Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

أُعرِّفكم

شهقت بقوة لأنهض جالسة ملتقطة أنفاسي، نظرت حولي واضعة يدي على صدري فقد كنت على وشك الموت بعقلي الباطن.

يا له من كابوس، حلقي كان جافاً كأنني في الصحراء منذ دهر فسكبت لنفسي بعض الماء لأقوم بشربه دفعة واحدة لألحظ أشعة الشمس المتداخلة بالغرفة بعفوية، إنها تجذبني للجلوس تحتها.

من الغريب أني اِستيقظت قبل موعد الإفطار بساعات على غير العادة.

اِقتربت من نافذتي أراقب من علوّي الشاهق حديقة القصر والغابة التي أمامنا إلى أن سمعت صوت عواء طفيف.

فأمعنت النظر بأولئك الذين يلعبون على هيئة جراء في الحديقة الشاسعة وذلك الذئب الكبير الرمادي بقربهم تارة يراقبهم وطوراً يلعب معهم، لأشعر بغصة تكتم نَفَسي، اِستنشقت الهواء جيداً لأزفره برجفة.

ستة عشرة سنة لم أتمكن من التحول فيها البتة، كأنني لست منهم، حتى أنني ولدت بلا علامة رفيق
فوق كل هذا والداي انتهى أمرهما كبطلان أسطوريان وقفا في مقدمة القطيع ودافعا عنهم ضد الأعداء حتى آخر نَفَس.

كان الألفا السابق يهتم لشأني نوعاً ما، لكنه توفي أيضاً مع بعض من أولاده لنفس السبب ليتولى وريثه الأول هال أمر القصر.

ثلاث سنوات من عمري ضاعت وأنا جالسة في قبة قصر وولف أراقب الأرجاء جيداً، لأنني ضعيفة ولا يمكنني فعل أي شيء، اِستخدموني كمراقبة كي أنذرهم إن رأيت أحد يتعدى على منطقتنا من خلال آلات التصوير أو المراقبة بفضيتاي.

بالرغم من أن عملي يبدأ ليلاً إلا أنني ألازم غرفتي، بسبب بعض الأشخاص الذين بالقصر، فمثلاً جوني فتى يبدو أكبر من عمره ككل الذكور هنا وهو يكرهني منذ أن كنت صغيرة ويضايقني من فترة لأخرى.

ولكن شخص واحد فقط من بين الجميع أبغضه بشكل لا يمكن لأحدهم تصوره.

ڤولكر الوريث السابع لقطيع وولف وبسبب موت بعض من أخوته هو الآن الثاني، ها هو يستمتع بوقته ويفعل ما يحلو له، ومتى ما شعر بالضجر ولم يكن لديه شيء ليفعله يقوم بإزعاجي أو ربما يمكن تسميته تنمّر.

لقد تربينا سوياً في نفس القصر، الألفا والد ڤولكر، وأبي المُحارب المُخلِص للقطيع كانا أفضل الأصدقاء، حتى أن والدته وأمي كاثي كانت علاقتهما جيدة ولكن لم يُقدر لنا نحن الأبناء أن نكون كذلك.

أتذكره عندما كنا صغار، كان مختلف وكنا نلعب سوياً أيضاً لكنه تغير فجأة كأن روح شريرة سكنت جسده، ولا يمكنني الدفاع عن نفسي لأنه يفوقني قوة بكل شيء.

لهذا السبب لم أخرج من غرفتي منذ فترة ما عدا أوقات الطعام فكما يحب الألفا ومن كان قبله نحن نجلس على ثلاث طاولات منقسمين حسب أعمارنا لكثرة الأشخاص في هذه السرايا، في هذا القصر أربعة أجيال من قطيع وولف.

على كل حال الطقس جميل اليوم وأشعر برغبة جمّة بالخروج وقراءة كتابي في بقعتي المعتادة.

اغتسلت من ثم ارتديت ملابسي الكثيفة لتحميني من البرد، الآخرون لا يحتاجون لهذا الكم من الملابس لأن أجسامهم دافئة ولكني مختلفة، سرحت شعري لأجعله مفروداً، إلتقطت الكتاب وهبطت السلالم بركض قبل أن يراني أحد، ذلك الدرج الطويل لطالما كنت أنزل منه سعيدة وأصعد باكية.

آمل ألا يحدث هذا اليوم، تسللت قبل أن يراني ڤولكر إلى شجرة التوت العملاقة اليابسة تلك وجلست أسفلها لأفتح كتابي وأقرأ به بتمعن وشبح الإبتسامة على وجهي.

لكن قلبي انكمش وابتلعت ريقي دون أن أحرك عيني عن الصفحة عندما رأيت قدما ڤولكر أمامي.

ڤولكر:

كنت أراقب الجراء وهم يلعبون لعبة المحاربة، علي فعل هذا رغماً عني كي لا يؤذون بعضهم.

إلى أن رأيت سيلڤر عديمة الفائدة تتسلل ظناً أني لا أراها نحو شجرة التوت القديمة لتجلس هناك وتبدأ بالقراءة.

وجودها بالجوار لا يعجبني لذا علي طردها بأي وسيلة فوقفت أمامها أنتظر كلماتها الأولى.

سيلڤر:

تظاهرت بعدم المبالاة وحاولت جاهدة أن أعيد تركيزي على الكتاب.

لكنه تحدث ببرود "أتعتقدين أنني لم أراكِ؟ أأنتِ غبية أم ماذا؟ رائحتكِ المزعجة التي تمشي خلفك تفضح مكانك أيتها النكرة"

إلتقطت نفساً عميقاً لأسأله دون إزاحة عينيّ عن الكتاب "ماذا تريد؟"

اِرتسمت اِبتسامة جانبية على وجهه وسحب الكتاب من بين يدي ورفعه عالياً قائلاً "ما الذي تقرأينه، لا بد أنه كتاب غبي لهذا أنتِ حمقاء"

نهضت لأقفز محاولة إلتقاطه بينما أصرخ "أعده لي!"

اِبتعد عني خطوتين ليتحدث ببرود "لا فائدة من كتاب بين يدي حمقاء" أنهى جملته ليقوم بتقليب الصفحات وما يزال الكتاب في الأعلى إلى أن وصل للنهاية.

أمسك بآخر أربع صفحات وقام بتمزيقها ليهدر صوت تشقق الورق في أذني.

ضحك بسخرية من أنفاسه وهو يكوّر الورق بقبضته ويرمي لي الكتاب ويرحل وأنا أكتم دموعي وأتظاهر بالقوة

لا يعلم أحد حتى الآن أن هذه الشجرة التي خلفي يبست وتآكلت قشرتها لأنها لم تُسقى سوى من دموعي، عانقت الكتاب بقوة لأركض متجهة للقصر لكني اصطدمت بكبير للخدم أرمون فوضع يده في جيبه وأخرج منديلاً ليعطيني إياه قائلاً "لا بأس… إنه فقط أحمق"

هذا الرجل يهتم بجميع من في القصر من كل قلبه لهذا الجميع يحبونه وقد كان صديق والدي المفضل، وقد أنقذه في النزاعات من الموت مرات عديدة… إنه يذكرني به كثيراً لكنه منشغل طوال الوقت بهذا القصر الكبير الذي يحوي عدد هائل من المستذئبين.

مسحت دموعي لأتلفظ "آسفة" ركضت على السلالم اللولبية وأنا أتذكر كل مرة قمت بنفس الأمر بعدما أزعجني ذلك الوغد ڤولكر.
اِرتميت على سريري لتمسح وسادتي دموعي، أتمنى أن أكون قوية يوماً وأدافع عن نفسي أو أن أتشجع لمرة وأتمكن من فعل أي شيء ضده، لكن يكفي أن أعينه مخيفة وأنه يستطيع التحول لذئب، وأن مكانته في القصر أكبر من قدراتي كلها.

وبعد وقت قصير كنت قد توقفت عن البكاء ونهضت مترنحة حتى أغسل وجهي.

وضعت الكتاب الذي لن أقرأ نهايته في حياتي جانباً لأعاود الخروج من القصر قاصدة الغابة.

كنت أشعر بالسكينة لتلك اللحظات، لكني أرغب بالجلوس في مكان ما لوحدي دون أن يراني الوغد ذو الأعين الحادة.

حينها رأيت شيء في قلب الغابة أسعدني…

لقد كان بيت شجرة قديم، تذكرته لقد كنا نلعب به عندما كنا صغار، ابتسمت كما لم أبتسم من قبل.

أمسكت بطرف السلّم مستعدة للصعود لكن أوصالي تجمدت عندما أمسك بذراعي قائلاً "ماذا تظنين نفسكِ فاعلة"

استدرت ببطء لأجده مجدداً، إنه ذو الأعين الحادة.

أجبته بصوت خافت "أريد الدخول"

تحدث بامتعاض "مستحيل! هذا البيت لي ألم تري إسمي محفور على الشجرة"

"لكنك الآن في الثامنة عشر من عمرك ماذا قد تريد من بيت شجرة! دعني وشأني"

صرح بنظرات حادة مُهددة "ألا تفهمين! قلت مستحيل! هذا البيت موجود لأجل شخص يستحق وليس لأجلك!"

لو كانت غَصّتي حبل مشنقة... لقطعت الرؤوس، أريد التخلص من هذا الضعف الذي بداخلي لكني لا أستطيع.

حبست دموعي وأنا أنظر له ببغض، خطيت متحاشية إياه لأعود لزنزانتي في قبة ذلك القصر، ڤولكر لا يحب بيت الشجرة، بل هو فقط يكرهني.

لم أبكي هذه المرة، جلست أقرأ الكتاب المحروم من نهايته لانه ليس لدي بديل له فأنا أخرج لجلب الكتب مع الخدم عندما يتجهون للمدينة لشراء الحاجيات فقط ومن الجيد أن هال يسمح لي بالذهاب معهم لكنت الآن مصابة بعلة نفسية، بالرغم من وجود مكتبة الصغيرة في القصر لكني سبق وأنهيت كل ما فيها منذ فترة فأنا لا أفعل شيء بحياتي غير القراءة والمُراقبة.

أنهيت ذلك الكتاب بساعتين، تنهدت لأني لن أستطيع معرفة نهايته، إلى أن لمعت في رأسي فكرة.

ڤولكر مزّق الصفحات وأخذها صاعداً، لذا هي بالتأكيد في غرفته.

علي إيجاد طريقة لأدخل لها دون أن يشعر بي وآخذ الصفحات وأعود سالمة...

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro