بارت 4
مينجو : و لكنني مازلت أحبك مينهو
تلك الكلمة أزادت من وتيرة إضطراب قلب مينهو أكثر، و جعلته يتراوح بين الحنين و الغضب، و بين الإحتقار و الشوق
مينهو : لن تتغيري أبداً مينجو
قال مينهو بنبرة مليئة بخيبة الأمل، على الرغم من أن عينيه كانتا مليئتين بالشوق و الأسى في آن واحد
مينجو : الشيء الوحيد الذي لن يتغير فيني أبداً هو حبي لك
مع كلمات مينجو التي ظلت تتسلل لقلب مينهو بالتدريج و تستحضر ذكرياتهما الرومانسية القديمة معاً، شعرت حينها بالحنين يملؤها بصدق
إقتربت حينها مينجو من مينهو أكثر مقللة المسافة بينهما، لتضع يدها الناعمة على خده تتحسسه برقة بإصبع إبهامها بينما تنظر في عينيه اللامعتين بعمق و تتأمله
مينجو (بنبرة هامسة) : أنا أعشقك مينهو، و أعلم أنك مازلت تشعر بالمثل نحوي
في هذة اللحظة إستسلمت مينجو لمشاعر الحنين التي تشعر بها نحو مينهو بشغف، لتقترب حينها نحو مينهو بجرأة أكثر
إقتربت منه بحركة بطيئة و متناغمة تعكس مشاعرها و أحاسيسها، و عدم إبتعاده عنها حين شهدها تفعل ذلك جعلها تثق في خطوتها التالية أكثر حتى
تجاوزت مينجو أقل مسافة بينهما، ليغلق كلاهما عينيهما حين لامست شفتي مينجو خاصتي مينهو برقة و حنان مقبلةً إياه
لم يمنع مينهو مينجو من تقبيله أبداً رغم عواطفه المتناقضة في هذة اللحظة، بل على العكس، لقد وجد قلبه ينبض بقوة بالحب نحوها مجدداً رغماً عنه
تضايق مينهو من نفسه كثيراً، و من قلبه تحديداً، لعدم تخطيه لحب مينجو بعد رغم محاولاته الإجبارية لإرغامه على ذلك
و لكن أكثر ما أغضب مينهو في هذة اللحظة لم يكن حنين مشاعره لمينجو، بل لأنه شم رائحة أنفاس مينجو، و لم تكن رائحتها كالكحول، مما يعني أنها ليست ثملة، و أنها كذبت عليه مجدداً
ليفصل مينهو تلك القبلة فوراً، و ينظر لمينجو بغضب، ليخبرها بنبرة عصبية
مينهو (بإنفعال) : أنتِ لستِ ثملة مينجو! لقد كذبتِ علي مجدداً!
مينجو (بصدمة) : ماذا؟!
مينهو (بغضب) : لا أصدق أنكِ عدتِ لألاعيبكِ تلك مجدداً! أنتِ لن تتغيري أبداً مثلما قلت!
مينجو (مدافعة) : و لكن ماذا عساي أن أفعل؟! لقد أضطررت لذلك! كنت أريد الحديث معك بأي طريقة! و لكنك كنت أنت من لا يريد أعطاء أي فرصة للتحدث أصلاً كي نتناقش حول علاقتنا!
مينهو (بصرامة) : لا يوجد أي شيء نتحدث فيه حول علاقتنا مينجو! إفهمي! النقاش في هذا الموضوع مجدداً قد إنتهى! و أنا لن أغير رأيي!
مينجو : و لكن لم يكن هذا ما شعرت به من قبلتك
قالت مينجو بنبرة واثقة و متلاعبة، ليرتبك حينها مينهو قليلاً و ينزعج أكثر، و يقرر حينها تغيير الموضوع و إنهاء الأمر فوراً
مينهو : سأوصلكِ لمنزلكِ فقط لأنني رجل شهم و لا أستطيع ترك فتاة مثلكِ في منتصف الطريق هكذا
دعس مينهو على البنزين مجدداً، ليتحرك بالسيارة متجهاً نحو عنوان منزل مينجو، لتتنهد مينجو بإنزعاج بسبب فشلها في إقناع مينهو بالعودة إليها مرة أخرى
و لكن مينجو بالطبع ليست من النوع الذي يستسلم بسهولة، أي أنها ظلت تفكر طوال الطريق بصمت في خطة جديدة لاحقة
**
على أي حال، أوصل مينهو مينجو لبيتها، و عاد هو لشقته الخاصة أخيراً لينفرد مع نفسه في هدوء
أو بالأحرى، لينفرد مع قططه الذكور الثلاثة الذين أتوا لإستقباله على الباب، سوني و دونغي و دوري
مينهو (لقططه) : لابد أنكم إشتقتم لوالدكم كثيراً
توجه مينهو أول شيء نحو المطبخ لكي يملأ أطباق قططه الثلاثة بالماء و طعام القطط المخصص لهم
ليتركهم يتناولون عشائهم، ليتوجه بعدها نحو غرفته ليقوم بتبديل ملابسه لملابس المنزل المريحة
ليقوم بعدها بأخذ أغراضه الخاصة كدفتر تحضيره و الكتاب المدرسي و أقلامه و جهاز اللابتوب خاصته ليجلس في غرفة المعيشة بهدف إعداد و تحضير درس الغد لفصله
بالكاد بدأ مينهو في تحضير درس الغد، حتى تبادرت سوليون لذهنه فجأة دون إستئذان
فتذكرها حين كانت متحمسة للغاية حين فهمت أخيراً نقطة كانت صعبة عليها لدرجة جعلتها تبدو لطيفة للغاية
كما أنها أيضاً قد شدت القلم من يده بعفوية صانعة لمسة سريعة بين يديهما الناعمتين
ليترك مينهو تحضير الدرس و يتحول تركيزه و إهتمامه كله لشروده في التفكير في سوليون رغماً عنه
Minho pov
بدت لي سوليون لطيفة للغاية حقاً حين أخذت مني القلم بحماس لكي تجيب على السؤال
بل و بدت لي ألطف أيضاً حين شعرت بالإحراج و الخجل و حاولت إخفاء الأمر بعدما لمست يدها يدي بالخطأ
رغم أنها كانت ثانية بالكاد، إلا أنني تمكنت من الشعور بكم يدها رقيقة و ناعمة
لا أعرف ما الأمر، و لكنني أشعر بشعور حلو كلما تذكرت ذلك الموقف السريع
لا أدري أيضاً كيف أفسر سبب شعوري هذا
لمَ أشعر بمشاعر تشبه الراحة و السكينة مع تلك الفتاة خصوصاً دوناً عن أي طالبة أخرى؟
و لمَ أفكر فيها الآن بدلاً من أن ألتفت لتحضير درسي؟
هي أصلاً لم تغادر بالي ولا تفكيري لحظةً واحدة منذ أن عرفتها من الأساس
أعترف أنني معجب كثيراً بطموحها و إجتهادها و شغفها و طاقتها و مثابرتها
كما أنها فتاة جميلة و رقيقة و حساسة، مثالية تقريباً
يا له من أمر مؤسف أنها تتعرض لمضايقات سخيفة في المدرسة
و لكنها قوية، و تحاول ألا تتأثر بها، و تكتم مشاعرها السلبية و لا تستسلم لها
هي غامضة و مثيرة للفضول و الإهتمام كثيراً بالنسبة لي، و كأن قلبها مكتبة حكايات غير مكتوبة
أوه صحيح! رواياتها!
End pov
أخرج مينهو هاتفه من جيب بنطاله على الفور ما أن تذكر إخبار سوليون له أنها تكتب روايات عبر الإنترنت
فتح مينهو هاتفه و قام بالبحث عن تطبيق "واتباد" ذاك، ليقوم بتحميله، و فتحه، و التسجيل بحساب فيه، ليقوم بالبحث عن حساب سوليون
ليجده بعد فترة وجيزة من البحث، و يدخل على حسابها، ليرى أنها تمتلك قرابة سبعة آلاف متابع، بينما قامت بنشر و كتابة خمس روايات فقط
ليقوم مينهو بتصفح روايات سوليون من الخارج و هو يقرأ اسمائهن سريعاً مع عدد قراءاتهن الذي يقارب مئات الآلاف
مينهو (يقرأ) : "بعد الإعجاب".. "حب من طرف واحد".. "وقعت بين ثلاثة".. "تزوجت عدوي".. "ما طريق الحب؟"
إبتسم مينهو إبتسامة خفيفة لا شعورية تنم عن فخره بسوليون و ما تقوم به من هواية تحبها
و لكن قبل أن يضغط على زر المتابعة لها بحماس، فجأة عاد لرشده و تذكر أنها أضاع ما يكفي من الوقت بالفعل و لم يبدأ بعد في التحضير لأي شيء لدرس الغد
ليغلق مينهو هاتفه فوراً و يضعه جانباً ليبدأ في التحضير بتركيز و جدية بهدف أن ينتهي بسرعة قبل أن يشعر بالنعاس و يقل تركيزه
**
و في صباح اليوم التالي باكراً، تحديداً في المدرسة كالعادة، دخل مينهو لفصله لأجل حصته ليلقي التحية عليهم
مينهو : صباح الخير يا طلاب
الطلاب (جميعهم معاً) : صباح الخير يا أستاذ لي
حيا مينهو طلابه بشكل عادي، و لكن بالنسبة لطالبته المفضلة سوليون، فقد إبتسم لها بخفة مع إيماءه كتحية مميزة لها، لتفعل هي له المثل ببعض الخجل اللطيف على الفور
ليدخل بعدها مينهو في الموضوع مباشرةً، و يقوم بإخراج بعض الأوراق من دفتره، مما أثار قلق الطلاب قليلاً
يوناه : ما هذة الأوراق يا أستاذ؟
مينهو : إنه إختبار مفاجيء
الطلاب (معاً) : ماذا؟!
شهق بعض الطلاب و صدم البعض الآخر، و جميعهم شعرواً بالتوتر و القلق بسبب فجائية الأمر، ليقرر حينها مينهو التهدئة من روعهم قليلاً
مينهو : لا تقلقوا، إنه مجرد تقويم بسيط لقياس المستوى، كما أن الأسئلة ليست صعبة لدرجة كبيرة، جميعها مما درسناه
اونسانغ : كم عدد الأسئلة؟
مينهو : عشرون، و كل سؤال بدرجة واحدة فقط
بدأ حينها مينهو بالسير بإنتظام في الفصل و هو يوزع على الطلاب بالترتيب ورقة الإختبار
مينهو : مدة الإمتحان طوال الحصة مراعاةً للفروق الفردية، أرجو إلتزام الهدوء و الجدية، و عدم محاولة الغش لأنني لن أسمح بذلك أبداً
أنهى مينهو توزيع الأوراق على جميع الطلاب، ليعود بعدها ليقف مكانه عند مكتبه
مينهو : يمكنكم البدء في الحل الآن، بالتوفيق
ما إن سمح مينهو لطلابه ببدء الحل و الإجابة حتى فعلوا ذلك على الفور، بينما ظل هو يتحرك ذهاباً و إياباً بشكل متكرر كي يحرص على منع محاولات الغش
**
مر الوقت، و إنتهت الحصة، و رن الجرس، و كان مينهو قد إنتهى بالفعل من جمع الأوراق من الطلاب، و الآن صار مسموحاً لهم بحرية الحركة أثناء فترة الإستراحة
نهضت سوليون من مقعدها، لتتجه نحو مينهو كي تسأله عن بعض الأشياء التي تخص الإمتحان، بينما كان يرتب الأوراق في الحافظة البلاستيكية، و من حوله يتحرك الطلاب، إما مغادرين الفصل أو ماكثين فيه
سوليون : أستاذ
مينهو : نعم سوليون؟
سوليون (بقلق) : هل سيتم إحتساب درجات هذة الإمتحان المفاجيء من ضمن المجموع النهائي للمادة في آخر السنة الدراسية؟
مينهو : كلا سوليون، لا تقلقي، إنه مجرد إختبار لقياس المستوى كما أخبرتكم، لا أكثر ولا أقل
سوليون (هدأت) : أوه، لقد أرحتني حقاً
و في إحدى أركان الفصل، كان يجلس الطالب وونبين و حوله بقية فتيان الفصل كونهم مازالوا لم يغادروا لأي مكان بعد
كان وونبين يراقب بتمعن تلك المحادثة التي يجهل محتواها بين حبه السري سوليون و الأستاذ مينهو بينما كان يشعر في داخله بنار تحرقه
وونبين : أنظروا إليها، لم تكن مجتهدة أبداً لهذة الدرجة من قبل، ما الذي تغير بها فجأة؟ أهذا لأنه شاب؟ تحاول الإلتصاق به طوال الوقت كالفتيات المتصنعات كي يعطيها علامات إضافية؟
سمع جونغوون ما قاله وونبين حينها بالصدفة، ليلتفت له على الفور و يوجه كلامه إليه بإنزعاج و يقول
جونغوون (بإنزعاج) : يا! ألا تخجل من نفسك؟! تتحدث عنها بسوء أمام أصدقائك فقط لأنها رفضتك حين عرضت عليها المواعدة؟!
وونبين (بإنفعال) : يا! و ما دخلك أنت أيها المتطفل؟!
ردة فعل وونبين و صوته العالي في الرد على جونغوون جعل مينهو ينتبه له، ليقوم بتوبيخه على الفور
مينهو (بنبرة صارمة) : يا! بارك وونبين! لا ترفع صوتك هكذا! أنت في المدرسة!
وونبين : أعتذر أستاذ
إضطر وونبين للإعتذار لمينهو رغماً عنه، ليتبادل بعدها هو و جونغوون نظرات توحي بأن كلاهما لا يطيق الآخر أبداً
**
و في وقت الإستراحة، كانت سوليون جالسة في المدرجات برفقة صديقها جونغوون بينما يدردشان قليلاً
سوليون : جونغوون
جونغوون : نعم سوليون؟
سوليون (بفضول) : أشعر بالفضول حول ما حدث بينك و بين وونبين كي يصرخ عليك بإنفعال هكذا عندما كنا في الفصل؟
جونغوون (حاول تغيير الموضوع) : أوه.. فقط إنسي الأمر، لا شيء مهم
سوليون : أوه هيا جونغوون، ألسنا صديقان مقربان أم ماذا؟
Jungwon pov
صديقان مقربان؟ فقط؟
End pov
جونغوون : بالطبع نحن كذلك
سوليون : إذاً أخبرني
صمت حينها جونغوون لوهلة حين إضطر لإخبار سوليون بما تريد معرفته بعدما ألحت عليه قليلاً
جونغوون (ببعض التردد) : لقد.. قال وونبين أنكِ تتصرفين كالفتيات المتصنعات بتقربكِ المستمر من الأستاذ لي، و قال أنكِ تفعلين ذلك معه لأنه شاب و ربما يعطيكِ بعض العلامات الإضافية
سوليون (بتفاجؤ) : ماذا؟!
جونغوون (مكملاً كلامه) : قمت بتوبيخه على الفور حين سمعته يقول ذلك لأصدقائه، فلم أتحمل أن أسمع عنكِ هذا الكلام السيء غير الصحيح أبداً، و حينها إنفعل هو بغضب علي بسبب تدخلي، ليقوم الأستاذ لي بتوبيخه على رفع صوته
سوليون (بصدمة) : لا أصدق أنه يفكر عني بهذة الطريقة!
جونغوون (مواسياً) : لا تحزني سوليون، أنتِ محظوظة لأنكِ رفضتِ مواعدته، ففتاة رقيقة و حساسة مثلكِ لا تستحق مواعدة شاب لعين و مزعج مثله أبداً
سوليون : و لكن.. لمَ قد يتحدث عني بهذة الطريقة؟! ماذا فعلت له ليفعل شيئاً كهذا بي؟!
جونغوون : هو على الأرجح مازال يحترق من الغيرة بسبب رفضكِ له، فيحاول إخراج نقصه بأي طريقة
لاحظ جونغوون حينها حزن سوليون بسبب ما قاله وونبين عنها، ليقوم حينها بوضع يده على يدها ليقول لها
جونغوون (مطمئناً إياها) : إطمئني سوليون، سوف أدافع عنكِ و أحميكِ دائماً، و لن أسمح أبداً لأي أحد بأن يضايقكِ أو يؤذيكِ سواء بالقول أو بالفعل
سوليون (إبتسمت بخجل) : شكراً جزيلاً لك جونغوون، أنا ممتنة لك من أعماق قلبي، و أقدر أفعالك هذة لأجلي كثيراً، فأنت أفضل صديق قد يحصل عليه أي شخص
Jungwon pov
كيف أستطيع أن أخبركِ أنني أتمنى لو كانت كلمة "حبيب" هي التي قيلت بدلاً من كلمة "صديق"؟
بالنسبة لي، أنا لا أعتبركِ مجرد صديقة سوليون، أنا أحبكِ
و لكنني مضطر للسكوت و عدم البوح بمشاعري لأنه ليس الوقت المناسب للإعتراف بها بعد
لأنني أعرف جيداً أنني سأتعرض للرفض إن بحت بها في أي وقت قريب
End pov
جونغوون (بادلها الإبتسامة) : و أنتِ أيضاً سوليون، أفضل صديقة قد يحصل عليها أي شخص
**
مر بعض الوقت، و توجهت سوليون للمكتبة كعادتها كي تبحث عن ذلك الكتاب المليء بالنصائح لكيفية الكتابة الجيدة الذي يساعدها في تنمية هوايتها و مهاراتها، كي تكمل قرائته مثلما تفعل كل يوم
كانتا كل من دانييل و مينجي واقفتين في إحدى زوايا المكان معاً كما لو كانا في إنتظار قدوم سوليون تحديداً، و يبدو أنهما تخططان لشيء ليس بجيد أبداً
دخلت سوليون للمكتبة و توجهت نحو الرف الذي يوضع فيه الكتاب الذي تريده، لتأخذه و تذهب للجلوس في مكانها المعتاد على الفور
و لكن ما إن جلست سوليون على الكرسي، حتى سرعان ما نهضت ما إن شعرت بسائل بارد و لزج تحتها
و لكن يا ليتها ما نهضت، لأنها وجدت تنورتها تتمزق من الوراء، حيث كان ذلك السائل الشفاف الذي لم تنتبه لوجوده على الكرسي غراء
شهقت سوليون بصوت عالٍ و حاولت إخفاء سروالها الداخلي الذي ظهر بعدما تمزقت تنورتها بيدها بينما ضحكتا عليها دانييل و مينجي و إلتفت إليها بقية من كانوا بالمكتبة تقريباً
و بالصدفة، كان مينهو متواجداً في المكتبة أيضاً حينها يبحث عن كتاب ما، ليلتفت هو الآخر فور أن سمع صوت الشهقة و يرى ما يجري
لتتسع عيناه بصدمة حين رأى ذلك المنظر أمامه، و الأسوأ من ذلك أنها كانت سوليون
ليتخذ مينهو ردة فعل فوراً، و يقوم بسرعة بخلع معطفه ليتقدم نحو سوليون و يقوم بلفه حول خصرها و ربطه جيداً من ذراعيه ليغطي الجزء الذي تمزق من تنورتها من الوراء
سوليون لم تدرك حينها من أين ظهر لها مينهو فجأة و ما الذي يفعله، كان أشبه بالبطل الخارق الذي أتى بأقصى سرعته كي ينقذ فتاته
كان مينهو على وشك سؤال سوليون إن كانت بخير، و لكنه لم يستطع بسبب هروبها من المكان على الفور و هي تبكي بشدة
لينظر للكرسي الذي جلست عليه، و يرى أن قطعة القماش الممزقة عالقة فيه بسبب غراء و ليس بسبب مسمار مثلاً
ليفهم حينها مينهو أن هناك أحد ما تعمد أن يضع الغراء لسوليون على الكرسي كي يحرجها بهذا الشكل الحقير، أي أن الأمر لم يكن حادثة
رفع حينها مينهو عينيه و نظر نظرة حارقة لتلك الفتاتين اللتين كانتا تضحكان معاً و تتهامسان على جنب، و اللتان كانتا دانييل و مينجي، ليشك بهما على الفور، و لكنه للأسف لا يمتلك دليلاً ضدهما
بينما كانت سوليون المسكينة في هذة اللحظة جالسة على الأرض بمفردها في الحمام بضعف، و تبكي بشدة بسبب ذلك الموقف البشع الذي حدث معها للتو
فمن شدة إحراجها و كسرة قلبها، لم تتمكن من إكمال بقية حصص اليوم الدراسي، لتظل مختبئة في إحدى كبائن الحمام لحين موعد إنتهاء الدوام
**
و بعدما إنتهى اليوم الدراسي ذاك أخيراً، كانت سوليون قد ركضت على الفور مبتعدة بإحراج عن جميع الطلاب، و قامت بركوب سيارة أجرة بدلاً من الحافلة كي توصلها لمنزلها بمفردها و بسرعة أكبر هي و معطف مينهو الذي ظل يحاوط خصرها طوال اليوم
لتعود سوليون لمنزلها و تحكي لوالدتها عن ما حدث معها اليوم و هي تبكي مجدداً، فما كان من والدتها أن تفعل سوى أن تحتضنها و تربت عليها بحنان و تحاول تهدأتها بقلة حيلة
فقلب السيدة سول يتمزق حين ترى إبنتها المسكينة تعاني في المدرسة دون أي ذنب، و الأسوأ من ذلك أنها لا تستطيع مساعدتها بأي شيء بسبب ناظر المدرسة الفاسد ذاك
**
و في المساء، قرابة الساعة السابعة، كانت سوليون جالسة بمفردها في غرفتها و هي تحاول الدراسة بعد أن هدأت و بالكاد تخطت ما حدث معها صباح اليوم
ليرن حينها هاتف سوليون فجأة قاطعاً حبل أفكارها، لتنظر لاسم المتصل و تتفاجأ حين تجد أنه مينهو
لتلتقط هاتفها على الفور و تقوم بالرد عليه ببعض الخجل و الإحراج المختلطين
سوليون (ردت) : أحم،.. مرحباً أستاذ لي؟
《مينهو : مرحباً سوليون》
سوليون (ببعض الإستغراب) : أهناك أمر ما؟
《مينهو (بإهتمام صادق) : كلا، إتصلت فقط كي أطمئن عليكِ بعد ما حدث صباح اليوم، آمل أن تكوني بخير》
سوليون (بإحراج) : أوه.. أنا.. صرت بخير الآن، شكراً لسؤالك
《مينهو : أرحتيني حقاً، لا تعرفين كم كنت قلقاً عليكِ، خصوصاً حين ركضت هرباً بينما تبكين》
سوليون : أكنت قلقاً علي حقاً؟
《مينهو : أجل، كثيراً》
سوليون : بالمناسبة، آسفة جداً لأنني أخذت معطفك و عدت به للمنزل دون إخبارك
《مينهو : أوه يا! ما الذي تقولينه؟ لا تعتذري أبداً، بل أنا راضٍ لأنكِ أخذتيه معكِ، ما كان بإمكانكِ أن تعودي للمنزل بدونه》
سوليون : أريد فقط أن أقابلك الآن كي أعيده لك
《مينهو : ماذا؟ الآن؟》
سوليون : أجل
《مينهو : لستِ مضطرة لإعادته لي الآن، يمكنكِ الإنتظار حين أراكِ غداً في المدرسة، لا مشكلة》
سوليون : و لكن لدي أنا مشكلة، لأنني لا أريد أن أعطيك المعطف أمامهم و أذكرهم بالموقف مجدداً، سأشعر بالإحراج الشديد وقتها
《مينهو (بتفهم) : أوه.. حسناً إذاً، كما تريدين》
سوليون : إذاً أين يمكننا أن نتقابل كي أعطيك إياه؟
《مينهو : سأرسل لكِ عنوان منزلي في رسالة》
سوليون (ببعض الإستغراب) : منزلك؟
《مينهو : أجل، آسف جداً لأنني لن أتمكن من مقابلتكِ في مكان آخر، لدي الكثير من الأعمال لأقوم بها من تصحيح لأوراق الإمتحان لتحضير درس الغد لأشياء أخرى أيضاً، بالكاد لدي الوقت الكافي》
سوليون : فهمت
《مينهو : إن لم أكن مشغولاً لهذة الدرجة لكنت أتيت لمنزلكِ بنفسي كي آخذه منكِ》
سوليون : لا مشكلة، سآتي أنا بعد بضع دقائق
《مينهو : حسناً إذاً، سأرسل لكِ العنوان حالاً》
سوليون : حسناً أستاذ
《مينهو : أنا في إنتظاركِ》
سوليون : إتفقنا
《مينهو : إلى اللقاء》
سوليون : إلى اللقاء
ما إن أغلقت سوليون الخط و أنهت مكالمتها مع مينهو حتى صدح صوت والدتها من عند عتبة باب غرفتها
الأم : أستذهبين إليه أم ماذا؟
سوليون : أجل
الأم : حسناً إذاً
وافقت الأم بسرعة و بمنتهى السهولة بطريقة غريبة و غير متوقعة، و لكن سوليون كانت مستعجلة جداً كي تسألها عن السبب
أخذت سوليون معطف مينهو معها بعدما قامت بتبديل ملابسها لتغادر المنزل و تستقل سيارة أجرة للعنوان الذي أرسله مينهو لها قبل قليل
**
و بعد مرور ربع ساعة تقريباً، رن جرس باب شقة مينهو، لينهض لكي يفتح و هو يتوقع رؤية شخص معين، ليجده فعلاً
وجد مينهو سوليون أمامه و هي تبدو في غاية الجمال و الرقة كالعادة بينما كانت تحمل معطفه على ذراعها الأيمن بحرص
سوليون (بلطف) : مساء الخير أستاذ لي
مينهو (بلطف أيضاً) : مساء النور سوليون
سوليون : تفضل المعطف
ناولت سوليون مينهو معطفه بأدب، ليأخذه منها دون أن تتلامس يديها مع يديه عكس المرة السابقة للأسف
مينهو : شكراً لكِ
سوليون : أنا التي يجب علي أن أشكرك كثيراً على شهامتك معي و وقوفك بجانبي في موقف صعب كهذا
مينهو : هل سنظل نتحدث على الباب هكذا طويلاً؟ تفضلي بالدخول
سوليون : لا داعي لذلك، سأذهب على الفور
مينهو : على الأقل إلتقطي أنفاسكِ قليلاً
سوليون : أمم.. حسناً
أقنع مينهو سوليون بالدخول لشقته، لتدخل فعلاً بأدب ليغلق بعدها مينهو الباب
مينهو : تفضلي بالجلوس
قال مينهو لتجلس سوليون على الأريكة أولاً في غرفة المعيشة، بينما وضع مينهو المعطف على إحدى الكراسي و توجه نحو المطبخ
تفرجت سوليون قليلاً على ديكور منزله الهاديء و القاتم، لتلاحظ فعلاً أوراق الإمتحانات و الدفتر و الكتاب و اللابتوب على المنضدة، لتدرك كم كان مشغولاً فعلاً كما قال
لترى حينها سوليون أيضاً إحدى قطط مينهو و هو يخرج من المطبخ و يتوجه نحو غرفة النوم مروراً بغرفة المعيشة من أمامها، لتعتقد أنه ظريف للغاية
ليعود حينها مينهو و هو يحمل في يده اليسرى كوب عصير برتقال منزلي طازج، ليناوله لسوليون بلطف مضايفاً إياها
مينهو (بلطف) : تفضلي العصير
سوليون (إبتسمت) : شكراً
أخذت سوليون كوب العصير من مينهو و إرتشفت منه رشفة صغيرة، بينما جلس مينهو بجانبها على الأريكة على مسافة قريبة منها
سوليون : أردت أن أشكرك مرة أخرى بصدق على ما فعلته معي اليوم، أنا مدينة لك
مينهو : كلا، لستِ مدينة بأي شيء لي أبداً، لا تقولي ذلك
سوليون : آسفة أيضاً لأنني عطلتك عن عملك بقدومي
مينهو : أنتِ لم تعطليني ولا شيء، بل ساعدتيني لآخذ بعض الراحة و التوقف عن الضغط على نفسي بشكل متواصل
إبتسمت حينها سوليون ببعض الخجل حين أدركت مدى لطف و شهامة مينهو معها في ردوده المهذبة
سوليون : لاحظت أن لديك قطة
مينهو : أوه أجل، لدي ثلاثة قطط، و جميعهم ذكور
سوليون : أوه حقاً؟
مينهو : أجل
سوليون : و ما اسمائهم؟
مينهو : سوني و دونغي و دوري
سوليون : هذا لطيف حقاً
مينهو : أتحبين القطط مثلي أيضاً؟
سوليون : أجل، كثيراً
مينهو (بلطف) : أوه إذاً يبدو أن هناك شيء ما مشتركاً بيننا هههه
سوليون : هههه
ضحك كل من مينهو و سوليون معاً بلطف، قبل أن يضطر مينهو لتغيير الموضوع لذلك الموضوع المزعج مرة أخرى
مينهو : أعرف أن ما حدث معكِ صباح اليوم ليس بالشيء الهين، و أعرف أيضاً بما تشعرين مهما حاولتِ إنكار الأمر أمامي كالمرة السابقة، فلا أحد يستطيع البقاء قوياً لفترة طويلة بعد كل هذا التنمر المزعج الذي يتعرض له
زمت سوليون شفتيها بأسى حين بدأ مينهو في الحديث عن ذلك الموضوع مجدداً بينما هي تستمع لكلامه
مينهو (مكملاً كلامه) : لقد وعدتكِ في المرة الفائتة أنني سوف أخفف عنكِ و لن أترككِ تتألمين بمفردكِ أبداً، و هذة المرة أعدكِ بأنني سأحميكِ و أدافع عنكِ مهما كلفني الأمر، و سأتوصل لهوية من تعمد وضع الغراء لكِ على الكرسي و سأتأكد من معاقبته و محاسبته بنفسي، لأجلكِ أنتِ سوليون
لمست كلمات مينهو الصادقة قلب سوليون كثيراً و هي تستمع إليه، لتفشل في حبس دموعها هذة المرة أيضاً، و تبدأ حينها في الإنهيار باكية أمامه مجدداً
مينهو (بتفاجؤ) : أوه يا إلهي! سوليون! أرجوكِ لا تبكي!
إقترب حينها مينهو من سوليون على الأريكة أكثر و يقلل المسافة بينهما ليحاول التخفيف عنها بكلامه
و لكن يبدو أن عفويته الشديدة جعلته في هذة اللحظة يتجرأ و يبدأ في مسح دموع سوليون لها بنفسه بأنامله برقة و لطف
مينهو (مهوناً عليها) : لم أقصد أبداً جعلكِ تبكين بكلامي، لذا لا تبكي أرجوكِ، لا أحد يستحق دموعكِ الغالية، فهن يشعرن بالغيرة الشديدة منكِ، هذا لأنكِ فتاة جميلة و حساسة و رقيقة و طيبة و مهذبة و مجتهدة و موهوبة و جذابة و مميزة و لطيفة و ظريفة، و فيكِ كل الصفات الرائعة الأخرى
هدأت سوليون قليلاً حين شعرت في داخلها أن قلبها رفرف حين قال لها مينهو هذا الكلام، بالإضافة إلى مسحه لدموعها بنفسه أيضاً
لتنظر له بينما عينيها مازالتا تلمعان من بقايا الدموع فيهما، لتقول له جملة لم يتوقعها مطلقاً، ولا هي أيضاً
سوليون : أنت أكثر من مجرد معلم بالنسبة لي.. لا أعرف ماذا تكون بالضبط.. و لكنني أشعر و أنا بجانبك أن الطمأنينة تسكنني
في هذة اللحظة، نبض قلب مينهو بقوة، و شعر بالتوتر الشديد، و إرتفعت حرارة جسده بشكل غير متوقع
مينهو : لا أستطيع تحمل رؤيتكِ تبكين.. قلبي يؤلمني بشدة.. فكيف يمكن لأحد أن يكرهكِ و يؤذيكِ بهذا الشكل؟.. أنتِ أجمل و أرق فتاة رأتها عيني سوليون.. أنتِ لا تستحقين شيئاً سوى الحب.. الحب و فقط
نبض حينها قلب سوليون أيضاً، لتتزامن نبضات قلبيهما معاً في هذا الجو العاطفي الموتر
كان مينهو قريباً جداً من سوليون لدرجة أن كلاهما كانا يشعران بأنفاس الآخر الساخنة بالفعل
فاضت مشاعر مينهو لوهلة و بدأت في الخروج عن السيطرة دون إدراكه حين سقطت عيناه على شفتي سوليون الورديتين
مينهو : سوليون.. أنا..
سوليون : أنت ماذا؟
مينهو : أنا..
كان كلاهما مخدراً في هذة اللحظة بسبب شدة قرب المسافة بينهما في هذا الجو الساخن مع نبضات القلب المجنونة هذة
لم يكن من سوليون سوى أن تنتظر من مينهو أن ينهي جملته، و لكنه لم ينهيها أبداً
فعوضاً عن ذلك، وجدته يقترب منها ببطء و جرأة أكثر و أكثر مقلصاً المسافة بينهما، و هدفه الوصول لشيء واضح جداً
حيث إقترب مينهو من سوليون بشدة في هذة اللحظة بكل ما يمتلك من شجاعة و جرأة دون أن يدرك ما يفعله أبداً محاولاً و راغباً في تقبيلها
(إنتهى البارت)
رأيكم؟
خداع مينجو لمينهو؟
تفكير مينهو في سوليون؟
مشاعر جونغوون نحو سوليون؟
موقف تمزق تنورة سوليون؟
ترى من تعمد فعل ذلك بسوليون؟
مساعدة مينهو لسوليون فوراً؟
كلام مينهو لسوليون؟
محاولة و رغبة مينهو في تقبيل سوليون؟
ماذا ستكون رده فعل سوليون؟
الأحداث؟
ماذا تتوقعون أن يحدث؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro