Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

حلزون: ثلاثة رجالٍ متفاوتي الأجيال

في مطعم المحطة كانت كريمة قد سبقت مرافقها لطلب وجبةٍ بالفعل، فاعتراها انزعاجٌ حادّ أدى لاستنتاجها بأنها حصلت على مَن يحتاج للرِقابة عوضًا عن حمايتها.
شاهدت القادم المُنتَظَر أخيرًا حين أوشكت على إفراغ وعائها، والصادم كان من رأت معه، الطماع الصاخب والمحشور في كل ما لا يعنيه. هذه الرحلة امتلأت بالمزعجين كما يبدو.

-عُدت! أقصد عدنا.
-أرى ذلك.
أجابت بهدوءٍ مكتوم وهي تحدق بالشاب الذي يبتسم كأنه مستمتعٌ باستفزازها دونما أي جهدٍ من طرفه، ومن ناحية عبد الحكيم قرر أن يحكي ما ألّفَ كعُذر: كنتُ أدلُّ عجوزًا ضلَّ الطريق فقابلت هذا المعتوه صدفةً.

تغيرت معالمها وهلةً، فغلبَ على روحِها التأثُّر «كُنتُ غاضبةً لائمة وأنا أتناول غدائي في راحة، بينما هو مُستَبِقٌ لعمل الخير، يا له من شهم! أسأتُ الظن به وحسبتهُ يلعب، وقد كنتُ التي تلعب! إنه طيب، لقد فكرت به هكذا وقد تطوع ليرافقني، هذه دلالة شخصٍ طيب. عبد الحكيم، ماذا تخفي خلف شقاوتك؟ يتراءى للناس بأنك أهبل، لكنك تكبتُ وراء هذا قلبًا صافيًا! يا لغبائي، يا لغبائي...»
وما لن ينتهي من دوامة عذل الذات تلك.

مصيرُ تلك الأفكار ألا تطول، فبمجرد وقوف الخطّاطة أمام البوابة الحديدية لقصر الأسفار -وبتسميته الأخرى قصرُ النبلاء- بلعت أكبر ريقٍ في حياتها، فلَوُسْع الساحة الخارجية بلغ أن لا يتوفر لمن وراء السور أن يبصر شبرًا من المبنى.
أثناء تأملهم للحصن المنيع المنحوت بزخارف دقيقة بديعة، فُتِحَت البوابة فظهرَ لهم شيءٌ من الداخل، لو لا أنه لم يكن سوى دربٍ طويل محفوفٍ بالشجيرات، وعلى أي حال لم تكن البوابة مفتوحة لأجلهم، وإنما لأجل السيارة الذهبية القادمة، حيث مكثَ فتًى ماثلها السن، لم تلمح غير جانب وجهه الأيسر إذ كان يقابل النافذة، مما أبرز حدّة أنفهِ وعرضَ عينيه، أقرب للعيون الآسيوية، وشامةٌ صغيرة أسفل إحداهما صنعت صورةً اخترقت لُبَّ كريمة بغتة.

قطع سرحانها صدى الإغلاق، ثم هتاف صديقَيّ والدها على نحوٍ محرج «كرّومة كرّومة هوه هوه!» فتهمّ إلى إخراج الخطاب الذي وصلها من الامبراطور، بينما تحاول إسكاتهما بالإشارة، وتتلفّت حولها لتتأكد من أن أحدًا لم يرها معهما، لكن لا بد من أن حارس البوابة القابع في الحجرة الصغيرة قد رأى كل شيء.

أظهرت له الظرف المختوم، قرأهُ عقب استلامه، ثم بحث عن اسمها في قائمة الموصى بهم، وهنا تملّكتها رعشةٌ جنونية، ماذا لو تبيّن أن دعوتها كانت خطأً الآن؟ هذا محرجٌ أكثر من مرافقة عُدَيّ وعبد الحكيم.
ولكن ها هو ذا قد عثر على المفتاح المرقّم بالرقم المجاور لاسمها، ناولها إياه وأشارَ إلى المجمّع السكنيّ المقابل للقصر، يا للأسف، هي لن تسكن في القصر.

-ابحثي عن السكن الذي كُتِبَ عليه رقم مفتاحك. ستجدين وثيقة التوظيف هناك، حالما تملئينها ادخلي من مدخل الموظفين لتسليمها.
-أجل، شكرًا.
أجابت بصرامة وتظاهرت بأنها لم تنتبه للطفيليَّين خلفها، لكنهما تبعاها حتى وصلت للبيت المنشود، ذو سقفٍ أزرق، كان شقّةً مستقلّةً لا أكثر، كصندوق كبير، على أي حال كانت المنطقة جميلةً نَضرة، ببقّالة قريبة للغاية وعيادةٍ خاصة للموظفين ومطعم مجاني مفتوحٍ في أي وقت.

ولجا معها، لا شيء يستحق الذكر داخل المسكن غير كونه ضيقًا بغرفة واحدة بسريرٍ لشخص واحد وأريكة بطاولتها -فوقها عقد السكن والعمل- وخزانة محدودة وثلاجة ضئيلة، ومكبر صوت على الجدار للاستدعاء على الأغلب، وحمام بالطبع.
إن أول بادرةٍ حفرت فِكر الفتاة هي «أين سيبيت الآخران؟» لا يعقل أن ينام رجلان معها في غرفة واحدة، هذا لن يحصل ولو على جثتها.

-يا سلام، كرّومة تستقر لوحدها أول مرة!
قطع عبد الحكيم وساوسها ثم أضاف رافعًا ذراعيه في الهواء: نعم للحرية! تحيا المرأة!

لا يقلقنّ أحدكم على هذا الرجل أبدًا.

ركنَ حقيبتها في زاويةٍ ما، وأمسك بكتف رفيقهِ قائلًا: والآن حان موعد الفراق، سنأتي لرؤيتكِ كل فترة.

-ألن ترتاحا قليلًا؟
-لا وقت للراحة، سيكون البحث عن المأوى أصعب بعد الغروب.

سحبَ عُدَيّ من قميصهِ بينما كان سارحًا في عالمٍ مُغاير إذ يُقدِّر القيمة التي قد يستطيع بيع تلك الثلاجة بها، إلا أن أحلامه تلاشت أسرع مما توقع.

التقطت اتفاقية التوظيف من فوق المنضدة، وبدأت قراءتها بتمعُّن قبل القيام بأي شيء، كانت البنود كثيرةً بل أشبه بلائحة قوانين بلد إن جازَ المجاز، حتى توقفت عندَ بندٍ مثير للاهتمام والفضول في ذات الآن.
«ما تراه أو تسمعهُ في القصر ليس ملكك، وما تُمنحهُ دون ملكيّةٍ هو أمانة»

-

حزمَ الضروريات وتتوّجَ بقبّعتهِ اللَيليّة، منطلقًا نحو الغابة الغربية لوحده سيرًا على الأقدام، هو لا يستبعد احتمالية أن يضطرّ للنوم بجانب النهر الليلة، فلا بدّ من أن يجمع أكبر قدرٍ ممكن من البيانات.

تتبّعَ اللافتات للوصول إلى المبتغى، وعند توقفه أمام أحدها مستوعبًا الدرب، نوديَ من ورائه بلا اسم حتى استجابَ مستديرًا إلى مصدر الصوت، ألفى رجلًا أربعينيًا يكتسي معطفًا طويلًا باليًا، شعرهُ وحاجباه حالكا السواد وعيناهُ ذواتا بريقٍ صُلب كَجموحِ الشباب.
ولم يكن هو بمفرده، إنما معه آخرُ أصغر منه كما بدا، وعلى نقيض رفيقه غزت وجههُ سكينةُ الشيوخ.

-هل أنت من أهل المنطقة؟
تساءلَ البرّاقُ مندفعًا، فتلقى الجواب: لحدٍ ما. كيف أساعد؟

-دُلّنا على نزُلٍ رخيصٍ هنا.
حروفهُ الأخيرة خرجت مع صرخةٍ مدمّرة، إثرَ دَهْس عُدَيّ على قدمهِ ناقدًا: فضحتنا، قُل متواضع!

باغتهُ عبد الحكيم بقبضتهِ التي كأنما هشّمت رأسه، فبُرهةً شعرَ البادئ بالدوار ورأى الدنيا كألوان عشوائية، وبينما يستعيد توازنه جانبًا أكمل آسر الحوار متظاهرًا بأنه لم يشهد المصارعة الحرة قبل ثوانٍ: هناك الكثير في الضواحي، إنها على طريقي.

-سنرافقك إذًا!
ثم بحث عن ثالثهما ليجده جالسًا في منتصف الطريق ما يزال يستدرك، فتقدمَ إليه ساحبًا إياه من ردائه، ومضَوا.

لطويلةٌ هي المسافة، ولَقريبٌ هو الملل، حيث تسلل سريعًا لجوف مُحبٍ للإثارة مثل حكيم، ودون سابقٍ إنذار وجدَ صديقهُ متهشّم الرأسِ نفسهُ في بيتِ شعرٍ مبتذل، من نُظم منتوف القدم: عُدَيّ، العَدِيّ الأبديّ، غبيّ، وأنفهُ نَدِيّ.

تبسّمَ الدليلُ في الخفاء، قبل أن يردّ المقصودُ الهجاء: حكيم اللئيم، عقلهُ قديم، غشيم، فاحذرهُ يا فهيم.

-فاشل.
استفزهُ الشاعر المحترف، وأقبلَ عُدَيّ لسؤال الذي معهما عن اسمه، لن يلومهُ أحدٌ إن خشيَ أن يخبرهما.

-آسِر.
-لهذا أسرتَ قلبي.
بثّ حكيم متغزّلًا.

-غزلك أرخص من الفندق الذي سننزل فيه.
هزأَ صديقه، وكانت بداية شجارٍ جديد.

-

طرقَ أحدهم باب حجرة مكتب الرائدة، فظهر فور سماحها له بالدخول، هو ذاته ذو الضفيرة القصيرة رغم طول شعره، الذي جالسَ هادي سابقًا. قابلَ المكتب الذي تسيّده لوحٌ زجاجيّ خُطَّ عليه «أ.د عُود» قال مباشرةً: طابَ مساؤكِ حضرة الرائدة، لديّ أمر مهم يجب أن أخبركِ به.

-جئتَ في وقتك يا عبدَ الله، فمعي مهمّة لك... قل ما لديك أولًا.
-حسنٌ...
هدأ هُنَيهةً رتب كلامه خلالها، واستطرد: هلّا تنظرين إلى ما أشير إليه لو سمحتِ؟

لبّت طلبه لتجد إصبعه متوجّهًا نحو شارة الضُبّاط الخاصة به، ليضيف: أنا ضابطٌ تعب حتى وصل إلى ما هو عليه. أيعقل أن يعامل هذا الضابطُ كجليسة أطفال؟!

انبجست منها ضحكةٌ مكتومة، فاستشعرَ أنها لا تأخذه على محمل الجد، لاسيّما عندَ إتباعها: مع أنني على وشك تكليفك برعاية أحدهم.

-مجددًا؟ من؟!
-إنه قادم، ارتقب حتى تقابله.

لم يُمهَل زمنًا ليرتقب أو ليستعد، فسرعان ما وصل برفقة حارسَين كأنهما يتّقيان شرّ هروبه، ومع توقع جليـ... الضابط لرؤية طفلٍ كما جرت العادة، إلا أنه بالغٌ راشد مُتعافٍ، أسمرُ البشرة حادّ النظرة، وعلى خدهِ ندبةُ المحاربِ الدؤوب.

أشارت للحارسين بالمغادرة، ثم عرّفتهُ بهِ مُردِفةً: لُوط، ثمان وعشرون سنة، تاريخه حافلٌ بالسطوِ المسلح والتجسس، وقد اتُهِم بجريمة قتل لم تثبت إدانته فيها بسبب قلة الأدلة، شارك في حرب الاستعمار... والأهم من ذلك، هو أحد المساهمين من القائمة.

-أرى ذلك.

استقامت من الكرسي فاسترسلت: اتفقتُ معه على الإفراج عنه شَرطيًا، فوافق بلا ضغطٍ ولا إكراه!

-أفترض أنني مُقحَمٌ في هذا.
-ستساعده على التنفيذ، الليلة.

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro