Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(29)

بقلم نهال عبد الواحد

كانت كارما في قمة سعادتها ليس فقط لحصولها على درجة الماجستير بل لمجئ مروان اليوم، لقد رأته بملء عينيها وتركت لنفسها العنان فلم تقيّدها، وفاضت مشاعرها من نظرتها، ابتسامتها، كل حركة تحركتها، لم ترتدي اليوم رداء الجمود والتبلد، سعدت وفرحت سعادة مراهقة بحبها الأول حتى ولو كان بدون أمل!

حتى أنها لم تلتفت لنظرات أمها الحارقة ولا توبيخاتها التي تلقتها  بسبب دعوتها له، كان كل ما يشغلها هذه اللحظة تلك الباقة المرتبة التي صارت بين يديها، تحتضنها كأنها طفلتها أو جزءًا منها.

لم يفهم مجدي سر غضب زوجته من مجئ مروان؛ فهو فقط قدم مباركته مع باقة الورد بدون أي ابتذال ولا مبالغة ثم انصرف على الفور.

أمضت كارما يومها بصحبة وروده وكأنها شيء ثمين ثم علقته لتجففه، لكن لم يكن لديها من الوقت لتستريح أو لتنعم بمزيدٍ من ذلك الإحساس، فكان متبقي عشرة أيام على موعد الحفل المدرسي.

كانت كارما تشعر أنها تسابق الزمن؛ فكلما اقترب موعد الحفل كلما شعرت أنه لا زال ينقصها الكثير، خاصةً وأنها تلك المرة صارت مسؤولة عن الحفل بأكمله لمرحلة رياض الأطفال وليس لصفها وحسب!

تركت الطعام والشراب إلا قليلًا، أما عن النوم فرغم كل ذلك الإرهاق هجرها النوم متعنتًا؛ كان مروان يهجم على عقلها وفكرها فيختطفه كما خطف قلبها، لكنه منذ يوم مناقشة الرسالة ولم يرسل لها أي رسالة!

تعلم أنها لم تكن تجيبه وتترك رسائله بدون إجابة، لكنها تؤمن بأن تلك الرسائل سبب لقوتها واستمداد طاقتها حتى ولو دون رد، فقد اعتادت على صبره الطويل منذ شهور، وأنه لم يكل ولم يمل مهما تجاهلته، لكن لماذا الآن كَلّ ومَلّ؟!

ماذا كنتِ تنتظرين يا كارما؟!

تنتظرين ملاحقته طوال العمر دون أي جواب، لقد أهدر الكثير من وقته معكِ وكرامته أيضًا.

لكن تلك الرسائل اليومية كانت هواءها الذي تتنفسه كل يوم، حتى وهي تعانده لكنها صدقت القول مع نفسها وأقرت بحبه، بل بالوصول لمرحلة متعذّرة من العشق الأرعن.

لكنها تتألم، تشعر باحتراق من ذلك البعد، رغم رفضها الاقتراب، تذكّر نفسها بحبه الأول الذي لا يزال عالقًا به لم يتخطاه بعد، بل تذكّر نفسها بما هو أهم، أنه رغم كل الرسائل فلم ينطق بكلمة حبٍ واحدة!
لم يهدر أي كلماتٍ تفسر مشاعره!

إذن! فاعتبريه كأن لم يكن، لكن كيف؟!

ومرت العشرة أيام، تشعر أنها منهكة القوى والطاقة، تنتظر مرور ذلك اليوم بفارغ الصبر لتعود إلى المنزل وتسقط في سباتٍ عميق دون أن ييقظها أحدهم!

كانت مع الأطفال قبل الحفل بيوم ليتدربون على كيفية الدخول والخروج من فوق المسرح وكيفية التحرك عليه؛ فلا يشعرون برهبة في الحفل.

وحتى يوم الحفل كانت مع الأطفال منذ الصباح الباكر لتشرف على إعدادهم وقد رتبت فقرات الحفل.

فتبدأ بأحد الأطفال يتلو آيات من القرآن الكريم، ثم طفلان وطفلة يلقون كلمة بشكل منمّق للجمهور المتكون من أهاليهم وإدارة المدرسة.

ثم الفريق الغنائي من البنين والبنات ينشدون عددًا من الأغاني باللغة العربية وأخرى أجنبية، ثم تبدأ فقرات العروض الإيقاعية المختلفة التابعة لكل فصل، وفي النهاية كان عرض مسرحي لمسرحية (إيزيس وأوزيريس).

والتي تدور أحداثها حول تلك الأسطورة الفرعونية القديمة، حيث كان هناك أخوَان أحدهما (أوزيريس) والآخر (ست) ورثا ملك أبيهما فأخذ كل واحد شقاً ، أحدهما أخذ مصر الشمالية والآخر أخذ مصر الجنوبية.

وقد راعت كارما ذلك في هيئة التاجين المختلفين لكل واحدٍ منهما والشعار الخاص الذي دمجته على حائط خلفية المسرح في كل مشهد لهما، وتنتهي المسرحية باحتفالات الشعب في عرض حركي يقدمه الأطفال.

وكانت كارما طوال الوقت تلقّنهم رغم بساطة الحوار، لكنها اعتمدت على ديكورات بسيطة تشارك فيها الأطفال لصنع جداريات ورقية تلصق وتغيّر من مشهد لآخر، والزي الفرعوني الذي صنعته بيدها ببساطة، أما ذلك الشعر المستعار (الباروكة الفرعونية)  فقد صنعته مع أطفالها من الصوف الأسود، بالإضافة لبعض الأواني الفخارية التي صنعتها أيضًا مع الأطفال من الطين الأسواني حتى وإن كانت غير معتدلة القوام، بالإضافة للمؤثرات الصوتية، فخرج العرض رائعًا رغم بساطته.

وما أن انتهى ذلك العرض حتى بدأت فقرة توافد كل صف مع معلماته لتسلّم شهادته ويُلتقط لهم الصور الرائعة .

انتهى العرض وبدأ الأطفال وأولياء أمورهم يتوافدون لالتقاط الصور مع معلماتهم وتوديعهن، وصارت كارما شديدة  الإرهاق وكان ظاهرًا عليها بشكلٍ واضح.

فعيناها غائرتان ومحيطتان ببعض من الهالات الداكنة وبدأت تتعكر عيناها ببعض الاحمرار من شدة الانهاك، فلم تضع أيٍ من مستحضرات التجميل على وجهها اليوم ولا حتى القليل من الكحل!

غادرت لمياء مع زوجها بمجرد انتهاء العرض، وكانت لا تزال سمر جالسة مع عمرو، بينما قررت كارما أن تسلّم على السادة مدراء المدرسة ثم تغادر؛ فلن تقوى على إكمال الشق الثاني من الحفل، وكان خاصًّا بطلاب المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية.

وضعت أشياءها في حقيبة ظهرها وحملتها واتجهت لتسلّم على مدراء المدرسة ثم تعود لسمر وعمرو وترحل معهما.

وما أن وصلت إلى ذلك المدير صاحب المدرسة حتى تفاجئت بشابًا وسيمًا يقف أمامها يصافحها ويقدمه ذلك الرجل على إنه ابنه.

لم تنبهر كارما بوسامته ولا أناقته، ربما لم تراه من الأساس حتى وهو واقفًا أمامها، كانت وقتها شاردة؛ فقد كانت تتوقع مجئ مروان اليوم، ولم تتأكد حقًا إن كان قد حضر أم لا فقد كانت غارقة في دوامة من العمل المهلك.

غرقت كارما في أفكارها للحظات لم تنتبه لنظرات ذلك الشاب ولا كلمات الإعجاب رغم أنها تقف أمامه وتنظر نحوه بل وتومئ برأسها، لكنها لم تراه ولم تسمعه، فقط استأذنت فجأة قاطعةً حواره لترحل دون أن تتذكر ماذا قال!

ذهبت لمكان عمرو وسمر فلم تجدهما فاتخدت جانبًا بعيدًا عن الجميع وعن الأصوات والضجيج في إحدى الممرات الخلفية للمسرح.

كانت تسير متأففة تحمل حقيبة ظهرها ممسكة بهاتفها تتصل بأخيها، وما أن أجابها حتى صاحت بضجر وتزمر: إنت فين يا عمرو؟ مش قولتلكم هسلم على الناس وأحصلكم!

- طب إهدي طيب، أنا ما مشيتش كتير؛ سمر اتخنقت فخرجت بيها في الهوا، هلف وأرجعلك أول ما أرن عليكِ تطلعي.

- طيب طيب، يلا بسرعة عشان أنا خلاص خلصت!

أهدرت بتعب وإرهاقٍ شديدين، كانت تتحدث ووجهها مقابل للحائط، فما أن أغلقت الخط حتى وضعت الهاتف في جيبها وأغلقته وإستدارت لتتجه لباب الخروج.

لكنها تفاجئت بمروان أمامها بأعين قاتمة من شدة الغضب، فطغت فجأتها بهيئته تلك على أشواقها إليه.

فعادت خطوة للخلف بينما هو تقدم نحوها حتى التصق ظهرها بالحائط وقد تعالت دقاتها بشدة؛ لم تعهده غاضبًا بتلك الصورة بل لم تفهم سر غضبه.

فوضع ذراعيه على الحائط حولها وقد حاصرها وضغط على أسنانه يهدر كلماته بحنقٍ شديد: ممكن أفهم إيه المسخرة اللي كانت حاصلة من شوية دي!

- مسخرة إيه!

- الواد الملزق ابن صاحب المدرسة اللي كان واقف يستظرف ويحب فيكِ!

- إنت بتقول إيه!

- بقول اللي شوفته! إيه هتستعميني!

- أنا صحيح كنت واقفة أدامهم لكن ما كنتش شايفة أدامي لا ركزت في ملامحه ولا سمعت كان بيقول إيه من أساسه!

- لا والله! وده من سحر عيونه إن شاء الله!
كان عمال يعاكسك يا هانم ويتغزل في جمالك وأنا كنت قاعد في الصف اللي وراه وسامعه، بابا دايمًا كان بيحكي عنك لكن كنت متصوره بيبالغ، لكن طلعت الحقيقة أحلى كتير!
قال الأخيرة مقلدًا طريقة الشاب بتهكم وسخرية.

- إنت بتقول إيه!

- بقول اللي حصل ولا كأني كنت موجود، وتشوفيني ليه من أساسه ولا تاخدي بالك مني؟! ما إنتِ كده كده منفضالي ولا بتعبريني!

فصاحت فيه بقهر: إنت بأي حق بتتكلم معايا كده! وإنت مالك أصلًا!

فاقترب أكثر بوجهه وصار مجاور لوجهها من الجانب فصارت تشعر بأنفاسه التي لا تدري إن كانت ألهبت مشاعرها أم أفاضت خجلها!

فاضطربت بشدة من اقترابه المهلك هذا وهي محاصرة بين ذراعيه والحائط من خلفها!

فنظر داخل عينيها من ذلك القرب وهمس من بين أنفاسه الدافئة: مالي! إنتِ مالي وحالي! كأنك لسه ما عرفتيش! أنا بحبك أد إيه! بحبك يا كارما وما اتصورش حياتي من غيرك، وبتجنن لو شوفت حد بيقرب منك غيري، أو بيكلمك أو حتى يبصلك...

فانهمرت دموعها فجأة دون سابق إنذار، لا تدري السبب، فمسح وجنتيها بيديه برقة شديدة ولا زال قريبًا منها للغاية وأهدر هامسًا: وبموت لما بشوف دموعك دي، دموعك بتوجعني أوي.

كانت لا تزال لا تستوعب ما سمعت بل لا تستوعب حالته الغريبة ولا نبرة صوته، وبدأت تتلفت بعينها تشعر برهبة من حالته هذه ومن هذا الاقتراب المهلك.

فتابع هامسًا بنفس قربه: مش بتردي علي ليه؟! أنا مش هسمحله ياخدك لابنه، مش هسمحلك تكوني لحد غيري، فاهمة! إحنا لبعض فاهمة يعني إيه لبعض!

لم تدري ماذا تفعل! تشعر بنفسها ستنهار على الفور، بل لا زالت غير مصدقة لذلك الموقف، تشعر أنه مجرد حلم عابر من أحلامها الحمقاء وسينتهي بمجرد استيقاظها، لكنها تفتح وتغمض عينيها فتجده لا زال أمامها بنفس هيئته وحالته!

وفجأة دفعته ليبتعد ولم يكن متماسكًا لحظتها وسقط أرضًا فركضت بعيدًا في اتجاه باب الخروج، لا تصدق ما حدث لا تصدق قولته ولا حالته! لا تدري إن كان أحدهم قد رآهما بتلك الوضعية وذلك الاقتراب في ذلك المكان البعيد!

ستكون كارثة بكل المقاييس!

بينما هي تركض هلعًا للخارج إذ رن هاتفها فأخذته وقد كان أخيها، ففتحت الخط و وضعته على أذنها واستمعت صوته قائلًا: كارما، إحنا ع الرصيف اللي ف وش المسرح، عدي الشارع وتعالي بدل ما ألف بالعربية.

وأغلق الخط وقد هُييء له أنها أجابته بـ «حاضر»!

خرجت كارما من باب المسرح ورأت بالفعل سيارة أخيها واقفة على الصف الآخر وبدأت تعبر الطريق، لكنها لا زالت ترى وجهه تسمع كلماته ترن في أذنيها تشعر بأنفاسه الدافئة تذيبها، كم كان قريبًا للغاية! كانت تشعر أنه على وشك...  على وشك تقبيلها!

لكن فجأة!

Noonazad    💕❤💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro