03: مَلِكُ الموت.
توقف الفرعون أمام أرتورو مثلما توقفت الحشرات أمام باقيهم، بينهما مقدار شعرة بالضبط، بدأ أرتورو التّنفس بقوّة، جسده يرتجف ويشعر بالخوف، لا يعلم لمَ يشعر بالخوف من الشّخص الذي أمامه لكن هيئته وجسده المغطى باللفائف البيضاء لم تخفف عنه.
بدأ الفرعون بالقهقهة على منظرهم الخائف، ابتعد عنهم وبدأت ضحكاته تعلو وتعلو، والحشرات عادت لجسده واستقرت حوله. «استيقظتُ من سباتي وأخيرًا، أنا القويّ الذي لا يقهر الذي لا يجرأ أحد على أن يتحدّاني، عدتُ كي أنتقم ممن أخذوا عزيزتي، بقوًى أكبر وجسد منيع ضد كل شيء، خافوني وانحنوا لي، أنا أتوميس، مَلِكُ الموت».
ابتسم بينما يرفع يداه للأعلى وينظر لسقف الغرفة بتكبّر، أخفض يداه وببطء التفت على الخمسة الخائفين، اتسعت ابتسامته لنبضات قلوبهم الخائفة، لطالما أحبَّ رؤية وجوه من يخشاه، فهذا يشعره بالقوة أكثر فأكثر.
بدأ يتفقدهم لكنه عقد حاجباه حين لاحظ ملابسهم، قطع قماش غريبة على جسدهم، ملوّنة وبمختلف الأحجام، وجّه انتباهه إلى الشيء الفظيع الذي يحمله أرتورو بيده والآخر على وجه ماريسا، هل هذا نوع من الأسلحة؟ فكّر.
«لمَ ملابسكم هكذا؟ وما هذه الأشياء التي تحملونها؟» سألهم لكن لم يجبه أحد، هم لا يستطيعون فهمه فهو يتحدّث باللغة الهيروغليفيّة، وحين نطق بخطابه قبل قليل لم يفهموا منه شيئًا ووقفوا مثل الحمقى هناك.
«كيف تجرؤون ولا تجيبون على اسألتي يا عديمي الفائدة؟» سأل بغضب ووقف أمامهم، قام برونو بدفع أرتورو عليه ظنًا أنه يستطيع التحدّث معه. «أنتَ تفهم لغته، هيّا تحدّث معه!» قال بخوف لينفي أرتورو برأسه ويجيب: «كل ما أعرفه عن اللغة الهيروغليفيّة هو ما تحدثت به اليوم، دعني وشأني» قال وعقد أتوميس حاجباه لهذه الكلمات الغريبة التي يتحدثان بها.
بدأ يعيد الكلمات داخل عقله، أخرج حشرة من جسده وعضّته، حلل الأحرف وطريقة نطقها، منذ أن كان صغيرًا وهو يحب تحليل الكلمات واللغات التي يسمعها، ومع ازدياد الوقت طوّر هذه الميزة، وقوته سمحت له بمعرفة أي لغة فقط من عدّة كلمات كي يصبح ماهرًا بها، فمن رأيه معرفة لغة الشخص يعطي تحكّم عليه، وكلما كان يعرف أكثر كلما كان أقوى أكثر.
«عديمي الفائدة» قال باللغة الإيطالية ليتفاجأ الجميع من قدرته على تحدّث اللغة، أما هو رفع رأسه بتكبّر حين عَلِمَ أنه أتقنها بسبب نظراتهم.
«أين الباقي منكم يا خدم؟ سوف أقتلكم جميعًا، كل من واجهني وأخذ العزيز لي» قال ليتراجع الباقي بخوف وعدم فهم.
«نحنُ لا نعرف عمّا تتحدّث» قالت القوية بينهم سياتا بصوتٍ يرتعش، أمال رأسه وذهب لها، وقف أمامها وبدأ يتفحصها، لمس ملابسها وتجعّد وجهه.
«ما اسمكِ؟» سأل لتبلع ريقها وتجيب: «سياتا» قالت بخوف ليعقد حاجباه. «النساء لا يرتدين هكذا، أنتِ امرأة ذات شأن مثلُ اسمكِ سيدة سياتا. لمَ تقللين من شأنكِ بالخوف وارتداء مثل هذه الحماقات!» قال بقرف وابتعد عنها.
«وأنت ما اسمك؟».
«برونو» قال بتردد. «اسمك يناسبكَ، ويعني الأسمر، هل تعرف هذا؟» سأل وأومأ الآخر. لطالما كان أتوميس موّلع بالأسماء ومعانيها، يحللها مثل اللغة، فأيضًا معرفتكَ لاسم من أمامك يعطيك سُلطة عليه، وهو يحبُّ السُّلطة.
أراد التّحرك من عند برونو لكن ضجيج خارج الغرفة أوقفه، كان صوت رجل يتحدّث بلغة غير مفهومة عليه، أراد تحليلها لكن الصوت كان ضعيفًا.
«أنه الحارس يبحث عنا» قالت ماريسا بصوتٍ ضعيف حين فهمته، ابتسم أتوميس ووقف أمام الباب. «حارس الغرفة! وأخيرًا أحد أتباعي» فتح الغرفة بيداه ليعلو صوتها المكان، وقع الحارس أرضًا بخوف حين رآه، وجّه الضّوء نحوه وبدأ يتكلّم بصوت يرتجف.
أبعد أتوميس الضوء عنه وأمسك الحارس من ياقته، عقد حاجباه حين رأى ملابسه وخوفه، استمع لما يقوله الرّجل لكنها كانت لغة غريبة عليه ليست مثل التي يتحدّث بها الباقي.
«ما هذا الحارس الضّعيف! أين أتباعي وخدمي؟» رماه على الأرض بقوة وبدأ يصرخ بألم، قلب عيناه ومدَّ يداه نحوه لتخرج الحشرات منه وتنقض على الرجل المسكين، بدأت تأكله حيًّا ليبدأ الباقي بالصّراخ وأغمي على ماريسا أرضًا.
عادت الحشرات لجسده وهو ابتسم بجانبية، مشى حتى خارج الأهرامات من دون ضوء، فهو يحفظها ظهرًا عن قلب، كيف لا وهو عاش حياته هنا؟
حين خارج الأهرامات اختفت ابتسامته حين لاحظ أن معظم الأحجار قد سقطت، انتبه إلى أنه لم يرى غير الخمسة والحارس داخلها، عادةً تكون مليئة بالحرس والأشخاص المهمين داخلها.
خرج الخمسة بينما يحمل أرتورو ماريسا، وضعها على الأرض ونزع عنها القناع، وضع أذنه على قلبها ولاحظ أن نبضها ضعيف وهي لا تتنفس، بدأ بعمل التّنفس الإصطناعي لها بخوف حتى شهقت وعاد لها تنفسها.
وضعت رأسها داخل حضن أرتورو وعادت للنوم لأنها متعبة، أما أتوميس لم يبالي لها وأداد سياتا لها.
«في أي عام نحن؟» سأل بقسوة، «ألفين وخمسة عشر» قالت ليبتعد عنها ببطء، نظر حوله بغير تصديق لما سمعه، حين قرر الذهاب في سبات ظنّ أنه سيبقى لسنة، سنتان، خمسة كحدٍ أقصى قبل أن يجد أحدهم قبره ويلمسه كي يستيقظ، لكنه لم يتوقع أبدًا أن المئات من السنين قد تمر وهو نائم.
بدأ بجمع الخيوط، ملابسهم، لغتهم، الآلات الغريبة التي معهم، خلو الأهرامات وتفتتها.
بدأ المكان يدور حوله، جسده لا يحمله وسوف يقع بأيّ لحظة، حبيبته، انتقامه وكل من يعرفه، نومه وسباته اللذان حدثا بلا سبب، فكل من يريد الانتقام منه قد ذهب، لمَ وكيف؟
شعر بالحزن أن محبوبته رحلت، وتحوّل حزنه إلى غضب أنه بقي طيلة هذه السنوات نائمًا من غير أن يشعر، الدماء تغلي في عروقه ولا يرى أمامه.
لاحظ الباقي غضبه لهذا تراجعوا بخوف عنه، أرتورو يحمي ماريسا بين ذراعاه ويحاول حماية نفسه.
«كلُّ هذا بسببكم، لولاكم لبقيتُ نائمًا حتى الأبد، لولاكم لبقيتُ نائمًا في عالمٍ محبوبتي ليست فيه، والآن سأقتلكم» قال بغضب وخرجت الحشرات من جسده واستقرت عليه حتى أصبح لونه مثل ظلام الليل.
صوت صراخ وموسيقى عَلَت المكان، حوّل نظره إلى آلة غريبة تمشي بسرعة على الرّمال وفوقها مجموعة من الشبّان والفتيات.
«كيف يجرأون على تلويث رمال الصّحراء العظيمة بمثل هذه الآلة الغبية!» استشاط غضبًا وبسرعة ذهب نحوهم، وقف أمامهم لتتوقف الجيب بسرعة كي لا تصدمه لكن كان الأوان قد فات لأنها صدمته وطار عدّة أمتار.
انقبض قلب الجّميع والفتيات صرخن لما حدث، نزلوا جميعهم من الجيب كي يتفقدوه. أما هو فشعر بغضب لم يشعره من قبل سوى مرة في حياته.
نهض على الأرض بينما يرى حشراته الميتة ويده المكسورة، هو لا يشعر بالألم الكثير، ميزة أنه بقي طيلة هذه السنوات في سبات عميق.
وقف الشابان حين نظر لهما بغضب، هرع نحوهما وبلمح البصر كان قلب كلًا منهما في يداه، قطرات الدّماء وقعت على الرمال لتختلط به، ثم سقطت الجثث الشّاحبة على الأرض.
صدح الصّياح من الجميع وهو لم يتحمّل لهذا ذهب نحو الباقي وأكمل قتلهم، فرّغ غضبه عليهم ولم يكُ لديه أدنى رحمة.
تخيّل من ذهب للسبات كي ينتقم منهم، تخيّل محبوبته وهي تذهب منه، تخيّل السنين التي ضاعت من حياته من أجل لا شيء.
رمى رأس آخرهم أمامه ولعق يداه المليئة بالدّماء، نظر للمنظر أمامه بابتسامة غاضبة. «لا يطلقون علي لقب مَلِكُ الموت بلا سبب» قال بفخر والتفت عنهم.
حوّل نظره للخمسة الذين يبكون بصمت كي لا يصبح هذا مصيرهم، مشى نحوهم ووقف أمامهم بتكبّر.
«كما رأيتم؛ لدي مشاكلٌ في التّحكم بغضبي لهذا أنصحكم ألّا تغضبوني. لا أستطيع الصّمود وحدي بهذا العالم...المقرف، لهذا سوف أجعلكم خدمي وأتباعي، وإذا لم تستجيبوا لي فسوف يكون ما حدث لهم هو دغدغة جميلة لما سيحدث لكم، أما إذا كنتم مطيعين فربّما سوف أعفوا عنكم ولن أقتلكم.
والآن قفوا وأخبروني بكل شيء من البداية للنهاية، وإلا سوف أغضب مجددًا».
---
1121 كلمة. "-"
حبايب قلبي القتلة والمتكبرين، ترا أتوميس زوجي لحد يقرب. -أشك حدا رح يقرب بعقليته المجنونة هي ههه-
المهمز ادعوا النوفيلا ما تجلدني عالمشاهد. 👈👉
أحبكم إيميز. 🤎
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro