Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(17)

بقلم نهال عبد الواحد

أطال عمرو النظر نحو أخته كأنما يستشف أمرًا ما ثم ابتسم وقصّ لها ما يعرفه عن مروان حسني، وجمت لفترة تحاول إخفاء صدمتها لكنها ظهرت في اضطراب أنفاسها وارتعاشة شفتها السفلية محاولة تمالك نفسها مع التماعة عينيها.

أطال عمرو النظر إليها وربّت على كتفيها بحنان ثم تساءل: إنتِ كويسة!

فأومأت برأسها مع محاولة لرسم ابتسامة مفتعلة، لكنه تابع: طمنيني يا كارما، مالك! أنا ماقُلتش حاجة بشعة للدرجة دي! إيه اللي يخليكِ تتصدمي بالشكل ده؟!

فأجابت بصوتٍ مرتعش: إدخل ياعمرو كمّل ليلتك.

فناداها: يا كارما...

فقاطعته: إدخل كمّل ليلتك، أنا تمام.

ثم انسحبت من أمامه ودلفت إلى داخل القاعة، فتنهد بوجع ثم تبعها.

جلست كارما بعيدًا عن الصخب، خاصةً وأن هناك من المدعويين قد انصرف؛ فصار هناك أماكن فارغة، لمحتها لمياء فاستأذنت من زوجها الجالس جوارها ثم اقتربت وجلست جوار كارما.

فتساءلت بقلق: مالك! إيه اللي حصل؟!

فابتلعت ريقها وشهقت نفسًا عميقًا؛ تشعر أن رئتيها بحاجة ماسة للهواء، ثم أجابت دون أن تنظر إليها: مفيش.

- تصدقي باين إنه مفيش! شوفت كابتن مروان لما جه واتصور معاكم.

فأغمضت عينيها وأومأت برأسها ثم تابعت بخفوت: من فضلك يا لميا، مش عايزة أتكلم في حاجة، أرجوكِ سيبيني.

قالت الأخيرة بصوتٍ متحشرج، فألحت لمياء: لكن يا كارما...

- من فضلك قومي وسيبيني.

فربتت على كتفيها وقبلت رأسها وانصرفت تعاود جلوسها جوار زوجها، فقد حكم عليها ألا تفارق مقعدها إلا من أجل الذهاب إلى الحمام.

فتساءل عماد: مالها؟!

فأجابت لمياء بتنهيدة حزينة: صعبانة عليّ ومش عارفة أعملها حاجة، كنت فاهمة إن خلاص هنفرح بيها قريب، لكن باين إن حكايتها معقدة!

- حصل حاجة يعني؟!

فأومأت برأسها أن لا تدري، ثم أغمضت عينيها تومئ بألم، فتابع عماد: مالك! لسه مقريفة!

- مش عارفة مالي، مش متظبطة كده ودوخت تاني.

- طب يلا بينا ولا إيه!

- عايزة حاجة حادقة.

- حاجة إيه يا عينييّ!

- إيه يا عماد شوفلي حاجة حادقة، حتة بيتزا ولا سليزون حادق، إن شا الله حتى زيتونة.

فرفع إحدى حاجبيه بعدم رضا ثم نهض واقفًا وهو يزفر بضيق ويتمتم: حسبي الله ونعم الوكيل!

ثم وقف يتلفت حوله ربما يجد أحد الندلاء الموجودين، فلمح أحدهم فأشار له فاقترب الشاب النادل مبتسمًا يهدر بلطف: تحت أمرك يا فندم.

فقال عماد مترددًا: مش عارف أقولهالك إزاي! بس معلش المدام دايخة وعايزة حاجة حادقة ومش عارف أجيب منين، غالبًا البوفيه خلص.

فأومأ الشاب بنفس ابتسامته: تحت أمر حضرتك، لسه في واحد طالب نفس الطلب لمدامته  عشان حامل برضو ثواني وهجيب لحضرتك معاه وكمان واحد سفن.

فأومأ عماد برأسه ممتنًا: متشكر جدًا.

فانصرف النادل بينما ظل عماد واقفًا بعض الوقت شاردًا كأنما يمرر كلمات النادل على أذنه «واحد طالب نفس الطلب لمدامته عشان حامل برضو»... حامل برضو!

فالتمعت عيناه بسعادة لكنه لم يبوح بشيء قبل التأكد، خاصةً وقد استراح من إلحاح لمياء بخصوص ذلك الأمر منذ أشهر!

فجلس جوارها مبتسمًا ثم قال: هيجيبلك طلبك، إهدي بأه!

فأومأت برأسها وبعد قليل بالفعل أحضر النادل ما طلب وتناولته لمياء، لكنها لم تصير على ما يرام أيضًا، وفي النهاية انسحبا من الحفل.

كان الحفل في نهايته وما كانت لحظات حتى انتهى وغادر الجميع متابعين سيارة العروسين في زفة حتى عش الزوجية!

عاد الجميع إلى بيوتهم، وما أن وصلت كارما للبيت حتى أسرعت نحو حجرتها فخلعت حجابها مسرعة كأنما كان هو الذي يطبق ويضيق أنفاسها، ثم خلعت حذاءها العالي، ثم ظلت ذاهبة وآيبة في توتر شديد كأنما تفكر في أمرٍ ما، بل هي تفكر في كل ما قاله لها عمرو ولا زالت منذ وقتها تمرر تفاصيل كلماته على أذنها.

جلست فجأة على حافة فراشها تائهة تنظر إلى اللاشيء، دلّكت جبهتها وهي تغمض عينيها ثم ضغطت قليلًا على ذلك الجسر بين عينيها ولا زالت تغمضهما بل تعتصرهما.

ثم أمسكت بهاتفها وأخذت تبحث عن أخبار اللاعب مروان حسني في جوجل وبدأت تظهر أمامها معلومات عنه مدعّمة بصور ومصدّقة لكلمات أخيها...

أغلقت هاتفها وعيناها تفيضان بالدمع تلقائيًا وقد ارتسم وجهها بخطوطٍ ملونة بفعل اختلاط مساحيق التجميل بدموعها، ظلت جالسة هكذا لفترة ثم عاودت الإمساك بهاتفها وقد عزمت على حسم الأمر.

فتحت صفحته فوجدته نشط، وبدون تفكير بدأت تكتب «مساء الخير»

فظهرت علامة قراءته للرسالة تو وصولها؛ يبدو توقعه لمحادثتها وانتظاره لها، وبسرعة ظهر لها أنه يكتب «مساء النور»

- «بشكر حضرتك على تشريفك للفرح، حتى لو شوية صغيرة»

- «ألف مبروك، وربنا يتمم بخير، عقبالك!»

- «شكرًا»

ثم ساد الصمت لفترة ولا زالا الاثنان منتظرين، وبعد قليل كتبت كارما:.«بصراحة سمعت عمرو إنهاردة قال كلام كده...»

- «وعايزة تعرفي حقيقته!»
«كنت متأكد إن الليلة دي حاسمة»

- «طب إتفضل»
كتبتها هكذا وكأنه حق مكتسب!

سكت لفترة قد ظنت خلالها أنه يراوغها ثم سيخرج فورًا من تلك المحادثة مع عمل حظر لها، لكن بعد مرور بعض الوقت رأته يكتب، يبدو أن الكلام كثير؛ فقد طالت فترة كتابته، أو ربما هو يكتب ببطء!

وبينما هي تحكم وتحلل إذ جاءتها بالفعل رسالة طويلة:
«هقولك، أنا الابن الأكبر في أسرتنا ولي أخت واحدة متجوزة وعايشة برة، المهم من وأنا صغير وكنت غاوي كورة، كان والدي الله يرحمه كان دايمًا يلعب معايا ولما حس إني موهوب اشتركلي في نادي رغم إنه وقتها كلّفه كتير، لكنه شاف الفلوس دي استثمار، المهم فعلًا اتدربت ولعبت والمدربين كانوا موهومين بيّ، لحد فجأة والدي اتوفى وكنت متعلق بيه جدًا، فزعلت جدًا جدًا لدرجة إني عزلت نفسي عن الجميع وحبست نفسي بعيد عن كل حاجة، كنت حاسس بافتقاد رهيب وكأن روحي هي اللي فارقتني»

- «وبعدين!»

مضى فترة أخرى يكتب ثم وصلت رسالة أخرى «جالي وقتها فرصة سفر، رشحوني المدربين مع كام واحد تانيين في منحة لأسبانيا على نفقة النادي، ورغم خوف أمي جدًا عليّ من السفر لوحدي مع إن عمري وقتها كان تلاتاشر سنة يعني أقدر أعتمد على نفسي، لكنها اضطرت توافق؛ ربما أخرج من حالتي دي، وفعلًا خرجت من حالتي وتغلّبت عليها وسافرت ورجعت كملت حياتي وتماريني ومستوايّ اتطور أكتر وأكتر، ودخلت فريق الناشئيين ولعبت أكتر من مباراة مُذاعة، وبدأت اتعرف كلاعب ناشئ وبدأ اسم مروان حسني ينور، وكنت دخلت كلية التجارة، كلية نظرية ومش محتاجة متابعة لأني دايمًا مشغول بتماريني ومتشاتي، كان يوم ما بروح الكلية الطلبة يتلمّوا حواليّ ويتعاملوا معايا زي السوبر استار! خلال سنوات الكلية ولحد ما اتخرجت كنت اشتهرت أكتر وأكتر»

-«جميل!»

- «وجيت في مرة وأنا ماشي سمعت صوت بنت بتتخانق، نزلت من عربيتي لاقيت شباب بيعاكسوها، طبعًا قُمت بالواجب واتفضلت ركبت معايّ عشان تطمن عليّ لأن وشي راح في داهية ساعتها...

قرأتها كارما وقوست شفتيها باستفزاز، ثم تابعت قراءة...

... وأول ما ركزت في باقي ملامحي عرفتني، وطلعت واحدة من معجباتي، وبعدها بدأت صحوبية بينا، اتقابلنا كتير، واتكلمنا كتير، قربنا من بعض أوي، حبينا بعض واتجوزنا»

قرأت الأخيرة وأغمضت عينيها بألم، شعرت أن كلمة «حبينا بعض واتجوزنا»  هي خنجر مسموم وليست مجرد كلمات مكتوبة، وقد طُعنت بها طعنة شديدة أدمت قلبها، لا   زال الدمع يسيل ويفيض حتى أنها لم تشعر بوصول رسالة غيرها، وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها الغير مبررة؛ فلا تدري لماذا تألمت أو صُدمت عندما علمت أنه قد أحب وتزوج من قبل! كانت تزيد في كتم تلك الشهقات كأنه جالسٌ أمامها وسيسمع هذه الشهقات!

ثم فتحت عينيها وابتعلت ريقها وأكملت قراءة: «عشنا في سعادة وحب ولا في الأحلام، وبعد كده حملت أمنية، وجه يوم ولادتها اللي كنت مستنيه بفارغ الصبر، كان نفسي في ولد أشربه الكورة من صغره، وهي كان نفسها في بنت تلعب بيها وتسرح شعرها، لكن اللي حصل كان صدمة عمري! لا ده كان كارثة! أمنية ماتت وهي بتولد! فضلت رافض الخبر ومش مصدق، ودايما عارف إني هروح بيتنا ألاقيها مستنياني فيه زي ما عودتني، لكن كل ما اروح ما لاقيهاش، مش قادر أصدق إنها فارقتنا وفارقت الدنيا كلها، كرهت نفسي وكرهت حياتي، وكنت رايح جاي بين شقتنا وبين المقابر، كل يوم أكلمها وأشكيلها حالي، وليه سابتني!»

ولا زالت كارما تقرأ وتنتحب، ثم كتبت: «بس ابنك ده عوض ربنا، حتة منها عايشة معاك»

-«لا!  بعد كده كنت سايق مرة وطبعًا كنت في دنيا غير الدنيا، عملت حادثة اتصابت إصابة جامدة، والإصابة تركت أثر، فقررت أعتزل لأني ما بئتش في كامل لياقتي، وبدأت أكتئب أكتر وأكتر وقت ما قابلتيني زمان، كرهت الدنيا وكرهت كل حاجة، لدرجة كنت مبهدل في نفسي زي ما شوفتيني؛ مطول دقني وشعري، فطلعوا عليّ إني اتجننت، صحيح ما كنتش مجنون، لكن كنت في حالة نفسية سيئة جدًا»

فكتبت: «بس أكيد وجود ابنك معاك دعمك وقواك، ولا هو جراله حاجة؟»

- «لا لا، أنا مااعرفش ابني ده ولا عمري شُفته من يوم ما اتولد، كان عايش مع خالته الأول بس كنت ببعت مصاريفه، ولما خالته جت تتجوز جابته لأمي، بس برضو ما حاولتش أشوفه، ما كنتش قادر أتعامل معاه ولا أشوفه إلا إنه السبب في موت أمه وحب عمري»

وما أن قرأت تلك الرسالة الأخيرة حتى أغلقت الهاتف وهي تتمتم بحرقة وبكاء حار: ده مش مجنون وبس، لا ده غبي... غبي...

وبكت بحرقة كأنها لم تبكي طوال حياتها قط....

........................

........................................

Noonazad     💕❤💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro