Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(34)

بقلم نهال عبد الواحد

دلفت هدى وكارما لداخل الغرفة المتواجد فيها سمر، كانت نائمة في الفراش موصل بيدها المحلول المغذي وجوارها أمها تجفف عنها عرقها كلما تألمت.

سلمت عليها هدى وكارما وجلست الثانية جوارها تربت عليها وتدلك يدها، كانت سمر تنتفض من حينٍ لآخر تعاني من شدة آلام المخاض.

أما عمرو فبعد انصراف مروان دلف للغرفة منضمًا إليهم يتمتم بالأذكار والأدعية حينًا ويقترب من زوجته مقبلًا رأسها حينًا أخرى.

كانت الطبيبة تأتي من حينٍ لآخر تتفقد حالة سمر ولأين وصلت حتى جاءت اللحظة الحاسمة فأمرت بأخذ سمر إلى غرفة الولادة.

جلست هدى ووالدة سمر تمسك كل واحدة منهما بمصحفها وتتلو ما تيسر من آيات الذكر الحكيم، بينما تبع عمرو وكارما سمر ووقفا ينتظران أمام غرفة الولادة.

مر بعض الوقت وبعدها خرجت إليهم إحدى الممرضات تحمل كائنًا صغيرًا ملفوفًا وتهدر مبتسمة: ألف مبروك، ولد زي القمر يتربى في عزكم! المدام زي الفل هتخرج على طول.

فابتسم عمرو وأخرج ورقة نقدية ودسها في يدها، بينما تبعتها كارما كالمغيبة وكأنها قد نومها مغناطيسيًا ذلك الساحر الصغير.

كانت الممرضة متجهة بسرعة نحو غرفة المواليد، فأعطتها كارما هاتفها لتلتقط لها بعض الصور ومقاطع الفيديو أثناء استحمامه بينما هي تقف تشاهدهم من الخارج عن مسافة ليست بالقريبة لكنها يمكنها متابعة ما يحدث لا يفصلهم إلا جدار من الزجاج الشفاف.

بينما ظل عمرو واقفًا ينتظر خروج زوجته التي خرجت بعد مرور بعض الوقت، ثم تبعها حتى وصلت لغرفتها وحملوها ووضعوها في فراشها.

كانت سمر تبدو منهكة كثيرًا وشاحبة الوجه تفتح عينيها قليلًا اقترب عمرو مربتًا عليها وقبّل جبهتها مبتسمًا وهو يقول: حمد الله على سلامتك!

فهمست سمر بضعف وانهاك: شوفته!

- لا كارما هي اللي هناك معاه، هه هتسمي إيه؟ زي ما اتفقنا!

فأومأت بعينيها ثم أغمضتهما، اقتربت أمها وهدى تسلمان عليها لكنها ظلت مغمضة العينين وتبدو أنها غفلت في سِنةٍ من نوم.

اتجه عمرو إلى الغرفة الخاصة بالأطفال حديثي الولادة فوجد أخته تحمل صغيره بسعادة كبيرة، فأومأت له قائلة: تشيل شوية!

فأومأ أن لا وهو يقول: أخاف ده صغير أوي!

ثم عبث بيده الصغيرة جدًا التي بالكاد أمسكت بعقلتين من إصبعه فاتسعت ابتسامته وانحنى مقبلًا تلك اليد الصغيرة ثم مسح برفق على شعره الضئيل المرصوص ومتجهًا نحو جبهته الصغيرة، ثم أذّن في إحدى أذنيه وأقام الصلاة في الأخرى، فطلبت منه كارما أن يلتقط لهما صورة أخرى وهي تحمله بوجهها الوضّاء بابتسامة تعلن عن سعادة كبيرة تغمرها كليًا.

قامت كارما بنشر تلك الصورة الرائعة على حسابها معبرة عنها بـ «قلب عمتو وروح عمتو سيف وصل الدنيا ونورها» مع المزيد من ملصقات القلوب.

عاد مروان إلى البيت بعد أن تجول في الطرقات بسيارته واتجه لحجرته دون أن ينطق بحرف سوى السلام، كانت ملامحه متوترة ومختلفة عن أي توقع من أمه، كانت تنتظر وجهًا وتعابير أخرى.

كان مروان يقاوم تلك الذكرى السيئة من الدلوف والتوغل لعقله، لكن مهما قاوم كانت تعاوده، حاول صرف نفسه نحو تلك الخطوة التي اتخذها والتي من شأنها تقربه من حبه الجديد.

أبدل ملابسه واستلقى في فراشه في محاولات فاشلة لينام رغم إجهاده العضلي!

فتح أحد مواقع التواصل الاجتماعي يتصفحها حتى يسقط في نومه، وما أن تصفح قليلًا حتى وجد تلك الصورة الرائعة لكارما، ضغط على الصورة ليحفظها ثم أخذ يحملق فيها تحتضنها نظراته العاشقة، يمرر أطراف أنامله على ملامحها بالصورة، متمتمًا داخله:

ظننتُ أني أحببتُ عندما ذقت في قربه الهوى
فمال قلبي إليه وهل لحبيبٍ عتابٍ لمن أحب حد الهوى، ثم صبا هذا القلب في حبك لا يرجو الشفا
فلامس ذا الحب شغاف القلب وصار هو الحاكم المتحكمَ، ولما ابتعدتُ ازداد الوجد وصرت سقيمًا لا أجد الدوا، فاعتراني شوقي إليك فكدت أهلك من الكلف متمزقا، ترددتُ عن عشقي نشرًا وبوح، فكدتُ أنسحق شوقًا وعشقا، وكفاك يا قلب ألم أن تموت وصبا، فاستكنت إليك يا محتلي عشقا،كفاك يا قلبي حرماناً فقد صار لك مباحًا وحِلّا، سأهدي إليك وحدك كل الحب ودا، لم يعد لقلبي سلطان غيرك بعد ما أصبح عاشقًا وأمسى مغرما، أهيم بك أشد ما يكون ولن أحيد عنك مطلبا.

ضغط بعدها على موضع التعليقات ثم كتب:

«بورك لكم فى الموهوب و شكرتم الواهب و بلغ أشده و رُزقتم بره أسأل الله تعالى أن ينبته نباتًا حسنًا و يجعله من الصالحين!

حبيب عمتو وروح عمتو»

ثم أكمل تصفحه، بعدها بقليل فتحت كارما خانة الإشعارات لتجد منه تعليق وما أن قرأته حتى اتسعت ابتسامتها ثم توردت خجلًا.

اتجهت إلى خانة الرسائل لتراسله فكتبت:
«إيه التعليق ده يا أستاذ! إتفضل إمسحه فورًا»

فقهقه ضاحكًا ثم كتب :
«أمسحه ليه بأه؟! دي مباركة للمولود الجديد، الأستاذ سيف حبيب عمتو وروح عمتو »

- «طب عدّل التعليق وامسح حبيب عمتو وروح عمتو دي، الناس تقول إيه!»

- «ماحدش هيقول حاجة على فكرة، أنا كتبت اللي إنتِ كتباه وبس!»

- «بس إنت قصدك حاجة تانية»

- «والله كل واحد وفهمه!»

- «وبعدين معاك يا مروان!»

- «يا قلب مروان إنت»

فاتسعت ابتسامتها ثم كتبت:
«هو إنت إيه اللي قابلك بعمرو!»

- «كنت بكلمه في موضوعنا»

- «بس أنا لي أب!»

- «ربنا يباركلك فيه يا قلبي! أنا فتحت الكلام معاه ومنتظر منه رد بالخطوة المناسبة»

- «بس خلي بالك الخطوة دي هتطول شوية، لأن سمر لسه والدة وهننشغل بسيف»

- «عارف! كده كده لازم تطول، عبال ما يسألوا عني ويتشاوروا»

- «يسألوا عنك!»

- «حقهم طبعًا، والحمد لله ماعنديش حاجة أخبيها!»

فاتسعت ابتسامتها ولم تعقب، فكتب:
«بس في حاجة، عمرو اتفق معايا إن لحد ما يبتو في أمري مفيش كلام، مفيش رسايل، مفيش مقابلات، وده بأه هيخليني أبعد عن الساحة حتى عن السوشيال ميديا؛ عشان مش هضمن نفسي كل ما أشوف صورة ولا بوست ليكِ ما أكلمكيش، وربنا يصبرني بأه! هسيب قلبي معاكِ والقلوب مسلّمة»

- «طبعًا»

- «هسيبلك كل يوم بوسة على خد كريم»

- «بطل قلة أدب»

فقهقه بملء صوته ثم كتب:
«طب بحبك»

- «وأنا»

- «بخيلة أوي»

- «تصبح على خير»

- «وإنتِ من أهله»

مرت أيام كثيرة وكارما ومروان قد نفذا مطلب عمرو فلا مقابلات، اتصالات أو رسائل، وكانت كارما قد عادت لمداومة عملها بعد بدء العام الدراسي الجديد، بالطبع كان مع معلمة جديدة تشاركها العمل بالصف لا زالتا تعتادان على طباع بعضهما البعض وتحاولان مشاركة العمل على الوجه الأكمل، ورغم كل شيء كانت كارما لا تزال أكثر إشراقًا وتفاؤلًا، حتى مع عملها المكثف.

فهي بين عملها بداخل المدرسة وعملها مع كريم بالإضافة لإعدادها لرسالة الدكتوراة والتي قد شرعت فيها منذ الإجازة الصيفية، ولنضيف هذه الأيام زياراتها المستمرة لسمر في بيت أهلها للاطمئنان عليها وعلى سيف الصغير، وأحيانًا تذهب إلى لمياء لتطمئن عليها وعلى وليدها ياسين الذي يكبر سيف ببضع أيام فقط.

مرت الأمور على ما يرام حتى حدد عمرو موعد لعمل حفل السبوع لصغيره سيف والذي جعله في منزله لأنه أكبر حجمًا من منزل أهل زوجته؛ فيسمح باستقبال المدعويين بشكل أفضل.

وكان منذ بداية اليوم وكارما وأمها مع أم سمر في بيت عمرو لتجهيز الاستعدادات، وجاء مجدي من عمله على بيت ابنه.

كان عمرو ومجدي جالسين يتهامسان حتى اقتربت منهما كارما وهي حاملة لصينية الشاي فوضعتها وهمّت بالانصراف لكن استوقفها نداء والدها.

- كارما، إستني حبيبتي، تعالى.
قالها وهو يربت في المسافة التي بينه وبين عمرو على الأريكة، فجلست كارما تتوسطهما.

فتابع الأب: شوفي يا حبيبتي من مدة كان في شاب اتقدملك، هو جه واتكلم مع أخوكِ الأول...

بمجرد أن قال والدها تلك الكلمات حتى ارتبكت وتوترت بشكل ظاهر، تورد وجهها بالكامل وصارت ضربات قلبها المتسارعة تُسمع كدق الطبول.

أكمل عمرو ويعتلي وجهه ابتسامة وهو يراقب تغيرات ملامح أخته: سألنا عليه طول الفترة دي ولاقيناه شاب محترم وخلوق، الكل بيشكر فيه بيصلي الوقت بوقته حتى في التمارين بيقطعها ويصلي بالولاد جماعة، مالوش في اللف ولا الدوران، غير إنه طبعًا يقدر يفتح بيت.

وهنا جاءت هدى وجلست بتأوه قليل من المجهود الذي بذلته وهي تدلك ساقيها بيديها، ثم نظرت إليهم وتساءلت: بتقولوا إيه!

فاتسعت ابتسامة مجدي وهو يقول: ولا حاجة، ده عريس جاي لكارما وكنا بنحكيلها عنه.

وهنا انضمت سمر إليهم بسعادة كبيرة تملأ ابتسامتها كل وجهها.

فتساءلت هدى وقد تهلل وجهها: طب مش تقولوا!

فتابع عمرو بمشاكسة: ما إحنا بنسأل الهانم الأول اللي ما بيعجبهاش حد دي!

- إيه واحد صاحبك ولا حد نعرفه؟!

- من جهة نعرفه فنعرفه يا ماما.

- يا واد ما تقول بتشحتفني ليه كده؟!

- مروان!

فتلاشت ابتسامتها وهي تتساءل: مروان مين؟!

فأجاب مجدي: ركزي يا حاجة، كابتن مروان بتاع الكورة، برنامج هات وخد، ما إنتِ شوفتيه واتقابلتِ معاه!

فدارت عيناها بينهم وركزت على كارما الجالسة بخجلٍ شديد تتفقدها وتتفقد ملامحها وانطباعاتها، ثم قالت :...

...................

........................................

Noonazad 💕❤💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro