شددت شعري بكلتا يدي وعقلي يبحث عن الحل الذي لا وجود له فتمالكت نفسي لأصرخ "أجل أجل أنا بخير، أحتاج للخصوصية رجاءاً أخرج من الجناح!"

انحنيت وراقبته من ثقب المفتاح يرحل دون أن يلتفت خلفه فخرجت من الحمام سريعاً ورأسي يكاد ينفجر لأقوم بإقفال باب الجناح

سمعت صوت ارتطام من داخل الخزانة وفورما خطيت أولى خطواتي نحوها تحدث ڤولكر من الخارج مجدداً "سيلڤر لقد استفاق هال وهو يريد رؤيتكِ حالاً في غرفة الطبيب! لا تتأخري الأمر ضروري"

صرخت مجيبة "أنا قادمة!"

صفعت رأسي بكفاي والحظ بأكمله وقف ضدي، ماذا سأفعل يا إلهي

ماذا لو رأى ڤولكر العلامة! ماذا سيفعل! لا يمكنني أن أكون رفيقته ولا يمكنني حتى تخيل نفسي هكذا

عجزت عن تحريك قبضة يدي كأن لا أعصاب فيهما وبالكاد ألتقط أنفاسي، لقد كانت حالتي مزرية وأعتقد أنني سأصاب بعلة نفسية إذا استمررت بهذا

حاولت التحرك سريعاً فاتجهت للطرف الآخر من الخزانة، ارتديت قميص ذو ياقة مغلقة ولففت وشاح حول رقبتي

سرحت شعري بصعوبة وهدّأت من روعي قليلاً، خرجت من الجناح وأنفاسي مازالت متضاربة وعيني تدمعان كل لحظة

خطيت بتردد نحو عرفة الطبيب لأجدها ما تزال على حالتها الشبه مُتدمرة وهال جالس على السرير بينما الشابان جالسان في طرفيه والطبيب وراء مكتبه

أشار لي الطبيب بإغلاق الباب ففعلت وأنا أحاول جاهدة ألا أبكي في هذا المكان وأمام هؤلاء

تبسم هال المُتعب ليصرح "سيلڤر ! شكراً جزيلاً... أنا مدين لكِ بحياتي وأعدكِ أنني سأثبت للقطيع أنكِ مستذئبة مميزة بأسرع وقت ممكن!"

خرجت أولى شهقاتي وذرفت دموعي رغماً عني، رفع ڤولكر الكرسي المرمي على الأرض وسحبني لأجلس عليه ليرفع شعري عن وجهي قائلاً بخفوت "إهدأي"

اجتمعوا حولي فمسحت دموعي لأتحدث بعناء "آسفة لكن! كنت قلقة و_" بتر البكاء والنشيج جملتي وأنا أشُد الوشاح حول عنقي

فأمسك هال بيدي ورفعني بينما ينهض ليتلفظ "سيلڤر! هل ستستمرين بالبكاء ألا ترين أننا جميعاً نريد رؤية ابتسامتك"

أتمنى لو أنني أستطيع الإبتسام، صحيح أنني سعيدة لأن هال لم يتأذى لكنني مخنوقة ورأسي يؤلمني كأن الإنفجار العظيم حدث بداخله

قام هال بالإمساك بيدي بإحكام وسار باستعجال نحو الرواق، اقترب من حافة الدراب ليصرخ جميع من في الأسفل بسعادة لرؤيتهم للألفا بصحة جيدة وقد كان القصر بأكمله يهتز لصخب أصواتهم

رفع هال يده ليعم الصمت بالمكان فصرخ "أعتذر لأنني أقلقتكم... أنا الآن على قيد الحياة والفضل يعود لسيلڤر التي قامت بإنقاذي بكل ما أوتيَت من قوة"

بدأ الجميع بالهتاف بإسمي ليلتفت دماغي إليهم أخيراً ويترك كل المصائب لوقت آخر لكن عيني ماتزالان تمطران دموعاً فصرخ هال "إذاً أجيبوني هل تعتقدون أن هذه الفتاة التي تبكي الآن شريرة!؟"

ارتسم الإستغراب على وجوه الجميع بسبب سؤاله لكنهم صرخوا بالنفي تلقائياً ليتابع بينما يدفعني للوقوف أمامه "ماذا لو اكتشفتم أنها تستطيع ممارسة السحر؟" ...