Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

صَدف


جلست (طُوفان) وتعلو شفتاها ابتسامة صغيرة قِرابة الشاطئ في مكانها المعهود، تستطيع أن ترى بوضوحٍ شديد هِلال الليلة؛ بأقدامها متدلية من على الكُرسي، تلامس الرِمال المبتلة في مُلتقى اليابس وزَبد البحر. لم تُكن الشمس قد سطعت بعد، وقد غَربت الشمس مِنذ بِضع ساعات. الهواء، رغم حراوة تلك الأيام، إلا أنه كان لطيفًا مِثل النسيم رغم شِدته مُقتربَ الشاطئ.

مُنذ الصغر كانت تشكى (طوفان) لغموض البَحر عُقدات حبل نجاتها من صِعاب الحياة، فيُجيب البحر كما توقعته أن يجيب، بتخابط الأمواج بين اقدامها وانتحابه معها في عبابٍ واعتلاج؛ يشبه روحها في تلك الآونة.

اليوم قد تمت (طوفان) عامها الثالث والعشرون. عقلها مُشتت وهائج ذو صوتٍ عالٍ كزجير البحار. قَلبها مُغلقٌ ولم يعد يشعر بأنه على استعداد للمواكبة— تائهة هي بين موجةٍ الحياة وضُحاها. لا تعرف كيف ستسري في غموضِ المُحيط إن كانت سترسى كما هو مُقدرٌ لها أن ترسى. وجهتها مجهولة؛ وهذا ما يرعبها في أغلب الأحيان. ولكن— رغم رُعبها فهي على وفاقٍ ويقينٍ تام بأن لكلِ جهة هدفٌ مُقدرٌ أن تُزهر فيه.

أغلقت (طوفان) عيناها وتنهدت، هواء البحر يملأ رئتيها ويُداعب ما تُرك من خُصلات شعرها؛ ليس بمقدور العالم أن يسرقها لذة إطمئنان تِلك اللحظة، تشعر بأن الوقت قد توقف— تلك الراحة وهذا الشعور هو ما يجعلها مُتعطشة للتهور في الغرق. تَذكرت في تلك اللحظة صِغر حجمها، فهي دائما عند زيارتها للبحر تشعر بأنها صدفة أُنهكت من تلاطمها بين الأمواج فرست على الشاطئ، غامرة في الرمال ولكنها مُتعطشة لملوحة موطنها؛ وحيدة.

وحيدة تمامًا كوِحدة هِلال الليلة بين صِغار النجوم المرصعة حوله، وغيامات شهر يوليو المُغتربة والغير متوقعة. ورغم ذلك يشعر الهِلال بقرابة البحر مِنه حتى وإن كانت تفصل بينهم سبعُ سماواتِ غلافية.

ولكِن، كيف لهلالٍ يابسٍ، سراق للضْوء أن يَعرف شَعور الغرق في أعمقِ وأكحل بُقعة في قعر المحيط؟

وكيف لأرضٍ خُلقت للغموض بملوحة مائها أن تنجذب لسطحٍ كثير الحُفر متموج اليابس؟ لا استواء فيه، جافًا ولا حتى قَطرةُ ماء تُلطف سطحه؟

تلك الوحدة، وحدة الغرق في سطحية القمر، والتعمق في ظُلمة قعر البحار— تائهةً في استوهام أن منالها في الدنيا كبُعدِ القمرِ عن البحار رغم الرغبة واللوعة للإقتراب.

(طوفان) ألقت بنفسها بين الأمواج؛ لا تخشى من وحدتها بينها أو لغموض ما يوجد تحت كُل هذا الهياج في ظُلمة العَشاء وراقبها الهِلال على قسطٍ من الغيرة.

ودت (طوفان) لو تغشي دواخلها الامواج شعورًا. وأن تمتزج كل همومها وقلقها وحيرتها مع ملوحة الماء. ودت لو لم يلفظها البحر كلما ألقت بنفسها بينه؛ صدفة بَليدة السطح، متعرجة الحواف، باهتة اللون لا شيء يميزها.

أتبدو واضحةٌ عبثية عقلي كما في الفصل؟

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro