بارت 9
كان مينهو طوال الأغنية يغنيها بكل أحساس لديه من أعماق قلبه، بينما فهمت سوليون من الكلمات أنه يقصد توجيه هذة الأغنية لها بشكل غير مباشر
هربت سوليون نحو حمام الفتيات لتنفرد بنفسها هناك و لكنها رغم ذلك مازالت تستطيع سماع صوت و غناء مينهو لأنه في كل مكان
لينتهي مينهو من الغناء و يشكر الجميع في الميكروفون تاركاً نفسه يصبح حديث المدرسة بأكملها الآن
حيث كانت الفتيات مصدومات و يتحدثن عن مدى روعة صوته بالإضافة إلى وسامته بينما كان يتحدث الفتيان عن كونه مثلاً أعلى رائعاً للغاية ليصبحوا مثله
أما بالنسبة لسوليون، فبعد أن تحدث إليها مينهو بشكل غير مباشر بكلمات هذة الأغنية، لم تعد تستطيع الإنكار و الهرب من مشاعرها بعد الآن أبداً، لتدرك أنه لم يعد هناك مفر
يبدو أن مينهو يتعذب بسبب عدم حصوله على جواب منها حتى الآن بغض النظر عن ماهيته، و هي بهروبها المستمر منه تقوم بجرح مشاعره أكثر دون أن تدرك أو تقصد ذلك
فكانت هذة هي اللحظة الحاسمة التي قررت فيها سوليون بينها و بين نفسها التقدم في علاقتها مع مينهو و الإنتقال للمستوى التالي بلا خوف أو تردد
سوليون (لنفسها) : يبدو أن أمي معها حق.. يجب علي ألا أخاف من أي شيء مهما كان و أن أعترف للأستاذ لي بحبي!
أخيراً، أخيراً قررت سوليون أنها ستقدم على خطوة إعترافها بمشاعره المتبادلة لمينهو
رغم أنها في هذة اللحظة لم تكن تعرف كيف ولا متى ولا أين، و لكنها كانت مصممة على قرارها
**
و في وقت لاحق أثناء الدوام، كان مينهو جالساً في غرفة المعلمين كالعادة بينما يقوم بالترتيب و التحضير و التخطيط لدروسه المستقبلية
لم يكن هناك الكثير من المعلمين معه في الغرفة نظراً لإنشغالهم في حصصهم، مما جعل الغرفة يسودها الهدوء و يتمكن من التركيز في عمله الذي ألهاه قليلاً عن التفكير في سوليون
ليشعر مينهو بأحدهم يقترب نحوه بخطوات ثابتة أكثر فأكثر، ليرفع عينيه من على دفتره ليجد أن ذلك الشخص يكون إحدى طالباته في الفصل، دانييل
دانييل (ببعض التردد) : أمم.. مرحباً أستاذ
كانت دانييل تقف أمام مينهو بإستقامة بينما عبثت أصابعها في بعضها البعض بتردد و قليل من الخجل على غير عادتها الواثقة مما جعل مينهو يستغرب من هيئتها قليلاً
مينهو : أهناك خطب ما دانييل؟
سأل مينهو بقلة إكتراث و هو يعيد نظره لدفتره و يكمل كتابة مجدداً كما لو كانت دانييل ليست الشخص الذي توقع رؤيته في هذة اللحظة
دانييل : أممم.. كنت أريد أن أتحدث معك قليلاً إن كنت لا تمانع
مينهو : في ماذا؟
دانييل : في.. أمر يخص مشاعري
مينهو : و لكنني لست الأخصائي النفسي، أنا معلم اللغة الكورية
دانييل : أعرف ذلك، و لكنني أشعر أنني بحاجة للحديث معك أنت من بين الجميع، لذا من فضلك أن تسمعني
زفر حينها مينهو ليعيد أنظاره و إهتمامه نحو دانييل مرة أخرى ليسألها
مينهو : حسناً، ما الذي يمكنني مساعدتكِ فيه؟
حاول مينهو أن يتحدث بنبرة ألطف عن سابقاتها مخفياً مشاعره الشخصية الحقيقية نحوها هي و تصرفاتها السابقة
بينما سحبت دانييل إحدى الكراسي غير الشاغرة لتجلس عليه قبالة مكتب مينهو
دانييل : أنا فقط أردت أن أعبر لك عن مشاعري نحوك
لم يرد مينهو بتسرع و ترك دانييل تكمل كلامها بتأني بدلاً من أن يفترض معنى جملتها من خياله
دانييل : أستاذ لي.. أرى أنك تختلف عن جميع المعلمين هنا في المدرسة، أنت تتمتع بشخصية فريدة و مميزة، و واثق من نفسك و ذو كاريزما عالية، و لطيف و هاديء و متواضع بجانب كونك وسيماً أيضاً، و أنا أحترمك كثيراً كمعلم و قائد للفصل بكل بصراحة، و ربما كأكثر من ذلك أيضاً
حاولت دانييل التلميح عن مشاعرها و إعجابها بمينهو بطريقة غير مباشرة، ليفهم مينهو مقصدها و لكنه إختار أن يظل متحفظاً و يحافظ على الحدود بينهما
مينهو (بتحفظ) : شكراً لكِ دانييل، أقدر ذلك
دانييل : إذاً أفهمت أنني أفضلك؟
تغيرت نبرة دانييل قليلاً و بدت أجرأ، و لكن مينهو ظل صابراً على هذة المحادثة الغريبة
مينهو (بحذر) : أجل فهمت، شكراً
دانييل : و لكن للأسف لا يبدو أنني طالبتك المفضلة مثل كونك معلمي المفضل
مينهو : ماذا تقصدين؟
دانييل : أقصد أن طالبتك المفضلة تكون سوليون
تفاجأ مينهو من مباشرة و جرأة دانييل في حديثها معه، و لكنه إستمر في التعامل مع الأمر بإحترافية
مينهو (متهرباً من الإجابة) : لا يجب على المعلم أن يمتلك طالباً مميزاً
دانييل : ربما، و لكن رغم هذا الأمر مازال واضحاً عليك بالفعل، جميع الطلاب في الفصل يعرفون أن سوليون تكون طالبتك المفضلة
مينهو (ناكراً) : هم مخطئون
دانييل (لا تصدقه) : أوه حقاً؟
مينهو (مغيراً الموضوع) : على ذكر سوليون إذاً، كنت أود أن أسألكِ عن سبب مضايقتكِ المستمرة لها، لماذا تفعلين هذا معها؟
صمتت دانييل لثانية حين فاجئها مينهو بتغييره للموضوع بإنسيابية، لترد عليه بنبرة متعالية بعض الشيء و تقول
دانييل : لأنها لا تروقني، فهي مجرد فتاة عادية، بل أقل من عادية، و لا أجدها تستحق كل هذا الإهتمام و التفضيل الذي تحصل عليه سواء من المعلمين أمثالك أو من الطلبة الآخرين
مينهو : و لمَ تظنين أنها لا تستحق؟
دانييل : أخبرتك للتو، لأنها أقل من عادية
مينهو : و لكنها طالبة هنا مثلها مثلك، أي أن أي إحترام أو إهتمام أو تفضيل قد حصلت عليه من من حولها كما تقولين فهو بالتأكيد ناتج إما عن شخصيتها المهذبة أو تفوقها الدراسي، لهذا فهي تستحقه
دانييل (عادت للموضوع مجدداً) : و لهذا السبب تفضلها؟
مينهو : كلا، قلت لكِ أنني لا أميز بين أحد من طلابي
إستمر مينهو في الإنكار و لم تحصل دانييل على الرد الذي كانت تأمل فيه، مما جعلها تنزعج قليلاً في داخلها
دانييل : فهمت
مينهو : و الآن أريد أن أطلب منكِ شيئاً مهماً، و آمل أن تحققيه لي إن كنت حقاً معلمكِ المفضل الذي بالتأكيد لن ترغبي في رفض أي طلب له
دانييل (بترقب) : بالطبع، ما هو؟
مينهو : ها أنا أطلبها منكِ للمرة الثانية، و لكن بلطف هذة المرة، أريد منكِ أن تتوقفي عن مضايقة سوليون
لم تتوقع دانييل هذا الطلب من مينهو بالرغم من كونه طلباً متوقعاً للغاية، ليكمل هو قائلاً
مينهو (ناصحاً) : بدلاً من أن تتصرفي معها بلؤم فقط لأنها لا تروقكِ، حاولي أن تتقربي منها و تتعرفي عليها أكثر و أن تصادقيها، فربما تجدينها فتاة لطيفة للغاية و تحبينها و تدركين أن مضايقتكِ لها كانت تصرفاً خاطئاً هي لا تستحقه، و أنها ليست فتاة أقل من عادية كما تظنين بل فتاة رائعة و مهذبة و ظريفة
أنهى مينهو كلامه و لكن ظلت دانييل ملتزمة الصمت رغم ذلك قبل أن ترغب في الذهاب
دانييل : بعد إذنك، مضطرة للذهاب الآن
نهضت دانييل و غادرت غرفة المعلمين دون أن تعطي مينهو رداً واضحاً على طلبه منها
ليفكر مينهو و يتأمل في مدى تأثير هذا الحوار الصريح على سلوك و تصرفات دانييل في المستقبل
ليدرك في نفس الوقت أن هناك أسباباً أعمق وراء مشاعر دانييل المعقدة نحو سوليون، و لكنه لم يكن فاهماً ماهيتها بالضبط
بينما وبخت دانييل نفسها في داخلها بمجرد أن خرجت من غرفة المعلمين
Danielle pov
عاه! يا لي من غبية! لم يكن يجب أن أخبره من البداية!
End pov
**
و في نفس الوقت، كانت سوليون جالسة برفقة صديقتها ليز على السطح تتأمل السحب الجميلة في السماء الزرقاء
كانت ما يشغل بالها بالطبع هو كيفية إعترافها بحبها لمينهو، حتى ذكرته ليز بالصدفة للتو
ليز (فاتحة موضوعاً) : أعجبني كثيراً غناء الأستاذ لي في الإذاعة اليوم
سوليون (إنتبهت لها) : أوه.. أجل
ليز : بكل صراحة هو أكثر معلم مثير للإهتمام في مدرستنا المملة هذة، فهو الأصغر سناً، وسيم، و ذو شخصية لطيفة و طيبة، و موهوب في الشرح، و إكتشفنا اليوم أنه موهوب في الغناء أيضاً، بجدية أيوجد شيء لا يستطيع فعله؟
سوليون (غير مركزة كلياً) : معكِ حق
ليز : مازالت فتيات الفصل لم يكتشفن بعد إن كان أعزباً أم يواعد
سوليون (بعفوية) : إنه أعزب
ليز (بإستغراب) : ماذا؟ كيف عرفتِ؟ هل سألتيه؟
سوليون (إستوعبت ما قالته) : أممم!.. كلا، أنا لا أعرف، كنت أخمن فقط
ليز : من الصعب تصديق أن شاباً مثالياً مثله يكون أعزباً، هل جنت الفتيات أم ماذا؟
سوليون (بصوت منخفض) : صحيح، هو مثالي فعلاً
ليز (مغيرة الموضوع) : على أي حال، ربما لا أصبح عزباء بعد الآن
سوليون (بإستغراب) : ماذا؟
ليز : لقد خرجت مع وونبين في موعد في يوم عيد الحب
سوليون : حقاً؟
ليز : أجل
سوليون (بفضول) : و كيف جرت الأمور بينكما؟
ليز : لم تجري كما توقعت للأسف، هو فقط طلب مني الخروج معه و ذهبنا للغناء في الكاريوكي، هذا كل شيء
سوليون : أأنتِ معجبة به؟
ليز : أعني.. هو وسيم و جذاب، و لكن مثير للمتاعب أغلب الوقت
سوليون : صحيح، هذا النوع يجب أن تحذري منه حيال مشاعركِ
ليز : مازلت أتسائل لمَ طلب مني أنا خصيصاً من بين فتيات الفصل أن أخرج معه يومها؟
سوليون : ألم يلمح لكِ عن أي شيء حيال مشاعره طوال موعدكما؟
ليز : لا أعتقد ذلك، أعني.. لقد كان يتعامل معي بلطف شديد على غير عادته، و لكنه لم يفعل أي شيء آخر أكثر من هذا
سوليون : أمهليه بعض الوقت فقط، ربما هذا كل ما يحتاجه
ليز : معكِ حق
شردت حينها سوليون في الجملة التي قالتها للتو حين إستوعبت أنها تعبر عنها في علاقتها مع مينهو
فهي تحبه من البداية، و لكنها فقط كانت بحاجة لبعض الوقت كي تفهم و تستوعب و تواجه مشاعرها نحوه
**
و في المساء، كان مينهو وحيداً في شقته كالعادة، إستحم و إرتدى بنطاله و بدأ بتجفيف شعره المبلل بإستخدام مجفف الشعر أمام مرآة الحمام
عبثه في شعره الحريري و هو يجففه بينما يقف أمام المرآة عاري الصدر جعله يبدو مثيراً و جذاباً، كما كانت مينجو تصفه دائماً
إنتهى من تجفيف شعره ليسمع صوت جرس الباب يرن، ليخرج من الحمام و يتوجه إليه كي يفتح بعفوية دون أن يحاول توقع هوية الزائر المفاجيء
ليفتح مينهو الباب و هو في هذة الهيئة، ليتفاجأ برؤية أن الزائر يكون طالبته المميزة سوليون
مينهو (بتفاجؤ) : سوليون؟!
بينما تفاجئت سوليون و إحمرت خجلاً على الفور حين رأت مينهو عاري الصدر أمامها و أشاحت بنظرها بعيداً دون أن تتفوه بكلمة
مينهو (أدرك الأمر) : لحظة واحدة!
تدارك مينهو الموقف على الفور و سحب تيشيرته الأسود من على الأريكة ليرتديه بسرعة و يعود لمقابلة سوليون
مينهو (معتذراً) : أنا آسف جداً على هذا
سوليون (بإحراج) : أحم.. لا عليك
مينهو : أحم.. تفضلي بالدخول
إستضاف مينهو سوليون في شقته لتدخل و يغلق هو الباب بعدها، و حاول كلاهما نسيان ذلك الموقف المحرج الذي حدث للتو و تخطيه
مينهو : تفضلي بالجلوس
جلست سوليون على الأريكة بأدب، لينضم مينهو إليها و يجلس بجانبها، و لكن على مسافة بعيدة كفاية عكس المرة السابقة
سوليون : أعتذر على قدومي فجأة دون موعد مسبق
مينهو : لا عليك، يمكنكِ أن تعتبري أن البيت بيتكِ
سوليون : شكراً أستاذ، هذا لطف منك
لم يشعر مينهو بعلامة جيدة بمناداة سوليون له ب "أستاذ" برسمية للتو، لذا قرر أن يسألها عن سبب مجيئها
مينهو (بإهتمام) : إذاً.. ما سبب زيارتكِ يا ترى؟
سوليون (بمباشرة) : تلك الأغنية.. كنت تقصدني أنا بها.. أليس كذلك؟
فتحت سوليون موضوع علاقتها العاطفية بمينهو دون مقدمات، ليتوتر حينها مينهو قليلاً و لكنه ظل محافظاً على هدوئه
مينهو (بصراحة) : هاه.. أجل، و آمل ألا تكوني قد تضايقتِ من هذا
سوليون : على العكس، كنت أحتاج لشيء كهذا فعلاً
مينهو (بعدم فهم) : ماذا تقصدين؟
سوليون : كلمات الأغنية كانت تقول "الأمر كله يعود لكِ، ليس لدي خيار سوى المشاهدة، سواء إنتهى الأمر أم لا، سيُحسَم بكلمة واحدة منكِ، الشعور البارد الذي تلقيته حتى الآن، ربما يكون مجرد سوء فهم، سأفهمه فقط عندما أعرف في هذه المرحلة، هل تحبيني الآن حتى؟، سأحبس أنفاسي و أنتظر إجابتكِ، سأسلمكِ النرد و أترقب حظي، حتى و إن كانت إجابتكِ "لا"، أرجوكِ أخبريني رغم ذلك، حبيبتي أحبيني أو أتركيني الليلة، لذا من فضلكِ أجيبيني، بصراحة و بدون تردد، أجيبيني بسرعة، حبيبتي أحبيني أو أتركيني الليلة، لذا أخبريني الآن"
مينهو : هه يا ليت بقية طلاب الفصل يحفظون المنهج مثلما حفظتِ كلمات الأغنية بهذة السرعة
سوليون (تلوم نفسها) : كلماتها جعلتني أدرك كم كنت قاسية معك، فلقد هربت منك مرتين، و لم أعطيك إجابة واضحة نحسم بها الأمر أبداً، و تركتك تتعذب و تعاني من فرط التفكير، لذا قررت أن ألبي لك طلبك و أن أجيبك الآن بصراحة و بدون تردد
مينهو : أريدكِ أن تعرفي أولاً أنه مهما كانت إجابتكِ سأتقبلها، و لن أسمح لهذا الموقف أن يؤثر على علاقتنا في المدرسة كمعلم و طالبة
سوليون : أعرف، أنا أثق بك
مينهو (بترقب) : إذاً ما هي إجابتكِ سوليون؟
رفعت حينها سوليون نظرها بعدما كانت تنظر للأرض متجنبة النظر لمينهو كل هذا الوقت، لتنظر في عينيه و تعترف له بحبها بصراحة و دون تردد
سوليون : أنا أيضاً أرغب في أن أكون حبك الأخير، و أن تكون أنت حبي الأول و الأخير، لذا أخبرك بإجابتي أنني موافقة على مواعدتك، و أعترف لك بمشاعري نحوك، أنا أيضاً أحبك!
لم يصدق مينهو حينها ما سمع للتو، فهو ظن أن سوليون على وشك أن ترفضه، و لكن كان العكس تماماً هو ما حدث
فلقد إعترفت له بمشاعرها نحوه بكل صراحة و بدون تردد كما طلب منها في الأغنية فعلاً، لتجعل قلبه ينبض بقوة في هذة اللحظة مثل خاصتها تماماً
سوليون (مكملة إعترافها) : أنا أيضاً لم أستطع الإنكار أنني منذ أول يوم رأيتك فيه في المدرسة أعجبت بك كثيراً، و حين تعاملت معك قد وقعت في حبك بعمق، و لكنني إستمريت في الإنكار، لأنني كنت خائفة، ظننت أنني تجاوزت حدودي بشعوري لمثل هذة المشاعر تجاه معلمي الشاب، كما أنني لم أكن أعرف حقيقة مشاعرك نحوي بعد أيضاً، و لكنني الآن أعلم، أعلم كل شيء، صرت أعلم أنك تحبني، و أنني أنا أيضاً أحبك، رغم كل الظروف و رغم كل شيء
من فرط سعادة مينهو في هذة اللحظة لم يجد أي كلمات يعبر بها عن مشاعره، لذا ظل يعبث في شعره بتوتر بينما تسارعت نبضات قلبه أكثر
مينهو : سوليون أنا لا أعرف ماذا أقول لكِ الآن و لكنني صدقاً في غاية السعادة!
سوليون (ببعض الخجل) : ههه و أنا أيضاً
مينهو : كنت قلقاً جداً من ردكِ و ظننت أنني على وشك التعرض للرفض للتو
سوليون : أنا آسفة جداً على وضعي لكِ في موقف كهذا
مينهو : حتى لو لم تعتذري كنت سأسامحكِ على أي حال، فمن المستحيل أن أغضب منكِ
سوليون : أستاذ لي.. أنت لم تعلمني القواعد فقط، بل علمتني الحب أيضاً، رغم أنني لست حبك الأول و لكنك حبي الأول، أنت نقي جداً
مينهو : إذاً ألن تدعكِ من هذا اللقب الرسمي الآن؟
سوليون (ضحكت بخفة) : ههه، معك حق، ربما هذا هو الوقت المناسب أخيراً كي أناديك باسمك دون تكلفة
مينهو : إذاً دعيني أسمعها منكِ مرة أخرى
سوليون : أحبك.. مينهو
مينهو : أنا أيضاً أحبكِ.. سوليون
عانقت حينها سوليون مينهو بدفء و حب ليبادلها العناق بإحترام و حنان، ليشعر كلاهما بالأمان و السلام الذان كانا يبحثان عنه لوقت طويل جداً في حضن الآخر
دام العناق لدقيقة كاملة، لتفصله بعدها سوليون كما بدأته، و لكن يبدو أن هذا مازال لم يكفي مينهو
مينهو : و لكن.. هناك شيء آخر
سوليون : و ما هو؟
مينهو : تلك القبلة.. ألن يكون من الأفضل أن نعيدها كي تبادليني إياها هذة المرة؟
سأل مينهو لتخجل سوليون من سؤاله بلطف و تتجنب النظر إليه مجدداً
فلقد كانا يجلسان على الأريكة في غرفة المعيشة، و الغرفة مضاءة بأضواء خافتة تعكس الأجواء الرومانسية بالفعل
وضع مينهو يده على خد سوليون برقة كي يجعلها تعد نظرها إليه مجدداً، لينظر لعينيها بتأمل و حب، بينما ترتسم إبتسامة خجولة على شفتيه
مينهو (بهدوء) : أنتِ جميلة جداً سوليون
إبتسمت سوليون له بخجل حين إخترقت كلماته الرومانسية قلبها، بينما كان هو يبعد خصلات شعرها عن وجهها برقة و لطف
كانت سوليون مرتاحة في كل لحظة و لكل كلمة و كل لمسة و كل تصرف من مينهو، كانت تشعر معه بأمان ليس له مثيل، و لم تكن خائفة ولا قلقة من أي شيء أبداً
لتسقط أنظار مينهو على شفتي سوليون، فيترقب ردة فعلها، لتبادله نظرة تأكيد سريعة قبل أن تلتقي حينها شفتيهما للمرة الثانية على الإطلاق
لتبدأ القبلة ببطء و رقة، ليشعرا بالحب و التقارب و التوافق بينهما أكثر و أكثر مع كل ثانية تمضي، لتزداد القبلة حميمية و شغفاً بالتدريج مع مرور الوقت
ظلا يتبادلان القبلات العاشقة بينما ينغمسان في حبهما المتزايد، لتستلقي سوليون على الأريكة كما لو كانت سريراً، و مينهو يصبح فوقها دون أن يفصلا القبلة أبداً
و بينما يتبادلان القبلات بشغف، يزداد الإندفاع، و يبدءا في فقدان السيطرة تدريجياً دون أن يشعرا
لتتصاعد درجة الحميمية بينهما أكثر، و يشعران بالحماس و الرغبة، و تصبح اللمسات أكثر شغفاً و عاطفة، خصوصاً من ناحية مينهو
يأخذ مينهو سوليون بحنان بين ذراعيه، و تتفاعل أجسادهم بإنسجام متزايد، و تغمر اللمسات الرقيقة أنحاء جسديهما، و يشعران كما لو كانت الوقت قد توقف و أن كل شيء حولهما قد تجمد
مينهو يغوص في قبلاته بشغف متزايد بينما تستجيب سوليون له بكل حب رغم أنها قبلتها الثانية و ليس لديها أي خبرة في التقبيل على عكسه
ظلت لحظاتهما مملوءة بالعاطفة الجياشة حتى واتت مينهو لحظة إدراك قبل أن يتعمق أكثر
ليتوقف برفق عن القبلات بعدما فصل قبلتهما الأخيرة، ليزيل يده عن جسد سوليون و يبتعد عنها بروية
مينهو : كلا سوليون، لن ألمسكِ
إعترف مينهو بأفكاره بصوت مسموع لسوليون، لتدرك هي الأخرى المنحنى الذي كانا على وشك الإنسياق به قبل لحظات
مينهو (مكملاً كلامه) : أريد لعلاقتنا أن تكون مبنية على كامل الإحترام و التقدير بجانب الحب النقي، مما يعني أنني لن أسمح لنفسي بلمسكِ سوى حين تصبحين راشدة و بالغة للسن القانوني، سأتحكم في نفسي و في رغبتي بكِ إحتراماً لسنكِ، و لن يحدث بيننا أي شيء سوى بكامل رغبتكِ و موافقتكِ و رضاكِ حين تكونين مستعدة
أدركت حينها سوليون أن والدتها كانت محقة حين قالت لها أن مينهو شخص جيد فعلاً، فبكلامه هذا قد أثبت للتو أنه يحبها حباً صادقاً حقاً و لا يتلاعب بمشاعرها
سوليون (إبتسمت بخفة و تفهم) : شكراً لك
شكرت سوليون مينهو ليوميء لها بالإيجاب هو الآخر، لتقول بعدها شيئاً آخر
سوليون : أعتقد أن علي الذهاب الآن، لا أريد أن أعطلك إن كنت ترغب في تحضير بعض الدروس
مينهو : كلا، أرجوكِ لا تتركيني، إبقي معي قليلاً، بل كثيراً
طلب مينهو من سوليون البقاء، لتبتسم سوليون بخفة و توافق بينما شعرت بقلبها يرفرف بسبب مجرد كلمات بسيطة منه
سوليون (بلطف) : حسناً
ليسحب مينهو سوليون لحضنه مجدداً، ليصبح جالساً بإعتدال على الأريكة و هو ساند ظهره بينما سوليون تحتضنه من الجنب
ليربت بخفة على ظهرها بحنان بينما يشم رائحة شعرها الناعم الجميلة، بينما هي أراحت رأسها على صدره برقة
سوليون : إذاً.. صرنا حبيبين الآن.. صحيح؟
مينهو : أجل صحيح، أنا حبيبكِ، و أنتِ حبيبتي
سوليون : و لكنني قلقة
مينهو : من ماذا؟
سوليون : كيف سنواجه الناس بشيء كهذا؟ تعرف أن علاقة الحب بين المعلم و الطالبة محظورة
مينهو : لسنا مضطران للمواجهة إذاً
سوليون (بعدم فهم) : كيف؟
مينهو : بكل بساطة ستبقى علاقتنا سرية إلى أن تتخرجي و تبلغي السن القانونية
سوليون : و لمَ يجب علينا أن نختبئ؟ نحن لا نفعل شيئاً خاطئاً، نحن فقط نحب بعضنا بصدق
مينهو : صحيح، نحن لا نفعل شيئاً خاطئاً، و لكننا لا نعيش في هذة الدنيا وحدنا، يجب علينا أن نراعي الناس الذين نعيش معهم و المجتمع الذي نتواجد فيه
سوليون (تنهدت) : هاه.. ربما معك حق، أنت حتى ستكون متضرراً أكثر مني إن أفصحنا عن مواعدتنا للجميع، قد يخلطوا الحياة الشخصية بالعمل و يعرضوك للمسائلة القانونية، و أنا لا أريد أن يصيبك أي مكروه
مينهو : لن يحدث أياً من هذا، لذا لا تقلقي يا حبيبتي
كانت هذة أول مرة ينادي فيها مينهو سوليون ب "حبيبتي"، مما جعلها عاجزة عن إخفاء إبتسامتها بسبب تحليق الفراشات في جميع أنحاء معدتها
سوليون : طالما أنا معك لن أكون قلقة أبداً حبيبي
إبتسم مينهو هو الآخر حين نادته سوليون ب "حبيبي" للتو، ليطبع حينها قبلة لطيفة سريعة على شعرها
سوليون (مغيرة الموضوع) : ألن تحكي لي قليلاً عن سبب وقوعك في حبي رغم كوني طالبتك؟
مينهو : لم أحتج أسباباً كي أقع في حبكِ سوليون، و لكن إن كنتِ تريدين أن تسمعي كم أنتِ رائعة فسأخبركِ بكل سرور
سوليون (ضحكت بخفة) : هههه، إذاً أخبرني
مينهو : حين قابلتكِ لأول مرة في المدرسة أدركت فوراً كم أنتِ جذابة و مثيرة للإهتمام بسبب أخلاقكِ و ذكائكِ و جمالكِ و شخصيتكِ الفريدة من نوعها، و نتيجة للوقت الذي قضيناه معاً و المواقف التي مررنا بها شعرت نحوكِ بإنتماء عاطفي، حيث أنني حين كنت أبحث عن السعادة و الإرتياح العاطفي في حياتي وجدتكِ أمامي على الفور كإجابة سوليون
قال مينهو للتذكر حينها سوليون شيئاً خطر على بالها حينها كانت ترغب كثيراً في معرفته بفضول منذ فترة
سوليون : إذاً ما الفرق بيني و بين خطيبتك السابقة؟
مينهو (لم يتوقع السؤال) : خطيبتي السابقة؟!
سوليون : أجل، حين سألتك عنها في موعدنا يوم عيد الحب لم ترد أن تتحدث، و لكنني مازلت أشعر بالفضول نحوها بكل صراحة
مينهو : ماذا تريدين أن تعرفي؟
سوليون : لماذا فسخت الخطبة؟
مينهو : لأنها كانت علاقة سامة
سوليون : كيف؟
سألت سوليون بإهتمام يخالطه الفضول، ليضطر حينها مينهو أن يسترجع تلك الذكريات التي تؤلم قلبه فقط كي يحكيلها لسوليون و يشبع فضولها
مينهو (حاكياً) : خطيبتي السابقة تدعى كيم مينجو، و تكون إبنة صديقة والدتي المقربة، علاقتنا في البداية كانت مدبرة و لكننا وقعنا في الحب فعلاً مع الوقت، خصوصاً من طرفي
سوليون : ماذا حدث إذاً؟ ألم تبادلك هي مشاعر الحب هذة أم ماذا؟
مينهو : على العكس، لقد أحبتني كثيراً، و لكن كان لديها العديد من العيوب الواضحة في شخصيتها
سوليون : مثل ماذا؟
مينهو : مثل أنها عنيدة و غير متفهمة و أنانية، دائماً ما كانت تفكر في نفسها و في رغباتها أولاً، و كانت تجعلني دائماً ما أتنازل لأجلها، و هي لم تكن توافق على التنازل لأجلي أبداً، حتى بدأت أشعر أنني أفقد نفسي ببطء، و كنت أشعر بالإرهاق و الإستنزاف بسبب عدم تحقيق ما كنت أرغب به من هذة العلاقة، كنت أشعر بخيبة أمل كبيرة، و أدركت بوضوح أن مينجو لا تصلح لأن تكون شريكة حياة لي، لذا قررت أن أنهي هذة العلاقة المسمومة و أن أختار راحتي، فقمت بفسخ الخطبة و إنفصلت عنها رسمياً
سوليون (ببعض التردد) : إذاً.. بما أنك كنت تحبها كثيراً.. و قلت أنك إنفصلت عنها منذ ثلاثة أشهر فقط.. ألا تشعر أحياناً بالحنين لها و للذكريات الجميلة التي قضيتها معها؟
مينهو : كنت أشعر بهذا في البداية بعد الإنفصال مباشرةً فقط، و لكن في كل مرة كانت تسود الذكريات السلبية على الإيجابية في ذاكرتي
سوليون : مثل ماذا مثلاً؟
مينهو : مثل حين طلبت مني أن أخرج معها في موعد حتى و أنا مريض، و لم تكترث أبداً لحالتي وقتها
سوليون (بتفاجؤ) : ماذا؟!
مينهو : سأحكي لكِ هذا الموقف
بدأ حينها مينهو يحكي لسوليون واحداً من المواقف الأنانية التي لا تعد و لا تحصى لخطيبته السابقة مينجو
Flash back
في إحدى الليالي الصيفية، كان مينهو نائماً في سريره يشعر بالإرهاق و الإعياء الشديد
درجة حرارته مرتفعة و أعراض الحمى المفاجئة قد ظهرت على سائر جسده المتعرق
رن هاتفه، و حين إلتقطه بصعوبة وجد أن المتصل يكون مينجو خطيبته
تذكر أن موعدهما كان اليوم، و لكن تعبه قد أنساه أمر ذلك الموعد الذي قد خطط له مسبقاً لأجل إسعادها ليتنهد مينهو ليجيب إتصالها بصعوبة
مينهو (بإرهاق) : مرحباً حبيبتي
《مينجو (متحمسة) : مرحباً حبيبي، أين أنت؟ لقد إنتهيت أخيراً من إرتداء ملابسي و أصبحت جاهزة للخروج، لمَ لم تصل حتى الآن؟ لقد إنتظرتك طويلاً》
مينهو (يسعل) : أحم.. آسف للغاية مينجو، و لكنني لا أستطيع.. دعينا نؤجلها ليوم آخر حبيبتي
《مينجو (بعدم فهم) : ماذا تعني بنؤجلها؟! لا أفهم، هل تلغي موعدنا لليوم أم ماذا؟!》
مينهو : أجل، لن أستطيع الخروج، أنا متعب للغاية
《مينجو (منزعجة) : و لكنك وعدتني! كيف لك أن تلغي موعدنا بهذه البساطة؟! كيف لك أن تكسر فرحتي بهذه الطريقة؟!》
مينهو (تنهد) : هاه.. مينجو.. قلت لكِ أنني متعب للغاية، حقاً أشعر بالإعياء في سائر جسدي و حرارتي مرتفعة، لا أقوى على الحراك حتى فكيف سنخرج سوياً اليوم؟!
《مينجو (بعناد) : لا، لن نؤجلها ليوم آخر، نحن لم نخرج سوياً منذ مدة طويلة》
مينهو : هذا لأنكِ لم تكوني متفرغة، تلك ليست مشكلتي
《مينجو (بعصبية) : و الآن عندما أصبحت متفرغة و يمكننا قضاء بعض الوقت سوياً تؤجل الموعد! هل تعاقبني مثلاً أم ماذا؟!》
مينهو (يحاول الحفاظ على ثباته الإنفعالي) : كلا، أنا لا أعاقبكِ حبيبتي، قلت لك أصبت بحمى فجأة، كيف لي أن أعرف أن هذا سيحدث؟! و لكن على أي حال أعدكِ بأنني حينما أصبح بخير سأعوضكِ
《مينجو (متذمرة) : إسمع مينهو! سأعتبر أن تلك المكالمة لم تحدث أبداً و سأغلق الخط و أنتظرك كي تأتي و تأخذن-..》
مينهو (قاطعها بإنزعاج و غضب) : لا أصدقكِ بجدية! ألهذه الدرجة لا أشكل معكِ فرقاً؟! أقول لكِ أنني أصبت بالحمى و مع ذلك مازلتِ مصرة على تنفيذ رغباتكِ؟! أنتِ حتى لم تطمئني علي أو تفكري بي و بصحتي حالياً و لو لبرهة! ألا يهمكِ سوى نفسكِ وحسب؟!
《مينجو (مازالت تتذمر) : أنا من أفكر بنفسي وحسب؟! أنت من قام بتأجيل موعدنا الذي كنت أنتظره بفارغ الصبر هنا سيد لي و ليس أنا!》
مينهو (نفذ صبره) : سأغلق الخط!
《مينجو : إنتظر! أنا لم أنهي كلا-..》
أنهى مينهو المكالمة بعد أن نفذ صبره و تعب من الجدال و تذمر مينجو الذي لا ينتهي بإغلاقه للخط في وجهها
بينما على الجانب الآخر، وقفت مينجو تنظر لنفسها في المرآة و لأناقتها التي كانت عليها و هي تستشيط غضباً بسبب إلغاء الموعد، و لكن مازال الأمر لم ينتهي عند هذا الحد
**
رن جرس باب شقة مينهو، و بصعوبة نهض من السرير و هو يحمل في يده علبة المناديل الورقية التي لم تغادر يده منذ الصباح
فتح الباب و وجد خطيبته مينجو أمامه تحمل في يدها أكياس تبضع
رأت مينجو أثار التعب على ملامحه، فخطت للداخل و سرعان ما إحتضنته بحنان و هي تقول
مينجو : أنا آسفة للغاية حبيبي، لم أتصور أنك متعب إلى هذا الحد
تنهد مينهو و لانت ملامحه أثر عناقها الدافيء له، فبادلها العناق رغم الإرهاق
مينهو (بنبرة هادئة) : لا بأس، الأهم أنكِ لستِ غاضبة بسبب ما حدث
فصلت حينها مينجو العناق و رفعت يدها لتريه الأكياس التي تحملها و هي تقول مبتسمة
مينجو (مبتسمة) : أحضرت لك بعض الطعام و الدواء الذي سيساعدك على إسترداد عافيتك مجدداً
مينهو (بتفاجؤ) : أوه! أستطهين لي؟
مينجو : بالطبع، ألن أصبح زوجتك قريباً أم ماذا؟
إحتضنت حينها مينجو وجنته بكفها برقة و حنان و هي تقول مكملة كلامها
مينجو : فلترتاح الآن حبيبي، سأ-.. أوه يا إلهي! حرارتك مرتفعة للغاية!
إنتبهت مينجو لدرجة حرارة بشرته التي كانت ساخنة للغاية لتترك الأكياس في المطبخ، و دخلت معه للغرفة و ساعدته في الإستلقاء على سريره
مينجو : إرتاح حبيبي، سأعد لك حساءً، و إلى أن ينضج سأقوم بعمل الكمادات لك
قبلت مينجو رأس مينهو بلطف، فإبتسم و نسي بالفعل ما دار بينهما من شجار منذ قليل
و بعد فترة وجيزة، جلست مينجو بجواره و هي تضع الكمادات الباردة على جبهته و على ذراعيه لتمتص الحرارة منهم
ظلت تعتني به بحنان و إهتمام إلى أن إنخفضت درجة حرارته بالفعل
أحضرت له بعدها طبق الحساء الدافيء، و ساعدته على النهوض، ثم جلست على مقربة منه، و أمسكت بالملعقة لتساعده على تناوله بتدليل
مينهو (مبتسماً) : أستطيع تناوله بمفردي، لا تقلقي
مينجو (مصرة) : لا أنا من سأطعمك بيدي، هيا يا عمري، فلتفتح فمك
تناول مينهو الطعام من يدها الرقيقة و هو سعيد للغاية بإهتمامها به بهذا الشكل
مينجو : هل أعجبك؟ أكان شهياً؟
مينهو (متلذذاً) : للغاية، كان لذيذاً للغاية
مينجو (فخورة) : بالطبع سيكون لذيذاً، هذا لأنني صنعته بحب بجانب المهارة
أمسك حينها مينهو بيدها الناعمة و قبل باطنها بحنان و تقدير قائلاً
مينهو (بإمتنان) : أنا ممتن لكِ للغاية حبيبتي
مينجو : و الآن دعني أعطيك الدواء و المسكن، فبعد أن تأخذهم ستصبح في حال أفضل بكثير، أنا أعدك
أحضرت مينجو المسكن و علاج الحمى و ناولت مينهو كأس الماء، ليأخذ الدواء و يبتلعه، ثم إستلقى مجدداً ليرتاح
مينجو : و الآن يمكنك أن ترتاح قليلاً، و عندما تستيقظ ستكون بصحة أفضل
كادت مينجو أن تنهض لتأخذ الطبق للمطبخ و تقوم بغسله، لولا أن مينهو أمسك بيدها فجأة لتنظر له بإستغراب و تسأله
مينجو (بإستغراب) : أتريد شيئاً آخر حبيبي؟
أومأ لها مينهو برأسه بالإيجاب، و قربها برفق نحوه و هو يقول بخفوت
مينهو : فقط إستلقي بجانبي، أريد أن أنام بحضنكِ
إقتربت منه مينجو على الفور و صعدت على السرير لتستلقي بجانبه كما طلب، ثم ضمته لصدرها و نام و هو يعانق خصرها بقوة
مينهو : وجودكِ بجانبي علاج لكل آلامي مينجو
إبتسمت مينجو إبتسامة جانبية خفيفة و قلبها ينبض بحب، ثم قبلت رأسه قبلات رقيقة متتالية، و راحت تعبث في فروة رأسه حتى راح في نوم عميق
**
و بعد ساعتين، إستيقظ مينهو بحال أفضل قليلاً، لينهض من السرير و يبحث عن مينجو في الشقة، فوجدها جالسة في غرفة المعيشة أمام التلفاز
مينجو (إنتبهت لقدومه) : أوه حبيبي! إستيقظت أخيراً؟
إنحنى مينهو بجذعه نحوها ليقبل وجنتها بحب و هو يجلس بجانبها، ليقول
مينهو : ظننتكِ رحلتِ بالفعل، و لكن من الرائع رؤيتكِ تتجولين في شقتي بحرية هكذا
مينجو : سأتجول فيها طوال الوقت قريباً عندما أصبح زوجتك رسمياً
إقترب مينهو من عنقها و كاد يطبع قبلة عليه لولا أنها إبتعدت ضاحكة، لتمسكت بوجهه قائلة
مينجو : أرى أن المسكن قام بمفعوله، تبدو أفضل بكثير الآن
مينهو : ليس تماماً، و لكن أجل، أصبحت قادراً على الحراك على عكس ما كنت عليه منذ ساعات
عبثت مينجو بياقة بيجامته بدلع و هي تقول بنبرة أنثوية متصنعة ذات مبتغى
مينجو : أهذا يعني أنك قادر على أخذي في موعد الآن؟
مينهو : و لكن.. مازالت أشعر بالإرهاق مينجو، ما يحدث في جسدي حالياً ليس شفاءً تاماً بل مجرد تسكين مؤقت
مينجو : أعلم حبيبي، و لكن يمكنك أن تفعل هذا من أجلي، أليس كذلك؟
نظرت له في عينيه تحاول التأثير عليه بنظراتها البريئة و الأنثوية المتلاعبة في آن واحد، لتقبل شفتيه قبلة رقيقة و همست له متوسلة
مينجو (هامسة) : أرجوك حبيبي
مينهو : و لكن-..
لم تسمح له مينجو بإنهاء جملته حيث وضعت إصبعها على شفتيه مقاطعة كلامه
مينجو (بهدوء) : لا لكن، لقد كنت بجانبك طوال اليوم، و ساعدتك على استرداد عافيتك و لو قليلاً، ألا أستحق منك أن تفي بوعدك لي و تأخذني في موعد رومانسي الليلة؟
يبدو أن حيل مينجو الملتوية و تلاعباتها النفسية قد نجحت فعلاً، حيث تنهد مينهو و شعر بالذنب حينها
مينهو (موافقاً) : هاه.. حسناً حبيبتي، سأستحم و أبدل ملابسي على الفور كي نخرج، إنتظريني هنا
سرعان ما إرتسمت حينها إبتسامة واسعة على وجه مينجو ما إن قال هذا، لتحتضنه بعفوية
مينجو : أتريد مساعدة؟
مينهو (ضاحكاً) : هههه، لا شكراً، سأتولى أمر الإستحمام بنفسي هذه المرة
غمز مينهو لمينجو بعد أن أنهى جملته الشقية، لينهض ليتجهز بالفعل بينما جلست مينجو تنتظره و ترتب مظهرها مجدداً، و قد شعرت بالإنتصار أخيراً
Minju pov
هاه أخيراً!
أحسنتِ صنعاً مينجو، كانت خطة ذكية
كنت أعلم أنه لن يرفض لي طلباً بعد أن أعتني به
End pov
و في النهاية، إنتهى اليوم كما كانت تأمله مينجو، و كالعادة قد نفذ لها مينهو طلباتها على حساب راحته، و رغم إعياءه أخذها في موعد رومانسي عادت منه سعيدة للغاية
مرة أخرى نجحت ألاعيبها في التأثير عليه مستغلة حبه و مشاعره الصادقة لها
End flash back
مينهو : لم أدرك أنها كانت تتلاعب بي من البداية وقتها لأن الحب كان عاميني، و لكنني بعدما إنفصلت عنها و أعدت التفكير و تحليل كل التصرفات التي كانت تقوم بها أدركت كم كانت أنانية
إنتهى مينهو من حكي إحدى المواقف عن خطيبته السابقة مينجو، لتتخذ حينها سوليون ردة فعل أخيراً بعدما ظلت صامتة تسمعه بإصغاء مثلما تسمعه في الحصة في المدرسة تماماً
سوليون : أوه يا إلهي! لا أريد أن أحكم عليها دون أن أعرفها شخصياً أولاً و لكن تصرفها ذاك كان أنانياً جداً حقاً!
مينهو : قيسي على هذا العديد و العديد من المواقف الأخرى طوال سنين خطبتنا
سوليون (بفهم) : يبدو أن معك حق في الإنفصال عنها رغم إستمرارك في حبها وقتها
مينهو : أجل، فللأسف الحب وحده لا يكفي
سوليون (مقتنعة) : صحيح
أخرجت حينها سوليون هاتفها من جيبها كي تتفقد الساعة، لتجد أن الوقت قد تأخر قليلاً، مما يعني أن عليها العودة للمنزل الآن
سوليون : أوه.. لقد تأخر الوقت، علي الذهاب
مينهو : سأوصلكِ
سوليون : لا داعي لذلك حقاً
مينهو : بلى، بالطبع هناك داعٍ
سوليون : لست مضطراً لأن تتعب نفسك، صدقني
مينهو : لن أتعب نفسي ولا شيء، بل سأكون مطمئناً حين أوصل حبيبتي بنفسي لمنزلها في هذا الوقت المتأخر
فاز مينهو بالنقاش مجدداً بفضل كلماته الرومانسية اللطيفة، لتقتنع سوليون بوجهة نظره
سوليون (ضحكت بخفة) : ههه حسناً إذاً
مينهو : إذاً فلنذهب
خرج حينها مينهو برفقة حبيبته سوليون من شقته، لتنزل معه و يركبا معاً سيارته و يتوجها نحو عنوان منزل سوليون
**
أوصل مينهو سوليون لعند العمارة السكنية التي تسكن فيها، ليتوقف بسيارته على جنب في الشارع
سوليون (بلطف) : شكراً على التوصيلة المجانية هههه
مينهو (بلطف) : على الرحب و السعة هههه
سوليون : أراك غداً في المدرسة إذاً
مينهو : بالطبع، أراكِ
كانت سوليون على وشك فتح باب السيارة و النزول منها، و لكنها قررت فعل شيئاً آخراً مهماً جداً قبلها
ألا و هو أنها قامت بتقبيل حبيبها مينهو بسرعة على خذه مودعةً إياه بلطف قبل أن تنزل من السيارة و تهرب على الفور بخجل لطيف
و لكن سوليون لم تدرك أن هناك أحد ما قد رأى فعلتها العفوية هذة من بعيد و لم يستطع تصديق ما رآه من صدمته
أجل، كان هذا الشخص الذي رآهما معاً هو جارها و صديقها المقرب و زميلها بالمدرسة، جونغوون
(إنتهى البارت)
رأيكم؟
حديث دانييل مع مينهو؟
ردود مينهو على دانييل و تصرفاته معها؟
علاقة ليز بوونبين المحتملة؟
إعتراف سوليون بحبها لمينهو أخيراً؟
رفض مينهو لأن يلمس سوليون؟
مشاعر حب مينهو و سوليون نحو بعضهما؟
أسباب إنفصال مينهو عن مينجو؟
موقف عدم إكتراث مينجو لمرض مينهو؟
تلاعب مينجو العاطفي بمينهو في الماضي؟
إصرار مينهو على توصيل سوليون لمنزلها؟
رؤية جونغوون لسوليون و هي تقبل مينهو؟
ماذا سيعتقد أو يفعل جونغوون؟
الأحداث؟
ماذا تتوقعون أن يحدث؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro