Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(10)

بقلم نهال عبد الواحد

كانت عيناهما معلّقتَين ببعض في نظرة طويلة لم يقطعها سوى أن كارما رأت أمها قادمة تحمل في يدها أكياس من أثر تسوقها.

فاحتبست أنفاسها خوفًا من ردة فعل أمها، فنهضت مسرعة لتخرج من السيارة، لكن الحركة قد بدت متسرعة وغير محسوبة العواقب، فاصطدمت جبهتها بمدخل السيارة بشدة آلمتها فصرخت مجددًا.

كان بين حركة نهوضها الحمقاء واصطدام جبهتها أقل من دقيقة، فتفاجأ مروان بما فعلت حقًا ولم يفهم سر ذلك التسرع لكنه قام بدوره بتدليك جبهتها وهمّ ليسألها لكن سبقهم صوت أمها المهاجم: هو في إيه بالظبط؟ ومين ده؟ وإيه اللي جرالك؟

ثم وجهّت هجومها نحو مروان: إنت مين وعملت إيه ف بنتي؟!

وضعت كارما يدها على فمها وأغمضت عينها ربما يظهر للرائي أنه بفعل ألمها، لكن ليس هذا فحسب هو السبب؛ إنما أيضًا لكونها لا تعلم مدى مبالغة أمها في ردة فعلها هذه المرة.

والتي التفتت مسرعة لابنتها قبل أن تسمع من مروان بنت كلمة وصاحت: مالك يا حبيبتي فيكِ إيه!

فأجابها مروان بهدوء: يا فندم إهدي، كل الحكاية إنها وقعت على رجلها ف المدرسة، بس اطمني حضرتك الدكتور طمنا وقال إنه مجرد تمزق ف الأربطة، يعني محتاجة للراحة بس.

فنظرت إليه هدى بتمعّن ثم تساءلت: وإنت مين؟ معاها في المدرسة!

فاعتدل مروان واقفًا فازدادت هيئته الوسيمة وضوحًا قائلًا بلطف: أنا كابتن مروان حسني مدرب كرة القدم في فريق الناشئين وبدرب الولاد في مدرسة الكورة اللي عملاها المدرسة.

كان مروان يتحدث بينما تقوم هدى بدراسة ملامحه وكل تقاسيمه من طول قامة وجسد رياضي وطلّة تشبه النجوم وأسلوب كلام منمق، فتهللت أساريرها في لحظة قائلة: يا أهلًا يا أهلًا!

كانت كارما لا تزال مغمضة عينيها؛ فهي تدرك جيدًا ردة أفعال أمها دائمة المبالغة، لكنها تفاجئت بصوت ضحك أمها ونبرة صوتها المتهللة بسعادة تعجبت منها ولا تعرف سرها!

ظلت كارما واجمة تنظر لحال أمها الذي انقلب تمامًا من كونها كانت متحفّزة للمشاجرة إلى حالة متناهية اللطف والذوق، وظلت متابعة للموقف بتعجب واندهاش!

فأردف مروان وهو يمد يده ناحية كارما ليساعدها على الهبوط من السيارة: اتفضلي يلا، بس خلي بالك تتخبطي تاني.

قال الأخيرة ووضع يده على باب السيارة من أعلى حتى لا تصطدم رأسها فيه مجددًا.

فأكملت كارما زحزحتها حتى أخرجت ساقيها من السيارة، ونهضت بالوقوف ممسكة بساعدي مروان الممسك أيضًا بساعديها، وكان مفعول المسكن قد عمل فسكن الألم لحدٍ كبير.

كانت هدى تشاهدهما وترتسم على وجهها ابتسامة عريضة وعيناها تدور بينهما، حتى قالت كارما بامتنان وهي تعلق حقيبتها على كتفها: ألف شكر لحضرتك يا كابتن، تعبتك معايا.

فأجاب بلطف: ما تقوليش كده ده أقل واجب.

فتدخلت هدى: جرى إيه يا كارما يا بنتي إنتِ ما تعرفيش الذوق! شكرًا كده م الشارع، لا ما ينفعش هو إحنا بخلا ولا إيه؟!

فوجمت كارما فارغة فاها، بينما أجاب مروان: لا طبعًا مين قال كده؟! بس الوقت مش مناسب.

فصاحت هدى: لا والله ما يحصل أبدًا! لازم تطلع وتاخد واجبك، يعني تعمل معروف ف بنتي ومتشكرين متشكرين من عل باب! لا مايصحش، إتفضل يا ابني مش هنعطلك كتير، يلا ما يصحش الواقفة دي!

ولم يجد مروان إلا أن يلبي رغبة هدى بينما كارما لا تزال واجمة لا تصدق ما يحدث حتى سحبتها أمها من ذراعها على غفلة لتتحرك معها.

صعد الثلاثة في المصعد، وصلوا إلى الشقة ولم تكف الأم عن إطراءاتها وكلمات الشكر والترحاب.

وبمجرد ولوج الجميع داخل الشقة دخل مروان خلف هدى التي وضعت أكياس مشترواتها على طاولة السفرة وهي تشير إليه نحو (الأنتريه)  ليدخل.

فدخل وجلس بالفعل وتبعته هدى ولا تزال تشكره وترحب به، ثم بدأت فقرة الاستجواب لتعرف هويته بالضبط، فأجاب مروان معرّفًا بنفسه كونه مدرب كرة قدم يتبع النادي الفلاني والفريق العلاني و...

واستمرت فقرة الأسئلة والاستجواب مع دخول كارما متعرجة تحمل صينية بها كوب من العصير تركز عليه كل اهتمامها لألا ينسكب.

وفي دخولها سمعت أمها وهي تؤكد قائلة: يعني إنت عايش مع والدتك وأختك متجوزة وعايشة برة مع جوزها.

فوجمت كارما مجددًا من تساؤلات أمها لدرجة أن الصينية التي تحملها كاد ينزلق ما عليها أرضًا!

لكن نهض مروان مسرعًا وهو يلحق الكوب من يدها قائلًا: عنك عنك، ما كانش في داعي أبدًا تتعبي نفسك، اتفضلي اقعدي وارتاحي.

فأخذ منها ما كانت تحمله ووضعه على المنضدة أمامه، بينما جلست كارما جوار أمها.

فلكزتها أمها بكوعها قائلة بصوت منخفض لكنه مسموع: كتك خيبة، كوباية عصير مش عارفة تشيليها، طب ردي عل جدع حتى!

ثم رفعت صوتها قائلة بابتسامة: تعبك راحة يا ابني، هي عملت إيه يعني!

كان واضح من ابتسامة مروان أنه قد سمع توبيخ هدى لكنه لم يعقب قائلًا بلطف: لازم ترتاحي زي الدكتور ماقال وما ترهقيش نفسك، إرفعي رجلك عادي.

فأجابت على استحياء: بعدين لما أدخل جوة هبقى أفردها.

فلكزتها أمها مجددًا قائلة وهي تجز على أسنانها: ردي عدل.

فحرّكت شفتيها بلا صوت: ماما!
بطريقة تنبيهية.

ثم نظرت بينهما هدى مجددًا وقالت ضاحكة بطريقة تحاول خلق حوار بين صمتهما: أصلها بتتعب جامد يا حبة عيني في شغل المدرسة.

فأجاب مقرًّا: فعلًا ميس كارما من المدرسات المتميزات بشغلها.

فأجابت كارما: شكرًا، ثم قالت: لكن الدكتور بيقول راحة أسبوع!

فأسرع قائلًا: لا لا، ده قال من عشر أيام لأسبوعين.

فتنهدت بضيق قائلة: ياريت تخف بس قبل ميعاد الرحلة.

فتساؤل: رحلة إيه!

- رحلة منظماها للولاد مع المدرسة لزيارة كام متحف.

- متاحف!

- أيوة، أصلي إن شاء الله ع الترم التاني هبدأ أشتغل معاهم عن الحضارة الفرعونية.

- مش فاهم.

- الأطفال في السن ده مش بيفهموا غير الماديات، لكن المجردات والمعاني الغير محسوسة صعب يفهموها مهما شرحت، فلو جيت مثلًا أكلمه عن الأسد وهو شافه في الحقيقة في حديقة الحيوان أو في السيرك تلقائيًا هتيجي في ذاكرته صورة الأسد الحقيقي اللي شافه قبل كده، وده اللي عايزة أعمله معاهم لما أفتح الموضوع ده، فهيكونوا شافوا شكل الكتابات والأدوات القديمة وطريقة الرسم والنحت في الواقع، ووقت ماهاجي أتكلم معاهم وأنا بدعّم كلامي بصور أو لقطات فيديو أو أي طريقة كانت هيقدر يتواصل معايا من خبرته البصرية اللي عاشها دي، غير حاجة مهمة إحنا محتاجين نزرعها في الأجيال الجديدة وهي الانتماء والولاء للوطن والأرض وإنهم يعرفوا تاريخهم ويحترموه، تصور مرة كنت راكبة الترام وسمعت أم بتشتكي إنها بتذاكر لحد من ولادها العدوان الثلاثي ونكسة 67 وحرب أكتوبر، وبتقول قال إيه التعقيد ده وإيه لازمته!
متصور لو ده رأي الأهالي يبقى الجيل هيطلع شكله إيه؟!

- معاكِ حق، فعلًا الانتماء والولاء في طريقهم للتلاشي.

- المشكلة الحقيقية إن الناس بتخلط بين الوطن والحاكم، بين الأرض والحكومة، رغم إن كل حاجة مختلفة تمامًا عن التانية، والأهم إننا إحنا فينا عيوب محتاجين نتخلص منها بدل ما بنعلق الشماعة عل بلد و إنها بلد كذا وبلد كذا...  واسمع تريقة وسخرية للصبح، مع إن سبب السخرية برضو أفراد!

- طب إنتِ ليه ما اختارتيش موضوع زي ده في رسالتك بدل ، الـ.... الـ....

فأجابت بفرغ صبر: التوحدية!

- أيوة.

- لأننا ورغم وصولنا للألفية التالتة لكن العقول لسه مسوسة بخصوص الفئات الخاصة في المجتمع واللي بيشكلوا نسبة مش قليلة، يمكن في تعامل مع المكفوفين والصم والبكم بشكل جيد في التعليم وفرص العمل حتى على شاشات التلفزيون، بكون سعيدة وأنا شايفة مترجم للغة الإشارة عشان من حقهم يتواصلوا مع المجتمع والمجتمع يعترف بيهم كمواطنين طبيعيين، برضو في أماكن للتربية الفكرية بالنسبة لأصحاب الهمم من الإعاقة العقلية، وفي أماكن بالفعل بدأت تعالج مشاكل نمائية خاصة بالتعليم والصوتيات والسلوك، لكن التوحديين لصعوبة التعامل معاهم لسه ما خدوش حقهم في المجتمع من عناية واهتمام وبرامج مناسبة تقدر تديهم فرصة للحياة بشكل أقرب للسوية بقدر الإمكان، أبسط حاجة بيتهموا أهل الطفل إنهم ما عرفوش يربوه لمجرد نوبات غضب بتصيبه بشكل لاإرادي ومش مقدرين حجم معاناة الأسر دي أد إيه فعلًا!

فلكزتها أمها مجددًا قائلة: كفاية دوشتِ الراجل بلكك!

ثم ابتسمت وهي تلتفت لمروان: معلش، هي كده تفتحها بس ما تتسدش أبدًا.

فهمست كارما مجددًا بغضب: يا ماما، إيه اللي بتقوليه ده!

فهمت هدى واقفة: هقوم أجهز الغدا.

فوقف مروان مسرعًا: لا يا ست الكل مالوش لزوم.

- لا ماينفعش أبدًا، وبعدين أبوها الحاج مجدي زمانه جاي هو وعمرو أخوها، تقعدوا تتعرفوا على بعض.

فوضعت كارما يديها على وجهها تخفيهما من شدة خجلها من الموقف!

- والله ألف شكر، وأتشرف بمعرفتي بيهم وقعدتي معاهم، بس خليها مرة تانية حتى تكون كارما بأت أحسن.

- كارما! ماهي زي الفل أهي، ما تاخدش عليها، أنا عارفة إن يظهر للكل إن كلامها تقيل ومش خفيفة، دايمًا بقول لها خفي طريقتك دي، لكن هي والله زي النسمة ودمها خفيف والله وقعدتها ما يتشبعش منها!

بدأ الحرج لدى كارما يتحول لتوتر وبدأ ساقيها في الاهتزاز، حتى أنها قد صدمت ساقها المصابة في أحد أرجل المنضدة فانتفضت ألمًا بصوتٍ مكتوم من أثر وضع يدها على فمها.

فالتفت إليها مروان مسرعًا: في حاجة!

فأجابت بهدوء: لا أبدًا اتخبطت ف رجلي.

- طب خلي بالك إذا سمحتِ، وكفاية كده وادخلي ارتاحي.

ثم التفت إلى هدى مبتسمًا: سعيد بمعرفتي بحضرتك.

فأجابت بابتسامتها العريضة: أنا أسعد والله! الزيارة دي ما تتحسبش ماعرفناش نعمل الواجب، مستنية زيارة تانية وهعمل معاك أحلى واجب والله!

- واجبِك واصل من غير حاجة، ألف شكر.

- ألف شكر دي إحنا اللي نقولها، إبقى جيب الست الوالدة نتعرف عليها، أكيد ست سكرة.

- الله يعزك يا فندم! إن شاء الله، مع السلامة.

- الله يسلمك! نورت يا حبيبي، خلي بالك من نفسك، مع السلامة، مع السلامة، مع السلامة، مع ألف سلامة.

وأغلقت هدى الباب، ثم تبدلت ملامحها في لحظة واتجهت نحو ابنتها المتذمرة من أفعال أمها.

- إنتِ إمتى هتتعلمي وتتنحرري زي باقي البنات، قاعدة زي اللطخ لا عارفة ترحبي بالراجل ولا تردي ولا تصدي، وقال تتكلمي إشي متاحف وإشي أطفال عندهم إيه...  وإحنا مالنا!

- يعني كمان يا ماما أنا اللي غلطانة! وطريقتك دي معاه! وعشمك الزايد ده! يقول عليّ إيه!

- ماله الراجل! ما هو زي الفل أهو ولا الممثلين، ده كمان هيعمل برنامج من بتوع تحليل الماتشات ده، يعني متيسر، ما تتعدلي كده ف كلامك خلي الراجل ما يهربش منك بدل ما انت هتقعدي ف أرابيزي كده!

- مفيش فايدة! مفيش فايدة!
ثم انصرفت متذمرة وهي تتعرج متسندة على قطع أثاث المنزل.

بينما لوت أمها طرف شفتها قائلة لنفسها: البت دي طالعة هبلة كده لمين؟ وقال أنا اللي غلطانة! الحق عليّ اللي عايزة مصلحتها الموكوسة بت الموكوسة دي، بذمتكوا أنا غلطانة! هو في زي عقلي؟ كتك خيبة يا هبلة يا بت الهبلة! خلي الماجستير ينفعك وضيعيه من إيدك، بُورّيه منكم يا بنات اليومين دول بُورّيه!

ثم قالت: يوه، الراجل زمانه جاي ولسه ما طبختش ينيلني!

....................

..................................

Noonazad   💕❤💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro