9
جرح القلب لا يخف بسرعة و في بعض الاحيان لا يخف ابدا، و لكن ماذا لو كان لا يزال هناك حب بين الطرفين؟ هل ستكون مستعدا لاعطاء فرصة؟ ام كنت لترحل دون النظر وراءك من اجل مصلحة الحبيب؟
خرج جايمس من المنزل لا يريد ان يسبب اي ازعاج الى ستيلا خصوصا بحملها و بسبب الظروف التي تعيشها حاليا. هو يعرف شعور ان يكون الشخص يتيما للغاية فهو قد تربى طوال حياته كاليتيم دون ان يعلم بوجود والده، و لكنه علم بوجوده فقط بعد ان مات حقا لذلك يستطيع ان يعذرها.
ستيلا لم تكن تحب والدتها كالباقي فحسب، بل كانت كل حياتها تدور حول والدتها، لقد عاشت من اجلها، حاربت من اجلها، كافحت و قاتلت من اجلها و لكنها عندما ظنت بأن الامور تحسنت اخيرا فقدتها و الاصعب ان من حرمها من والدتها كان والدها، أليس الموضوع لا يدخل العقل؟
" احببتني مرة و أعلم بأن حبك لي لا يزال موجود بداخلك، سأقوم بكل شيء من اجل احياءه هذا وعدي لك ستيلا"
تمتم جايمس و هو يشاهد منزل ستيلا من الخارج، مقررا بداخله انه سيقوم باصلاح جميع ما حصل، اولا يجب ان يثبت لها عدم خيانته لها قبل ثلاث سنوات، يجب ان يبعد سوء الفهم هذا و بعدها سيحارب من اجل زوجته و طفلهما.
كانت ستيلا تجلس على الاريكة و هي ترتعش، لا تعلم من اين أتتها القوة لتطرد جايمس، لا تعلم اذا كان ما قامت به صحيح و لكنها بحاجة لترتيب نفسها، بحاجة لتكون قوية من اجل طفلتها. مررت يدها فوق بطنها و هي تفكر بكيف سيكون رد فعل جايمس عندما يعلم بأنها حامل بطفلة
ظلت مكانها لفترة لا تعلم لكم من الوقت تحديدا و لكنها فكرت كثيرا، اخذها تفكيرها بعيدا الى العديد من الاشياء و اهمها عن حياتها مع طفلتها، حياة بدون جايمس
خرجت من شرودها بسبب طرق بسيط على باب المنزل، تعجبت لدقيقة فمن المستحيل ان يكون هذا جايمس لانه لا يطرق بهدوء بل دائما ما يكون على وشك كسر باب المنزل
تقدمت بهدوء لفتح الباب لتبتسم برقة و هي تشاهد المحامي كروز يحمل بيديه بعض الاكياس و هو يبتسم بوجهها
" أظن بأنك جائع "
" لست كذلك حقيقة.."
قاطعها كروز و هو يدخل المنزل بينما يجيبها ضاحكا
" كنت اتحدث مع الجنين ليس معك، فأنت دائما غير جائعة"
وضع بعض الاكياس على الاريكة ثم توجه الى المطبخ يضع الاكل بالاطباق قبل ان تلحق به ستيلا التي كانت تشعر بالامتنان لوجوده، هذا الشخص لعب دور الاب معها اكثر من والدها الحقيقي
" لنجلس بنيتي "
ابتسمت بعيون ممتلئة بالدموع من وصفه لها بالابنة و هي تجلس بجانبه ليضع طبقا امامها قبل ان يجلس مقابلها
" هل قابلته ؟"
رفعة شوكتها الى الطبق و هي تومىء برأسها دون النظر اليه عالمة عن ماذا يتحدث بالضبط لتضيف
" لقد اتى لرؤيتي "
" و؟"
اصر كروز على اخذ اجابة منها لا يريد لها ان تقع ببحر الصمت خصوصا و هي بهذه الحالة
" لقد أخبرته بأن كل شيء قد انتهى.. طلبت منه ان يرحل "
وضعت لقمة بفمها محاولة تشتيت انتباهها عن الحزن الذي بداخلها و الغصة التي كانت تظهر ببحة صوتها
" هل حقا انتهى؟ هل هذا ما تريدينه حقا ستيلا؟ الرحيل؟"
تحدث كروز و هو يضع يده فوق خاصتها لتنظر اليه بشرود، لا تعلم بماذا ستجيبه؟ ستكون كاذبة لو قالت نعم، كما ستكون كاذبة لو قالت لا. هي لا تعلم ما الذي تريده بالفعل؟ مجروحة للغاية و لا شيء يشفي جرحها
" هل أخبرك انا ما الذي تريدنه ؟"
ظلت صامتة و كأنها تريد لشخص ان يرشدها حقا، تريد من يخبرها عن الشي الذي تقوم به
" انت تريدينه بجانبك، تريدين ان يضمد جروحك و ان يمسح دموعك، تريدين منه ان يكون معك و مع طفلك و لكن موضوع الخيانة لا يزال يزعج كيانك"
" لا استطيع ان اسامح خيانته لي، لقد جرحني قبل ثلاث سنوات كما جرحني الان"
" ماذا لو لم يفعل ؟ هل فكرت باحتمالية عدم خيانته لك؟"
ضحكت ستيلا بسخرية و هي ترتشف رشفة من الماء بجانبها ليضيف كروز بجدية
" قد يكون ما سمعته ليس كل شيء، قد يكون الشيء الذي تغاضيت عن رؤيته هو الحقيقة التي انت حاليا خائفة عن مواجهتها "
" ما الذي تقصده؟"
ابتسم كروز و هو يضع الطعام بطبق ستيلا بينما يقول بابتسامة حنونة
" أقول بأن لكل شيء وجهتين فلماذا تغاضيت عن رؤية الوجه الاخر؟"
ظلت تنظر له بعدم فهم ليطلب منها بحنان
" كلي الان ستيلا اذا لم يكن من اجلك فليكن من اجل الروح الذي بداخلك "
أومأت ستيلا و هي تأكل بصمت حيث كان تفكيرها يدور حول كلام كروز الذي لم تستطع تحليله بأي شكل
بعد الانتهاء من الاكل كانت ستيلا على وشك تنظيف الطاولة و لكن كروز منعها من القيام بذلك بل و قام بكل شيء بنفسه طالبا منها الذهاب لترتاح قليلا
" سيد كروز استطيع القيام بذلك لا تتعب نفسك "
اقترب منها كروز بعض ان انتهى و هو يبتسم ليجلس بجانبها و هو يقول بصوت حنون يحمله اي اب
" تستطيعين مناداتي بالعم كروز، انت بمقام ابنتي فلو كانت لا تزال حية لكانت الان بنفس عمرك "
نظرت اليه ستيلا بحزن و بنفس الوقت كان بداخلها قلق من ان يكون ما فكرت به صحيح هل يمكن ان يكون الحادث الذي تعرضت اليه مع والديها هو نفسه الحادث الذي فقد فيه كروز زوجته و ابنته؟
" أعلم بأنني لست قريب منك بالدم او تربطنا اي علاقة و لكنني أعزك حقا، انت و جايمس تعوضان الفراغ الذي بداخلي و تملآنه "
بدون ان تجيب ستيلا بحرف ابتسمت اليه بامتنان فهذا الشخص كان حقا سندا لها بالرغم من عدم وجود اي شيء يجبره على ذلك.
حمل كروز الكيس الاخر الذي كان قد احضره و اهداه الى ستيلا التي اتسعت ابتسامتها اكثر و هي تفتحه
" هذا جميل للغاية اشكرك حقا"
كانت الهدية عبارة عن ثياب للأطفال بيضاء اللون و تناسب الجنسين مع حذاء صغير جميل للغاية
" بالصراحة لم أعلم اي لون يجب ان اشتري لانني لا اعلم نوع الجنين و لكن البائعة اختارت الهدية قائلة بان هذه الهدية تناسب الجنين كان ذكرا او انثى "
" اشكرك حقا "
شكرته و هي تنظر الى الهدية مجددا قبل ان تضع يدها فوق بطنها و هي تقول بحنان
" انها فتاة، لورا "
رمش كروز قبل ان يستوعب ليعانقها بحنان و هو يبارك لها بسعادة
" الفتاة هي اجمل شيء بالوجود، لقد كانت لدي واحدة و أعلم ذلك حقا "
" لا يبدو ان الجميع يوافق على ذلك "
اجابته ستيلا بأسى متذكرة كيف لم يحبها والدها لكونه كان يريد وريثا ذكرا يكمل سلالته
" والدك حالة استثنائية فهناك العديد غيره و لكن هذا لا يعني ان الجميع مثله، اذا لم يحبك فهذا خطأه و ليس خطأك "
كلامه كان مرهما لجرح عميق بقلبها، جرح قام به والدها منذ زمن، بقصد او بدونه لقد كان والدها قادرا على كسر قلبها فهي لم تجد البطل بصورة والدها بل كان وحشا خلقته الافكار القديمة و المجتمع الجاهل
" أثق بان جايمس سيكون ابا رائعا "
" حقا؟"
" جايمس احبكي بالرغم من غضبه منك لفترة طويلة، كلاكما تسرع و كلاكما لم يحاول فهم الامر ابدا و لكنني متاكد من ان حبه لك لم يختفي ابدا "
" و لكن.."
" اعلم بانه صعب و ان ما عشته كان سيءا و لكن سامحيه و اعطيه فرصة فأنا كنت قادرا على مسامحة والدك بالرغم من الشيء الكبير الذي فعله بحقي "
تصلب جسد ستيلا كليا و شحب وجهها و هي تستعيد كلام كروز داخل رأسها. هل ما فكرت به من قبل صحيح؟ هل حقا كان نفس الحادث ؟
" جميعنا بحاجة لبدء حياة جديدة عزيزتي، فاذا بقينا نتحسر على الماضي سنخسر الحاضر و المستقبل، والدك بسبب ذلك الحادث اخذ مني عائلتي و بسبب ما قام به حاليا اخذ منك والدتك و لكن انظري الى الجهة الثانية لقد أصبحت لدي فتاة جميلة و حفيدة قريبا بينما انت لديك اب ثاني بجانبك "
نظرت ستيلا الى كروز لدقائق فقط تبكي بصمت و هي مصدومة قبل ان تنفجر بالبكاء بقوة و كأنها تفرغ ألمها بأكمله و كأنه استطاع لمس الوتر الحساس الذي بداخلها ليعانقها الاخر بقوة و هو يقبل رأسها و يواسيها
مر أسبوع منذ اليوم الذي اخبر كروز ستيلا بحقيقة موت عائلة و منذ ذلك اليوم و هو يلعب دور الاب معها بحق، كان داعما لها اكثر من والدها الحقيقي و قد كانت هي بالنسبة اليه الابنة الذي كان بحاجتها
جايمس الذي اختفى لمدة اسبوع فاجئها صباح هذا اليوم عندما اكتشفت بانه قد اصبح جارها الجديد حاليا
" الن ترحبي بي ؟"
" انت ستعيش هنا؟ حقا؟"
سألته ستيلا و هي تنظر للأثاث الذي يتم ادخاله الى منزله غير مصدقة ليبتسم لها بابتسامته الساحرة و هو يقترب منها مستغلا صدمتها
" انا سأعيش باي مكان تكونين به لا يهم اين كل ما يهم هو انك موجودة "
رمشت غير قادرة على التصديق لينحني مقبلا اياها ببطء ثم عاد خطوة الى الخلف و كأنه لم يقم بشيء لتصرخ به غير مصدقة
" انت... انت ... هل جننت ؟ "
" زوجتي و ام طفلي اي جنون هو هذا؟"
" انا لست زوجتك"
" بل انت كذلك، بالنسبة للاتفاقية لقد قمت بحرقها مسبقا مما يعني ان لا شيء يجمعنا حاليا سوى الزواج، الحب و طفلنا الصغير "
وضع جايمس يده على بطنها بعد اخر كلمة لتشهق غير مصدقة و هي تعود خطوة للخلف
" من طلب منك إحراق نسختي "
" عيونك فعلت و قلبي لم يستطع كسرها "
" عيوني؟ عيوني ؟ هل جننت؟ هل اخذت شيءا على الفطور؟ هل انت بوعيك؟"
" انا بأفضل حالاتي انت كيف حالك ؟"
جوابه و ابتسامته رفعت ضغط ستيلا التي صرخت بغضب و ضربت الارض بقدمها قبل ان تذهب الى داخل منزلها. لا تستطيع ان تكذب و تقول ان ما يقوم به لا يعجبها بل هي سعيدة بمحاولاته و لكنها لا تريد خداع نفسها فهو لم يكن ملاكا معها
مساءا كانت ستيلا تشاهد التلفاز بهدوء بعد ان طردت للمرة الالف جايمس الذي كان يطرق بابها كل دقيقة يطلب منها اشياء مثل الملح، الماء، و غيرها من الحجج الغريبة لرؤيتها
عندما طرق الباب مجددا حملت عصى البيسبول التي كانت تحتفظ بها جانبا و توجهت لفتح الباب و هي تفكر بضربه لعله يذهب في حال سبيله و لكن المفاجأة كانت شيءا آخر
عندما فتحت الباب لم يكن جايمس الطارق كما توقعت بل كانت جينفير الفتاة التي دمرت حياتها قبل ثلاث سنوات، لم تستطع ان تفتح فمها لقول شيء بالرغم من ان رغبة قوية بصفعها كانت بداخلها
و قبل ان تطردها او تقوم باي شيء بدات جينفر التحدث و هي تخبرها عن الشيء الذي حصل قبل ثلاث سنوات مضت مما جعل ستيلا تصاب بالدوار من الشيء الذي تسمعه
" هل انت بخير ؟"
سمعت ستيلا صوت جينفر القلق التي امسكت بيدها تسندها و لكنها كانت متعبة لتسمع صوت جايمس الخائف الذي كان يركض نحوها و اخر شيء رأته كان الظلام و هي تسقط بحضن جايمس الذي كان يصرخ بخوف
" ستيلا هل انت بخير ؟ اتوسل اليك اجيبيني "
فتحت ستيلا عيناها بعد مدة لتجد جايمس يمسح على وجهها بفوطة مبتلة بينما يرش بعض العطر امام انفها لتحاول الجلوس باعتدال
" ما الذي حصل لي؟"
" لقد اغمي عليك"
" مجددا"
تمتمت ستيلا بملل فدائما ما يغمى عليها لتجد يد شخص ما يمد لها كأس الماء و كانت جينفر
" انت حقيقية انا لم اكن احلم ؟"
" لا لم يكن حلما"
" جايمس.. لقد قالت... هي اخبرتني.."
تحدثت ستيلا بتاتاة قبل ان تبدأ البكاء ليعانقها جايمس و هو يشير نحو جينفر لكي تغادر
" لا باس لا تبكي "
" انا لا اعلم لماذا ابكي اساسا "
اجابته ستيلا بملل بسبب تغير حالتها و هرموناتها منذ حملها لتبتعد بعد مدة و هي تنظر الى جايمس
" لماذا لم تخبرني ؟"
" انت لم تعطيني فرصة "
" لقد ضاعت حياتنا بسبب سوء فهم "
" لنصلحها معا، لنبدأ من جديد ما رأيك؟"
نظرت نحوه بصمت ثم استلقت دون التحدث و هي تغمض عيناها و كأنها تريد النوم ليقف جايمس من مكانه على وشك المغادرة و لكنه توقف و قال بجدية
" غدا عيد ميلاد والدتي، اريد منك الذهاب معي الى العشاء، لتكن هذه صفحتنا الجديدة "
لم تجبه و ظلت على حالها لينحني مقبلا جبينها ثم انحنى الى بطنها مقبلا اياها قبل ان يقف و هو يقول من جديد
" سأنتظرك حتى لو تأخرت ، اذا حضرت ساعلم بانك تريدين اعطاءنا فرصة اتمنى ان تفعلي لانني لا اعلم ماذا سافعل اذا لم تحضري "
طوال الليل ظلت ستيلا تفكر، هل تترك كل شيء خلف ظهرها و تبدأ من جديد؟ هل تفعل ذلك من اجل طفلتها و من أجلها ؟
بينما كان جايمس كالطفل الذي ينتظر درجاته الدراسية، متحمس و لكن بنفس الوقت خائف. عندما اصبحت الثامنة توجه نحو باب منزل ستيلا و طرق ثلاث مرات، ظل ينتظر كثيرا و لكن لا شيء ليغمض عينيه بأسف و هو يستدير على وشك المغادرة ليسمع صوت الباب من خلفه يفتح
" هل تعلم كم هو صعب على المرأة الحامل الإسراع لفتح الباب بهذا الكعب ؟"
استدار جايمس و هو يبتسم ببلاهة غير مصدق من انها قد فتحت الباب حقا، كانت تبدو جميلة بفستانها البنفسجي مع شعرها البرتقالي مفرودا على كتفيها و قد وضعت القليل من الميك اب و لكنها كانت تبدو فاتنة للغاية بنظره
" الن نذهب؟"
" لنذهب طبعا "
طوال الطريق الى المطعم كان جايمس غير قادر على اخفاء فرحته فالابتسامة لم تمحى من على شفتيه و هو ينظر نحو ستيلا بين كل دقيقة و الاخرى
عندما دخلا المطعم كان جايمس يمسك بيدها بقوة و كأنها ستهرب باللحظة التي يبعد يدها مما جعلها تبتسم لتصرفه و لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها و هي تشاهد ميلا جالسة بجانب والدته و على ما يبدو حضورها لم يعجبهما كذلك
" تفضلي حلوتي "
تحدث جايمس بحب و هو يبعد الكرسي قليلا لتجلس ستيلا و شعور الغضب يتملكها، هل تعمد احضارها الى المكان الذي به عشيقته؟ هل يمزح معها الان؟ الم يطلب بداية جديدة؟
" عيد ميلاد سعيد والدتي "
تحدث جايمس و هو يعانق والدته التي عانقته متجاهلة وجود ستيلا كليا، و بقي الامر كذلك طوال السهرة و كأن حضورها و غيابها ليس بالامر المهم
" هل اطلب لك شيءا اخرا ؟"
همس جايمس بأذن ستيلا التي نظرت اليه بعيون غاضبة قبل ان تنفي بصمت لتقول ميلا بصوت رقيق
" اصبح بطنك واضحا للغاية "
" يا الهي لم اكن أعلم، شكرا لاخباري "
اجابت ستيلا بسخرية ليضع جايمس يده فوق يدها كعلامة لصمتها او تهدائتها لا تعلم حقا
" ليس الجميع يستطيعون الحفاظ على جسدهم عزيزتي ميلا "
تمتمت والدة جايمس و هي تكمل اكلها ببرود ليتحدث جايمس بصوت هادىء محاولا ايقاف حرب القصفات التي يجلس بداخلها الان
" امي "
" انا حامل و حقا ليس الجميع يسطيع ذلك يا والدة زوجي "
رمت ستيلا المنديل على الطاولة و توجهت الى الحمام لغسل وجهها و عندما كانت بطريق عودتها تصنمت لجملة جايمس
" هي حامل بطفلي و انا لا استطيع التخلي عنه بسبب كرهكم لستيلا "
هل كانت حقا ستعطيه فرصة اخرى ؟ اذا هي غبية للغاية، سخرت ستيلا من نفسها و هي تغادر و لكن قبل ذلك اقتربت من النادل و اعطته خاتم زواجها ثم اشارت نحو جايمس و طلبت منه اعطاءه الخاتم
لقد خذلها مجددا و لكن هذه المرة خذل طفلتهما كذلك
لا تعلم كم من الوقت كانت تمشي الى ان وجدت نفسها اخيرا بمنزلها و جايمس الذي يجلس على درج الباب ينتظر هناك
" اين كنت؟ لماذا رحلتي؟ لماذا اعطيت خاتم زواجنا الى النادل ؟"
تجاهلته ستيلا و هي تحاول الوصول الى باب منزلها ليوقفها مكانها و هو يصرخ بغضب غير قادر على التحمل
" هل انا مجرد مزحة بالنسبة لك؟ مرة تريديني و بعدها ترميني ؟"
" انت لا شيء بالنسبة لي اتسمع لا شيء لقد لعبت بك كما لعبت بي "
صرخت ستيلا و هي تبعده عنها ليقف جايمس ينظر نحوها بصدمة ثم تساقطت دموعه بحزن قبل ان يومىء و هو يغادر الى منزله دون الاجابة او النطق بحرف
كان يجلس على اريكة منزله و هو يفكر بكل شيء، لقد صرخ على والدته يوم عيد ميلادها و انهى صداقته بميلا و كل هذا من اجل ستيلا التي لا تستطيع مسامحته حتى
طرق قوي على باب منزله اخرجه من افكاره ليتنهد بعمق و هو يتوجه لفتحه لينصدم من ستيلا الباكية واقفة امامه و يدها مليئة بالدماء و هي تكرر بهستيرية و خوف
" طفلتي.. جايمس طفلتنا.."
تصلب جسد جايمس كليا و هو يستمع لما نطقته، هل سيحصل على طفلة حقا؟ و لكن فرحته لم تكن بوقتها فقد نظر نحو فستان ستيلا الذي اصبح ملوثا بالدماء ثم سرعان ما بدأت تتراخى قواها لتسقط امامه
اسرع جايمس ممسكا اياها بإحكام و هو يشعر بالتوتر و الخوف من ان يصيبها شيء او يصيب الطفلة ليشعر بها تضع يدها على خده و هي تقول بصعوبة محاولة مقاومة الاغماء
" اخترها جايمس... انقذ طفلتي... انقذ لورا .."
" سأنقذ كلاكما هذا وعد فقط تحملي "
" أحبها جايمس.. كن معها.. لا تتخلى عنها ابدا.. عدني بذلك"
" ستيلا.. لا تقولي هذا.. أنا أعدك بأنني ساحبها و احبك الى اخر العمر فقط لا تذهبي"
تمتم جايمس بخوف ليشعر بيدها تسقط من فوق خده و هي تبتسم بوجهه قبل ان تغمض عيناها كليا و النزيف لم يتوقف ابدا
" ستيلا.. ستيلا.."
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro