Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفَصلُ الثَّالث: وَعد.

أَغلقَ نَاويَا البَاب وَراءهُ بِهدوءٍ كَي لَا يُوقظَ هِيكَارُو النَّائم وَهوَ مُحملٌ بِكيسٍ يَحتوِي عَلى لِباسٍ لِهذَا الآخِير مِن أَجل اِرتدَائه بَدلَ مَلابِسهِ البَالية. فِي طَرِيقهِ إِلى المَطبَخ سَمع صَوتَ بُكاءٍ مَكتُوم؛ لِيغرَق قَلبهُ قَلقًا.

كَان هِيكَارُو مُتكورًا عَلى جَسدهِ الفَانِي المُرتَجف، وَلآلئُ الدَّمعِ تَنهمِر مِن مِحجرَي الأَوبالِ خَاصتِه. حزنٌ، خوفٌ، خِذلانٌ، وَوحدةٌ، كَلماتٌ تَشكَلت فِي قَلبهِ فَخرجَت عَلى شَكلٍ شَهقةٍ مُتألمَة.

دَنَى الأَكبرُ مِنه بِهدوءٍ مُنحنيًا لِمُوراةِ فَارقِ الطُّولِ بينَهمَا، وَبِنبرةِ صَوتٍ لَطيفةٍ نَبس: «مَا الأَمرُ صَغِيري؟»

رَفعَ أَمهق الشَّعرِ رَأسه عقبَ سَماعِه صَوت نَاويَا مُجيبًا بِصوتٍ مُتقطِعٍ بَينمَا الدُّموع مَا زَالَت تَنهمِرُ كَشلَالٍ جَار: «حَالمَا اِستَيقظتُ لَم أَجدك، فَظننتكَ تَركتَني.»

«هِيكَارُو مَهمَا حَصل أَنا لَن أَتركَك.» وَللمرَة التِي لَا يَعلمُ كَم يَقطعُ وَعدًا لَا يُدركُ مَا إِن كَان قَادرًا عَلى الإِيفَاء بِه، أَو لمَ قطَعه مِن الأَساس.

«وَعد؟» رَد بَين شَهقاتِه التِي جَاهَد فِي كَتمِهَا رَافعًا خُنصرهُ الأَيمَن لِيشبك نَاويَا خُنصرهُ بِخنصرِه مُجيبًا بِبسمةٍ صَغيرَة: «أَجل، وَعد.»

«إِن لَم تَفِ بِوعدِك فَستصبحُ أَصلعًا.»

قَهقهةٌ صَغيرةٌ تَسرَبت مِن فَاهِ الشَّاب الذِي حَاوَل أَن لَا يَضحكَ عَلى ظَرافةِ الصَّبِي الذِي اِصطنَع الجِدية فِي حَديثِه رُغمَ أَنه لَم يَنجَح فِي ذَلك؛ فَوجههُ أَلطفُ مِن أَن يَرسمَ تَعابيرًا جَادة.

«بِالطَّبعِ سَأفِي بِه؛ لَا أُريدُ فُقدَان شَعري الثَّمين.»

♦️┈♠️┈┈•༶ ༶•┈┈♥️┈♣️

«إِلى أَين سَنذهَب؟» تَساءَل هِيكَارُو أَثنَاء تَخطِيه بِركَ المِياهِ الصَّغيرةِ النَّاتجة عَن ذَوبان الثَّلج بِالقفزِ فَوقهَا وَقد كَان تَصرفهُ غريبًا فِي عُيونِ نَاويَا؛ أَليسَ مِن المُفتَرضِ أَن يَقفزَ الأَطفَال دَاخِل البِرك؟

«إِلى المُرَبيَة.»

«لِمَاذَا؟»

«أَخبرتُكَ البَارحَة، لَديَ عَملٌ وَلا أَستطِيعُ تَركَك فِي البَيتِ وَحيدًا.»

«آه، حَسنًا!» تَحدَث بِخفُوتٍ مُطَأطأً رَأسَه، لِيبعثِرَ نَاويَا خُصلات شَعرهِ بِتَعب؛ فَكسبُ ثِقةَ الأَطفَال أَصعَبُ مِمَا تَبدُو وَما يَزيدُ الطِّينَ بِلةً أَنه لَا يُجيدُ التَّعامُل مَعه، فمُجرَد خَطئٍ صَغيرٍ مِنه قَد يَتسببُ فِي بُكَائِه.

«هِيكَارُو، أَتخشَى أَن أَتركَك وَلا أَعودَ لِأخدكَ مُجددًا؟»

كَلمَاتهُ ضَربت وَترًا حَساسًا لَدى الصَّغير مَا أَدخَل الرَّهبةَ إِلى دَاخِله، وَكَان هَذا بِمثابةِ أَمرٍ لِمَآقيه كَي تَدمَع. هِيكَارُو لَن يُنكِرَ أَنه خَائفٌ مِن أَن يُترَك عَلى الدَّوَام، فَبعدَ كُل شَيءٍ هَذا مَا فَعلتهُ وَالدَتهُ طَوَال حَياتِه، لِذا هُو خَائفٌ مِن أَن يَتركَه هَذا السَّيدُ اللَطيفُ أَيضًا.

«هِيكَارُو، لَقد وَعدتكَ صَحِيح؟»

اِنحَنى رَغبةً فِي الوُصولِ إِلى طُولِه القَصير وَلِتقابل عَينَاهُ عَينَا هِيكَارُو المَملوءَةِ بِالعبرَات وَالذِي رَد مُغمغمًا: «أَجل.»

«وَأنَا عِند وَعدِي، كَما لَا أَرغبُ بِأن أُصبحَ أَصلعًا.» خَتمَ كَلامَه بِضحكَةٍ خَفِيفةٍ.

هَز يَققُ الشَّعرِ رَأسهُ بِالمُوافقةِ بِترَددٍ مَا جَعلَ الآخَر يَيأسُ مِن كَسبِ ثِقتهِ سَريعًا.

طَرقَ نَاويَا البَاب ثَلاثَ طَرقاتٍ مُتَتاليةٍ لِيفتَح بَعدَ ثَوانٍ مَعدودةٍ مِن الطَّرق، فَيظهَرَ خَلفَهُ غَيهبُ إِنسانٍ فِي مَرحلَةِ الكُهولَة، شَعرهُا المُمَوج قَاتمُ السَّوَاد، بَشرةٌ تَكسُوهَا التَّجاعِيد التِي أُخفيَت مُعظمُهَا تَحتَ طَبقةٍ مِن المَاكيَاج، عُيونٌ مُبتسمةٌ كَلونِ أَوراقِ أَشجَارِ الخَريف.

«طَابَ يَومكِ سَيدَة تَكاهِيكُو، وَعذرًا عَلى إِزعَاجك.»

«أَي إِزعاجٍ هَذا الذِي تَتحَدثُ عَنه؟ أَنا مَن أَخبرَك مِن الأَساس أَن تُحضرهُ إِلي؛ فَكمَا تَعلمُ أَنا أَعيشُ وَحيدةً.» رَدت السَّيدةُ بِبسمةٍ لَطيفةٍ شَقت ثَغرهَا، ثُمَ وَجهَت أَنظارهَا نَحو الصَّبِي المُختبِئ خَلفَ سَاقَي نَاويَا، اِنحَنت قَليلًا قَبلَ أَن تَردف: «مرحَبًا هِيكَارُو، أَنا أُدعَى تَكاهِيكُو آيرِي، تَشرفتُ بِلقَائِك.»

«رَحب بِهَا.»

دَفعهُ نَاويَا بِخفةٍ لِينحنِي مُتحدثًا بِلباقةٍ أَدهشَت الاِثنَين: «الشَّرفُ لِي سَيدتِي.»

اِزدَادَت اِبتسَامةُ آيرِي اِتساعًا دَلالَةً عَلى حُبهَا لِهذَا الصَّغير الظَّريف مُستطردَةً: «يُمكِنكَ مُنادَاتِي بِالخَالَة لَا دَاعِي لِكل هَذه الرَّسمِية.»

«حَسنًا يَا خَالَة.»

عَقبَ إِجابةِ هِيكَارُو الخَجل تَساءَلت آيرِي قَائلةً: «كَم عُمركَ يَا صَغِيري؟»

سُؤَال السَّيدَة جَعل نَاويَا يُدركُ أَنه لَم يَسأَل هِيكَارُو أَبدًا عَن عُمرِه بَل لَم يُحاوِل التَّعرفَ عَليه مِن الأَصل.

«عُمرِي خَمسُ سَنوات.» أَجابَ مُشبكَا أَصابعهُ مَع بَعضٍ بِتَوتر؛ فَليسَ مُعتادًا عَلى الإِختلَاط مَع النَّاس.

رَفعَ الحَالكُ حَاجبًا مُستنكرًا إِجابةَ أَمهقِ الشَّعر، فَهوَ يبدُو أَصغَر مِن سِنه، لَكن سُرعَان مَا ضَربتهُ صَخرةُ الإِدراك وَرجَح أَن الأَمرَ عَائدٌ إِلى نُقصِ العِناية، لِذَا قَررَ أَن الاِهتمَامَ بِغدَاء الصَّغير سَيكُون مِن أَولياتِه رُغمَ كَونهِ مِن كَارهِي الطَّعامِ الصِّحِي وَهَذا بِحد ذَاتهِ مدعاةٌ لِلسخريةِ إِذ أَنه يَعملُ فِي مَجال الطِّب.

مَسحَ نَاويَا بِرفقٍ عَلى شَعر هِيكَارُو قَبل أَن يَتجهَ إِلى عَملهِ قَائلًا: «كُن فَتًى مُطيعًا، أَراكَ لَاحقًا.»

حَملقَ الطِّفلُ فِي ظَهرِ نَاويَا حَتى اِختَفى فِي الأُفق فَيَرتسمُ الحُزن عَلى أَمارَاتِه، لَاحَظت آيرِي هَذا لِتشدَ يَدهُ جَاذبةً اِنتبَاههُ وَببسمةٍ عَطوفَةٍ نَبسَت: «هَل تُريدُ أَكل بَعض الكُوكِيز مَع الحَليب.»

لَمعَت عَينَا هِيكَارُو بِبريقٍ نَجمِيٍ مُومئًا بِحمَاسٍ طُفولِي، فِي المُقابِل ضَحكَت المَرأةُ بِخفة؛ فَإِن أَردتَ كَسبَ قَلب طِفل، فَالحَلوَى أَقصرُ طَرِيقٍ إِلى ذَلك.

♦️┈♠️┈┈•༶ ༶•┈┈♥️┈♣️

«هَل تَقولُ أَنكَ تَبنيتَ طفلًا قَبلَ يَومين وَلم تُخبرنِي يَا خَائنَ الصَّداقة؟!»

ضَربَ الشَّابُ ذَا الشَّعرِ الأَزرقِ السَّماوي الطَّويلِ نسبيًا، المَربُوط إِلى الخَلف، وَالعُيونِ العُشبِية مَكتبَ نَاويَا بِدرامِية، لِيدلكَ هَذا الآخير صَدغَيه بِاِنزعَاجٍ قَائلًا: «أَولًا، أَنا لَم أَتبنَاه لِأن وَالدَته غَادَرت مَنزلهَا، وَلا أَدرِي مَكانَ وَالدِه أَيضًا. ثَانيًا، مُنذ مَتى وَأنَا صَديقك؟ ثَالثًا، اُخرج مِن مَكتَبي!»

قَلَب ذَا الشَّعر السَّماوي عَينيهِ بِملل مُتسمرًا فِي الكُرسِي عِنادًا لِكلمَاتِه.

«أَنا صَديقُكَ شِئت أَم أَبيت، وَسأَزُور بَيتكَ غَصبًا عَنك لِرؤيةِ اِبنِي!»

«مَتى صَارَ اِبنك؟» تَساَءلَ الحَالكُ بِاِستنكَار لِيجِيبهُ الآخَر بِمَرح: «مُنذ الآن!»

قَبل أَن يَتفوَه نَاويَا بِأي شَيء، اُقتحِمَ مَكتبهُ مِن قِبلِ مُمرضةٍ صَاحَت بِاِستعجَال: «أَيهَا الرَّئيس نَحتاجُكَ فِي غُرفةِ العَملياتِ حَالًا، السَّيد مَاتسُودَا غَائبٌ اليَوم!»

اِستقَامَ عُشبي العَينَين مُتوجهًا نَحو غُرفةِ العَمليَات، لَكن فَجأةً اِستدار إِلى الخَلفِ مُستطردًا: «الطَّبيبُ آساغِيري نَاويَا نَحتاجكَ فِي غُرفةِ العَمليَات حَالًا، وَلا تَتأخَر إِن كُنت لَا تُريدُ لِلمرِيض أن يَموت.»

لَم يُعقب نَاويا عَلى كَلامِه، بَل شَرعَ فِي التَّفكِير بِطريقةٍ لِقتلِ هَذا المُستهتر الذِي لَا يَعلمُ كَيف صَارَ رَئيسَ الجَراحِين! لَن يُنكِر أَنه شَاكرٌ لَه لمحَاولَاتهِ الدَّائمة فِي مُساعدَته مِن أَجل ضَمانِ مُستَقبلِه، لَكن طَريقتهُ تَستفزِه وَخاصةً أَنه يَنوِي تَأخيرهُ عَمدًا كَي يَرَى هِيكَارُو.

يُتبَع...

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro