Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(2)

بقلم : نهال عبد الواحد

تعثرت في شيءٍ ما، أمسكت به، كان مفتاح سيارة، نظرت إليه وابتسمت قليلًا كأنها تعرفه.

نادت عليها فتحية لتقدم صينية المشروب للضيوف، بالفعل حملتها داليا، سارت بها إلى مكان تواجدهم، كانت رانيا وأمجد خطيبها يجلسان في أحد الجوانب بينما تجلس وجدان مع إمرأة تضاهيها في عمرها، ترتدي بدلة أنيقة و(تربون) على رأسها، لازالت تبدو عليها الوسامة من البشرة البيضاء والعينان الملونتان.

كان أمجد يحمل ملامح أمه من بياض البشرة، العينان الملونتان، بينما يجلس شابًا آخر منفردًا يعبث بهاتفه يبدو أنه الإبن الآخر لتلك المرأة لكن ملامحه مختلفة، شعره أسود قصير، عيناه داكنتان، بشرته قمحية اللون بفعل الشمس، يتمتع بقدرٍ من الوسامة لكن ليس كأخيه الأكبر لكن يبدو عليه خفة الظل مع بعض المشاكسة.

حاولت داليا أن تدخل بالصينية وتضعها دون أن تأبه لأحد وبعد أن وضعتها.

قالت بهدوء وهي تنظر إلى وجدان: لو سمحتي يا هانم، أنا لاقيت المفتاح ده عند المدخل.

رفع ذلك الشاب عينيه من هاتفه بمجرد بداية حديثها ثم نهض متجهًا نحوها وقال: أيوة ده مفتاحي.

ثم قال عابثًا :كأنك إنتِ الخدامة الجديدة!

أومأت وجدان مجيبة: فعلًا يا أدهم، هو في حاجة! 

أجابت داليا بعملية : تؤمريني بحاجة تانية يا فندم؟

أومأت وجدان مستطردة: لا شكرًا، تقدري تتفضلي. 

همت داليا بالإنصراف فناداها أدهم: إنتِ يااسمك إيه، باقول مفتاحي!

فوضعته بقوة على المنضدة ناظرة إليه شرزًا فابتسم قليلًا حتى ظهرت غمازتاه.

فضحكت وجدان وأمه، التي قالت له: إنت اللي بتحرج نفسك، ارتقي شوية يا بني، حتى الخدامات!

عقبت وجدان: كأنه لسه بنفس طباعه وشقاوته.

كان أدهم لا يزال يتابعها بنظره، نظر مكان خروجها فنادته وجدان بمداعبة: إنت، هيه، روحت فين؟!

أجاب أدهم: شايفني روحت فين، ماانا لازق في الكرسي أهو.

فقالت أمه: ياريته يسمع لي.

أجابها على مضد: إطمني يا أمي، وسبيني في حالي يا فيفي.

تابعت وجدان: أعتقد بعد طول لفك ودورانك مؤكد هتقع في إيد واحدة هتربيك من جديد.

أردفت فيفي: هي موجودة فعلًا ومربياه ومخرشمة  وشه أول بأول...

ثم قهقهت ضاحكة وأكملت: وكل ما تشوفه مع واحدة تنزل فيه ضرب.

تمايلت وجدان من شدة الضحك وتسآلت: ويا تري هي جميلة؟!

أجابتها فيفي: دي زي القمر مش جميلة وبس، وشها زي البدر، شعرها طويل لآخر ضهرها، وعينيها مرسومة طبيعي ورموشها ورسمة شفايفها تجنن، أما عن قوامها....

صاح أدهم: كفاية يا أمي.

أكملت فيفي: مش هتصدقي هي تبقى مين!

تسآلت وجدان: مين يا ترى؟!

أجابت فيفي: تبقى بنت زينب واسمها زينة.

تغيرت ملامح وجدان وقالت بنبرة حزينة: وحشتني أوي، من إمتى ما اتقابلناش ولا قعدنا مع بعض قعدة الصحاب...

ثم تنهدت بيأس قائلة:  مش قادرة أفهم لحد دلوقتي سر كُره عزيز لزينب وليه منعني عنها؟! ما اتقابلناش من عشرين سنة، حتى أتا وأنتِ اتقابلنا بالصدفة وقت ما تقدم أمجد لرانيا.

إبتسمت فيفي وأهدرت: عامةً هي وبناتها هييجوا حفل الزفاف إن شاء الله.

أهدرت وجدان بسعادة: فعلًا! فرحتيني أوي، لكن زينب....

تسآلت فيفي متعجبة: مالك؟! كأنك نسيتي زينب وقلبها الأبيض وطيبتها الزايدة.

أومأت وجدان متنهدة بقهر قائلة: مش فاهمة ليه بيتفنن في إبعاد كل اللي بحبهم عني؟! حتى رانيا بعد جوازها أكيد هتسيبني، رغم إصرار عزيز على إقامتهم هنا معانا لكن أظن إنهم مش هيطيقوا وهيسيبوا الفيلا في أقرب فرصة.

فاقتربت منها فيفي هامسة لها: كلامٌ في سرك، هما بالفعل جهزوا شقة لهم وحدهم، وهينتقلوا فيها أدام شوية.

تنهدت وجدان براحة، وأهدرت بسعادة: والله! أحلى فكرة، أنا عرفاه كويس، هيفضل يتدخل بينهم ومش هيسيبهم يتهنوا ببعض، بيحب التحكم فوق ما تتصوري!

قالت فيفي: حقيقةً، كان الله في عونك! ده راجل غريب جدًا.

-الحمد لله على كل حال، يكفي إنه بعد إبنه عنه و ما بيتكلموش مع بعض إلا للضرورة القصوى، ورغم إني مش عارفة السبب لغاية دلوقتي  لكني مطمنة عليه، شق طريقه بنفسه وبدأ حياته بنفسه ومتمسك بقيمه ومبادئه.

-ربك يحميه ويبارك فيه ويسعدك به عن قريب يا وجدان يا حبيبتي!

-آمين ، رغم أنه من مدة انقطعت أخباره، لا بيتصل ولا بيكلمني شات، إده!  بصي لإبنك يا فيفي!

تنهدت فيفي بقلة حيلة وتسآلت: مالك يا رافع ضغطي؟!

إبتسم أدهم بسماجة قائلًا: ولا حاجة، كنت بسمعكم، لكن مش عارف افتكرتوني تاني ليه! كان إيه اللي جابني هنا؟!  كنت بعت واحد من العساكر يجيبلي أي حاجة تتاكل وننتهي من قصة الغدا دي.

تسآلت وجدان ضاحكة: ليه يا أدهم؟! ده إنت وحشني حتى، بتفكرني دايمًا بيحيي في مشاكستن دي.

تنهد أدهم قائلًا: لو كان هنا كان هيكون في سبب لوجودي، حضراتكم بتحكوا من هنا ومن هناك، ورميو وجوليت قعدين مع بعض هيحرقوا المكان من لهيب الحب المنتشر في أرجاء الجو، بابا قاعد مع عمو في المكتب، وأنا هنا قاعد بعد عدد اللمبات  في كل نجفة وعدد الورود في كل سجادة... أوووووووف  عل زهق!

إبتسمت وجدان بمكر وتابعت: ونسيت إنك كمان بتبصبص للخدمات.

زفر أدهم بقهر مصطنع: كان إيه اللي جابني هنا!  إنت فين يا يحيى؟!

كانت داليا في المطبخ تنجز باقي عملها، لكن ذهنها شاردًا تمامًا، قد لاحظتها فتحية بخبثٍ شديد،  ظنت أنها ربما قد أُعجبت بالشاب الضابط أدهم.

جاء موعد الغداء، قد أُعد كل شيءٍ علي مايرام، كل ما لذ وطاب،  انتهوا من الغداء، جلسوا جميعًا في الحديقة، كان أدهم يتابع داليا بناظريه عن بعد ولا يُنزل عينيه من عليها حتى في الأخير حسم أمره، نهض متجهًا نحوها، بينما الجميع يرمي بتعليقاتٍ وكلمات تدل على أن الطبع غلّاب.

ما أن اقترب منها أدهم حتى قال بأسلوبٍ ساخر: إزي  الخدامة الجميلة؟

فاستدارت له قائلة بحدة: ممكن أعرف إنت عايز مني إيه؟!

- بتفرج على نتيجة إصرارك العجيب!
قالها بسخرية ثم ضحك بإستهزاء وقال: يا ترى إنتِ إزاي خدامة وما بتعرفيش حتى تعملي كوباية مية؟!

- ده كان زمان، لكن دلوقتي بآيت طباخة ماهرة، أمال مين اللي عمل الغداء أمال؟!

قالت الأخيرة بتفاخر، وجم أدهم ، وضع يده على بطنه وصاح بخوف: إييييه!  الغدا!  بطني!  إستني كده...

ضربت داليا كفًا بكف، أمالت شفتيها بسخرية متسآلة بتهكم: أستنى إيه يااهبل؟!

- يمكن بطني توجعني، ولا يجيلي تلبك معوي، نزلة معوية ولا أي حاجة تانية! 

أغمضت داليا بتأفف قائلة بتهكم: ده أنت  تافه!  إنسانٍ متبلّد ما عندكش ولا نقطة دمٍ واحدة.

أومأ أدهم برأسه نافيًا مردفًا: لا لا، خلي بالك من كلامك كويس، وبعدين أنا عندي دم كتير جدًا، أمال مين اللي بتفتح دماغي دايمًا!

قبضت يديها وزفرت محاولة تهدئة غضبها قبل أن تفترسه، فنبست بغيظ: شكلك ناوي تجلطني!

-يارب!

-يأخذك!

- طب تفتكري هتقدري تكملي من غيري لو ربنا خدني؟!

-عادي ، هكمل لوحدي، مش محتجالك أصلًا! 

-بالسهولة دي؟!

- أنا درست الموقف بالكامل، وبفضل فن التنكر ده عمري ما هتكشف. 

-بتحلمي!

-ده أنت اللي قصدك تحبطني، خايف من نجاحي ، لا،ده انت مش عايزه من أساسه يا أناني.

-مش هتقدري تغيري حاجة، اتراجعي من دلوقتي أحسن قبل ما يبقى الرجوع شبه مستحيل.

- ما يهمنيش.

-عنيدة.

-أناني .

- يبقى ما تلوميش غير نفسك.

أطالت النظر إليه محملقة في وجهه مردفة: أدهم، الناحية دي ما عورتهاش من زمان. 

إبتسم وهو يهز رأسه بأن نعم بقدرٍ من اللامبالاة، نظرت في الأرض باحثة بعينيها عن شيءٍ بعينه، انحنت، أخذت حجارة من الأرض، أمسكتها بيدها وقالت بتحفذ: يبقى هعملها دلوقتي.

فجري منها وصاح: يا بنت المجنونة! هتصل بمستشفي المجانين يا مجنونة يا غبية.

نظرت نحوه وهو يركض، تركت تلك الحجارة تسقط من يدها أرضًا، تابعت سيرها بتأففٍ مع إنكسارٍ وحزنٍ عميق......................

NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro