إلى....؟
♡♡
من: (إيزابيل). الثالث من كانون الثاني، ٢٠١٦م
إلى: _ (خانة فارغة)
"اليوم كان مَرهقًا.
لم أعتقد أني سأفتقد أحدًا ما، غيرك. لكني فعلت.
لطالما كان صوت عقلي أعلى من صوت قلبي في بعض اللحظات، مثل الوداع؛ وداعك على وجه الخِصوص.
مثل الصمت الصارخ قبل بدء الحديث، وشعور العِناق المجبر.
مثل الابتسام لشَخص عَشوائي يَحمل ثُقل العَالم فَوقَ عاتقه وفقط حَدث أن نظرَ إليّ، مُرغمًا. هنا في أرياف مدينتك المفضلة (آرثر) الجميع سَيعاملوك بطيبة، ليس لأنك مهم أو لأنك أنت، هذا جيد. لأنه ربما لا حاجة لمعاملة خاصة. فهنا لا يوجد استثناء بين الأثرياء وبين من هم مِثلي.
وحَدث أن تذكرت ما كُنتُ أُحاول إخفاؤه طوال تلك السَنوات. أشعر أني مثل الثقب الأسود (آرثر)، الذي غُرمنا بخباياه وسر وجوده مُنذ الصِغر. فيلمي المفضل يدور حوله على أيّ حال؛ وهنا يُمكنكَ وصفي بأني أحمل الكثير من الفراغ الدامس بداخلي، أو كحفرةٍ ما لا يُرى لها عُمق ولا يُعرفُ لها قاع أو ربما قاعها هو الفراغ ينتهي مباشرة بالفضاء-كُله ظُلمة.
سأعتذر لك عن برودي في أخِر لِقاءٍ هنا، على تلك الأوراق، عن جانبي المُظلم الذي ترفضُ عيناك أن تراه في وجهي.
لأُصدقك القول؛ لا أعرف كيف يكون شعور الاشتياق لأحد ما، ليس حقًا. لم يشتق لي أحد من قبل. لا أملك الكثير من الناس لدعوتهم بالأصدقاء في تلك القرية، أنت فقط صديقٌ لي. لا أعلم إن كُنتْ أقوى على دعوتك بغير ذلك.
ولكن هل اشتقتَ لي؟
فواقع الحقيقة المُرّة. أنت لست صديقي يا (آرثر). في قلبي أنت آكبر من أن تكون صديقًا. ألم تفهم بعد؟
لماذا لم تسأل عن حالي اليوم، (آرثر)؟ لقد سألت عن أحوالك، ولم تكترث بما كانت تحتويه عيناي، بما كان يحتويه قلبي.
كيف يمكن للسيدة كيم وهرائها المعتاد أن يُنسيّك أمر حالي؟
يا له من سؤال سخيف، اعذرني عزيزي (آرثر)؛ كما قلت لك، اليوم لم يكن في ساحتي. تلك الآونة الآخيرة أشعر وبأن العالم كله ضدي. رحيلك اليوم كان باردًا، لم أعهده من قبل. لم توجد لا قُبلة على الجَبين ولا وداع حار ولا وعد باللقاء، ألا تفتقدني هُناك أنت أيضًا عَزيزي آرثر؟ انا اشتقت إليك. عِناقك كان- كان بَعيدًا جِدا عن كونه عِناقًا. ما خَطبك؟ لما عُدت لتدخين تلك السجائر مجددًا، آرثر؟ ما الذي كان يدور بعقلك عندما نظرت إلى الآفاق شاردًا؟
لوهلة ظننتك متيمٌ بالسماء، لكن زُرقة عينيك وشرودها لم تَكن تعني السماء.
بمن يا تُرى، كُنتَ مُتيمًا به حد هذا العُمق؟"
(لم يتم إرسال هذا الظَرف)
♡♡
مُقتطف من رواية (إيزابيلا) التي أعمل عليها.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro