Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفَصلُ الثَّامِن: مَشاعِرٌ صَادِقة.

يَسيرُ بِخطًى بَطيئةٍ مُحدقًا فِي بَريده الاِلكترُونِي بَنظَراتٍ تَشي عَن ذُهوله لِمَا اِحتَواه، فَمَا أُرسلَ إِليه كَان عِبارةً عَن شَهادةِ مِيلادِ هِيكَارو، وَالمُثير للرِّيبةِ فِي الأمر أنَه شَيءٌ اِحتاجهُ وَبشدةٍ لِتسجِيلِ هِذا الأخِير فِي الرَّوضة.

حَدق بِتمعنٍ فِي المَعلومَات، فَصُدمِ لِمعرفة أَن وَالدهُ مَجهولُ الهُوية، وَسرعَان مَا تَبادر إِلى ذِهنهِ ذَلكَ الرَّجل الذِي اِعتقدهُ وَالده البيولوجِي، لِيتساءَل بِحيرةٍ بَين نَفسِه عَن المَوقف الذِي حَدث سابقًا وَقت لِقائهِ بِهيكَارُو.

لَم يَأخُد وَقتًا طَويلًا حَتى تٓطَرقَ لِاستنتَاجٍ مَفادُه أَن تلكَ المَرأَة لَا تَعرف هُويةَ وَالده، وَبُغيةَ التَّخلصِ مِنه حَملت أحَد الرِّجالِ مَسؤوليته. التَّفكِير فِي هَذا جَعل الدَّم يَغلي فِي عُروقه، وِاسودت مَلامحُ وَجهه، مَا جَعلهُ مُخيفًا فِي عُيون الأطِباء، المُمرضاتِ وَكُل مَن مَر بِه، وَلحسنِ حَظهم أَنهم لَم يُوقفوه لِلتَّساؤُل عَن خَطبه، وَإلا رَاحُوا ضحيةً لِلحرب التَي نَشبت دَاخله.

وَحَتمًا هُناكَ دَائمًا اِستثنَاءَات، إذ أَنّ هُناكَ جُنديٌ جَسورٌ وَغبيٌ كِفايةً لِرمي نَفسه إِلى الهَلاك فِي الخُطوطِ الأَمامِية؛ لَاِفتقارِ قَامُوسه إلى كَلمَتَي الخوفِ وَالحَذر.

رَكل إِيزومِي البَاب كَعادَةٍ رُسخت مُنذ الصِّغر، ثُم تَقدم عِند نَاويا الذِي يَرمقهُ بِحدة، إِلا أَنه لَم يُبالِ وَجلسَ عَلى أَقربِ كُرسيٍ لَه مُستفتحًا الحَديثَ قَائلا بِلهجةٍ مَرحة: «إِذًا مَا الذِي يُزعجُ فَارسي المِغوار؟»

وَسرعَان مَا نَدمَ عَلى مَا تَفوه بِه، إِذ أَصبحَ الجَو فجأَةً خَانقًا وَمُسببًا لِلقشعَرِيرة له مُبتلعًا رِيقهُ بِصعُوبة، فَنحنَح مُحاولًا تَعديلَ كَلامَه كَي يَقي نَفسهُ شَر أَفعَال رَفيقِه.

«هَل حَدث شَيءٌ لِهِيكا؟»

لَم يَتلقَ ردًا مِنه، لكن بَدلًا مِن ذلكَ أَعارهُ هَاتفهُ لِيطلِع عَلى البَريدِ الاِلكترونِي المُرسلِ مِن مَجهولِ الهُوية، تَاركًا لَه حُريةَ فَهم مُجرياتِ الأَحداثِ وَربطِها مَعا كَيفمَا شاء، وَسواءٌ فَهمَ أَم لَا، فَذَلكَ ليس مِن شَأنه.

دَقائِقٌ مَرت، وَلا تَغيرًا طَفيفًا حَدث عَلى مَلامحِ إِيزومِي، مَا جَعل مِن الهَين على الآخَر فَهمُ شُعورِه حَاليا.

«أَلديكَ فِكرةٌ عَن هُويةِ المُرسل؟» بَعد صَمتٍ طَويل، قَرَر زُمرُدي المِحجرَين قَصَ شِباكِه المَنسوجة حَولهم بِسؤُالهِ ذَاك، الذِي مَا لَبثَ طَويلًا حَتى تَلقَى رَدًا مِن المُحَدث.

«لَستُ عَلى مَعرِفةٍ بِهوَيته، وَهذَا مَا يُؤرِقنِي؛ فَما مُبتغَاهُ مِن ذَلك؟»

صَمتٌ أَطبقَ عَلى الأَفواهِ مِن جَديد؛ فَمهمَا فَكرا وَبحثا عَن إِجابةٍ تُرضيهِما وَتشفِي فُضولهُما لَم يَجِدا، فَقرَر نَاويَا الاِستسلَام عَن التَّفكِير، فَربمَا يَجِدُ عِندَ هِيكَارُو مُرادَه المَنشُود.

«بَعيدًا عَن هَذا المَوضُوع، وَبمَا أَنكَ أَتيتَ إِليَ بِقدمَيك، فَوَجبَ عَليكَ الإِجابةُ عَلى مَا أَطرحُه عَليكَ بِصِدقٍ وَدُون تَهرُب.»

كَلمَات الأَصغرِ وَنبرتهُ الهَادِئة الأَشبهِ بِبحيرةٍ سَاكِنة، جَعلَت إِيزومِي يَدُق نَاقُوس الخَطرِ دَاخِله، ومُجهزًا نَفسهُ لِلرَّحِيل؛ فَهُو عَلى عِلمٍ تَامٍ بِمَا يَبتغِيه مِنه.

«لَا تُفكِر بِالهَرب حَتى!»

حَال اِنتهَاء نَاويَا مِن كَلامِه، غَرقَ قَلبُ الأَكبر هَلعًا وَقلَقا، مُتمنِيًا مِن أَعماقِ قَلبِه أَن يَكُون تَوقعهُ خَاطِئا، إِلا أَن الرِّياحَ تَجري بِمَا لَا تَشتهِي السُّفن؛ فَوقعُ كَلمَاتِ رَفيقه التَّالية جَعلتهُ يَبكِي دَاخِليًا وَفي ذَاتِ الوَقت يَندبُ حَظهُ التَّعيس.

«صَبيحَة هَذا اليَوم، وَردَنِي خَبرٌ مَفادُه أَن نَارِيزَاوَا رِيكِي أُصيبَ بِجُروحٍ خَطيرَةٍ نَجمَت عَن شِجَارِه مَع بَعضِ أَعضَاء اليَاكُوزَا، وَعلَى حَسبِ مَعرفتِي بِه، فَهُو لَيس غَبيًا كِفايةً لِيدخُل فِي شَجارٍ هُو يُدركُ جَيدًا كَونهُ خَاسرا.»

كَلحَ عُشبِي الشَّعر مُجيبًا بِنبرةٍ جَاهَد فِي جَعلهَا بَليدة، وَقد أَفلحَ فِي ذلك.

«وَمَا دخلِي أَنا بِه؟! كَما أَنهُ يَستحِق هَذا.»

نَقرَ نَاويَا بِخفةٍ عَلى المَكتبِ وَعينَاهُ مُثبَثَتان عَلى الأَكبر، ثُم رَد بِهدُوء: «أُوه! إِذًا شَكي فِي كَونكَ العَقلُ المُدبرُ لِهذَا عَلى خَطئٍ صَحِيح؟»

«بِالتَّأكِيد! مِن تَظُنُني؟!» مِن نَبرتِه الغَاضِبة، أَدركَ الأَصغَر أَن رَفيقهُ قَد صَدق نَفسهُ الكَاذِبة، فَما كَان مِنه إِلا أَن يَتنهَد بِتعبٍ مُدلكًا صَدغيه عَل صُداعهُ الذِي أَلم بِه قَبل بُرهةٍ يَخف.

«لَستُ أُعاتِبكَ عَلى فِعلَتك؛ فَهُو بِالفِعل يَستحِق مَا حَصل مَعه، وَلكِن أُريدكَ أَن تَعدنِي بِشيءٍ وَاحد، وَهُوَ أَن تُخبرنِي بِمَا سَتفعلُ سَابقا؛ خِشيةَ أَن يُؤدِي بِك غَضبكَ يَومًا مَا إِلى الهَاوِية حَيثُ لَا نَدمَ يُفيدُ وَقتَئذ.»

مَع آخِر جُملة، اِلتَقَى حَاجِبا إِيزومِي فِي غَضَبٍ حِين صَاح: «مَا الَـ...؟»

بُترَ كَلامُه مِن قِبل مُتباينِ الشَّعرِ الذِي رَمقهُ بِحدة، وَهَذا كَان نَقيضَ نَبرتهِ اللَطيفة، إِذ أَردف: «أَخبرتُكَ هَذا قَبلا، وَسأُعيدهُ الآن عَلى مَسامِعكَ وَكُلمَا سَنحَت لِي الفُرصة، أُريدكَ أَن تَتذَكر بِأنِي فِي صفكَ دَائمًا مَهمَا حَصل، حَتى وَلو عَارضكَ الجَمِيع.»

سَمحَ الأَكبرُ لزهزقةٍ سَاخرةٍ بِالاِنبلاجِ مِن شَفتيهِ قَائلًا فِي ذَاتِ الوَقت بِغيظ: «أَلستَ تُناقِضُ نَفسك؟ تَرفُض كَونكَ صَدِيقِي، وَها أَنت ذَا تَقُول أَنكَ بِصفِي!»

عَلى عَكسِ رَفيقِه الذِي عَلى وَشكِ الاِنفجَار دُون أَدنَى سَببٍ يُذكَر، اِبتَسمَ ناويا بِهُدوءٍ وَهُو يُجيب: «لَستُ مُتنَاقِضا؛ فَوُقوفِي بِصفكَ لَا يَعنِي بِالضَّرورةِ كَوني صَديقك.»

فَما كَان مِن إِيزومِي إِلا أَن يُبلِس كَالحًا مُكفهرا، وَرغبةٌ عَارمةٌ فَي بَدءِ شِجارٍ مَعه اِجتَاحَته، وَمع ذَلك فَهو حَريصٌ أَشد الحِرص عَلى التَّمسكِ بِحياتِه، لِذا قَرر تَناسِي الأَمر.

♢┈♠︎┈┈•༶ ༶•┈┈♡┈♣︎

يَدًا بِيدٍ يَسيرَان نَاحِية المَنزِل، أَحدُهمَا سَعيدٌ وَالبَسمةُ تَكادُ تَشُق وَجهَه، وَالآخَرُ غَارِقٌ فِي التَّفكِير كَثِيرُ التَّنهد، إِلا أَن عَدوَى الغَبطةِ اِنتقَلت مِن الأَصغَر إِليه، لِذَا قَرَر التَّساؤُل عَما يُسعِده.

«أَحدَث شَيءٌ يُسعِدكَ اليَوم؟»

عقِب السُّؤال، اِنبلجَ وَجهُ هِيكَارُو جَذلًا حِين هَتفَ بِحماسٍ طُفولِيٍ سَاهَم فِي دَغدَغةِ مَشاعِر المُتسائل: «لَقد سَاعدتُ الخَالةَ فِي صُنعِ كَعكةِ الشُّوكُولاطَة!»

«أَحسنت! أَكَانَت لَذِيذةَ المَذاق؟» رَبتَ الأَكبرُ عَلى رَأسِ يَقِق الشَّعر الذِي أَومَأ بالمُوافقةِ رادّا: «لَم أَذُق مِثلهَا قَبلا!»

«مَا دُمتَ سَاهَمت فِي تَحضيرهَا أنت، فَحتمًا سَتكُون شَهيةً جِدا.»

طَغَت حُمرةٌ خَفيفةٌ وَجنتَي الطِّفلِ خَجلًا مِن مُجَامَلةِ الشَّابِ لَه، مَا سَر هَذا الآخِير الذِي وَجد مُتعةً فِي جَعلِه خَجلا.

سَادَ الصَّمتُ المَكان، وَبَات صَوتُ النَّوارِس مَسمُوعًا لِقربهمَا مِن المِينَاء، وَلعَل هَذا أَحَد أَهم الأَسبابِ التِي اِتخَدهَا نَاويَا فِي اِنتقَاء سَكنه، فَوَلعهُ بِالبحَر وَما لَه عَلاقةٌ بِه لكَبير!

«هِيكَارُو، أَتمتَلكُ أَبا؟» تَساءَل وَعينَاهُ عَلى كُرةِ اللهَب المُتأجِجة المُوشكةِ عَلى الطُّفول، فَرد عَليه هِيكَارُو وَناظِرُه تَمركَز عَلى الأَرض: «لَا، أَنا بِلا أَب.»

اِلتمَس نَبرةَ الحُزن فِي حَديثِه، فَشعَر بِالضِّيقِ فِي صَدرِه، وَكم هُو مَقيتٌ هَذا الشُّعُور الذِي لَا يَدرِي مَاهِيتَه! زَفرَ بِعمقٍ قَبل أَن يَحملهُ بَين ذِراعَيهِ تَحت صَدمَته، ثُم حَدقَ بِصمتٍ فِيه مُفكرا. لَا يَدرِي مَتى أَو كَيف، لكِنهُ تَعلقَ بِكتلةِ الظَّرافةِ هَاتِه، وَهناكَ شَيءٌ يُدركُه أَكثر مِن غَيره أَنه مهمَا حَصل فَلن يُفرطَ فِيه؛ فَوجُودُه جُزءٌ لَا يَتجَزءُ مِن يَومِه الذِي بَات مُفعمًا بِالحَيوَية وَالبَهجةِ بَعد لُقيَاه.

«رُبمَا لَا أَكُون وَالدَك الحَقِيقِي، وَلستُ حَتى بَديلًا مُناسبًا لِمكَان الأُم، وَمع ذَلكَ سَأكُون السَّندَ الذِي تَتكِئُ عَليه سَواء فِي وَقتِ ضِيقكَ أَو فَرحك، سَأُحاوِل بِقدرِ اِستِطاعتِي أَن لَا أَدعَ الحُزن يجِدُ سَبيلًا إِليك.»

تَزامُنًا مَع اِنتهَاء الحَديث، اِجتَوى الدَّمعُ المُقلَتين؛ فَتسَاقَط كَسيلِ المَطر عَبر الوَجنتَين. يَرمُق نَاويَا بِنظَراتٍ جَمعَت بَين الفَرح وَالحُزن، وَمَا كَان سَببُ حُزنُه إِلا اِفتِقارُه لِحنانِ الأُم وَعطفهَا، فَرغمَ كُل مَا فَعلتهُ بِه، إِلا أَنه مَا زَال يُريدُ الشُّعورَ بِدفئِها، أَوليس هَذا حَقًا مِن حُقوقِه؟ فَلمَ سُلبَ مِن أَبسطِ حُقوقه؟ أَما بِالنِّسبةِ لِعَطفِ الأَب، فَقد وَجدهُ بِالفِعل عِند الشَّاب الذِي أَمسكَ يَدُه فِي ذَلك اليَوم الثَّلجِي القَارص وَلم يَتخَل عَنه.

ضَمهُ نَاويَا إِلى حُضنِه مُطبطبًا عَلى ظَهرهِ بِحُنوٍ حَتى خَالطهُ الوَسن وَسلمَ نَفسه لَه. بَينمَا هَذا الأَول يَتساءَل دَاخِله بِسُخريةٍ عَن خَطبِه؛ فَما لَه اليَومَ لَطيفُ اللِسانِ صَريحٌ فِي مَشاعِره؟

يُتبَع...

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro