2
" ستيلا مابيل يا جايمس هل انت مجنون؟"
" لا لست كذلك "
" يا إلهي "
تمتم كروز بعدم تصديق و هو يتوجه لسكب كأس له لعل هذا سيجعله واع لاستيعاب ما يفكر به جايمس الآن
" انت تعلم بأنها لن توافق "
" ستفعل، هذه المرة ستوافق أؤكد لك "
اجابه جايمس بهدوء و هو يضع كأسه الذي أصبح الآن فارغا فوق الطاولة أمامه ليرتشف كروز من كأسه و قد عاد من جديد إلى مكانه، ليسأل بكل جدية
" لماذا تصر على ستيلا بالضبط يا جايمس، هناك العديد من النساء حولكم و سيكن أكثر من سعيدات للموافقة على الأمر "
" لن أتزوج غير ستيلا يا كروز، انت لا تعلم حجم الألم الذي تسببت به لي، و أنا لن أترك فرصة الانتقام تذهب هباءا منثورا "
قال جايمس بغل و حقد بينما كان يضغط على قبضته بقوة إلى أن صارت بيضاء ليحرك كروز رأسه بعدم تصديق قبل أن يضيف
" جايمس الانتقام سيف ذو حدين لا تنسى ستتضرر أيضا بداخل هاته الحرب التي ستبدأ "
" بالرغم من ذلك أقبل، و لكن لن أتزوج غير مابيل نقطة "
" يا إلهي، لا أعلم ما الذي قامت به هاته الفتاة قبل ثلاث سنوات و لكنني أعلم بأنها قد خلفت أثرا عميقا بذلك و لكن هل تظن بأنك قادر على إتمام هذا الزواج و لا تنسى اهم شرط بكل الوصية "
" سأتم الزواج و سأخضع لاخر شرط و بهذا سأكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد "
تنهد كروز بقلة حيلة التحدث مع جايمس و إقناعه بأمر ما من سابع المستحيلات ليقول بشك
" كيف ستجعلها توافق على الزواج؟"
ضحك جايمس و هو يرفع حاجبيه بثقة قبل أن يعود للخلف متكئ على الكرسي ليقول
" لنقل بأنني أمسك بخيوط حياتها بأكملها الآن، ستوافق على الزواج و ستطلب الطلاق بعد سنة لوحدها "
" و هل تظن بانها ستقبل ان تترك الطفل ؟"
قال كروز موضحا آخر شرط بالوصية و الذي ينص على إنجاب جايمس لطفل شرعي بتلك السنة ليكون ولي عهد للإمبراطورية بعد والده
" أؤكد لك بأن ما أمسك به الآن سيجعلها تترك الطفل و المال دون النظر وراءها حتى "
" انا لست مطمئنا أبدا يا جايمس "
" لا تطمئن لأن طبول الحرب قد بدأت "
قال جايمس بثقة قبل أن يغادر إلى منزله.
بالصباح استيقظت ستيلا على صوت والدها السعيد و هذا أثار استغرابها فوالدها لا شيء يجعله سعيد غير النقود اذا ما الذي افرحه اليوم.
توجهت لتستحم و تجهز نفسها، ثم أسرعت لغرفة والدتها لتساعدها ككل صباح و هي تتحدث معها و تبتسم بوجهها. اطعمتها ثم قبلت جبينها قبل مغادرتها للجامعة
كانت على وشك الخروج من المنزل لتسمع صوت والدها من خلفها يقول
" السيد أندرسون موافق على الزواج منك أليس هذا رائع "
تصنم كل جسدها عند سماعها لتلك الكلمات التي نطقها والدها فاستدارت تنظر له بعيون متسعة بسبب الصدمة لتتمتم بصوت يرتجف
" لا، مستحيل "
" بلى، لقد وافق و سيتم الزواج الاسبوع القادم يجب أن تشكري ربك لأنه قد وافق على واحدة بوضعك"
أغمضت عيناها محاولة السيطرة على مشاعرها و دموعها التي تشق طريقها على خدها لتعض شفتها السفلية بكل قوة إلى أن ادمتها ثم غادرت المنزل غير مهتمة للبقاء و الاستماع له أكثر
حياتي ستنتهي، كل شيء سيدمر و كل هذا بفضل والدها الذي لا يجب أن يصنف بخانة الآباء. هي بحاجة ماسة للعثور على وسيلة للهرب مع والدتها، و لكن منزل أهل والدتها قد تم حجزه من قبل البنك بسبب ديون والدها. ماذا ستفعل الآن. كانت فقط تبكي غير قادرة على فعل اي شيء آخر
دخلت قسمها و لكن فكرها ظل شاردا لتشعر بيد على كتفها جعلتها تجفل بخوف لتجد استاذها ينظر لها بحذر
" هل انت بخير ستيلا؟"
" أجل سيد توماس، اعتذر عن شرودي "
" لقد كنت أقول بأن هناك معرض للرسم اليوم مساءا و اذا استطعت إثبات نفسك أمامهم سيتكفلون بتكاليف دراستك زيادة على المنحة التي ستحصلين عليها، ما رأيك هل انت مهتمة؟"
أبواب السماء قد فتحت أمامها، ها هي فرصتها بمنحة ستستطيع أخذ والدتها و دفع بعض التكاليف للبنك ليرفعوا الحجز و بهذا تغادر منزل والدها
" ستيلا؟"
خرجت من شرودها على صوت استاذها الذي كان ينظر لها باستغراب لتقول بسرعة
" أجل مهتمة، اشكرك حقا سيد توماس لن انسى معروفك بكل حياتي "
كان توماس استاذها الجامعي و الشخص الوحيد الذي يعرف كان يعرف ما تعيشه و ما تمر به بسبب والدها
ابتسم و هو ينظر لها ليقول
" لا داع لكل هذا ستيلا، جهزي نفسك مساءا سابعث العنوان لك و سأكون هناك بانتظارك "
أومأت برأسها بفرح و فجأة عقدت حاجبيها لتسأله
" و لكن من الممولين لهذا العرض"
" شركة ديفس "
قال لتومئ من جديد هي تعرف من الأخبار و الصحف عن شركة ديفس و التي بثلاث سنوات فقط ازدهرت أكثر من ذي قبل بسبب الرئيس الجديد و الذي يكون وريث ماركوس ديفس الوحيد
بشركة ديفس كان جايمس يتحدث مع كروز مطلعا إياه على بعض الأشياء و هو يخبره بأن يجهز العقد الخاص بزواجه بدون اي ثغرة
جلس على الكرسي خاصته و هو يبتسم بشر يفكر برد فعلها عندما تعلم ما قام به، هو الآن يحصرها بزواية و لن يكون أمامها خيار آخر غير قبول عرضه مع جميع الشروط التي وضعها
" هذه الليلة ستيلا، هذه الليلة "
رن هاتفه ليجيب على والدته التي بدأت بسؤاله مباشرة عن حاله
" بخير والدتي لا تقلقي"
" جيمي لقد أخبرني كروز عن محتوى الوصية "
لعن جايمس المحامي كروز الذي لا يستطيع أن يخفي اي شيء عن والدته ليقول
" ذلك العجوز اللعين "
" أخبرني ماذا ستفعل؟'
" أكيد سأطبق الشروط انا لن أترك املاكي "
" إذا هل تقدمت لطلب الزواج من ميلا؟"
لعن نفسه فأمه تصر على أن يتزوج عارضة الأزياء ميلا و التي يعتبرها مجرد صديقة بالرغم من أنها تحاول جاهدة لفت انتباهه كما قامت مع والدته
" امي انا مشغول بهاته اللحظة سأحدثك بوقت لاحق "
أغلق دون انتظار ردها فهو يعرف بأنها ستبدأ بمدح ميلا كعادتها، و لكن لا هو مصر على الزواج من ستيلا و لا شيء سيمنعه من تحقيق ذلك
بالمساء، جهزت ستيلا نفسها بحماس مرتدية الثوب المثالي الثاني الذي تملك أحدهم كان الاسود الذي ارتده البارحة و اليوم اختارت الأزرق الجميل الذي يبين جمالها بطريقة لطيفة
اخبرت امها عن خطتها لكسب المال و السفر بعيدا عن هنا لتبتسم والدتها بصعوبة و كأنها توافق على ذلك.
بالمعرض كان جايمس يتحدث مع كروز الذي كان يحاول إقناعه من جديد ليتراجع عما يفكر به قبل فوات الأوان
" هيا جايمس لا تفعل هذا، انت تعلم بأن هدف والدك من هذا الشرط كان أن تستقر و تحصل على عائلة لا أن تهدم نفسك "
" والدي الذي لا أعرفه و لا يعرفني "
قال جايمس بسخرية ليقول كروز بحدة
" والدك كان مغرما بأمك بالرغم من كونه متزوج، لا تنسى أن زوجته و التي تكون من نفس طبقته الاجتماعية كانت تهتم بالمظاهر و النقود و هذا ما جعله يبحث عن الحب بمكان آخر، لقد كانت عاقر بسبب العملية التي أجرتها و لذلك لم يحصل على طفل "
" يال حظي، ذكرني أن ازور قبر زوجة والدي لاشكرها على تلك العملية فبفضلها حصلت على كل شيء "
قال جايمس بسخرية و هو يرفع كاسه أمام خاصة كروز التي تنهد بعدم تصديق و هو يضيف
" لقد كان صديقي يا جايمس، عندما علم بوجودك كان بآخر أيام حياته لذلك قرر أن يعطيك هو و أمك حقكم الذي حرمتم منه و جعل كل املاكه باسمك. لو لم تغادر والدتك لكان قد تزوجها و لكنها هربت عند معرفتها بحملها "
" و هذا يوضح أن الجميع أخطأ بحقي منذ البداية، انا دائما كنت الطابة التي يتم تحريكها بالملعب كما يريدون "
" اعتذر عن ذلك حقا، و لكن والدك قد أحبك جايمس، لقد ظل يبحث عن والدتك لسنين و لكن المرض تمكن منه ليموت و بيده صورتك "
بلع جايمس ريقه و نظر بعيدا عن كروز فالحديث عن والده دائما ما يكون مؤلما بالنسبة له، هو عاش يتيما طوال حياته بسبب خطأ والدته، و عاش متؤلما من النساء بسبب خطأ ستيلا، و الآن سيعيش حاضره بسبب شرط والده. يال سخرية القدر هو غير قادر على التمتع بالحياة الذي يريد
دخلت ستيلا المعرض و هي تنظر بعيناها كمحاولة لمعرفة مكان وجود استاذها لتبتسم مقتربة منه بفرح عندما رأته يشير لها
كل هذا كان تحت نظر ذلك الذي يقف بالطابق الآخر و هو يتابعها منذ دخولها
" ستيلا أليس كذلك؟"
قال كروز ينظر لتلك المرأة التي كان جايمس يتابعها بعينيه ليهمهم الآخر مرتشفا من كأسه و هو يقبض عليه بغضب عندما رآها تحضن رجلا آخر
" إنها جميلة حقا "
" و مخادعة حقا "
أضاف جايمس ليتنهد كروز عالما بأن هذا العنيد سيشعل حربا و لن يكون هناك شي أحد قادر على إخماد نيرانها.
توجه إلى وسط القاعة ليطرق بالشوكة على كأس الشامبانيا الذي بيده جاعلا من الجميع ينظر له ليتحدث بثقة و جدية
" أشكر الجميع على حضورهم اليوم و تشريفهم للحفل، أتمنى لكم وقتا طيبا هذا المساء بصحتكم "
رفع نخبه و ابتسم بوجه الجميع دون النظر لتلك التي أصبحت شاحبة تماما من مجرد سماعها لصوته.
امتلأت عيناها بالدموع التي لم تستطع السيطرة عليها و هي غير قادرة على إبعاد نظرها من عليه.
تحرك لتقترب منه شابة جميلة بشعرها الأشقر و فستانها الذهبي، و جسدها الذي يصرخ بأنها ممثلة أو عارضة أزياء لتقبل خده فابتسم و هو ينظر لها قبل أن يضع يده على خصرها
كانت جايمس يعلم بأن نظرات ستيلا عليه منذ أن فتح فمه و لكنه لم يستدر ناحيتها و أتم لعبته، و اقتراب ميلا منه قد جعل الأمور أفضل ليقوم بوضع يده على خصرها
" هيا ستيلا هاته فرصتك"
قال توماس لتنظر له ثم نظرت لجايمس تحاول التأكد من أنها لا تحلم لتردف بارتجاف
" من.. من.. يكون؟"
" جايمس ديفس، رئيس شركة ديفس "
صدمتها كانت مضاعفة فهي لم تكن تعرف بأن جايمس الذي كانت تعرفه سابقا هو نفسه جايمس ديفس، و الشخص الذي وضعت عدة آمال عليه لتنقذ نفسها و والدتها.
حثها استاذها على التحرك ليقفا أمام جايمس و من معه ليستدير و ينظر لها ببرود
بعد ثلاث سنوات كاملة ها هي تقف أمام الشخص الوحيد الذي احبته بكل حياتها و لكن هيئته كانت تدل على أنه من أغنى الأغنياء و ليس ذلك الشاب البسيط الذي عرفته سابقا
أكيد سيكون غير فهو وريث ماركوس ديفس الوحيد مما يجعل من أغنى أغنياء شيكاغو. و لكنها كانت تعرفه تحت اسم جايمس أنطوان و ليس ديفس هل كان يأخذ اسم والدته.
العديد من الأسئلة و الأفكار تدور برأسها تحس بأنها ضائعة بين حلمها لتحرر من والدها و بين الهرب و الاختباء من أمام جايمس
ديفس اسم معروف بمدينة شيكاغو و بين الجميع و لكن أن يكون الوريث المخفى لعائلة ديفس العريقة
كانت صدمت لم تتوقعها أبدا
" سيد ديفس، انا توماس بلو و هذه ستيلا مابيل اشطر طالبة و الأكثر موهبة بكل الجامعة "
صافح جايمس توماس و مد يده أمام تلك التي كانت تطالع يديه بدموع و هي خائفة من مد يدها لتسمع صوت توماس من جديد
" ستيلا أين شردتي مجددا، السيد ديفس ينتظر "
أومأت برأسها دون التحدث بحرف أو رفع رأسها حتى لتمد يدها مصافحة إياه لتسري شرارة بكل جسدها جراء لمسه لها.
نفس الشرارة شعر بها جايمس أيضا ليكره نفسه و يحقد عليها أكثر فقام بإبعاد يده من خاصتها دون اهتمام ليبدأ حديثه مع توماس و ميلا متجاهلا إياها
لم تستطع ستيلا الصمود أمامه و هو يتجاهلها و يتصرف و كأنها هواء أمامه بل و منشغل مع تلك التي كانت معه فاستأذنت و ذهبت الى الحديقة متنفسة الهواء النقي
" لا ستيلا، ليس بعد ثلاث سنوات، انت أقوى من ذلك"
حدثت نفسها تحاول تشجيعها بالرغم من الألم الذي يتصاعد داخلها، حركت يداها لتعانق جسدها لتمر بعض اللقطات أمام عينيها عن الماضي، ماضيها هي و جايمس لتبعد وجها مع الدموع التي كانت تتساقط بدون توقف
بالرغم من أن جايمس كان قد بدأ اللعب بشكل واضح إلا أنه لم يستطع البقاء بداخل المعرض دون اللحاق بها ليجد نفسه يقف وراءها و هو يطالعها كانت و لا تزال الأجمل بعينه
" جمالها هو سلاح خبثها يا جايمس لا تنسى "
حدث نفسه و هو يقترب منها أكثر ليقول بلهجة باردة
" هل الحفل لم يعجب حضرتك ؟"
استدارت بسرعة و هي تضع يدها على صدرها فقد كانت شاردة و صوته من خلفها قد اجفلها.
أغمضت عيناها و هي تمرر يدها على شعرها لتقول بهدوء بالرغم من قلبها الذي يقفز داخلها
" إنه جميل "
تجاهل كلامها و هدوءها و قد قرر جعلها تكشف عن حقيقتها فهو لن يقع لنفس الخدعة مرتين
" سمعت بأنك بحاجة إلى المنحة و العرض الذي تم تقديمه من طرف شركة ديفس "
كانت تريد الرفض و الصراخ بوجهه و لكنها تذكرت امها فصمتت لتومئ برأسها و هي تجيبه
" و من سيرفض عرضا كهذا "
" انت، الم تقولي يوما بأنك ترفضين اي شيء من طرفي أو لأنني الآن جايمس ديفس و ليس أنطوان وافقت على العرض "
ضغطت على يدها بأظافرها إلى أن ادمت و هي تحاول جاهدة السيطرة على نفسها تذكر نفسها بأن كل شيء من أجل والدتها و يجب أن تتحمل
" انا لم اقل اي شيء من ذلك، العرض سيضمن مستقبلي و هذا شيء لن ارفضه، بل لا أحد سيفعل "
ابتسم بسخرية و هو يرسم تعاليم ساخرة على وجهه ليقول و هو يبتسم بوجهها ببرود
" هذا لم يكن كلامك قبل ثلاث سنوات يا ستيلا عندما رفضت عرضي"
" انا لا اعلم عن ماذا تتحدث يا سيد ديفس "
بلغ الغضب القمم بداخله و لكنه لم يوضح ذلك، كانت تنكر معرفته بها بالرغم من أنها من أخطأت بحقه ليقترب منها أكثر و هو ينظر لها بتحد ليقول بكره صاف
" حقا، إذا انت لا تذكرين رفضك لعرض الزواج بي و ذهابك لتوافقي على الزواج من شخص آخر بنفس اليوم "
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro