Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(25)

بقلم نهال عبد الواحد

وفي لحظة خطف مفتاح سيارته وانصرف مسرعًا وصفق الباب بقوة خلفه، بينما كارما ظلت واجمة تحدق مكان طيفه لفترة لم تأبه لكل اعتذارات أمه سلوى ولا حتى انتبهت لدموعها التي تذرف بلا وعي!

لكنها بعد فترة انتبهت لسلوى واستعادت نفسها، جذبت عدة محارم ورقية من أمامها وكفكفت دمعها ثم تناولت كوب الماء ورشفت بضع رشفات، ابتلعت ريقها ثم ابتسمت ابتسامة باهتة نحو هذه الأم المهمومة.

- والله ما عارفة أقول لك إيه يا بنتي!
هكذا قالت الأم على استحياء.

فتابعت كارما بهدوء: مفيش حاجة، عادي!

قالتها بنبرة قاتلة، فتابعت الأم: معلش مروان غلبان أوي؛ بياخد وقت عبال ما يتخطى صدماته، مش عارف ينسى المرحومة؛ أصله كان بيحبها أوي!

فأومأت كارما برأسها تتصنع التفهم وداخلها جحيم حارق يأكل في أحشاءها، فقالت بهدوء: واضح.

- بس أنا خايفة يرجع يهمل ابنه من تاني وأنا ما صدقت.

- إطمني حضرتك، أنا في الأساس جاية عشانه، عشان كريم يعني، إتفضلي حضرتك حاولي تجاوبي عن الأسئلة دي، هتحطي علامة على نعم أو لا أو أحيانًا أو غالبًا، ولو في سؤال مش عارفاه أنا مع حضرتك.

قالتها وهي تعطي لها عدد من الورق، فتساءلت الأم: وده إيه يا بنتي؟

- ده اختبار، بالصدفة كان معايا لأني بحضر الماجستير، وهراجع نتيجته مع أستاذي عشان أكون متأكدة من النتيجة، بس في البداية زي ما طلبت من حضرتك كريم محتاج دكتور أنف وأذن وحنجرة ودكتور مخ وأعصاب وفي إطار تشخيصهم هيتأكد تشخيص وضع كريم، إطمني حضرتك هكون متواصلة معاكِ، معاكِ إنتِ باستمرار.

فابتسمت الأم وقالت: ربنا يسعدك يا حبيبتي ويوفقك ويبارك فيك ويرزقك بالطيب كله.

فأومأت كارما بابتسامة دوبلوماسية: ميرسيه.

وبدأت سلوى تملأ إجابات هذا الاختبار وتسأل كارما عن بعض النقاط من حينٍ لآخر، بينما كارما شاردة في تلك اللحظات السابقة وكيف ثار من أجلها كل تلك الثورة!

كانت أنفاسها المكتومة تحرقها ومهما فتحت فمها لتتنفس تشعر أن أنفاسها لا تسعفها، يحرقها وجعها ويمزق فيها، تتمنى أن تصرخ بملء صوتها.

أما مروان فقد انطلق بسيارته يجوب الطرقات وهو في قمة غضبه وألمه، لا يحدد له وجهة ولا هدف، فقط الهروب لكنه يهرب منها إليها!

وبعد مدة من التجول في الطرقات غير آبه لهاتفه ولا لكثرة الاتصالات، وصل لمكانٍ ما أمام عقارٍ بعينه، أوقف سيارته ثم ترجل منها ودخل مسرعًا لذلك العقار الذي يبدو مألوفًا فيه؛ حيث دلف إليه مسرعًا دون أن يلتفت لحارسي العقار اللذَين وقفا لاستقباله مرتسمًا على وجهيهما بعض الدهشة؛  فلم يكن منتبهًا لكونه قد خرج بملابس المنزل!

ركب المصعد وهو يستند برأسه على أحد جوانبه يشعر بأنفاسه تخرج وتحتك من بين ضلوعه من قوتها لدرجة ستفجّر تلك الضلوع.

وقف المصعد وخرج منه مروان وسار بضع خطوات حتى توقف أمام شقة، فأخرج مفتاح من جيبه وأداره في الباب وفتحه.

دخل مروان وأنار الشقة بأكملها وأنفاسها متلاحقة كأنما جاء ركضًا، تجول داخل الشقة وتلفت بعينيه بشغف إلى الأثاث المغطى بقطع قماشية كبيرة، دليل أنها شقة مغلقة من مدة.

توقف أمام عدة صور معلقة على الحائط، بعضها له وبعضها لفتاة أخرى جميلة فاتحة البشرة ولون شعرها المائل للشقرة والكثير من الصور تجمعهما معًا في لحظاتٍ رومانسية وأخرى بها من المشاكسة والجنون!

كان يتطلع لكل واحدة منهم على حدى وتزرف عيناه دموعًا هائلة ويرتفع صوت نحيبه، ثم جثى على ركبتيه أرضًا وهو يصيح: ليه سيبتيني يا أمنية؟! ليه ما استنتيش؟! ده إحنا ما لحقناش، والله ما لحقنا والله ما لحقنا!

ثم جلس وأكمل بكاءه، يحتضن ساقيه ولا زال يجول ببصره حوله، تتدفق إليه الذكريات...

هاهو عائد من الخارج دلف لتوه للشقة يبحث عنها في كل أرجاءها وينادي عليها بملء صوته، فيتأفف ويتجه نحو التلفاز فيديره ويجلس أمامه يتصفح القنوات المختلفة، وبيده الأخرى يضع هاتفه على أذنه في محاولة للاتصال به، فلا تجيبه.

وبعد فترة من الوقت سمع صوت مفاتيحها تديره في الباب لتفتح وتدخل ثم تقترب وتضع الكثير من المشتروات على المنضدة الزجاجية التي أمامه، ثم اقتربت منه وعانقته وطبعت قبلاتها على وجنتيه فأمسك بيديها وأجلسها جواره، ثم التفت إليها وهو يرفع خصلات شعرها المتمردة على جبهتها وتساءل: إتأخرتِ كده ليه؟!

فأجابت وهي تومئ لتلك الأكياس: shopping .

فرفع حاجبيه وفرك وجهه بغضب مكتوم ثم تساءل: ويا ترى جبتِ إيه!

فقالت وهي تفتح الأكياس وتخرج ما فيها: لبس جديد بدل اللي مش عاجبك، هه إيه رأيك!

فتفقد مروان ما اشترته ثم تأفف وترك ما في يده، فتساءلت بدهشة: خير! إوعى تقول إن ده كمان مش عاجبك!

- ضيّق يا أمنية.

فتأففت وهي تهز قدميها بتوتر، ثم التفتت إليه وأهدرت: لأ يا مروان، أنا شايفاه كويس وده أقصى ما عندي وما تطمعش في أكتر من كده.

فمسح على وجهه ليهدئ من غضبه ثم قال: ما ينفعش برضو...

فقاطعته قائلة: بص يا حبيبي، أنا غيرت من لبسي كتير عشانك بطلت القصير والعريان عشان أرضيك لكن أكتر من كده مش هقدر، إيه عايزني ألبس جلاليب!

فأمسك بيدها وربت عليها وأجابها بحب: لا يا حبيبي، بس يكون حشمة، ده حتى حرام وأنا بتحاسب عليكِ، وبعدين أنا دمي حامي وبغير ومش بطيق أشوف حد يبصلك ولا يتفرج عليكِ بشكلك ده!

- يا دي الغيرة اللي مش هنخلص منها! مش كفاية نكدت علي يوم فرحي وفي الهني مول!

- وبتفكريني ليه دلوقتي؟! يوم الفرح اللي كنت هرتكب كام جناية بالعريان اللي مش لابساه ده، كنت هضرب المعازيم كلهم وقال إيه (surprise)، والهني مول اللي ما كانش لبس من أساسه ينفع أي مخلوق تاني يشوفك بيه.

- وعشان كده حبستني جوة السويت وما خرجتيش منه غير وإحنا مروحين!

ثم قالت: بص يا حبيبي إحنا متفاهمين ومبسوطين مع بعض ومفيش أي مشاكل بينا ولا أي خلافات إلا موضوع اللبس، وأنا اتغيرت كتير عشانك بس ده آخرِي، كفاية خناقات وحاول تتغاضى عن الموضوع ده وتمشيها شوية عشان مش كل يوم نتخانق يا قلبي!

فأغمض عينيه زافرًا وقال: أستغفر الله العظيم! ربنا يهديكِ مش هقول غير كده! بس راعيني برضو الرحمة حلوة مش عايز أنجلط بسببك.

فتعلقت في رقبته وقبلت خده المقابل لها وقالت بدلال: بعد الشر عنك يا روحي، بقولك ثواني أغير وأجهز الغدا وبعد كده هصالحك بطريقتي.

ثم قبلته مرة أخرى ونهضت واقفة، لكنها ما أن سارت بضع خطوات حتى شعرت بدوار فجائي وسقطت مغشيًّا عليها في أقل من لحظة، فزع مروان من هيئتها وأسرع إليها يحاول إفاقتها بلهفة وقلق، ثم حملها وأسرع على أقرب مشفى.

وبعد أن فحصها الطبيب وسحب منها عينة من الدم وعلق لها بعض المحاليل بسبب انخفاض ضغط الدم، وبعد فترة جاءهم الطبيب وقد بدأت تستعيد وعيها.

فأمسك مروان بيدها وقبلها بلطف وهمس إليها: سلامتك يا قلبي، كام مرة أقول لك كلي كويس، ضغطك واطي يا هانم وأكيد عندك أنيمية.

فتابع الطبيب مبتسمًا وهو يقيس ضغطها مجددًا: لا ما ينفعش الكلام ده بعد كده يا مدام.

فتساءل مروان بقلق: خير يا دكتور! معقول الضغط الواطي يوقعها كده!

فأجاب مبتسمًا وهو يومئ برأسه: طبعًا، وخصوصًا للي في حالتها.

ثم قال: ألف مبروك يا كابتن! المدام حامل.

وجم مروان وأمنية للحظات يحاولان استيعاب الخبر، ثم اتسعت ابتسامته وعانقها بشدة وهو يقبل كل إنش في وجهها بسعادة ويهدر بسعادة: من هنا ورايح هتاكلي كويس، مفيش تنطيط، مفيش فرهدة، هجيب لك حد يعمل شغل البيت كله لازم ترتاحي وتخلي بالك من نفسك ومن ابننا الصغير، والأهم إن غصب عنك هتجيبي لبس واسع!

قال الأخيرة وهو يضحك، فصاحت بسعادة: إبننا!

فأومأ برأسه بسعادة قائلًا: أيوة ونسميه كريم.

فأكمل الطبيب: وتشربه الكورة من صغره يا كابتن طبعًا!

فأومأ برأسه وتابع: فعلًا، ويبقى كابتن كريم مروان، بذمتك مش اسمه يجنن!

فتابعت بسعادة: أكيد يا حبيبي خصوصًا لو طلع شبهك، بس أنا كان نفسي في بنوتة.

فتابع قائلًا: وماله! وأنا كمان نفسي في بنوتة خليها المرة الجاية وتبقى شبه مامتها القمر دي، بس خلي بالك هتبقى دلوعة أبوها!

- لا والله! هو أنا خلصت من الأولاني لما تفكر في التاني!

فقهقه بملء صوته ثم تابع: وكمان إتفضلي سميها، عشان يبقى معانا اسم للولد واسم للبنت.

فسكتت وظلت تفكر حتى عادا للبيت واتكأت في فراشها وجلس جوارها ومسح على رأسها برفق وقبّل بين عينيها وقال: إيه يا قمر، ما سمعتش صوتك من زمن!

فأجابت بسعادة: بفكر في اسم البنت، بنتنا!

فضحك ثم قال: ياه! كل ده تفكير!

فصاحت: بس لاقيتها، الولد كريم والبنت كارما.

فتابع بسعادة: ماشي كلامك يا أم العيال...

وهنا عاد مروان من ذكرياته ونهض واقفًا على فجأة وصاح بإحدى صورها: ليه اختارتِ الاسم ده؟ إشمعنى كارما بالذات! إنتِ كنتِ عارفة إنك ماشية وسايباني وإختارتيهالي يعني!

ثم التفت بوجهه للحائط المقابل وأسند برأسه عليه وتمتم: لما قابلتها زمان صدفة وخطفتني فجأة، هربت، هربت منها، ووالله كنت نسيتها!

قال الأخيرة بنبرة عالية، ثم أخفض صوته مجددًا وهو يلتفت نحو صورتها ويسند بظهره على ذلك الحائط وتابع: بجد كنت ناسيها، حتى لما اتقابلنا تاني بعد سنين، صحيح كنت حاسس إننا اتقابلنا قبل كده، وحسيت كمان بـ...، بس والله حاولت أهرب! لكن افتكرتها وافتكرت كل حاجة، حتى إحساسي افتكرته، وكل ما أهرب منها بلاقيني بهرب ليها، والله ما نسيتكيش يا أمنية يا حب عمري! والله أنا وَفِي ليكِ ومش عايز أنساكِ! بس...  بس... زمام الأمور بتفلت من بين إيدي، أنا أنا ما بأتش عارف حاجة، أنا عايز أرجع مروان حبيبك إنتِ وبس، لكن لكن مش عارف... كأني نسيت، لا ما نسيتش، ومش ممكن أنساكِ، أنا وعدتك إنك هتفضلي حبي الأول والأخير، وهفضل محافظ على الوعد ده، مش هخلفه مهما كان، بس...

سكت قليلًا ثم قال: بس، بس أنا تعبان، تعبان أوي، مش عارف أرتاح يا أمنية...

كفكف دمعه وجلس أرضًا مرة أخرى وقال ناظرًا لصورتها: عارفة! بيقولوا عني مجنون عشان محافظ على وعدي ليكِ، وعايش على ذكراكِ، بيقولوا عني مش طبيعي، بس أنا ما بيهمنيش، المهم إني أفضل أحبك إنتِ وبس...

لكنه سكت ونظر أرضًا مرة أخرى لا يجد ما يقوله؛ هو يكذب ويعاند نفسه ويحاول إخضاعها رغم أنفها، لكنه يعود نادمًا ويؤكد على وفاءه لوعده معها، وبعدها بلحظات يشعر بكذبه وخداعه لها...

قلبي أعواد ثقابٍ مرصوصـة
تحتك بها ذكـراكِ  المدفونــة
تصطدم بها مواقف مرسومة
بقلم القدر قُضيت ومحتومة
فتهُبُّ نيـران لهفـةٍ مشعولــة
و حرائق الماضي المكتومــة
فلأي النيران تصبح محكومة
للمنتصرة والأخـرى مهزومــة
أم ستشتعل تـلك المخمــودة
وتصير بعد منتصرة مهزومـة

................

........................................

Noonazad   💕❤💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro