Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفَصلُ الثَّانِي: عَائلَة.

دَلفَ نَاويَا بَيتهُ الصَّغيرَ الذِي يَتكَونُ مِن غُرفةِ نَومٍ وَاحِدة، غُرفة جُلوس، حَمام، وَروَاقٍ ضَيقٍ يُؤدي مُباشَرةً إِلى المَطبَخ، وَلَم تَكُن مِساحَتهُم بِذَاك الكِبر إِذ أَن هَذا الأَول بِالكَاد يَجدُ رَاحتهُ، فَما بَالكَ لَو زَاد شخصٌ جَديد؟

شَلحَ الحَالكُ مِعطفهُ مُعلقًا إِياهُ عَلى البَاب وَكَذا الحَالُ مَع وِشاحِ هِيكَارُو، ثُمَ أَخدهُ إِلى غُرفةِ الجُلوس مُجلسًا إِياه عَلى الأَريكةِ التِي بِالكَاد تَتسعُ لِشخصَين.

«هَل تَشعُر بِالبَرد؟» سَألهُ وَهوَ يُحدقُ بِاِرتجَاف جَسدهِ الهَزِيل، فَيومِئ هِيكَارُو بِرأسهِ بِخجلٍ صَبغَ وَجنتيهِ الوَرديتِين الشَّبيهَتَان بِحَلوَى الخَطمِي وَأمَا الآن فَبدت كَحبةِ فَراولةٍ حَمرَاء، صَفعَ نَاويَا نَفسهُ دَاخليًا مُبعدًا هَاتهِ الأَفكَار؛ فَمتَى صَارَ مُتحرشًا بِالأَطفَال الذِين لَم يَكُن يُحبهُم قبلًا؟

«اِنتظِر هُنَا رَيثَما أُسخِن المَاء كَي تَستحِم.»

ختَم كَلامَه قَاصدًا المَطبخ، وَلكِن إِذ بِيَدٍ صَغيرةٍ تُمسك مَلابِسه تَحولُ بَين ذَلك، اِستغرَب نَاويَا مِن الأَمر فَنَبسَ مُتسائلًا: «مَا الأَمر؟ هَل تُريدُ شَيئًا؟»

«هَل سَتترُكُني؟» تَساءَل بِعيونٍ دَامِعة جَعلَت مِن اِعتَقدَ ذَات مَرةٍ أَن مَشاعرِه مَيتةٌ يُدركُ العَكس؛ إِذ أَن رَغبتهُ فِي قَتل وَالدةِ الطِّفل اِزدَادَت عَما قَبل.

مَسدَ نَاويَا شَعرَ هِيكَارُو بِلطفٍ مُجيبًا بِلهجةٍ حَانِيةٍ عَلهَا تُسكِن الطُّمأنِينة قَلبه: «سَأكُون فِي المَطبخِ المُجاوِر لِهذهِ الغُرفَة، لَن أُغادرَ أَبدًا، لِذَا لَا تَقلَق.»

حِينهَا فَقَط تَركَه أَمهقُ الشَّعرِ رُغمَ تَردُدهِ المُنعكِس بِوضوحٍ فِي أَلماسيتَاه، اِبتَسمَ بِخفةٍ قَبل أَن يُباشر عَملهُ في تَسخِين المَاء، وَأثنَاء ذَلكَ تَذكَر أَنهُ لَا يَمتلكُ ثيابًا بِمقاسِ هِيكَارُو فَصفَع جَبينهُ بِسخَط.

لَم يُفكِر بِالأَمرِ كَثيرًا إِذ بِإمكَانه تَجفيفُ مَلابِس الصَّغير وَإلباسهَا إِياه، وَإن لَزمَ الأَمر فَسَيعيرُه أَحد قُمصانِه.

«دَعنِي أُساعِدك فِي الاِستحمَام.»

تَم تَجهيزُ الحَمام وَكانَ عَلى وَشكِ مُساعدةِ هِيكَارُو فِي خَلعِ مَلابِسه إِلا أَنه أَبى ذَلكَ مُتمسكًا بِهَا قَائلًا: «لَا، أَستطيعُ فِعلَ ذَلكَ بِنفسِي.»

سُلوكُه الغَريب جَعلهُ يُفكِر مَا إِذ كَان يَخجَلُ مِنه أَم أَن هُناكَ شَيئًا يُخفِيه تَحتَ لِباسِه، مُجردُ التَّفكِير فِي الاِحتمَاليةِ الآخِيرةِ جَعلَت وَجههُ يُظلِم لِتذكُرهِ ذِكرياتًا مِن طُفولتِه، وَردةُ فِعلهِ هَاتِه كَانَت سببًا فِي جَعلِ الصَّغير يُسيءُ فَهمهُ، فَظن أَنه غَاضبٌ مِنه لِذَا اِعتذَر بِتوَترٍ مُحاولًا كَبحَ دُموعِه: «أَنا آسفٌ لِإغضَابك.»

عَلى صَوتِ هِيكَارُو المهزُوز أَفاقَ نَاويَا مِن شُرودِه، وَلم يَعلَم كَيفَ يَتصرفُ مَع هَذا الطِّفلِ الهَش، مَا جَعلهُ يَتساءَل إِن كَانَ أخدهُ أَمرًا صَحِيحًا؛ فَفِي شِتَاءِ هَذا العَام تَكونُ قَد اِنقضَت ثَلاثةٌ وَعشرونَ سَنةً مِن حَياتِه، طوَالهَا لَم يَتزَوج أَو يُحاوِل الاِندمَاجَ مَع الأَطفَال، وَإن كَان يُصادفُهم بِكثرةٍ بِاِعتبارهِ طَبيبًا مُتدربًا.

«هِيكَارُو، أَنا لَستُ غَاضبًا مِنك، نَحنُ مِن الآن فَصاعدًا عَائلة، نُساندُ بَعضنَا البَعض وَلا نُخفِي الأَسرار.»

قَد يبدُو قَرارهُ الذِي اِتخَدهُ سَريعًا مُتهورًا وَغير مَسؤُول، وَلكِن هَذا غَير مُهم؛ فبِمَا أَن الصَّبي وَثقَ بِه وأَخد بِيدهِ، فَهوَ سَيعتنِي بِه وَيتحمَل مَسؤُوليةَ الاِعتنَاء بِه، وَربمَا أَيضًا هَذا نَابعٌ مِن رَغبتهِ الأَنانِية فِي التَّخلصِ مِن قُيودِ الوِحدةِ القَاتِلة التِي أَسرته.

«عَائلة؟» أَمالَ هِيكَارُو رَأسهُ بِبراءةٍ مُتسائلًا بِعيونٍ تَلمعُ بِشوقٍ خَفيٍ لِلإِجابة، لِيومِئ نَاويًا قَائلًا بِاِبتسامةٍ لطِيفةٍ جَاهدَ في رَسمهَا، وَعلى غِرارِ المُتوَقع فَقد كَانَت جَيدة: «أَجل عَائلة، هَل أَنت سَعيد؟»

كَردٍ عَلى الأكبَر تَهلَلت أَسارِير الآخَر حُبورًا وَغبطةً مُجيبًا: «أَجل سَعيد!»

رُغمَ كَون نَاويَا لَم يُحطم الجِدار الذِي يُغلفُ قَلب هِيكَارُو بَعد، إِلا أَنه سَعيدٌ بِهَذا الإِنجَازِ الصَّغِير، ثُمَ سَألَ بِنبرةٍ هَادئة وَلطِيفة عَل هَذا الآخِير يَستجِيب: «هَل أَقدرُ عَلى مُساعدَتك فِي الاِستحمَام؟»

زَم هِيكَارُو شَفتيهِ بِعبوسٍ وَقد بَدا التَّردُد جَليًا فِي تَصرفاتِه، وَحِينمَا كَان الحَالكُ سَييأسُ مِن مُوافقتِه فَأجَأه برَده.

«أَنت لَن تَكرهَني صَحِيح؟»

لَم يَفهَم سَبب كَلامِه مَا سَبب عُقدةَ تَساؤُلٍ بَين حَاجِبيه.

«لَا، لَن أَكرهَك.»

خِتامًا لِكلامِه سَاعده فِي خَلعِ مَلابِسه لِيصدَم بِمظهَر جَسدِه المَخدُوش وَالمُزرَق، فَقط كَم عَانَى هَذا الطِّفل؟ تَحسَس بِرفقٍ جُروحَه مُستطردًا: «هَل يُؤلمك؟»

نَفى هِيكَارُو ذَلك بِهزِ رَأسه، فَهمهَم نَاويَا مُتفهمًا ثُمَ شَرعَ فِي تَحمِيه، وَعندَ اِنتهَائهِ لَفه بِمنشفةٍ كَبِيرةٍ رَيثمَا تَجفُ مَلابِسه.

«مَا الذِي تُريدُ أَكله؟»

بَينمَا الحَالكُ يُجففُ شَعرَ الآخَر سَألهُ عَما يُريدُ أَكلَه، وَمن حُسنِ حَظهِ أَنه غَير مُتطَلب؛ إِذ أَنه لَا يَمتلكُ الكَثيرَ فِي ثَلاجَته، وَسَيكُون مَحظوظًا لَو وَجدَ بيضًا.

♦️┈♠️┈┈•༶ ༶•┈┈♥️┈♣️

يُمسدُ شَعرَ الصَّبي النَّائمِ بِلطفٍ بَينمَا عَقلهُ فِي دَوامةِ تَفكِيرهِ مَشغُول، فَما هِي العَائلة؟ وَهل سَيكُون قَادرًا عَلى أَن يَكونَ عَائلةً لِطفلٍ غَريب؟ فِي حَياتِه كُلهَا لَم يَملك ذِكرياتًا جَيدةً عَن مَا يُسمَى العَائِلة، فَهل يُعتبرُ مَا قَالهُ لِلطِّفلِ خِداعًا؟ أَمنَ الأَحسنِ تَركهُ فِي دَارِ الأَيتَام حَيثُ سَيجدُ فُرصةً أَكبَر لِأن يَحظَى بِعائلةٍ دَافِئة؟

لَكِن لِمَ لَا يَرغبُ فِي تَركِ الطِّفل؟ أَوحدتهُ أَرهقتهُ لِدرجةٍ يَودُ فِيهَا أَنيسًا وَبشدَة؟

زَفرَ بِتعبٍ مُبعدًا أَفكَارهُ؛ فَقد أَعطَى أملًا لِهيكَارُو، وَهُوَ لَيس مِن الأَشخَاص الذِين يُحطمُون أَمال الأَشخاصِ أَو يَنكُوتونَ بِوعدِهم.

«لَا...» كَلماتٌ غَير مَفهومةٍ صَدرَت مِن هِيكَارُو الذِي اِرتَسمَت عَلى مَلامِحه الخَوف، فَما كَان مِن نَاويَا إِلا التَّخمينُ بِأنَ كابوسًا مُريعًا رَاوَده، وَلأنَ فُضولهُ غَلبه قَرب أُذنَيه نَاحِيتَه لِسمعٍ أَوضح، وَيا لِهول مَا سَمعه!

«سَأكُون فَتًى مُطيعًا وَلن أُصدِرَ أَي صَوت، أَرجُوك لَا تَضعِينِي فِي الصُّندوق؛ إِنه مُظلمٌ وَمُوحِش، أُمي...» دَمعةٌ وَراءَ الأُخرَى تَتسابقُ عَلى وَجنتَي هِيكَارُو أَثنَاء غَمغمتهِ بَهاتِه الكَلمَات، فَيمسحُها نَاويَا بِإبهاميه قَبل ضَمه إِلى حُضنهِ مُربتًا عَلى ظَهرِه قَائلًا فِي ذَات الوَقت: «كُل شَيء عَلى مَا يُرام، لَا تَخف!»

بَعد بِضعِ دَقائِق هَدَأ أَمهقُ الشَّعر وَاِبتسامةٌ صَغيرةٌ اِرتسَمت عَلى ثَغرِه بَينمَا يُبادِل الحَالكَ الحضنَ تَحت صَدمتِه بِذلك.

يُتبَع...

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro