8
هناك أشخاص قد لا تكتمل الحياة بدونهم، و لكن هل توجد حياة بدون أم؟ الجواب الوحيد هو لا، الأم هي الشخص الذي لا نستطيع العيش بدونه، نحتاجها و نحتاج وجودها بحياتنا لان ذلك يعطينا القوة للعيش و لمجابهة ما حولنا. ستيلا التي مرت سبعة أشهر منذ ان توقفت حياتها لا تزال تكمل مشوارها بهذه الحياة من اجل الروح الصغيرة التي بداخلها.
كانت تجلس على الكرسي بحديقة منزل والدتها الذي قامت بكل شيء من أجله و لكن لم يكن هدفها الجلوس هنا لوحدها، بل كانت كل محاربتها هاته للجلوس هنا مع والدتها.
سقطت دمعة يتيمة على خدها و هي تنظر حولها بينما الوحدة تكبر بداخلها لتشعر بركلة خفيفة بداخل بطنها، نظرت لبطنها الذي اصبحت كبيرة الان فهي قد اصبحت بشهرها السابع الآن لتمرر يدها على بطنها بحنان و هي تهمس لجنينها بحنان
" طفلتي الصغيرة انا لست حزينة لا تقلقي"
الشيء الوحيد الذي كان يعطيها قوة للعيش و مجابهة ما حولها هو طفلتها التي قررت ان تسميها لورا على اسم والدتها، ظلت تمسح على بطنها و هي تتنفس بهدوء لتسمع طرقا على باب منزلها
بالرغم من عدم ذهابها لفتح الباب او السؤال عن الشخص الذي يطرق و لكنها كانت تعلم من الطارق من سيكون غيره جايمس فاليوم هو يوم خروجه من السجن. اغمضت عيناها و هي تتذكر ما حصل قبل سبعة أشهر تحديدا عندما استيقظت بالمشفى.
فتحت عيناها لتقابل سقفا ابيضا و ضوء ساطع لتغلق عيناها بقوة و اعادت فتحها ببطء و هي لا تزال تشعر بعدم توازنها بينما تسمع العديد من الاصوات حولها و صوت الشخص الذي كان يصرخ بغضب استطاعت التعرف عليه فقد كان صوت جايمس و لكن لماذا هو غاضب
" لماذا لا تستيقظ زوجتي؟ ما الذي.."
" جايمس"
قاطعت صراخه على الطبيب و هي تناديه بصوت منخفض بينما تحاول الجلوس مكانها، ركض جايمس مباشرة لمساعدتها لتنظر نحوه ستيلا و هي تسترجع ما حصل لتقول بتأتأة و هي غير مصدقة
" لقد شاهدت كابوسا يا جايمس... امي... امي شاهدتها ميتة هل تتخيل.."
سقطت دموع ستيلا و هي تشرح لجايمس بإنكار بينما تضحك بنفس الوقت ليجلس الاخر بجانبها و هو يعانق جسدها إليه و هو يحاول تهدأتها
" حبيبتي كل شيء سيكون بخير انا لن أتركك "
عندما كانت ستيلا على وشك معانقته كذلك انتبهت الى الدماء التي تلطخ سترته و قميصه لتبعد يده عنها و هي تحرك رأسها يمينا و يسارا
" ما الذي حصل؟ اين... اين امي؟"
" ستيلا حبيبتي..."
حاول جايمس ان يعانقها من جديد و لكنها دفعته بعيدا و هي تصرخ بغضب و كره تام
" كنت انت... كنت انت "
" ماذا؟"
تصنم جايمس كليا عندما سمع ما نطقت به ستيلا ، هو يتفهم كونها مصدومة و لكن ان تقوم باتهامه هذا شيء لم يتوقعه أبدا اقترب منها يحاول ان يشرح لها و لكنها كانت رافضة كليا حيث بدأت الصراخ و البكاء و هي تضرب جسدها بهستيرية
" سيد ديفس ارجو منك المغادرة فحالة المريضة لا تسمح بأي توتر "
" و لكن... انها..."
حاول جايمس التحدث فهو حقا يريد البقاء بجانبها و لكنه بنفس الوقت يشعر بالصدمة و الخوف من اتهامها له
" سيد ديفس الى الخارج رجاءا ليس فقط من اجل صحة زوجتك بل فكر بطفلك كذلك "
فتح جايمس عينيه و شحب وجهه عند سماع اخر ما نطق به الطبيب، هل قال طفلك؟ هل ستيلا حامل؟ نظر إليها بصدمة و عدم تصديق ليشعر بالممرضة تبعده ثم اغلقت باب الغرفة بوجهه
" هذا لا يحصل، هذا لا يمكن"
تمتم جايمس و هو ينظر الى الباب المغلق بخوف و توتر، خائف من الشيء الذي سيواجهه الآن بعد موت والدة ستيلا و حملها ايضا فهي الى الان لا تعلم حقيقة ما حصل قبل ثلاث سنوات و كل ما حصل بينهما منذ ان تقابلا مجددا لا يصب لمصلحته بتاتا
بعد ما يقارب الخمسة عشر دقيقة خرج الطبيب من الغرفة اخيرا و هو يعطي بعض التعليمات للممرضة التي كانت معه بالداخل للقيام ببعض التحاليل مما جعل جايمس يقفز من مكانه حرفيا و يقف امامهما و هو يسأل بسرعة
" كيف حال ستيلا؟ هل هي حقا حامل؟ هل الطفل بخير؟ هل ستيلا بخير؟.."
قاطع اسئلته يد الطبيب التي وضعت على كتفه و هو يجيبه بهدوء متفهم لتوتره و خوفه
" سيد ديفس زوجة حضرتك تعرضت لصدمة نفسية قوية و على ما يبدو انها لا تتقبل موت والدتها الى الان فقد ظلت تردد اسمها حتى بعد إعطاءها للمخدر"
" هل ستكون بخير؟"
" بالحقيقة كونها بخير راجع إليها و لكنني أقترح عرضها على طبيب نفسي يساعدها على تخطي هذه الصدمة القوية خصوصا بوضعها الحالي"
رمش جايمس بصمت و هو يستمع لكلام الطبيب، صدمة؟ طبيب نفسي؟ وضع حالي؟ حقا ما الذي وقع به؟ كيف حصل كل هذا لا يعلم
" هل الطفل.."
كان مترددا لكي يسأل عن طفله و هو يفكر فيما اذا كان له الحق لسؤال عنه ام لا، لقد جرحها قبل ثلاث سنوات و ظل يتعذب معها و هو يفكر بأنها من كسرته دون ان يفكر ليوم واحد بأن تكون هي ايضا مجروحة من قبل
و بعد ثلاث سنوات بدأ مشوار انتقامه منها حيث جعلها تكره حياتها من خلال تصرفاته و كلامه معها قبل و بعد الزواج و الان حتى والدتها التي كانت اساس زواجهم قد ماتت فهل لديه شيء قد يشفع له عند ستيلا يا ترى ؟
" سيد ديفس..هل تسمعني؟"
خرج من شروده على صوت الطبيب الذي كرر مجددا
" كما أخبرتك منذ ثوان الحمل بالأشهر الاولى يكون حساسا و بوضع حرج لذلك يجب العناية بالام و الطفل جيدا و لكن وضع زوجتك يختلف فألمها ليس بشيء ملموس نستطيع معالجته "
" ما الذي يجب ان افعله ؟"
سأل جايمس الطبيب و لكنه بالحقيقة كان يسأل نفسه، يريد معرفة الحل الذي سيساعده على إصلاح كل شيء و إخراج ستيلا من معاناتها
" هذا يعود لك سيدي "
أجاب الطبيب و هو يستأذن الذهاب لينظر له جايمس بشرود قبل ان يعيد نظره الى باب الغرفة المغلق، تنفس بعمق ثم خطى خطوة و هو يفكر بكيف سيواجهها الان و هو لا يعرف حتى ما أصاب والدتها
فتح الباب و نظر الى الداخل لتظهر ستيلا نائمة بعمق و لكنه كان يعلم جيدًا بأن ذلك مجرد مفعول للحقنة التي تم حقنها بها ليس الا
جلس جايمس الى جانبها طوال الوقت و بدون ان يشعر كان قد اغمض عينيه لينام من كثرة التفكير، عندما فتح عينيه مجددا استوعب بانه لم ينم طويلا بل كانت مجرد غفوة صغيرة و لكن الشيء المثير للاهتمام كان ستيلا المستيقظ هذه المرة
" ستيلا انت بخير؟ هل أنادي الطبيب؟"
تحدث جايمس بلهفة و هو يقترب منها بينما كانت لا تزال على حالها تنظر الى الجهة الاخرى تحديدا من النافذة المطلة على الخارج و هي تشاهد سقوط الامطار الخفيفة و لكن من تصنم عيناها كان يعلم بأنها شاردة و تفكر حاليا
" ستيلا"
ظلت على حالها صامتة ليتنهد بعمق شديد و هو يضيف
" لماذا لم تخبريني عن الحمل؟"
استدارت اخيرا تنظر نحوه ثم رمشت بهدوء قبل ان تفتح فمها و تضحك بقوة و هستيرية مخيفة
" ستيلا ما الامر؟"
توقفت عن الضحك الذي انقلب بكاءا و هي تعتدل بمكانها و تصرخ بوجهه
" حمل؟ عن اي حمل تتحدث ؟ امي قد ماتت هل تسمعني؟ امي انا قد ماتت و انت تسأل عن الحمل "
" انا لم أقصد.."
" رأيتك هناك... لقد رأيتك بجانبها وسط بركة الدماء "
" ستيلا.."
حاول جايمس التحدث و لكن طرق الباب قد اوقفه ليدخل شرطيين الى الغرفة من اجل اخذ إفادة كل من جايمس و ستيلا حيث كانا اخر شخصين من الميتة
" سيد و سيدة ديفس، اولا نقدم لكما احر التعازي بالحقيقة نحن هنا من اجل معرفة ما حصل يومها..."
قبل ان يكمل الشرطي كلامه قاطعه جايمس الذي تحدث بغضب
" الا ترى حالة زوجتي؟ هل تظن حقا أنها بوضع يسمح لها بإعطاء افادة ؟"
" سيد ديفس لقد تحدثنا مع الطبيب.."
" لا يهمني الطبيب كل ما يهمني هو..."
قاطع صوت ستيلا البارد الشجار ما بين جايمس و الشرطي لتقول بجمود
" دخلت المنزل يومها دون أن أدري بشيء، لأجد والدتي ارضا بين دماءها و جايمس الملطخ بالدماء بجانبها حاولت التحدث معها و جعلها تعود لوعيها و لكن لا شيء كانت.. كانت قد ماتت "
تصلب جسد جايمس كليا و هو يستمع لما نطقت به ستيلا و كأن كلامها كان سطل مياه باردة وقع فوقه، كلامها الان سيضعه موضع شك اساسي بالقضية، هل هي واعية لما تقوله ؟ هل تشك بأنه قاتل والدتها؟ هل هي جدية؟
" ستيلا.. ما الذي..."
" سيد ديفس هل يمكن لنا التحدث على إنفراد ؟"
تحدث الشرطي بجدية و هو يمسك بذراع جايمس بينما كان الشرطي الاخر يلقي نظرة على ملابس جايمس التي بالاصل لا تزال تحمل بقع الدماء لكونه لم يتحرك من المشفى منذ ان احضر ستيلا الليلة الماضية
" ستيلا.."
نظر اليها جايمس و كأنه يبحث عن شيء واحد بعيناها يثبت ثقتها به و لكن لا شيء، كانت نظراتها جامدة بل انها لم تقطع تواصلهما البصري حتى مما جعل جايمس يستسلم لشرطي الذي كان يخرجه من الغرفة و هو يفكر بانها الان حقا تكرهه
بعد افادة ستيلا تلك، تم اخذ جايمس الى مركز الشرطة من اجل التحقيق، لسوء حظه لم يكن يملك اي دليل او حجة تقف لصالحه، و حتى الممرضة التي كانت تهتم بوالدتها المرحومة لا تزال بغيبوبة بسبب الضرب القوي الذي تعرضت اليه و خصوصا برأسها
لم يستطع المحامي كروز فعل اي شيء لمساعدة جايمس و تم ادخاله الى السجن الى ان يتم التوصل الى المجرم الحقيقي غير ذلك كان جايمس هو المتهم الوحيد بعيون القانون
صدم جايمس لما اصابه و لكن صدمته كانت افادة ستيلا السابقة التي الى الان لا يستطيع تصديقها، لقد كان كلامها جارح و كانت واثقة من نفسها و هي تخبر الشرطة انه من كان مع والدتها لم تفكر بانه غير مذنب و لكنه لا يستطيع لومها حتى
طلب جايمس من المحامي اعطاء ستيلا منزل والدتها لكونه يعلم بأنها لن تستطيع دخول المنزل الذي ماتت به والدتها، انتظرها لمدة سبعة اشهر كاملة، انتظر قدومها اليه، حتى زيارة واحدة و لكن لا لم تأتي لم يحن قلبها بعد
كان المحامي كروز من يهتم بوضع ستيلا خصوصا مع حملها و صدمة موت والدتها فقد كانت بحاجة لشخص يبقى بجانبها. قامت فالنتينا والدة جايمس بزيارة ستيلا و طلبت منها الذهاب لتغيير شهادتها لعل ذلك يخرج ابنها من السجن و لكن كل ما قالته ستيلا انها قد أدلت بما رأته
كره فالنتينا لستيلا كان قد اصبح اكبر من السابق حتى انها لم تتقبل الطفل الذي تحمله ستيلا كحفيد لها بل وقفت بوجه ستيلا مخبرة اياها بأنها ستطلب من جايمس ان يطلقها بمجرد خروجه و بان يرميها الى الشارع و بالنسبة لطفل ميلا تستطيع اعطاءه طفل ايضا
كان الوضع متوترا بين الجميع، قلوب مكسورة و حزن بالفؤاد، حنين لأناس لا نريد ان نشتاق لهم و لكن ما العمل لا شيء ينفع فما حصل قد حصل الان
بعد سبعة اشهر كاملة استيقظت الممرضة اخيرا من غيبوبتها و لكن ما نطقت به كان الصدمة الاكبر خصوصا لستيلا، فقد شهدت بان زوج لورا من قتلها، مما يعني ان والد ستيلا قد قتل والدتها و لكن لماذا؟ حسنا هي تعلم بانه لا يحبها و يكره كونها مقعدة و لكن هذا لا يعطيه سببا لكي يقتلها
بيوم المحكمة بعد ان تم القبض على والدها، كانت تجلس بقاعة المحكمة تنظر الى والدها الذي ينظر امامه بملل لا شيء بملامحه يدل على ندمه، و كأنه لم يقم بشيء
دخل جايمس يومها ليجلس على الكرسي بالجهة المقابلة لوالدها و لكن عيناه تحركت بسرعة و لهفة يبحث عن ستيلا، تلك التي انتظرها لأشهر طويلة، حبس انفاسه لدقائق و هو ينظر اليها جالسة بمقعدها ذابلة الوجه، شعرها منسدل على كتفيها بدون اي زينة و عيونها لا تبتعد من على والدها و لكن الشيء الذي اثار انتباهه و زاد من دقات قلبه كان بطنها المنتفخ.
ظل يدرسها لمدة طويلة غير مهتم لما يحصل حوله، تمنى لو انها تستدير ناحيته و لو مرة واحدة على الاقل، يريد ان يرى عيناها، يريد ان يرى ما اذا كانت لا تزال تكرهه خصوصا بعد ان تم القبض على المجرم الحقيقي
خرج من شروده على صراخ ستيلا التي وقفت من مكانها و هي تشير بغضب نحو والدها بينما تردد
" لم يكن عن قصد... قتلت امي بدون قصد.."
" سيدتي تحكمي بنفسك او سأضطر الى اخراجك من قاعة المحكمة"
تحدث القاضي بهدوء و هو يشير الى ستيلا التي نظرت اليه و تبكي بينما تجيبه
" كيف يمكن ان اتحكم بنفسي؟ والدي قتل امي و يتحدث امامي بكل برود قائلا بانه قد حصل بدون قصد، لا شيء بتصرفاته او طريقة كلامه يدل على ندمه حتى"
" ايتها العاهرة كيف تجرؤين على التحدث معي هكذا و انت قد تركت زوجك من اجل طفل الزنى الذي تحملينه ..."
صرخ والد ستيلا بغضب و لكنه كلامه قد تمت مقاطعته بوقوف جايمس من مكانه بغضب بعد ان سمع تلك الكلمات عن زوجته و طفله
" هي تكون زوجتي و الطفل الذي تحمله ليس بابن زنى اتسمع؟"
" ارجو الهدوء بالمحكمة او سأضطر للقيامة بمحكمة مغلقة"
كرر القاضي مجددا عندما تحولت قاعة المحكمة الى حلبة شجار ليقف المحامي كروز يطلب الاعتذار من القاضي ثم استدار نحو جايمس و ستيلا
" جايمس، ستيلا يجب ان تهدا قليلًا فهذا ليس لمصلحتنا "
تم إكمال المحاكمة مع دموع ستيلا التي كانت تستمع لكيف تبعها والدها بيوم الى منزل جايمس دون ان تنتبه و بعد ان بحث و علم من يكون صاحب المنزل قرر استغلال الوضع لمصلحته ليقتحم المكان بيوم ما و لكن لورا اعترضت طريقه بكرسيها المتحرك ليدفعها من الدرج و قبل ان يعلم ماذا حصل كانت الممرضة تصرخ امامه مما جعله يضربها بقوة لكي لا تفضحه
تم الحكم على والد ستيلا بثلاثين عاما بتهمة القتل العمد و محاولة قتل بحق الممرضة مما جعل يجن و يصرخ قائلا بان ذلك ظلم و هو لا يستحق ذلك، و بان لورا كانت مقعدة لماذا سيحاسب على ذلك
غادرت ستيلا قاعة المحكمة عندما لم تستطع تحمل ما يحصل اكثر،تم إخراج ستيفان والد ستيلا ثم إخراج جايمس ليقوموا بمعاملة براءته و مغادرته مع المحامي كروز
خرجت ستيلا من شرودها على الباب الذي كان لا يزال يطرق لتتنهد بعمق و هي تقف من مكانها متوجهة لفتحه قبل ان يقوم جايمس بكسره
" و اخيرا قمت بفتح الباب، هل انت بخير ؟ كيف حالك؟ كيف حال الطفل؟"
كان جايمس يتحدث بسرعة و هو يمسك وجه ستيلا بين يديه لتبعد وجهها الى الخلف و هي تتوجه الى داخل المنزل دون ان تنبس بحرف
" ستيلا ما بك؟ "
نظرت اليه لمدة و كأنها تريد ان تحفظ ملامحه و لكن بنفس الوقت نظراتها كانت باردة بشكل غريب، علم جايمس بانه يجب ان يشرح الكثير من الاشياء لها و أولهم موضوع خيانته لها
اقترب منها ليجلس بجانبها و يمسك بيدها اليمنى قبل ان ينحني مقبلا اياها بعمق ثم رفع راسه و نظر لها و هو يقول بجدية و حزن
"انا اسف"
رمشت مرتين ثم ابعدت يدها من بين يديه و وضعتها على بطنها تمسح فوقها برقة قبل ان تتحدث بجمود دون النظر له
"لا يهم"
"ستيلا اتوسل لك لا تتصرفي ببرود معي، انت أعدك بأنني ساصلح كل "شيء
تحدث جايمس بقلق محاولا كسب عاطفتها او اي رد فعل بسيط منها اي شيء ما عدى برودها لتجيبه مجددا بنفس اللهجة
"لا يهم "
"ستيلا اتوسل لك أعطني فرصة و أعدك بأنك لن تندمي "
رفعت رأسها و نظرت اليه بعيون فارغة لا تحمل شيءا بداخلها و كأن روحها ميتة و هذا اخافه للغاية ليسمع صوتها البارد و هي تجيبه
؟"هل انتهيت"
؟"ماذا"
؟"حديثك هل انهيته "
عقد جايمس حاجبيه و هو يشعر بشك من الذي يجب ان يقوله ليبلع ريقه و هو يؤكد
"أجل"
"جيد تستطيع الرحيل"
هل طردته حقا؟ هذا كل شيء؟ فكر بصدمة فهو لم يتوقع اي شيء من هذا ليلاحظ وقوفها و ابتعادها عنه فما كان بيده سوى اللحاق بها
.."ستيلا "
أمسك بيدها لكي يوقفها لتصفعه بقوة إلى أن تحول وجهه لجهة الأخرى مما جعله يبقى على وضعيته غير قابل لفهم و لا حتى تصديق ما حصل قبل قليل
"لا تلمسني "
اومىء برأسه لا يعلم ما الذي سيفعله معها فهي تتصرف معه بشكل سيء و لا تريد اعطاءه فرصة حتى لإصلاح ما بينهما
"حسنا أنا آسف لنتحدث قليلا"
"ما رأيك أن أتحدث انا الآن"
قاطعته ستيلا باستهزاء لينظر اليها غير مستوعب
؟"ماذا"
؟"اظنه دوري أليس كذلك "
.."حسنا "
قال بتردد لا يعلم ما الذي تقصده بالضبط و لكن على ما يبدو هذا ليس بشيء يصب لمصلحته ابدا
؟"لو انك وجدتني اخونك ماذا كان سيكون رد فعلك"
"ستيلا أرجوك انا لم اخنك يومها استطيع اثبات ذلك"
"من اجل ماذا؟ انا لا اهتم تستطيع فعل ما تشاء"
..."ستيلا اتوسل لك "
انا لم يعد لدي ما اخسره والدتي ميتة والدي تخلى عني و زوجي لم يكن من
"الاساس زوجي
"لا ..استطيع إيقاف الطلاق و نبدأ حياة جديدة"
؟"حياة مبنية على ماض كاذب و خيانات "
"انا اسف"
صرخت ستيلا و هي تعود خطوة الى الوراء، لا تستطيع التحمل اكثر من هذا، لماذا قد تتحمل؟ من اجل ماذا؟
بل انا الاسفة، آسفة لنفسي التي خذلتها، آسفة لكرامتي التي جرحتها، آسفة "لكبريائي الذي لم أهتم به"
"ستيلا انا احبك"
نطق جايمس بغصة و عيون ممتلىءة بالدموع التي يحاول عدم السماح لها بالنزول، جملته حركت شيء بداخل قلب ستيلا، شيء لا تريد له ان يتحرك، ليس الان
تنفست بعمق و اغمضت عيناها لا تريد النظر له ليس و هو بهذه الحالة لتقول بهدوء
"لو انك تحبني حقا اريدك ان ترحل"
نفى جايمس و هو يقترب معانقا اياها بقوة و يبكي على حاله و على كل ما حصل معه، و الان هو لا يريد ان يفقد زوجته و طفلهما
لا تفعلي "لا لا أرجوك "
ابعدته عنها و هي تخطو الى الوراء معانقة جسدها بحماية و كأنها تشجع نفسها لتضيف
بل أنا ارجوك اخرج من حياتي، الاتفاق كان ينص على سنة و ها قد مرت "
أسوء سنة بحياتي و انتهت"
"انت حامل ستيلا "
"و هذا أيضا كان بالاتفاق"
"، لم اكن لافعل ابدا انا لن احرمك من الطفل ثقي بي"
"انا التي ساحرمك منه"
عقد جايمس حاجبيه للمرة التي لا تحصى منذ قابل ستيلا بسبب الصدمات التي تعرض لها و هو يسأل بعدم فهم
؟ ما الذي تتحدثين عنه؟ ماذا"
"كما سمعت"
"انت لا تستطيعين "
"بلى أستطيع "
مستحيل الاتفاق ينص على أن أخذ الطفل و لكنني أريد بدأ حياة معك و مع "طفلنا
ضحكت ستيلا بسخرية ثم اقتربت نحو جايمس بشموخ و هي تنظر لعينيه قبل ان تقول
"الاتفاق ينص على أن والدتي مقابل طفلك، هل تذكر البند الذي عدلت عليه يومها؟"
؟"ماذا"
والدتي ماتت بسببك، قد لا تكون من قتلها و لكن والدي لحق بي يومها و
حصل ما حصل بسببك و بسبب انتقامك لذلك الطفل قانونيا ملكي لوحدي و
لا يحق لك المطالبة " به
..."ستيلا"
توجهت ستيلا الى باب المنزل و فتحته لتقول بهدوء تام و هي تشير الى الخارج
و الى الابد "تستطيع الرحيل الان"
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro