Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفَصلُ الرَّابِع: أَبي؟

بَدرٌ تَلألَأ وَسطَ الدُّجَى بِنورِه المَسرُوق وَأبَت السُّحب إِلا اِحتضَانه، وَنجومٌ اِنطَفأَ بَريقهَا وَلم يَعد بِالإمكَان رُؤيتَه. فِي مثلِ هَذا الوَقت أَنهَى نَاويَا عَملهُ، لِيزيدَ مِن وَتيرةِ سُرعةِ خُطواتِه عَن المُعتَاد تَاركًا سَماوِي الشَّعرِ وَراءَه يَبتسمُ اِبتسامةً جَانِبيةً عَلى تَغيرِه الذِي حَدثَ فِي يَومَين فَقط، لَم يَكُن هَذا التَّغير فِي التَّصرفَات لِأنَ نَاويَا شَخصٌ لَطيفٌ وَطيبٌ فِي أعمَاقهِ لَكنه يُظهرُ العَكس، بَل تَجلَى هَذا التَّغير فِي مَشاعرِه التِي بَاتَت وَاضحةً لِلعيَان؛ فَمتَى آخرُ مرةٍ رَآه يَبتَسم؟ بَل مَن كَان يَعتقدُ أَن شخصًا مِثلهُ يُبعدُ نَفسهُ عَن الجَميع سَيأخدُ خُطوةً جَريئةً بِتربيةِ طِفل؟

التَّفكيرُ فِي أَن نَاويَا أَبٌ مُضحكٌ جِدًا؛ مُتأكِدٌ أَنه لَا يُجيدُ التَّعامُلَ مَع الأَطفَال، وَمع ذَلكَ سَيحاوِل التَّعلم مِن أَجلِ أَن يَشعرَ الطِّفل بِأنهمَا عَائلَة، فَإن كَان هُناكَ شَيءٌ يُفضلهُ فِي نَاويَا هُو إِيفاؤهُ بِوعودِه وَإن لَم يُحبب ذَلكَ الشَّيء.

«لَحظَة!» صَاحَ سَماوي الشَّعرِ بِصوتٍ عَالٍ لِيصلَ إِلى مَسامِع نَاويَا الذِي تَخطاهُ بِمسافةٍ بَعيدة، ثُمَ أَعقبَ مُضيفًا حَالمَا جَذبَ اِنتبَاهَه مُشيرًا لِأحدِ المَتاجِر: «سَأشترِي هَديةً لِاِبنِي اللطَيف، اِنتظِرنِي!»

«وَلمَ عَلي فِعل ذَلك؟» صَاحَ نَاويَا بِامتعَاضٍ إِلا أَن الآخَر لَم يُلقِ بَالًا لِكلامِه فَقد وَلجَ المَتجَر بِالفعل لِيزفرَ بِتعبٍ مُتكئًا عَلى أَحد الأَعمِدة بِنفاذِ صَبرٍ وَقد بَدا ذَلكَ جَليًا فِي حَركةِ سَاقه المُستمِرة.

بَعد بُرهةٍ، خَرجَ عُشبيُ العَينين مِن المَتجرِ مُحملًا بِكيسٍ أَحمر اللَون وَعينَاهُ عَن نَاويَا تَبحثَان حَتى اِستقَرتَا عَلى أَحد أَعمدةِ الإِنارةِ البَعيدةِ عَنه عَشر خُطوات، اِتجهَ ناحيتهُ قَائلًا بِاِستهزَاء مُصطنَع :«إِذًا لَقد اِنتظَرتنِي بَعد كُل شَيء.»

«اِخرَس وَحرك قَدميكَ أَسرع.» بَصق المُخاطَب كَلماتُه بِغيظ مُكملًا مَسيرَه، فَيرد عَليه الآخَر بِتمَلمُلٍ مُتخدًا وَضعيةَ الجُنود: «حَاضر أَيهَا القَائد.»

قَلب نَاويَا عَينيهِ بِمَلل، فَهذَا الشَّخصُ سَيفقدُه صَوابهُ بِتفاهَتهِ وَتصرفَاتِه الطُّفولِية، هِيكَارُو طِفلٌ إِلا أَنه أَنضجُ مِنه. تَذكرهُ لِهيكَارُو الذِي قَد يَكُون يبكِي الآن جَراءَ تَأخرهُ جعلَه يُهرول فِي مِشيتهِ وَقد كَان الأَمرُ أَقربَ للرَّكض.

اِبتسَم الآخَر بِخفةٍ عَلى تَصرفهِ ثُمَ قَال بِاِبتسامةٍ لَعوبةٍ عَقبَ مُجاراتِه فِي السُّرعَة: «نِيه نَاويَا، هَل تَعلمُ أَني أُحبك؟»

اِشمَأزَ نَاويَا مِن كَلمَاتِه لِيلكُمه عَلى بَطنِه مُغمغمًا: «مُقرف!»

ثُمَ زَادَ مِن سُرعتِه لِيجِدَ نَفسهُ يَجرِي؛ فَمن يَهتم بِذلكَ الأَحمق سَواء وَاكَبه أَم لَا؟! بينمَا الذِي لُكمَ يَضحكُ بِصخبٍ قَائلا: «هَذا لَئيم!»

♢┈♠︎┈┈•༶ ༶•┈┈♡┈♣︎

مَهمَا اِتصَلت السَّيدةُ آيرِي بِهاتفِ نَاويَا تَجدهُ مُغلقًا، لِتَتنهَد بِتعَبٍ فَهيكَارُو مُنذ نِصفٍ سَاعةٍ يَقفُ أَمامَ البَابِ مُنتظرًا عقِبمَا كَان يُحدقُ بِالسَّاعةِ الجِدَارِية وَيسَألهَا كُل دَقيقةٍ عَن الوَقت.

«هِيكَا تشَان، لِمَ لَا تَتعشَى أَولًا ثُمَ تُكمِلُ مَا تَفعَل؟ نَاويَا سَان مَشغُولٌ جِدًا فِي العَمل، لَكنَه حَتمًا سَيأتِي بَعد اِنتهَائه مِنه.»

رُغمَ كُل مُحاولَات آيرِي إِلا أَن هِيكَارُو لَم يَبرح مَكانهُ مُحدقًا فِي البَاب.

«لَا، أُريدُ الاِنتظَار.»

تَنهدَت السَّيدةُ بِتعبٍ لِلمرةِ العَاشرةِ عَلى التَّوالي، وَقَررت جَلبَ كُرسيٍ لَه مِن أَجل الجُلوس بَدل تَعذيبِ قَدمَيه، لَم تَكد تَخطُو خُطوةً إِلى الورَاء حَتى سَمعَت طَرقَ البَاب فَهرعَت لِفتحِه بِاِستعجَال.

«عُذرًا عَلى التَّأخ...» لَم يَكد نَاويَا يُنهِي جُملَته حَتى أَحس بِجسمٍ صَغيرٍ يَحتضنُ سَاقيه، وَمن شِدةِ الاِحتضَان أَدركَ أَنه لَا يَود تَركَه، وَكعادةٍ رُسخت لَديه مَسدَ شَعرهُ النَّاعِم بِرفقٍ قَائلًا بِاِبتسامةٍ لَطيفةٍ بَاتَ مِن السَّهلِ رَسمهَا بِالنِّسبةِ إِليه: «لَقد عُدت.»

رَفعَ هِيكَارُو رَأسهُ وَيدَاهُ مَا زَالتَا تَشدانِ الخِناقَ عَلى سَاقيهِ قَائلًا بِنفسِ اِبتسامةِ الآخَر: «مَرحبًا بِعودَتك.»

صَوتُ اِلتقَاطِ صُورةٍ قَطعَ هَذه اللَحظة الحَميميةَ، وَلم يَكن المُلتقطُ سِوَى عُشبي العَينين الذِي قَال بِمَرحٍ قَصد إِغاضةِ الطَّرف الآخَر: «مِن النَّادرِ رُؤيةُ جَانبكَ اللَطيف لِذَا هَذه الصُّورةُ لِلذِّكرَى.»

«أَيهَا الغَبي اِحذفهَا!» صَاحَ نَاويَا بِاستياءٍ وَكَادَ يَلكُم وَجه الآخَر المُستَفز، لكِن مِن حُسنِ حَظهِ تَذكَر فِي الثَّوانِي الآخِيرة وُجودَ هِيكَارُو مَعه فَتراجَع خِشيةَ خَوفه مِنه.

«عُذرًا لَكن مَن أَنت؟» تَساءَلت آيرِي رَغبةً فِي مَعرفةِ هُويةِ هَذا الغَريب.

«اِعذرِينِي سَيدتِي عَلى وَقاحَتي، أُدعَى تَاتسُوهِيكُو إِيزُومِي، صَديقُ نَاويَا المُقَرب.»

وَمثلمَا أَرادَ إِيزومِي نَجَح فِي إِثارةِ غَضب نَاويَا الذِي لَن يَقدرَ عَلى إِيذائِه مَا دَام الطِّفلُ مَعه، وَهذا كَانَ بِمثابةِ فُرصةٍ جَيدةٍ لَإغاضَتِه لِذَا حَتمًا سَيستغلُهَا جَيدًا قَبل أَن يَتشوهَ وَجههُ الوَسيم وَتكسر عِظام جِسمِه.

«مَرحبًا بِك، أُدعَى تَكاهِيكُو آيرِي تَشرفتُ بِمعرفتِك.»

اِبتسمَ إِيزومِي كَردٍ عَليهَا قَبل أَن يَتجِه نَحو هِيكَارُو الذِي يُحملقُ فِيه بِحذَر، جَلسَ القُرفضَاء مُستفتحًا الحَديثَ مَعهُ بِاِبتسامةٍ وَاسعة: «مَرحبًا صَغيرِي اللَطيف!»

ثُمَ تَابَع كَلامَه بَعد أَن قَرب الكِيس إِليه: «هَذهِ هَديةٌ مِني لَك!»

أَمال هِيكَارُو رَأسهُ بِبراءةٍ بَينمَا هُو مُختبئٌ خَلف نَاويَا قَائلًا: «هَدية؟»

«أَجل، اِفتحهَا!»

رُغمَ كونِ هِيكَارُو مُترددًا بِشأنِ هَذا الزَّائر الغَريب إِلا أَنه اِمتثلَ لِطلَبه؛ فَحمَاسهُ لِمعرفةِ الهَديةِ غَلبه، حَالمَا رَأى إِيزومِي النُّجوم التِي تَحوم حَولَ الصَّبي الذِي يُمسكُ هَديتهُ بِحذرٍ سَألَ بمَرح: «هَل أَعجَبتك؟»

تَهلَلت أَساريرُ يقِق الشَّعر فَرحًا وَهوَ يَحتضنُ السَّيارةَ الزَّرقاء التِي بَيدهِ مُجيبًا: «أَجل جِدًا!»

«هِيكَارُو، مَا الذِي يَجبُ عَليكَ قَوله لَه.» نَبسَ نَاويَا بِاِبتسامةٍ هَادئةٍ لِيعقبَ هِيكَارُو بِاِبتسامةٍ خَجلة: «شُكرًا لَك سَيدِي.»

«لَا تُنادنِي سَيدي، نَادنِي عَمي لِأني شَقيقُ وَالدك!»

بِغضبٍ مَكبوتٍ وَعروقٍ بَارزةٍ رَد نَاويَا الذِي يُريدُ تَمزيقَ هَذا الأَبلهِ إِلى أَشلَاء: «مَتى صَرتَ أخًا لِي وَأنَا لَا أَعلم؟ وَما الذِي تَقصدهُ بِوالدِه؟!»

أَمال هِيكَارُو رَأسهُ بِحيرة نَاطقًا: «أَبي؟»

«أَجَل، بِمَا أَن نَاويَا مَن يَتكَفلُ بِرعَايتِك لِذا مِن الطَّبيعِي أَن تُنَادِيه بِأبي.»

لاحَظ نَاويَا اِرتبَاكَ هِيكَارُو وَتردده الوَاضِحين لِذَا نَطقَ مُطمئنًا إِياه: «هِيكَارُو، سَواءَ أَردت مُنادَاتِي بِأبِي أَو بِأي شَيءٍ آخَر أَنا لَا أُمَانِع.»

«حَسنًا، فَهمت سَيد نَاويَا.»

دُون أَن يَنتبهَ نَاويَا وَهيكَارُو ضَرب إِيزومِي وَآيري جَبينهُمَا بِإحبَاط؛ فَمن الوَاضحِ جدًا أَن إِيزومِي خَلقَ هذهِ الفُرصَة لِينَادِيه الصَّبي أَبي.

«شُكرًا لَك سَيدة تَكاهِيكُو عَلى اِعتنَائكِ بِه، أَراكِ غَدًا.»

أَلبسَ نَاويَا هِيكَارُو مِعطفَه اِستعدَادً لِلرَّحيل وَإِذ بِآيرِي تُوقفهُ مُستطرِدةً: «لَحظَة! لِم لَا تَتعشَى عِندي اليَوم، كَما أَني لَا أَعتقد أَنه مِن الآدَاب تَركُ زَائرٍ بِلا ضِيافَة.»

«لَا دَاعِي لِذَلك؛ فَهو سَيغادرُ عَلى أَي حَال.»

تَجَاهَل إِيزومِي كَلمَات الحَالك لِيخلعَ حِذاءهُ مُرتديًا أَول خُفٍ وَقعَت عَينَاه عَليه.

«عُذرًا عَلى التَّطفُل.»

«تَبًا!» غَمغمَ نَاويَا بِسخطٍ قَبل أَن يَشلحَ مِعطفَ هِيكَارُو وَيدخُل إِلى البَيتِ تَلبيةً لِلدَّعوَة مُرغمًا.

♢┈♠︎┈┈•༶ ༶•┈┈♡┈♣︎

حَول مَائدةِ الطَّعَام يَتَناوَلونَ الطَّعام بِهدُوء عَدَا أَن نَاويَا غَيرُ مُرتاح؛ لِعدمِ اِعتيَادِه البَقاءَ فِي مَنازِل الغَير، وَهذَا سَببٌ جَديدٌ أُضيفَ لِعَدم تَرك إيزُومِي حَيًا، وَعلَى ذِكرِ هَذا الآخِير فَقد كَان يُحدقُ فِي الظَّريفِ الجَالسِ قُبالَته؛ فَحبهُ كَبيرٌ لِلأَطفَال وَخاصةً الظُّرفاءِ مِنهم. حَتى وَقَعت عَينَاه عَلى نَاويَا الذِي يَأكُل شَريحةَ لَحمهِ مُهملًا الخُضار، وَهذَا أَكثرُ مَا يُزعجهُ فِيه، لَا مُبالَاته بِصحَتهِ وَإهمَالها!

فَجأةً خَطَرت عَلى بَالِه فِكرةٌ قَد تُساعِد، وَبلا وَعيٍ مِنه اِرتسَمت اِبتسامةٌ شَيطانِيةٌ عَلى وَجههِ مُقربًا فَمه مِن أُذنِه هَامِسًا: «كُن قُدوةً جَيدةً لِهيكَارُو وَتنَاول خُضرَواتَك!»

«هُو يَأكلُهَا بِالفِعل، اُتركنِي وَشأنِي!» هَسهَس نَاويَا بِامتعاض، لَكن عَلى مَا يبدُو أَن إِيزومِي يَنوي تَركَه حَتى يَتناوَلهَا كُلهَا إِذ قَال: «وَما أَدرَاكَ أَنه لَا يُرغمُ نَفسهُ عَلى أَكلهَا؟ إِن رَآكَ لَا تَأكلهَا فَحتمًا سَيقلِدك، أَنت تَعلمُ كَم أَن مَذاقهَا غيرُ جَيدٍ وَخاصةً للأَطفَال!»

حُشرَ نَاويَا فِي زَاويةٍ مُغلقةٍ لَا مَخرجَ مِنهَا وَلَم يَكُن بِإمكَانِه إِلَا إِجبارُ نَفسِه عَلى خَوضِ الحَربِ مَع الخُضرَوَات، حَدقَ بِالبَازِلاءِ الخَضرَاء وَالبرُوكلِي بِوجهٍ مُظلمٍ قَبل أَن يَحشرهَا فِي فَمهِ وَملامحُ الاِشمئزَاز وَاضحةٌ عَلى تَقاسيمِه.

«هَذا تَصرفٌ سَيءٌ عَزيزِي نَاويَا، لَا يَجبُ عَليكَ إِظهَار مِثلَ هَذا الوَجه أَثنَاءَ تَناوُل الطَّعَام.» لَحنَ إِيزومِي كَلامَه بِمرَحٍ فَينصاعُ الآخَرُ مُرغمًا وَروحُه بِالفِعل عَلى وَشكِ تَرك جَسدِه، وفِي نَفسِ الوَقت يَتوعَد بِالجحِيم لِهذَا الأوَل.

«أَحسنتَ صَغِيري!» نَطقَ سَماوي الشَّعر كَلمَاته بِكلٍ فَخرٍ إِزاءَ نَجاحِه فِي مُهمَتِه.

وَكمَا يُقال الجَرةُ لَا تَسلمُ كُل مَرة، إِذ أَن صَبرَ نَاويَا نَفذ بِالفِعل لِيرفسَ قَدمَ الجَالسِ بِجانبِه بِقوة، وَعلى إِثر هَذا حَاوَل كَبت صُراخِه المُتأَلم.

يُتبَع...

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro