Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

13- ابني...


ضوضاء الصباح المعتادة تملأ المكان.

جلس مايكل على رأس المائدة في طقم عمله ذو القميص الأبيض وربطة العنق السوداء محاولًا إطعام التوأمين.

" بحق ال..." أمسك لسانه كي لا يلعن أمام الأطفال فقد قرر أحد التوأمين وضع يده في طعامه ثم الإمساك بقميص والده.

" أخبرتك أن ترتدي ملابسك بعد الإفطار." قالت جولي وهي بصدد ترتيب طعام غداء المدرسة لبقية أطفالها.
"انهض وغير ثيابك دعهما لي." أضافت بعد أن تقدمت من المطبخ إلى الطاولة في غرفة المعيشة.

ليستقيم مايكل يهم بالمغادرة قبل أن يقف وسط طريقه.

" صه!" علا صوته كي يرتعب الأطفال وتموت الضوضاء فجأة بينما قامت جولي من مكانها مستغربةً رد فعل زوجها المحدق في التلفاز بأعين جاحظة.

أمسك مايك جهاز التحكم رافعًا صوت القناة والتي كانت تعرض مشاهد لفرق إنقاذ وحطام ما في عرض البحر، يحتل تحتها عنوان عريض بالأحمر؛

" وتستمر قائمة ضحايا دوامة الهلاك."

تسمرت جولي في طريقها متمنيةً ألا يكون ما تفكر فيه صحيحًا وأن ما تراه هو حطام شيء آخر.

أما مايكل فقد أسند يديه على الأريكة أمامه محاولًا تحليل ما يدور أمامه وإيقاف سيل المشاعر الغير مفهومة والتي استولت عليه.

" ... والجدير بالذكر أن المهمة قد أوكلت لنخبة من أفضل وأجدر الجنود في الكتيبة البحريّة على رأسهم القائدة أستريد آندرسون والقبطان نيكولاس جونز، يحزننا فقدان أسماء بارزة كهذه حقًا، أبهذا تكافأ حكومتنا حامي وطنها؟ ومالذي سيحصل بعد فقدان آخر أمل في إيجاد رئيسنا؟..." استرسل المذيع لتتأكد لهما مخاوفهما.

ارتعشت قدما جولي غير قادرتين على حملها أكثر من ذلك لترتمي على الأريكة واضعةً يديها على فمها محدقةً في الفراغ.

" أمي!" صرخ توماس" إنهم يعرضون أمي على التلفاز!" قفز على كرسيه بابتسامة تشق ثغره ليغلق مايكل التلفاز على عجل.

كاد توماس أن يفتح فمه ويعترض إلا أن جهاز التحكم الذي طار من يد والده وتحطم لقطع صغيرة على الأرض كان قد بث الرعب في نفسه، فقد ظن أنه قد فعل شيئًا خاطئًا؛ فارتعشت شفتيه وترقرقت عيناه بالدموع.

أسرعت جولي ناحية الطفل المسكين تدفن رأسه في صدرها ماسحةً على ظهره " ششش لا بأس والدك لم يغضب منك." لعلو صوت بكائه وشهقاته التي أدمت قلب جولي، مالذي ستخبره به، أمك قد ماتت ولن تراها مجددا؟ كيف لأي أحد أن يصيغ ذلك بطريقة ألطف؟ لتباشر جولي بالبكاء معه ضامةً إياه إليها أكثر.

أمسك مايكل سترته وهاتفه وخرج مسرعًا غير مهتم لا لثيابه الملطخة ولا لوجوه أبناءه الشاحبة، متمتما مرارًا وتكرارًا ب: " رد أيها اللعين!" دون أن يفارق نظره هاتفه.

__________________

' إلى السيد القائد فرانك ميلر'

تأمل الظرف للمرة الثلاثين بعد المائة لليوم، لم يعهد يوما التردد في اتخاذ قراراته، لكن فتح ذلك المغلف الصغير كان أصعب مما قد تخيل.

صدره يضيق من مجرد التفكير بأنه لن يراها مجددًا، لقد كبرت على يده، إنها ابنته، شاءت أم أبت.

صحيح أنهما لا يتشاركان أي صفات جينية إلا أن رابطهما الأسري أقوى من أي أب بيولوجيّ.

جرت دمعة متسللة من بين جفنيه بعد أن أغمضهما، لم يحاول منعها فهو يعي بأنه لا بأس أن يضعف في بعض الأحيان؛ وتلك الأحيان قد حلت بالفعل.

الآن هو ليس القائد الأعلى الصارم، إنه فقط أب لائع حزين على فراق أبنائه.

فتح عينيه بعد أن سمع ضوضاء صاخبة قادمة نحو مكتبه، ليمسح عينيه بسرعة ثم يفتح أقرب درج إليه ويلقي بالظرف فيه لوقت آخر.

كانت الضوضاء تقترب منه بوتيرة سريعة ليعقد حاجبيه باستغراب، فقد كان يسمع العديد من الأصوات المتداخلة ولم يفقه منها إلا بعض الشتائم، لينهض مقررا التفقد لكنه قبل أن يخطو إنشا بعيدا عن مكتبه فتح الباب على مصرعه ليصدر صوتًا عاليًا مع اصطدامه بالحائط.

" قلت لك اتركني واللعنة" صرخ الرجل في الحارسين اللذان يمسكانه في محاولة لإيقافه.

" سيدي القائد، لقد حاولنا إخباره أنك لن تقابل أحدًا، لكنه اقتحم المكان." تحدث الحارس في نبرة ملأها الرهبة فمن الواضح من الكدمة الحمراء على عينه أنه قد حاول قدر استطاعته، ليتنهد فرانك ويشير لهما بأن يدعاه.

" يمكنكما الانصراف لا بأس." ليؤديا التحية العسكرية ويسرعا بالمغادرة.

" لمن أدين بهذه الزيارة السارة بعد كل هذه الأعوام سيد ريفير؟" تحدث فرانك ببرود وهو يعيد الجلوس على كرسيه.

" أتمثل الغباء أيها العجوز اللعين؟! " صرخ مايكل وقد أخذ منه الغضب مأخذًا، ليسير نحوه بخطى واسعة سريعة ثم يرفعه من ياقته ويسدد له دون سابق إنذار لكمة تسقطه أرضا.

لم يبدي فرانك أي ردة فعل، فلم يغضب ولم يبادر بالقتال، ففي قرارة نفسه كان يؤمن بأنه يستحق أكثر من ذلك.

نهض عن الأرض ووقف أمامه بشموخه وغطرسته المعتادة، دون النبس بحرف.

" أنت... أنت... كيف استطعت أن ترسلها هكذا إلى حتفها؟ كيف تسمي نفسك أبا؟ أيُ أبٍ هذا الذي يرسل ابنته لموتها؟!" برزت عروق رقبة مايكل واحمر وجهه من فرط الانفعال والصراخ.

" لقد كنت مضطرًا؛ لم يكن بيدي حيلة." أجاب بهدوء عكس ما يدور بداخله.

هربت ضحكة مستهزئة من بين شفتي مايكل ودار في الغرفة بعدم تصديق" ارحمني من هرائك هذا، لست مجرد ملازم أو رقيب في البحريّة، أنت بإمكانك إيقاف حرب الفيتنام بمكالمة واحدة."

" أوه ولا تقص عليَّ هراء الواجب تجاه الوطن فكلانا يعلم إلى أين آل ذلك آخر مرة" أضاف مايكل على مضض.

" أخبرتك أنني كنت مضطرًا." أجابه بذات الجمود" والآن يمكنك المغادرة لقد عطلت سير عملنا بما فيه الكفاية." أضاف فرانك وهو يشير إلى الباب.

توقف مايكل لبرهة يتأمل جبل الثلج المستقر أمامه بتوعد ثم قال:" حسنا أيها اللعين فرانك، سأغادر، لكن عليك أن تعلم جيدًا أنك قد تسببت في تيتيم طفل آخر؛ لنرى كيف ستعيش مع ذلك." ما أن خرجت كلماته حتى وقع قلب فرانك متدحرجًا وتغيرت ملامحه بشكل طفيف ليلاحظ الآخر ذلك وترتسم ابتسامة نصر على شفتيه.

ودون أن يتبادلا أي حرف آخر خرج مايكل صافقًا الباب وراءه بكل قوة.

__________________

أمسك يدها محاولا إيقاف ارتعاشها بشتى الطرق فمنذ وقوفهما طغى عليها التوتر، كما أن برد الليل لم يساعد في ذلك.

يقفان في صف طويل على أحد الشواطئ ينتظران دورهما بقلب مثقل كما حال جميع المتواجدين.

كان صوت رياح الخريف الموشك على الحلول هو كل ما يملأ المكان فلم يتجرأ أحد على النبس ببنت شفة، يمكنك من حين لآخر سماع صرخة محترقة قادمة من داخل الخيمة الكبيرة المنصوبة أمامهم أو تمتمة ضعيفة لصلاة أحدهم، غير ذلك فقد تُركَ كل فرد لأفكاره السوداويّة.

بدى الصف لجولي طويلاً وبطيئًا بشكل غير طبيعيّ فرغم انتظارها لمدة أكثر من سبع ساعات في الطريق إلى هنا إلا أن بضعة الدقائق التي تقفها هنا قد بدت لها كأيام وقد استنزف هذا الانتظار آخر قطرات صبرها.

لاحظ مايكل انفعال حركة زوجته وأنفاسها التي بدأت بالتسارع، ليحتضنها على عجل إلى صدره هامسا بكلمات مهدئة بصوته المبحوح والذي لطالما نجح في تهدئتها، فتنتظم وتيرة تنفسها شيئًا فشيئا وتسكن حركتها.

تنفس مايكل الصعداء فآخر شيء يمكنه الاهتمام به الآن هو نوبة ذعر جديدة، لقد طلب منها البقاء، بل ترجاها أن لا تأتي معه كي لا يحدث شيءٌ من هذا القبيل، إلا أنها الشخص الوحيد الذي يمكنه تجاوز أستريد في عنادها، وقد أصرت على القدوم.

لبرهة وجيزة ابتسم متذكرًا عندهما في بعض الأحيان، فقد طلق عنيدةً ليتزوج بمن هي أعند منها.

أفاقا من عالميهما على الصف وهو يتحرك ليجدا أنفسهما يقتربان أكثر فينتشر الخوف والتوتر إلى أساريرهما أكثر من ذي قبل.

" التالي." صاح الجندي الواقف على باب الخيمة لتتقدم سيدة مسنّة تسندها فتاة تبدو في أواخر عشريناتها.

" ك.. كريستوفر إيفنز" قالت الفتاة بصوت مرتعش وقد بدى عليه البحة من كثرة البكاء.

مرر الفتى عينيه على لوح الأسماء في يده لتقف مقلتاه عن البحث ويتنهد، ليعرف مايكل ما حدث وينقبض قلبه مما سيحصل ودون النبس ببنت شفة أشار الجندي للسيدتين بالدخول إلى الخيمة.

ارتخت قدمي السيدة فجأة لتسقط أرضا وقد سحبت الدماء من وجهها المصدوم.

صرخت الفتاة بهلع " أمي!" حاولت إيقافها لكنها أبت التحرك" هيا أمي أرجوك علينا أخذه..." تحدثت الفتاة وقد بللت الدموع وجنتيها المستديرتان.

نفت الأم عدة مرات برأسها قبل أن تقول" هذا ليس أخاكِ، ليس أخاكِ." كررت الجملة وكأنها تحول الاستيعاب " ابني لم يمت، توقفي عن النواح ابني لم يمت أتسمعينني!"

وضعت الفتاة يدها على فمها في محاولة لكتم شهقاتها والتي بدأت تعلو أكثر إلا أن محاولتها باءت بالفشل لتسرع باحتضان أمها والانهيار.

" بُنَيّ... " همست السيدة لتنزل دموعها في صمت.

لم يختلف منظر جولي عن أي أحد يراقب هذا المشهد الأليم، فقد انتفخت عيناها وتبللت وجنتها بدموع صامتة ليحتضنها مايكل إليها أكثر محاولًا بدوره تمالك نفسه.

أسند جنديان بعد فترة السيدة والتي كانت قد هدأت من صدمتها قليلا وقررت الدخول إلى الخيمة.

سقط قلب مايكل عند إزاحة الستار ورؤيته لأكياس الجثث السوداء، وبعض عائلات الضحايا المنتشرين هنا وهناك، مجرد فكرة وجود آستريد في واحد من تلك الأكياس قد حطمته من الداخل، فماذا لو كان حاله من حالهم بعد بضع دقائق.

" الاسم؟" تحدث الجندي ليفيق مايك من شروده ويجيبه بنبرة هادئة عكس ما يجول بداخله " أستريد أندرسون."

جرت عيناه على اللوح لتزداد قبضة جولي على يد زوجها الذي ارتفعت ضربات قلبه مع كل جزء يمر من الثانية.

" لا يوجد." قال الجندي لترتخي أعصاب جولي وتخرج منها ضحكة غير مصدقة لتضع يدها بسرعة على فمها احترامًا للذي في الداخل، أما مايكل فقد أطلق نفسا لم يكن يعي بأنه يحبسه وأغلق عينيه براحة.

" شكرًا لك." همس للجندي ليومئ له الآخر بتفهم ثم يصرخ على التالي.

" كنت أعلم أن إحساسي لن يخيب." قالت جولي وهي تضع حزام الأمان بعد أن استقلا سيارتهما.

" كنت أعلم أن أستريد لا يمكن أن تموت بتلك السهولة." تابعت جولي ثرثرتها السعيدة وقد شقت الابتسامة ثغرها، أما بالنسبة إلى مايكل فقد كان صامتًا صمت القبور، يحدق في الخيمة الكبيرة متذكرًا مشهد أكياس الموتى السوداء الموضوعة على أرضها.

لقد إرتاح قلبه حقًا بعدم وجود أستريد معهم، لكن الآن ومع إعادة مراجعة عقله أهو حقًا سعيد بذلك؟ أحقًا المجهول أفضل من الموت؟ الموت على الأقل احتمال واحد لا يمكنك الشك فيه أو تكذيبه، صحيح أنه مؤلم و خانق إلا أن الأيام كفيلة بمداواة ذلك؟ لكن ماذا عن المجهول؟

__________________

تسير جيئة وذهابًا في غرفة المعيشة بينما تنتقل عيناها بين الساعة المعلقة على الحائط بجانبها والباب في الرواق، فليس من عادته البقاء خارجًا إلى هذا الوقت.

مرت أكثر من ساعتين وهي على هذه الحالة، لم يغمض لها جفن ولم يسكن لها قلب، هاتفه مغلق وقد زاد من ضيقها الأحداث الأخيرة.

صوت المفتاح يُدار كان ما جعلها تقفز من مكانها مهرولةً إلى الباب الذي فتح ببطء فأسفر عن وجهه المتعب.

" فرانك! أتعلم كم الساعة؟" سألت بنبرة معاتبة لكنه لم يجبها بل اكتفى بإيصاد الباب وراءه والسير بخطى مترنحة لتعليق سترته.

اقتربت زوجته لإسناده فقد أوشك على التعثر من فرط تمايله" هل شربت؟" قالت آملةً أن يجيب على أي من أسئلتها فحالته هذه لا تنبئ بخير.

" قليلاً." تمتم وسار معها ليجلسا على أقرب أريكة في غرفة المعيشة" أوه لا أظن ذلك." أردفت في عتاب ليرفع يدها و يتمدد بطوله على الأريكة واضعا رأسه على حجرها.

تنهدت لوريتا ورفعت يدها تداعب شعره الأسود المبيض ثم تسأل هامسة" مالذي حدث؟"

" لا شيء."

" لقد شربت بعد إنقطاع دام لأكثر من عشرين سنة، أتعتقد أنني سأصدق أن هذا سيحدث من لا شيء؟! " صوتها الهادئ والذي وقع له منذ زمن بعيد احسسه بالذنب يأكله حيا.

" أستريد... أنا تسببت في ذلك." أردف بتردد لتعقد حاجبيها فقد أخبرها مسبقا أنه لم يكن بيده فعل شيء.

لقد جفت دموع لوريتا بالفعل بعد صدور الخبر منذ أكثر من أسبوع ولم تكن مستعدة لصدمة جديدة لذلك ترددت في سؤاله عن مقصده وتمنت أن لا يكمل كلامه.

" أنا أرسلتها... والآن... فقدنا كليهما." قال فرانك بلسان ثقيل وكأنه يحاول جاهدًا إخراج الكلمات.

ابتلعت لوريتا ريقها برهبة وسألت " م... من كلاهما؟"
لم تتلقى أي إجابة بل كل ما أتاها كان أنفاسه المنتظمة التي كسرت صمت المكان.

ربتت على وجنته بخفة سائلة نفس السؤال مرارًا وتكرارًا ليجيبها بصوته النائم؛

" جايسون."

______________________________________

السلام عليكم جميعا

أتمنى ما كون نكدت عليكم بالفصل 😂

المهم إيه رأيكم بالفصل؟ اول فصل ما يكونش فيه أي حد من الأبطال.

إطمنوا هعوضكم عن ده في الفصول الجاية 🤭

أي توقعات للفصول القادمة؟

شكر خاص للجميلة yasminnora على التصحيح و التدقيق اللغوي ❤❤

دمتم بخير 💙
have a magical day yall 💙

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro