Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

نجمة 🌟

بقلم نهال عبد الواحد

إنّ الوحدة عاصفةٌ ساكنة تحطّم أغصاننا الميتة على حين غفلة، وما أمات تلك الأغصان إلّا بالإهمال، أقسى تصرّف من الحبيب! وماذا يُنتظر حين تُمنع أغصاب المحبوب أن تّسقى حبًّا وودّا؟ حين تضرب بجذورها في أقصى أعماق القلب النّابض من الأرض الحية، لكنّها لا تجد ما يمدّها بأي مِداد! فتجف حدّ الهشاشة وبمنتهى البساطة تقتلعها أول عاصفة، ليس لقوة العاصفة وقسوتها، إنّما لتضرّر الجذر والأغصان...

فوضى منتشرة في كل مكان، بعض الملابس ملقاة على الأرض يجاورها بضع لعب في أرجاء الأنحاء إضافة إلى أغلب الوسائد الصّغيرة الخاصّة بأريكات المنزل عليك أن تتعثّر بها أو تقفز من بينها في حركاتٍ بهلوانية أكروباتية...

ووسط كل هذا يركض طفل صغير في الرابعة ويقفز من وسادة إلى أخرى بينما تلحق به أمّه ضئيلة الجسد الممسكة بطبق صغير به قطعة من شطيرة محشوة جبنًا وتناديه بمللٍ ونفاذ صبر: كفاية بأه يا آدم! يلا يا دومي نخلص السندوتش، يا بني بس بأه اتهد حيلي!

قالت الأخيرة بصياحٍ ثمّ ألقت بنفسها أرضًا بلامبالاة قاضمةً من تلك الشّطيرة تلوكها بقلة حيلة، ثمّ نظرت لأرجاء البيت من حولها زافرةً بينما تقول في نفسها: لسه هروق كمان الزريبة دي! كان مالي أنا بالفرهدة وهدة الحيل دي، ما أنا كنت وردة مفتحة في بيت أهلي يتمنّوا لي الرضا أرضا...

وفجأة قفز عليها طفلها متعلّقًا برقبتها فنحّت الطّبق جانبًا وأمسكت به تدغدغه فصدعت قهقهاته ثمّ تحدّثت إليه بينما تعدّل من وضعية شعرها البنيّ المبعثر: ينفع كل يوم الجري والشقلبة دي يا حبيب مامي! أنا بآيت بنام على نفسي زي تيتة! يا خبر يا خبر!

صاحت في الأخيرة بولولة فضحك آدم مومئًا برأسه موافقًا لكلام أمّه، فقالت بقلّة حيلة: طب يلا بأه عايزة ألحق أخلص البيت ده واخد شاور بدل شكلي اللي شبه الغوريلا ده قبل بابي ما يجي م الشغل...

ثمّ أكملت رافعةً سبّابتها محذّرةً: بس اسمع مش عايزاك تخبط عليّ كل شوية، يا مامي يا مامي وجريدة الطلبات والكهن اللي بيجيلك فجأة ده! هو حبة صغننة وهخرج بسرعة، ماشي! وكمان لا تكركب البيت تاني ولا تصحي أختك، بالذات أختك! دي بيبي ما تصحيهاش... اتفقنا!

قالت الأخيرة مادّةً يدها له فصافحها وهو يضحك، فضيّقت عسليتَيها قائلةً: كلام رجالة! ماشي! شكلك بتشتغلني والله!

فقاطعهما صوت فتح باب الشّقّة فصكّت خدّها بشهقةٍ: يا خبر! بابي جه! ده جه بدري! ده جه بدري!

فركض آدم صائحًا: بابي!

فزفرت واعتدلت في جلستها آكلةً بقية شطيرة ابنها بلامبالاة! كان صوت لعب الأب ومرحه مع ابنه يصلها بوضوحٍ بينما هي تهتزّ بلامبالاة ممزوجةً بسخريةٍ متمتمةً: يلا البسي يا حلوة! اجمدي كده عشان تستحملي الكلمتين اللي هيرميهم...
هي أول مرة!
لا لا، بس مش كل يوم، أكيد هيراعيني...
تفتكري!
مش عارفة بأه!
تعالي لي يا ماما الحقي بنتك!
لا لا، هو بيحبك وعادي، ما ابنه اللي عامل الكركبة مش أنا يعني...
وبعدين ف الوش اللي أنا فيه ده!

دخل زوجها رآها لا تزال تحدّث نفسها متهكّمةً تارة ومتصنّعة البكاء تارةً أخرى! وهي جالسةً أرضًا وسط تلك الفوضى الّتي لا تعرف من أين تبدأ للتّخلّص منها!

دار الزّوج بعينَيه في كل مكان زافرًا بينما يخلع حقيبته الجلدية المعلّقة على كتفه، وضعها على السّفرة الجانبية وجوارها ساعته، تقدّم نحوها بينما يحلّ أزرار قميصه متسائلًا بضيقٍ: إيه ده في ايه! إيه المنظر ده!

ابتسمت في وجهه قائلة: أهلًا حبيبي حمد لله على سلامتك!

فردّت بغير تصديق ولا زالت عيناه تدوران في المكان: والله! بتاكلي بعقلي حلاوة!

فردّت مستضعَفة: ليه سوء الظن ده يا روحي! مش انت جوزي حبيبي ولسه جاي م الشغل! بس أنا مش قادرة أقوم لك دلوقتي يعني عشان أكمل الاستقبال اللي يليق بمقامك...

فرمقها دون أن يعقّب، فأكملت تستعطفه: طب أعمل ايه يعني! ابنك مطلّع روحي ومجرّيني الشقة كلها، دخلت أنيم مودة طلعت لاقيته قلب البيت أكروبات، فضلت بين المطبخ وتجهيز الغدا وبين جريي وراه عشان ياكل سندوتش الفطار اللي برضو ما خلصوش... وبعدين انت جيت بدري يا أحمد!

فأومأ ساخرًا: أيوة! انت جيت بدري يا أحمد! يعني أنا اللي غلطان يا نجمة!

-بس أنا كمان مش غلطانة، يعني مش بصعب عليك بجد!

ثمّ فجأة صرخت قافزةً من مكانها: المكرونة!

فركضت بسرعة نحو المطبخ وفتحت الفرن تفقّدت المكرونة فزفرت براحةٍ بينما تغلق إشعال الفرن متمتمةً: الحمد لله جت سليمة.

فتبعها بينما يحلّ حزام بنطاله، وقف عند مدخل المطبخ فاركًا لحيته الخفيفة ثمّ سألها ساخرًا: حرقتِ الأكل كمان! فالحة أوي!

فأجابت مسرعة: لا، لا لحقته اطمن! قصدي كنت بحمر وش المكرونة، واهو طلع شكلها تحفة وطعمها يجنن أصلا!

فعقد ساعدَيه وتابع بنفس سخريته: الغدا مكرونة!

-مكرونة بالبشاميل نجراسكو بالفراخ والماشروم وعملتها جوسي وزودت الجبنة زي ما بتحبها بالظبط و...

قاطعها صراخ الطفلة فجلست أرضًا على ركبتَيها على وشك البكاء وصاحت: لا! حرام بأه! صحّاها! ابنك البايخ صحّاها!

فجاءها آدم يضحك فصاحت فيه: هو إحنا مش لسه متعاهدين يلا ما تصحيش أختك! إيه شغل اليهود ده!

فضحك الولد وتابع صراخ الطفلة فنهضت بتثاقل متجّهةً إلى حجرة نومها لتتفقّد طفلتها وما قد تحتاجه من رضاعة وتغيير حفّاضة وخلافه وتتمتم معترضةً يُسمع همهمتها أثناء سيرها...

دخلت الحجرة وأخذت طفلتها من فراشها، حملتها ثم جلست على السرير معدّلةً الوسائد خلفها لتريح ظهرها الّذي تأوّهت منه، هدهدتها قليلًا فلم تسكت فأمالتها على ذراعها ثمّ ألقمتها صدرها وبدأت الصغيرة تهدأ بينما ترضع حليب أمّها، التفتت نجمة إلى المرآة المجاورة الّتي تراها بوضوح فرأت هيئتها المبعثرة الهندام فزفرت عاقدةً حاجبَيها باشمئزازٍ ثمّ تابعت إرضاع طفلتها.

دخل أحمد عليها حجرة النوم معدّلًا حزام بنطاله متّجهًا نحو خزينة الملابس، فسألته: انت نازل تاني ولا إيه؟

فأجابها بينما يسحب من أحد الرّفوف (تي شيرت) من وسط ملابسه ممّا أدى لبعثرة بعض (التي شيرتات) وسقوط الآخر أرضًا فشهقت بينما تابع ردّه كأن شيئًا ام يحدث: رايح لأمي! مش جاية معايا المكرونة انهاردة.

-طب ما أنا سألتك الصبح وقلت لي أي حاجة، وبعدين أنا من فترة ما عملتش المكرونة بالبشاميل دي وانت بنفسك كنت طلبتها من كام يوم وقلت نفسك فيها!

-من كام يوم بأه! وبعدين ما انت قلبتِ وشك لما شوفتيني... مش جيت بدري أديني نازل تاني عشان تستريحي مني!

فزفرت مجدّدًا قائلةً: مش قصدي ما انت عارف، أنا بس عشان ما لحقتش أروق البيت ولا أجهز نفسي عشان أكون في استقبالك بكامل أناقتي.

-وأديني سايب لك البيت عشان تلحقي اللي ما لحقتيهوش وتقعدي انت وأناقتك مع بعض براحتكم.

فتحدّثت تستجديه بحنانٍ: طب ايه رأيك يا حبيبي تلم انت وآدم اللعب والحاجات المرمية ف كل حتة وروّقوا كده ف السريع وأنا أدخل اخد شاور بسرعة برضو ونقعد كلنا مع بعض... إيه رأيك!

-لا شكرًا.

قالها وهو يعدّل (التي شيرت) بعد أن أتمّ ارتداءه ويقف أمام المرآة يصفف شعره الأسود للخلف، فأكملت بنفس حنانها مع بعض الغنج: مش أنا جوجو حبيبتك، نجمة اللي كنت تتمنى لها الرضا ترضى وعايز تجبلها نجوم السما عشان أبقى نجمة ووسط النجوم! مش أنا حب عمرك اللي كنت هتموت عليها ونفسك ترضيها بأي طريقة؟!

-وأنا فلّست والحمد لله!

-يا حبيبي وأنا ما طلبتش منك تجيب أي حاجة فوق طاقتك، أنا عايزاك تروّق الحاجة مش هتاخد ربع ساعة عقبال ما اخد شاور بسرعة ونقعد كلنا مع بعض.

استدار لها مبتسمًا بسماجةٍ وردّ عليها: لا شكرًا، روقي واعملي اللي انت عايزاه وأنا رايح عند أمي لا هتقولي روق ولا اعمل... قال أروق قال! آجي تعبان وشقيان من برة وعايزاني أروق واعمل!

-ما انت كل يوم بتيجي تلاقي كل حاجة متروقة وجاهزة ما جاتش من مرة ترفق بي وتساعدني في حاجة بسيطة زي دي، وبعدين ما أنا تعبانة وشقيانة طول الوقت، من غير مواعيد ولا أجازات ولا حتى نوم زي الناس!

-طيب أسيبك أنا بأه كملي ندب ونواح مع نفسك، صحيح يكفرن العشير...

وتركها خارجًا قبل أن تعقّب، تنهّدت بضيقٍ والتفتت إلى طفلتها الّتي بين ذراعَيها ممسكةً كفّ الطّفلة بإصبعها تعبث به بلطفٍ ثمّ شردت منذ أعوام...

حين كنتُ نجمةً حقيقيةً، نجمةً عاليةً، حُلمًا بعيدًا يتمناه ويلهث لأجله دون أن أكترث له، بل لم أكن لأراه من الأساس، صِدقًا كنتُ أعرفه من قبل بسبب وجود صلة قرابة بيننا، كنتُ أتقابل معه في التّجمّعات والمناسبات العائلية، أعرف مجرد اسمه فحسب، بل لم يكن يخطر ببالي من الأساس أن أعرف المزيد عنه أو مجردالحديث معه أكثر من بضع كلمات «كيف حالك؟» ،« بخير» ثمّ أتركه مواليةً ظهري أبحث عن قريباتي اللّاتي جئتُ في الأساس لأجلهنّ دون أن ءأبه به من الأساس أو حتى أنتبه لهيئته أو ملامحه...

لكن بمجرد تخرجي من الجامعة تفاجأتُ به متقدّمًا لخطبتي، تفاجأتُ وارتبكتُ كثيرًا ليس لشيءٍ إلّا لمجيئه هو بالتّحديد... آخر شخص أتوقّعه! حتى أنّي أتذكّر حين تجيئ سيرته أمكث قدرًا من الوقت للسّخرية منه وجعله مصدرًا لضحك قريباتي، لكن صِدقًا قبل أن أغادر أكون قد نسيته هو نفسه قبل نسيان ما كنت أقصّه...

مكثتُ فترة لا أعرف كيف أتخذ قرارًا، كنتُ أرى حماس والديّ له... لكنّي كنتُ مبعثرةً متردّدة، مما تسبّب في طول المدّة!

بدأ يرسل قريباته واللّاتي أعرفهنّ بفعل صلة القرابة، بالطّبع كنَّ يتشفّعن له عندي كي أقبل به، أو حتى أفكّر به وبعرضه بطريقةٍ مختلفة، أرسل لي معترفًا بمشاعره، كيف أحبّني حبًّا فاق كلّ تصوّر! كيف حاول مرارًا أن يلفت انتباهي أو يتقرّب منّي! لكن دومًا كلّ المحاولات باءت بالفشل...

كم كنتُ صعبة المنال! بل صعبة الوصول من الأساس! كنتُ بحق نجمة عالية فوق السّحاب، ليس لكون بي من الغرور والتّكبّر -حاشا لله- بل لأنّي فريدة متفرّدة لا أشبه الكثيرات! حتى عندما قرّر البحث عن غيري كنتُ أنا معيار تقييمه، كان يبحث عنّي فيهنّ... وبالطّبع لم يجدني في أيهنّ...

قلتُ لنفسي حينئذ، الحب يستأذن قلب المرأة قبل الدّخول لكنه يقتحم قلب الرّجل اقتحامًا، كيف بي لو عشت مع صاحب قلبٍ اقتحمته رغمًا عنه، صاحب قلبٍ أحبّني بتلك الصّورة دون مللٍ أو تعب؟ بل قلبٌ أصبح بيتي وبات مسكني دون أي تخطيط!

وافقتُ بالطّبع مقرّرةً أخوض التّجربة وأعطي قلبي فرصة، وكما يُقال «الحبّ نبات في قلوب البنات» فقط يُبذر في القلب بذرته أو ربما غُرست فسيلة...

كان سعيدًا بخبر موافقتي، بل كاد يجن جنونه لذلك، كان رقيقًا ودودًا للغاية، كثيرًا ما أخبرني: «كم صعبةٌ تلك اللّيالي الّتي أحاول أن أصل فيها إليك! أصل إلى شرايين قلبك... كم شاقّةٌ تلك اللّيالي! كم قاسية تلك اللّحظات التي أنتظر فيها ذراعيك لأرتمي بينهما فيضمّا رأسي!

ماذا لو علمتِ كم أحببتكِ! وكيف عشقتك بجنونٍ فاق جنون قيس بليلى! فخشيتُ أن يكون مصيري مثله، لو أخبرتكِ ماذا يفعل بي اسمك... اسمك وحده حين يمرّ على مسامعي يسرق كلّ لبي وحواسي، وحين ألمحك أذوب وتنطفئ شمعتي، انتظرتك وحدك لتنيري شمعتي والّتي بدورها لأجلك وحدك، لكن ماذا تفعل شمعة مع نجمة؟!»

كثيرًا ما أذابني بكلماته المعسولة لي وقد أسر روحي وقلبي دون فدية... لقد نجح في دغدغة مشاعري، وأخيرًا نبتت فسيلة قلبي الّتي غرسها بنفسه وترعرعت، قد أحببته أخيرًا وكثيرًا ما أشفقتُ عليه أن عاش طوال هذا الوقت صامدًا صابرًا عاشقًا لي دون مقابل، حبًّا من طرفٍ واحدٍ، يغدق علي بكلّ مشاعره، يسعدني بشتى الطرق، وما أسهل ذلك! فأنا يرضيني منه كلّ شيءٍ دون قيدٍ أو شرط...

وها قد صرتُ لك... فعمري ملكك وقلبي بيتك وبين ذراعيّ سكنك ومستراحك، وعلى صدري نِعمَ المتّكأ...

لكن يبدو أنّك قد مللتُ مني بعكس كلّ وعودك، صِرتُ جزءًا لا يتجزّأ من أثاث البيت، فمهما رُحت أو غدوت وجدتني مكاني، يا أحمد لقد أهملت الفسيلة وبخلت عليها بالسّقيا والرّعاية، أخشى عليها الذبول بلا رجعة... ليتك تشعر بي أو تعيد قلبي إلى سيرته الأولى ، لكن هيهات!

وبينما كانت على حالها شاردة، قاطع شرودها صوته بعذوبته الّتي افتقدتها منذ زمن: نجمة... نجمتي!

اعتدلت جالسةً عاقدةً حاجبَيها معدّلةً ملابسها بعد أن أعادت طفلتها إلى فراشها نائمة، ثم التفتت له بدهشةٍ عارمةٌ فأكمل: رجعت لك تاني يا عمري عشان ما تهونيش علي، ومش انت أبدًا اللي يتكسر بخاطرها ولا أزعلها عشان شوية تفاهات!

بالطّبع ألجمتها المفاجأة؛ فمنذ متى لم يروِ شقوق قلبها بعذوبته وحنانه، اقترب منها ضمّها إليه بشدّةٍ حتى شعرت باتحاد عوالمهما معًا، ابتعد عنها قليلًا رافعًا وجهها رقيق الملامح إليه بطرف إصبعه مقبّلًا جبهتها قبلة رحمة.

أمسك وجنتَيها بحبٍّ وهمس لها: خدي الشاور وأنا هروق برة زي ما انت عايزة وبعدين نقعد مع بعض أحلى قاعدة، وكل اللي انت عايزاه مجاب وتحت أمرك يا مولاتي...

فهمست غير مصدّقةً: بجد يا أحمد! يعني انت لسه بتحبني!

قرصها بخفّةٍ من خدّها وتابع بنفس رفقه: انت عبيطة ولا إيه! ده انت حب العمر يا بت، هو أنا ألاقي زيك فين أصلا؟ ولا أحب غيرك مين؟ ده انت النجمة العالية أوي أوي وفوق الكل...

-أنا نجمتك انت وبس، نجمتك اللي بتنور عمرك وتزين حياتك كلها...

ثمّ شدّدت في عناقها له وأكملت: كان وحشني رقتك وحنيتك عليّ أوي، لدرجة إني حسبتك بطّلت تحبني، كنت بدأت أحس إن مشاعري نشفت زي الزرعة اللي ما بتترويش وبدأت تنشف وتصفر، وباقي لها شوية ومع أول لمسة تبقى فتافيت في إيدك...

فأبعدها عنه برفق رافعًا حاجبَيه بمشاكسة وردّ عليها: مين اللي بطّل ايه! بحبك... بحبك يا نجمة، هو بس المسؤولية والمشاغل يا عمري، هو تعبي وشقاي ده لمين؟ مش لك يا حبي انت وولادنا! ربنا ما يحرمناش من بعض، وأفضل أحبك وتحبيني يا أغلى نجمة...

-فدفنت رأسها في صدره هامسةً: وأنا كمان بحبّك أوي يا أحمد، وعشان بحبك هتحملك شوية كمان، بس ما تسوقش فيها... ماشي!

ثمّ علا صوته فجأة مناديًّا عليها: يا نجمة!

فانتفضت من فورها جالسةً جوار طفلتها النّائمة تلتقط أنفاسها، تتصبّب عرقًا لتزداد هيئتها سوءًا، فعاد النّداء مرّة أخرى مقتربًا: يا نجمة!

ثمّ دخل الحجرة فحملقت فيه متفقّدةً ملامحه باحثةً عن ذاك الشّق الحنون الّذي كان يحدّثها منذ قليل! لكنّه صاح فيها: هو المفروض أنادي عليك كم مرة عشان تعبريني؟! مالك متنحة كده ليه؟!

فتساءلت بريبةٍ: انت لسه جاي دلوقتي؟

فصاح فيها: اللهم طوّلك يا روح!

فتابعت: طب ازاي؟ انت لحقت! ده انت... فرمقها فتداركت نفسها وأنّه مجرد حلم، قائلةً بحزن: مش قصدي حاجة، بس عايزة اتأكد م التّغيير اللي حاصل ده... يعني انت لسه جاي دلوقتي ما كنتش بتكلمني ولا حاجة!

فصاح فيها: ربنا يهديك يا شيخة!

-طب خلاص خلاص، بس إزاي طنط وافقت تسيبك من غير غدا، ولا انت ما روحتش أصلا! تبقى انت غيرت رأيك... صح!

فأجاب على مضض: روحت ما دخلتنيش حتى، قالت لي مش عاملة حاجة عل غدا تنفعك، روح كل عند مراتك... وقفلت الباب في وشي...

فانفجرت نجمة فجأة ضاحكةً فصاح فيها: قومي حطي آكل يا ولاية!

فردّت بسعادة،: حاضر حاضر، سكر مامتك والله!

-آه تبقوا متفقين مع بعض! إن كيدهنّ عظيم!

-ولا حصل، ما أنا كنت نايمة أدمك! أنا بس طيبة واللي يجي عليّ ما يكسبش...

فرمقها فأجابت وهي تنهض من مكانها ضاحكةً: خلاص خلاص... صدق اللي قال ساعة البطون تتوه العقول... قال رومانسية قال! ده راجل بتاع كرشه... لا ده كرش وطلع له راجل...

فرمقها متوعّدًا لها مرّة أخرى فكرّرت: حاضر... حاضر... حاضر...

تمت بحمد الله
أغسطس 2024
نهال عبد الواحد 💜

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro