8- أطلانتس لا ترحب بكم
صورة تقريبيّة لزي الحراس الموحد للي مش عارف يتخيله ☝️
__________________
اصطف كل الموجودين في الغرفة خلف بعضهم مُجبرين من قِبل تلك الأساور أمام الباب الذي فتح ليستدير الحارس خارجًا من الزنزانة إلى البهو فيسحب الجميع مجرورين خلفه و كأنه يملك آلة تحكم تلك الأشياء.
ما إن إستدار حتى شهق البعض و جحظت أعينهم، "بحق الجحيم المستعرة لقد كنت محقًا لقد متنا" همس ديفيد بنبرة هالعة، لتبتلع آستريد ريقها في توتر و رهبة واضحين، فلم يتخيل أحد رؤية شيء كهذا في أي مكان على أرض الواقع، و قد بدأ البعض يأخذ فرضيّة ديفيد على محمل الجد.
ماذا لو أنهم ماتوا بالفعل و أن ما أمامهم الآن ليس إلا ملاك سيقود كل منهم إلى مصيره الأبدي؟
كان المتسبب في كل ذلك الذعر، ثلاثة أزواج من الأجنحة المطويّة، استقر الأولان على كتفيّ الحارس، أما الزوج الثاني فقد كانا يتوسطان ظهره، أما فيما يخص الثالث و أصغرهم فقد كانا مرتكزان أسفلهم.
بياض ناصع شارف على اللمعان، ريش مرتب، و ضخامة يمكن أن تملأ الغرفة بالطول إن تجرأ على فردهم.
خرجت آستريد مُتبعةً الصف في صمت إلى ردهة طويلة بيضاء 'و كأننا في مشفى' فكرت آستريد و هي تمرر عينيها مكتشفةً محيطها كما فعل الجميع لتلاحظ الزنزانات الأخرى في المكان.
كانت الردهة ممتلأةً بأشباه الحارس أمامهم، وجوه و ملامح مختلفة أجل، لكن ذات الأجنحة البيضاء، ذات التعابير الصلبة، و ذات الزي الموحد الغريب على أعينهم.
كان الزي خليطًا بين العصور القديمة و المستقبل، أسود اللون يغطيهم من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين تاركًا فقط وجوههم عاريّة.
طبقة تغطي أجسادهم ضيقة كبزات الغوص إلا أنها كانت مصنوعة من معدن ما تتخللها خطوط مضيئة أرجوانية و الذي كان اللون الوحيد المتخلل لبياض هذا المكان ليجعلهم أشبه بالروبوتات، فوق كل هذا قلنسوة قماشيّة تغطي رؤوسهم يتبعها زي قماشي كذلك مزخرف بالذهبي، رسم على صدره علامة شبيهة برمح بوسايدن الثلاثي مضيئة بالأرجواني، و دعنا لا ننسى ما يشبه البندقيّة من المستقبل التي يحملها كل منهم.
ازاحت أعينها عن الحراس موجهةً إياها إلى البشر المقيدين مثلهم و الذين يتم إخراجهم من زنازنهم الزجاجيّة، لترفع أحد حاجبيها بإستغراب و تعيد نظرها إلى الغرفة التي كانوا يقبعون بها لترى الجدار الزجاجيّ حيث فتح الباب.
"هؤلاء الأوغاد" تمتمت آستريد بإنزعاج تحت أنفاسها، ليسمعها آندرو من خلفها و يتساءل لتجيبه "ما اعتقدنا أنه حائط كان زجاجًا عازلًا، لقد كانوا يشاهدوننا طوال الوقت و كأننا في حديقة للحيوانات." بصقت كلماتها و الغضب يغلي داخل عروقها.
إصطف جميع من خرج من تلك الغرف في أربعة صفوف متراصّة بجانب بعضها، و قاد الطريق أربع حراس من الأمام و أربعة آخرون من الخلف بالإضافة إلى ثلاثة على كل جانب ليكونوا محاطين بهم من كل جانب حتى لا يفكر أحد في الفرار. حتى و إن اعتقد أحدهم أنه قادر على الفرار لن يستطيع؛ فتلك الأساور المحيطة بأيديهم كانت تجرهم بالمعنى الحرفيّ.
إرتفع بصر آستريد بعد أن كانت غارقة في تفكيرها مركزة على قدميها.
لتجحظ عينيها ما ان انتقل بصرها إلى الجانب الأيمن و تهمس بعدم تصديق "سيدي الرئيس؟"
إرتفع رأس الرجل ليسفر عن وجه شاحب متعب نظر بعدم تصديق و أمل في ذات الوقت إلى صاحبة الصوت و خرجت نبرته مرتفعة متحمسة "آستريد؟"
"صمتًا" خرج صوت الحارس القريب منهم في شبه زمجرة ليصمت الجميع مكملين سيرهم.
"ك.. كيف وصلتي إلى هنا؟" خرج صوت الرئيس مجددا بعد مدة لتلتفت آستريد مجيبة إياه في همس "لقد كلفنا بمهمة البحث و إنقاذك سيدي." أجابت ناقلةً بصرها بين من كانوا معه في الصف لتتعرف على البعض من الحرس الرئاسي و الذي كانوا يعملون مع مايكل.
"و الآن كلانا عالق هنا، عمل جيد لوزارة الدفاع." همس بسخرية تحت أنفاسه.
"أنتِ تعرفين الرئيس شخصيًا؟" تساءل آندرو من خلفها بحماس غير مناسب أبدًا لوضعيتهم "إلتقينا عدة مرات بسبب فرانك و الآن اصمت."
لم يستمر سيرهم طويلا حيث توقفوا بعد وقت قصير أمام باب عالٍ أبيض اللون مزخرف بما يشبه الزخارف اليونانيّة بطابع عصري.
تقدم أحد الجنود ليخرج ضوء من أحد العواميد المرتكزة على جانبي الباب ليتم مسح الحارس فيصدر صوت صفير ثم تظهر شاشة رقمية أمامه عليها بعض الحروف غريبة الشكل لكن ما كان أغرب هو توجيه ذلك الحارس للعلامة على صدره ناحية الشاشة و كأنها بطاقة عبوره لتضيء بالأخضر و يفتح الباب ببطء.
و بعد ما يزيد عن أسبوع قابلهم أخيرا شيء غير البياض.
فُتح الباب مفرجًا عن قاعة فسيحة إمتلأت ألوانًا.
غلب اللون العاجي و الذهبي على الجدران المزخرفة التي إنطلقت عاليًا و اتصلت بسقف شَكَلَ قوسا زجاجيا أظهر السماء الزرقاء فوقهم و امتد على طول القاعة.
أعمدة رخاميّة إرتكزت على الجانبين مزخرفة بتفاصيل ذهبيّة يحيط بكل واحد منها شلال صغير تتدفق مياهه نازلةً من السقف إلى قنوات زجاجيّة زرقاء محفورة في الأرضيّة الرخاميّة اللامعة، و لوحات مختلفة رسمت على طول الجدران كل واحدة منها تحكي قصة مختلفة.
كانت القاعة مكتظة بالحراس، بعضهم يقف عند الأعمدة في إستعداد يحملون في يدهم ذات البنادق، و بعضهم يصحب من يبدو كأنهم مساجين مكبلين بذات الأساور المغناطيسيّة.
إستقبل الوفد إمرأة مجنحة إرتدت ذات الزي الموحد لكن باللون الفيروزي نازعةً القلنسوة عن رأسها.
ملامح صلبة لكن جميلة، بشرة بيضاء شاحبة يمكنك الإستنتاج من خلالها انها مصابة بالبهاق، خُطَّ على وجهها عدة خطوط و طلاسم باللون الذهبيّ، شعر أبيض حُلق نصفه الأيمن ليتم التخطيط على فروة رأسها كذلك بالذهبيّ.
قادت الفتاة الحراس متقدمةً إياهم و سارت إلى ما يبدو و كأنه باب الخروج.
إرتفع صوت بوق فجأة من العدم ليتوقف الجميع مكانهم، و أعني بذلك جميع الموجودين في الغرفة دون إستثناء.
و دون أي سابق إنذار جذبت تلك الأساور مجددا المساجين ليسقط الجميع جاثين على ركبهم، أما الحراس فقد إنحنوا بزاوية تسعين درجة في إتجاه الباب.
وسط تلك الحيرة النابعة من الجاثين عن ما يحصل و الصمت الرهيب الذي أطبق على المكان و كأنه صمت ما قبل العاصفة، رفعت آستريد عينيها محاولةً فهم ما يحصل.
حجب جسد عريض المنكبين ضوء الشمس القادم من الباب، ليصعد خلفه جسدان آخران من ثم ثلاثة حراس مجنحين.
دون حتى رؤية وجهه، حجبت هالة الجسد الأول الطاغية الرجوليّة أرجاء المكان. قوة، ثقة و منصب رفيع هذا ما أحست به آستريد في ظل هذه الأجواء.
جسد عضلي منحوت بارز من خلف الدرع البرونزي الذي غطى جزءا من صدره و كتفه و ذراعه اليمنى بأكملها.
ملامح جامدة، تناسبت مع ذلك الفك الحاد و العينين الخضراء الثاقبة.
شعره الأصهب الريشي مبلل و مرتب للخلف، تسللت بعض خصلاته مستقرةً على جبينه، كان الأمر أشبه بتمثال يوناني قد نُفخت فيه الحياة، يسير بخطى ثابتة مرفوع الرأس شامخًا.
خلفه سار رجلان لا يقلان عنه وسامة، فإستقر احدهما على جانبه الأيمن بذات الشعر الأصهب منسابًا بتموج خفيف على كتفه الأيسر إلى منتصف ضهره، يشد جزأه الأيمن الى الخلف عدة ضفائر، و عينين ضيقتان تلونتا بالأخضر يعلوهما حاجب مقطب حاد، أما على جانبه الأيسر فقد كان يسير فتى بشعر بني فاتح يتخلل خصلاته بعض الصفار، قصير مبعثر، لحية خفيفة مالت إلى الأشقر و عينان عسليتان لمعتا في ضوء الشمس.
لكن ما جعل آستريد تتساءل كان عدم وجود أجنحة على ظهورهم كالبقيّة، كل من كان في القاعة من حراس امتلك تلك الأجنحة البيضاء إلا ثلاثتهم فقد بدو كالبشر.
تقدم ليشير بيده فيرفع الحراس رؤوسهم و يعود كل إلى عمله، إلا أن الأساور لازالت تثبت الطاقم على الأرض.
ألقى نظرةً نحوهم ثم إقترب من الفتاة التي كانت تقودهم لتنحني له ثانيةً في إحترام.
"ما هذه اللغة؟" همست آستريد سائلة نفسها من دون أن تزيح عينيها عن الفتاة التي تخاطب الشاب ذو المنصب الرفيع بلغة جديدة على أذنيها، و الذي كان يستمع إليها بدوره واضعًا يده على ذقنه مفكرًا.
"إنها اللاتينيّة القديمة" أجاب آرثر بجانبها بعد أن إقترب من أذنيها كي لا يجذب الإنتباه.
"اللاتينيّة؟" تمتمت بإستغراب "لكنها لغة منقرضة."
"مثلهم تمامًا" أجاب لترمقه بنصف عين و كأنها تقول هل تستهزئ بي الآن، ليضيف موضحًا "ألم تستوعبي بعد أننا في أطلانتس، المدينة 'المفقودة' " تحدث بكل ثقة و كأنه متأكد من كلامه.
"حسنًا.. لا أظن أنها ستكون 'مفقودة' بعد الآن" قالت مستهزئة من الوضع.
"صه" زمجر صوت حارس بجانبهم ليصمت الجميع.
"مالذي يقولانه؟" همست آستريد لآرثر مجدد.
"لست طليقًا في اللاتينية، لذلك إلتقطت كلمات بسيطة منها، سقط من السماء، مركبات غريبة، تهديد..."
باشر في ترجمة الكلمات المفهومة في كل جملة قد ينطق بها الطرفين.
"ساحة العرض، إنتصاف الشمس، معركة، إعدام.."
"بحق الجحيم." إرتفع صوت آستريد ليجلب جميع أنظار المتواجدين.
"صمتًا." كان هذه المرة صوت الفتاة في المقدمة هو ما إرتفع و قد نظرت إلى آستريد في غضب لترفع آستريد حاجبيها في تحدٍ.
"عفوًا، عذرًا، سيد الرئيس أو العمدة أو أيا كان" خرج صوت آستريد منهكًا و هي تحاول جاهدةً الإفلات من قبضة تلك الأساور، ليومئ الشاب برأسه ناحية الحارس.
أفلتها المجال المغناطيسي فجأة لتتراجع إلى الخلف محاولةً الحفاظ على توازنها.
"و أخيرًا" تنهدت في إرتياح لتلاحظ أن الجميع في إنتظار ما ستقوله فتعتدل و ترفع رأسها بثقة و تقول
"حسنًا، لا أعلم إن كنت ستفهمني لكن، لقد فهمت من كلامكم أنكم تجهزون لإعدامنا، فبأي وجه حق تفعلون ذلك."
ظهر على الفتاة الحارسة الغضب العارم لتبصق بعض الشتائم بالاتينيّة ثم تقول بالإنجليزية "كيف تجرؤين على محادثة الأمير هكذا." و همت بمهاجمة آستريد لولا يد الأمير التي امتدت أمامها مانعةً إياها لتعود مكانها مراقبةً ما يحدث.
إلتفت الأمير مجددًا إلى آستريد متأملًا إياها لبرهة قصيرة ثم ربع ذراعيه إلى صدره و قال بلغة إنجليزية طليقة "إذًا أنتِ تعارضين قرار الملك؟" خرج صوته أجش هادء.
ابتلعت آستريد ريقها بتوتر لكنها لم تتراجع و قالت بصوت واثق "لا أعلم قرار من هذا، كل ما أعرفه أنه ليس قرارًا عادلًا بالنسبة لنا، إستيقظنا في زنزانة و الآن نُقاد إلى منصة إعدامنا دون أن نعلم لماذا حتى."
"لقد تعديتم على أرضنا دون إذن، هذه هي تهمتكم." زمجر ذو الشعر الطويل بجانبه بصوت اقل غلظة.
"و هل تعتقد أننا أردنا أن نأتي إلى هنا؟ نحن لا نعرف كيف او لماذا نحن هنا، بحق الجحيم نحن لا نعرف ماهي هنا حتى." إرتفعت نبرة آستريد فقد ذاقت ذرعًا من هذه الاجابات.
"أنتم في أطلانتس." أردف الفتى الثالث ليعم الصمت المكان فقد كانت صدمة للجميع حتى آرثر الذي كان قبل دقائق متأكدًا من الإحتماليّة، أما الأمير فقد ربع يديه و إتكأ على أحد الأعمدة و على وجهه نظرة إستمتاع واضحة بما يحدث.
جمعت آستريد شتات نفسها و أردفت "حسنًا... هذا ليس مبررًا لإعدامنا دون محاكمة أو تهمة مقنعة، نحن بشر مثلكم." قالت جملتها ثم نظرت إلى الحراس المجنحين بجانبهم لتضيف "حسنا ليس تماما، لكن ليس من حقكم اصدار قرار كهذا."
حمحم ذو الشعر الطويل ثم قال "ليس لنا اي دخل بذلك، انها أوامر الملك."
"إذا خذني إلى الملك كي اتحدث معه." أردفت آستريد لينظر الجميع لها بمفاجأة واضحة حتى الفتاة الغاضبة قد جحظت عيناها في صدمة.
إبتسم الأمير ثم إقترب منها في استمتاع واضح "فكوا وثاقها، سوف آخذها إلى الملك." ليضرب ذو العينين العسلية جبينه بينما حاول الأصهب الإعتراض ليسكته الأمير بإشارة من يده.
"أنا كذلك سأذهب معها." صدر صوت من خلفها لتلتفت آستريد ناحيته لترى الأنظار موجهةً إلى الرئيس "أنا سياسي و دبلوماسي و أعلم كيفية التعامل مع الملوك" أضاف موجها الكلام ناحية آستريد.
"و أنا كذلك لن أتركها تذهب لوحدها" قال ديفيد لتقلب آستريد عينيها بنفاذ صبر.
"لما لا." صرح بلا مبالاة و أشار للحراس بفك وثاقهم "اتبعوني، خذي البقيّة إلى إحدى القاعات المغطاة" أمر الأمير الفتاة لتنحني، و سار يقود الطريق ليتبعه ثلاثتهم خلفهم بعض الحراس.
__________________
وصل وصل وصل حبيب قلبنا البطل وصل 💃🏻 هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية 😂❤
إذا شو رايكم في الفصل؟
أي توقعات حيصل ايه مع الملك؟
شكر خاص للجميلة hidy_ayman على التصحيح و التدقيق اللغوي ❤❤
دمتم بخير 💙
have a magical day yall 💙
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro