Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(9)

بقلم : نهال عبد الواحد

ظلت داليا تلبي لرانيا كل طلباتها، كانت حقًا جدار حماية بينها و بين فتحية دون أن تبدي ذلك.

لم تكن رانيا تخرج سوى إلى الحمام لتقوم بأعمال العروس من حموم، أقنعة تجميلية وخلافه، هاهي قد أحضرت فستانها وصار كل شيءٍ علي مايرام، لم يتبقى سوى أن ترتدي فستانها وتقوم داليا بزينة العروس، قد فعلت فأخرجتها عروسٌ رائعة.

كانت داليا ترتدي ملابس عادية فهي مجرد خادمة، لكن رانيا أصرت أن تعطيها فستان لترتديه بسرعة قبل أن تُزف العروس فما كان لها إلا أن تبدل ملابسها سريعًا في الحمام خاصةً وأن اليوم كل من يخدّم في الحفل عدة نادلين مستأجرين للحفل.

بالفعل خرجت داليا مرتدية فستان أحمر قصير حتى الركبة،ضيق، مفتوح من الصدر بفتحة سابرين متسعة قليلة، الفستان بالكامل مشغول بالجبير، مفرّغ الأكمام والظهر، لم يكن هناك وقت لفعل المزيد فجمعت شعرها مسرعة مع القليل من مساحيق التجميل، كأنها قد نسيت نفسها أنها داليا وليست زينة!

بدأت الزفة، جاء العريس، دخل لعروسه، قبل جبهتها ثم تأبطتها وحولهما والديه و والديها ويحيى خلفهم قليلًا  مع عدد من أصدقاء العروسين، عن بعد كان أدهم والذي طل ببدلة رمادية نظر إلى تلك المرتدية الفستان الأحمر، تزرغد، تتراقص، كأنها قد نسيت كل شيء وعادت فجأة لطبيعتها كزينة.

جذبها أدهم من ساعدها يؤخرها عن الزفة قليلًا فانتبهت إليه قائلة بدهشة: في إيه؟!

- إنتِ نسيتي نفسك!  إزاي تظهري كده؟!

إتسعت عيناهاوكأنها انتبهت فجأة وأهدرت ببلاهة: هه!

- ما كانش المفروض تطلي كده، ملامحك قربت من زينة أوي، ماما وأمجد هيعرفوكي، وكمان مامتك وهند...

إبتلعت ريقها بصدمة واستطردت بصوت متحشرج: إيه؟! هم هنا! 

أومأ برأسه أن نعم، لمح تلك الدمعة المتعلقة بأهدابها تجاهد معها حتى أخيرًا تحررت فارة إلى وجنتها،  اقترب منها مادًّا يده، مسحها بهدوء هامسًا: لا.

التفتت إليه مستفهمة دون أن تعقب، فقال: مش عايز أشوف دموعك دي، العيون دي تفرح وتبتسم و...  وممكن تتشاقى...

تعجبت منه رغم تأثير كلامه عليها لدرجة كبيرة فأهدرت: مالك يا أدهم؟!

- مالي!  لوحتيني، معجب يا ستي، طالعة زي القمر، مش واخدة بالك ولا إيه؟! 

كان يتحدث بوله لم تعهده منه مما تسبب في رجفة فجائية تسللت لجميع أوصالها، لكنها قررت الإحتفاظ بصمودها أمامه قائلة: طبعًا واخدة بالي، وطول عمري كمان.

إبتسم بمشاكسة وتابع: يبقى لازم تختفي عن عيون الجميع...  عشان المهمة يعني.

اغتاظت منه وأردفت بثبات: واضح إن مفيش غير الحل ده. 

فجاءهما يحيي مبتسمًا وقال مازحًا: مش كفاية بأه، عايز أحضر فرح أختي بعد إذنكم، و واقف ناضرجي من بدري. 

جز أدهم بغيظ على أسنانه، أعطاه هاتفه قائلًا: خدنا كام صورة كده عل ماشي.

وضعت يديها على خصرها وتابعت: نععععععم! 

رفع أدهم أحد حاجبيه بمزحة قائلًا: إنتِ هتردحي!

ثم ابتسم لها وأكمل: إضحكي عشان الصورة تطلع حلوة. 

- الصورة هتطلع حلوة عشان أنا فيها.

قالتها بغرور مصطنع مع بعض التغنج بجسدها، فنظر إليها بغيظ جازًّا على أسنانه نابسًا: اخلصي بسرعة...

ثم إلتفت نحو يحيى قائلًا: اخلص يا عمنا.

نظرت إليه بجانبية دون إلتفات، إبتسمت، التقط يحيى عدة صور لهما معًا ثم انصرفا وانصرفت هي الأخرى.

عند العروسين، اقترب أدهم مبتسمًا بسعادة وأهدر: ألف مبروك يا عريس!

ضحكت رانيا مجيبة: الله يبارك فيك! عقبالك، نفسي أشوفك يا أدهم يوم فرحك.

أومأ أدهم بشرود وتابع: هتشوفيه في يوم من الأيام.

إقترب يحيى واضعًا يديه بداخل جيبيه وأكمل: مؤكد هتلاقيه متكتف ومتسلسل بكام كلبش. 

أومأت رانيا بمشاكسة متابعة: وأنا كمان متوقعة كده.
 
وضحكت، زفر أدهم رافعًا أحد حاجبيه وأهدر: امممممممممم! وبدأت فقرة السخرية.

قال أمجد: ما تقلقيش يا حبيبتي، مااعتقدش إن الموضوع مطول، إحنا السابقون و هم اللاحقون.

أكمل يحيى ضاحكًا بمكر: وأنا كمان شايف كده.

فوكزه أدهم في جانبه فتألم يحيي قليلًا، إلتفتت رانيا لأخيها قائلة بلطف: نفسي أفرح بيك إنت كمان يا يحيى. 

إبتسم مجيبًا: والله ما عنديش مانع! هي تتفضل تطل وتهل في حياتي بطلعتها البهية الأول.

ثم فجأة لمح تلك الجميلة قادمة نحوهم ترتدي فستان أسود قصير تاركة لشعرها الطويل العنان ليصل لآخر ظهرها.

تخطته متجهة نحو العروسين يعتلي ثغرها إبتسامة رائعة مصافحة وأهدرت: ألف مبروك يا دكتور! مبروك يا عروسة!

إبتسمت رانيا إليها متسآلة: مين الجميلة دي؟!

إبتسمت بخجل وقالت: أكيد مش هتعرفيني، لكن بصي للست اللي واقفة هناك مع مامتك وطنط فيفي، دي تبقى مامي زينب، صاحبتهم التالتة.

قالتها مشيرة نحوهن، أومأت رانيا قائلة وقد إتسعت إبتسامتها: آاااااه! أهلًا أهلًا! سعيدة بمعرفتك يا حبيبتي، إنتِ بأه زينة؟!

ثم نظرت لأدهم قائلة بسخرية: لا طلعت ناصح أوووي!

نظر أدهم لها شرزًا نابسًا بغيظ: دي أختها هند. 

قالت هند وهي تنظر إلى أدهم ضاحكة: فرصة سعيدة يا رانيا.

- أنا أسعد يا حبيبتي.

أما يحيى منذ أن رآها وهو واجمًا وفارغًا فاه بشكل ملحوظ،  إلتفتت رانيا لأخيها بهيئته تلك، أطلقت ضحكة مدوية ثم وجدت فتحية تأتيها بصينية العصير.

نظرت إليها رانيا بإستنكار وتسآلت: أمال فين داليا؟!

أجابتها فتحية: كانت بتجري مش عارفة متسربعة على إيه فوقعت على رجلها، مااعرفش اتلوحت ولا اتكسرت. 

قالت الأخيرة بشماتة، تأففت رانيا بغضب قائلة: كأنك سعيدة باللي حصلها! 

أخذ أدهم منها الصينية لتنصرف من أمامهما، أمسك أمجد بالكوبين كأنه يشمهما فانتبهت إليه هند متسآلة بدهشة: بيعمل إيه ده؟!

أجاب يحيى محملقًا فيها: معلش أصله دكتور وموسوس...

ثم أكمل متلعثمًا: تسمحي نقعد في أي مكان نتكلم شوية! 

سكتت قليلًا ناظرة إليه تستكشف نواياه ثم أومأت برأسها موافقة بينما همس أمجد لرانيا أن تأخذ إحتياطها ولا تشرب شيء يكفي أن تتصور واضعة الكوب وكأنها تشرب فقط، وتم التقاط الصور ثم أخذ أدهم منهما الأكواب وذهب ليعطيها لأي نادل يمر أمامه.

كانت رانيا تتبع أخيها بعينيها فقالت لأمجد بسعادة: ملاحظ يحيى وهند!

إبتسم أمجد، أدار وجهها إليه بلمسة رقيقة بطرف إصبعه: يا ريتك تلاحظيني أنا، وما تشغليش بالك بأي حد غيري أنا وبس.

إبتسمت إليه بعشق وتشابكت أصابعهما بامتلاك وعشقٍ واضح، أما يحيى وهند ظلا في صمت بعض الوقت حتى قطعه يحيى: تعرفي إنك... إنك...  جميلة أوووي. 

حاولت هند أن تغضب من حديثه المعسول هذا لكنها وجدت نفسها تشكره بهدوء فقط إيماءة رأسها مع إبتسامة.

بادرها يحيى: ممكن أسألك سؤال!

-اتفضل.

- هو إنتِ مرتبطة!  يعني في أي حد في حياتك؟!

تفاجأت من سؤاله، ارتبكت قليلًا، تورد وجهها، تعالت أنفاسها فجأة، أجابت بثباتٍ مزيف: شايف إن دبلة في إيدي!

- قصدي مرتبطة عاطفيًا بأي شخص!

أجابت هند وقد زاد إرتباكها: وإيه لازمته السؤال ده؟!

-عادي.

- لا مش عادي، إحنا أول مرة نتقابل، فمش عادي أبدًا إنك تسألني سؤال زي ده.

- فعلًا حقيقة، لكن إحساسي بيقول غير كده، كأني أعرفك من زمن، يمكن من كلام زينة عنك لكني ما أتخيلتكيش بكل الجمال والرقة والجاذبية دي، حاسس إن القلب اللي اتمنيته لاقيته، والحلم اللي  حلمت بيه اتحقق وهعيشه في كل دقيقة مش كحلم، حقيقة.

- إيه كل ده؟!

-أعذريني، مش عارف جبت الجرأة دي منين!  مش عارف بجد جرالي إيه، عمري ما كنت كده!  هي يعني عمرها ما كلمتك عني! 

- لأ، حكت. 

- طب لاقيتي إيه؟!

- صعب تقييم شخص بعد لحظاتٍ من لقاءه والتعرف عليه وجهًا لوجه لأول مرة، لكن هي حكت لي عن قوتك وتمسكك بمبادئك في زمن عديمي المباديء، كونك شخص عصامي ومُجتهد في زمن الوصوليين، بس أنا شايفة كمان شوية شقاوة، شكلك زي صاحبك! 

- لا مش زي ماانتِ فاهمة، أنا فعلًا عزلت نفسي عن بابا وبعدت عنه، وبآلي مدة من ساعتها عايش للشغل وبس، وعمري ما فكرت إني أقرب من أي واحدة لا حب ولا جواز ولا حتى صحوبية...

- آسفة لو بقاطعك، بس كأني بقرأ في كلامك كرهك لوالدك!

- مش كره، لكن مش علاقة عادية، حاولت أقرب كتير لكن أفعاله دايما صادمة وبتكسر أي محاولة، مش فاهم هو إزاي مش مدرك نتيجة أفعاله! 

- أفعال إيه؟!

- هه!  ولا حاجة، المهم مش هتقوليلي رأيك! 

- رأيي في إيه؟!

- بصي أنا دغري ومباشر، وإنتِ دخلتي قلبي وتعمقتي جوايا فجأة من أول لحظة وعندي رغبة في الإرتباط بيكِ.

- شكلك متسرع يا بشمهندس، ده لسه أول لقاء لنا و لا يمكن أقدر أقول رأيي بالسرعة دي، لازم نتمهل ونفكر بهدوء وبشكل جدي.

- ده صحيح أول لقاء واقعي، لكن أرواحنا اتلاقت كتير قبل كده.

- بس إحنا محتاجين لوقت عشان نقدر نتعرف على بعض ونفهم بعض، صحيح مش هنفهم بعض تمامًا، لكن أكيد هيساعد.

- أفهم من كلامك ده إنك مرحبة! 

ضحكت قائلة: بتقول إيه؟!

وجم قليلًا وأطال النظر إليها ثم قال: ماشوفتيش نفسك قبل كده وانتِ بتضحكي!  معقول مفيش مرايات!

إبتسمت بخجل وقالت على إستحياء: إنت مبالغ أوي!

- وانتِ حبيبتي. 

إتسعت حدقتاها بفجأة مع خجل شديد تملكها، همست بتوتر: يحيى، الناس بتبص علينا! 

- ولا يهموني، بس تعرفي إن جمالك زايد وانتِ مكسوفة كده. 

نظرت إلى ساعتها هروبًا من إرتباكها الذي تملكها تمامًا، قالت تتصنع الثبات: يادوب، أستأذن بأه.

- تستأذني إيه، الفرح لسه بدري عليه. 

- معلش، بس لازم أروح أغير السواريه دع عشان مسافرة. 

صاح بتملك فجائي: ليه وفين؟!

إبتسمت مجيبة: ده مجرد أسبوعين للأقصر وأسوان. 

- كتير ياهند، هتوحشيني. 

-يحيى، بطل بأه!

- الله على إسمي اللي خارج من بين شفايفك! 

- كفاية بأه، أنا لازم أمشي عشان مااتأخرش. 

- مش قبل ما ناخد تليفونات بعض وبروفايلاتنا وإيميلاتنا، عايز أطمن عليكِ طول الوقت، لو ماكنش يضايق حضرتك يعني!

إبتسمت ولم تجد بدًا إلا وتبادلا  أرقام الهواتف، صفحات التواصل الإجتماعي والبريد الإلكتروني، ثم صافحته قائلة: أشوف وشك بخير. 

أجابها بحنين واشتياق: ربنا يصبرني على بعدك، لا إله إلا الله!

- محمد رسول الله!

قالتها مبتسمة، شعرت بالفعل بحنين إليه قبل أن تتركه، لكنها انصرفت مسرعة، ما أغرب هذا اللقاء!
أول لقاء، تحوّل فجأة لحبٍ متبادل، حنين، مشاعر متأججة قد توقدت فجأة وخلال لحظات.................

NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro