كأغنيةٍ حزينه |٢٥|
فصل لطيف وخفيف تمهيد للبؤس القادم نياهاهاهاهااهاهاهاهاها
••••••
" تايهيونغ .. انا لن استمع لاعترافك بينما انت ثمل .."
قالت جملتها وهي تغطي فمه براحة يدها تدفعه قليلاً كي تصنع بينهما مسافة حتى لا ينقطع عنها مجرى التنفس من شدة ارتباكها من قربه الشديد .. اختلّ توازنه بسبب دفعها له وكاد يسقط لو لم تتشبث به مذعوره وهي تحيط ظهره براحتيّ يديها .. فنظر اليها بعينانِ ناعستان وفرّق شفتيه المتورّدتين يقول بصوت مهزوز بينما كان يحبس وجنتيها بين راحتي يديه وبسبب فعلته برزت شفتيها الكرزيّه ..
" يوري .. ماذا فعلتِ بي ؟ "
تركت ظهره تحاول ابعاد يديه عن وجنتيها خوفاً من ان يعود والده ويسيء الفهم،ولكن تاي بدلاً عن ذلك سحب يدها اليمنى يبسطها فوق صدره الأيسر وسط ذهولها .. وقال بينما تعابير الحزن تتضح على سِمٍاه ..
" أنا احبكِ لأنكِ تلمسين قلبي .. تصنعين فيه فوضى جميله .. معكِ فقط اسمع فوضى قلبي ومشاعري .. غيمتي .. إذا لم يكفيكِ قلبي سأخرج منه "
لامس كلامه وتراً حساساً في قلبها، تريد تصديق كلماته ولكن طالما هو ثمل فثِقتها بإعترافه متزعزعه، ولكن رغم كل شيء هي شعرت بأنها كأغنية ميلاد سعيده بسببه .. بينما هو بإعترافه بدى كأغنيةً حزينه لسببّ ما ..
" اعلم تاي تاي .. لذا دعنا نذهب من هنا فالطقس مثلج وانت ترتعش "
هذا ما قالته مباشرةً بينما هو كان ضائع بين تفاصيل شفتيها ، ليعانقها فجأه يسحب ذراعها نحوه ، يتكئ بذقنه على كتفها بينما كان توازنه يختل بين ذراعيها التي تشبّثت به يقول
" هكذا لن ارتعش ،بين ذراعيكِ.. لذا دعيني اكمل اعترافي .. اصمتِ غيمتي "
توردت خجلاً رغماً عنها ومن ثم أومئت،سبيلاً لسماع ومعانقة تايهيونغ هي لا تملك اَي شكوى حتى لو رآهما والده .. كان تايهيونغ يشعر بالخجل هو الاخر .. وفِي نفس الوقت مرتاحاً ، هكذا سيستطيع قول ما في جعبته دون ان يرتبك من نظراتها .. فقد مر وقت طويل منذ آخر مرةٍ قال لها انه يحبها .. فمنذ نسيانها لذكرياتها معه هو عاش مُحِبّاً لها دون ان يخبرها بشيء وتركها تعيش بدونه ليتقطع فؤاده ببؤس واشتياق ،فتحدث الان اخيراً وبدى حديثه دافئاً بخشونته يطبطب على قلبها ..
" غيمتي ،الإنصات إليكِ وأنتِ تتحدثين، كان سيكون بهجة حقيقية لو كنتُ قادراً على .. على .. "
لم يستطع إكمال جملته ، فابتلع ريقه يغمض عينيه وهو يغير كلماته بينما يشتد بعناقه لها
" منذُ دخولكِ لحياتي مجدداً كالغيمة التي تحمل داخلها مطراً من النور،وأنا اصبحت أشدُّ الأشخاص توهّجاً ،اجدكِ حين احملق في دفتر نوتاتي،اجدك حين احزن وحين افرح، انتِ موجوده بي حتى في غيابكِ "
ابتعد عنها ووضع يده فوق راحة يده يشكوا لها مِنَها .
" انني اجدكِ عندما أضع يدي على قلبي .. بفضل حبي لكِ ارى سبباً للعيش، لأنكِ غيمتي الماطره التي تروي ذبولي "
عضّت على شفتها السفلى تأثراً ، وفِي نفس الوقت ادركت كم هي تحب هذا الموسيقار الثمل الذي يمتثل امامها بعينيه الناعستان وشعره البندقي الذي يكاد يغطي عسليتيه ، وتعابيره الطفوليه وأنفه المتورد .. وخصوصاً قسمات وجهه الوسيم ..
تقدم نحوها بعدما دفعته سابقاً خوفاً على قلبها من ان ينفجر، وألصق جبينه الساخن بجبينها حين خفضت عينيها خجلاً ، وبعدها رفع كلتا يديها بخاصتيه يشبك اناملها بين فجوات انامله ويقول بصوتٍ مرتعش
" لماذا يؤلمني حبّكِ ؟ انا متخم بالآلام التي سوف تكفيني لبقية حياتي.. ما بال حبّكِ يؤلمني ويزيد الامر سوء؟ "
رفع يدها ووضعها فوق وجنته يهمس بضيق وسط تحديق يوري فيه عينيه اللتان تولد فيهما الحزن الذي يكاد ينهش عظامه
" كنت التقط انفاسي ثلاث وعشرون مرّة قبل أن أدخل في المطعم حين أعلم أنكِ بداخله، وأعود لترتيب مظهري في كل لحظة، ثم اشعركِ بأني لا أراك بينما أنا أكثر من ينتبه لوجودكِ ..."
واكمل وسط ذهولها وابتسامتها الواسعه التي تصف مدى غبطتها لكلماته .. حين أعاد خصلة بندقيه خلف اذنها بأناملٍ قمحية طويله ..
" على الرغم من انني اتوهج قربكِ ولكنني احترق في نفس المقدار ، اكره نفسي معكِ وأحبكِ .. اكره البيانو .. ومعك امقت عجزي "
لفت سمعها كرهه للبيانو ومقته لعجزه ، لترفع عينيها الخضراوين نحو عسليتيه تقول بقلق
" لماذا تكره البيانو ؟ انه حلمك .. كيف لك ان تكره حلمك بدون سبب ؟ .. ومما انت عاجز ؟ هل لا زلت تخفي عني الأسرار ؟ "
هو لم يسمعها،فقد بدى كالشخص الذي يتحدث اثناء نومه، كان ثملاً يسرد ما في جعبته وقلبه.. اخبرها ماذا بفعل حبّها فيه .. ولو كان واعياً لما كان سيقول هذا بتاتاً،ولو ستستمر هذه الحاله سيخبرها بكل شيء ..ولكن لحسن حظه يبدو ان طاقته قد انخفضت.. لأنه فاجئها بجلوسه جلسة القرفصاء ويتكئ بجبينه على فخذها يزفر بتعب بينما لا يزال متمسكاً بأناملها .. ومغمض العينان وبلحظة خاطفه انزلقت انامله عن خاصتيها وسقط كالريشه على الارضيّة يشعر بالدوار ، وكان يتأمل رقاقات الثلج التي هبطت برقّه من السماء فوق جبينه الساخن .. ... ركعت يوري امامه مرعوبه بينما كان هو مشغولاً بتأمل تلك الغيمه التي تسبح في السماء .. فرفع كفّ يده يهمس بينما يحاول الإمساك بالغيمه
" غيمتي يوري في السماء "
فأغمض عينيه يبتسم .. وغاب عن الوعي، استيقظ بعدها حين أزعجه توهّج شعاع الشمس ، فوجد نفسه نائماً على سريره .. جلس على السرير وشعره البندقي كان فوضاوي .. تثائب وهو يحكّ رقبته ثم بعدها حاول تشغيل عقله ..
" اليس من المفترض ان أقابل يوري قرب قبر جدتي ؟ .. اوه .. "
تذكر احداث مقابلته لأبيه وبعدها انتهى به الأمل ثملاً .. فقال مستغرباً
" اشعر ان اشياء اخرى حصلت بعدما ثملت .. يا ترى ما هي ؟ "
لينهض متوجهاً الى الحمام متناسياً كل شيء من شدة الصداع ..خرج بعدما قام بتجفيف نفسه وارتدى كنزةً حليبية وبنطال اسود واضعاً منشفةً بيضاء فوق رأسه وخرج من دورة المياه عاري القدمين متوجهاً نحو غرفة المعيشه ..
ليتوقف مستمراً مكانه ينظر لتلك الجالسه امامه تأكل طعام الإفطار بنهم.. مشى نحوها مذهولاً ليجلس قبالتها يحملق فيها .. ليرفع يده يمطّ وجنتها بسبّابته وابهامه قائلاً بصوته الناعس الهادئ
" ماذا تفعلين هنا ؟ "
أظهرت تعابير انزعاج وهي تبعد يده عن وجنتها، وتجاهلت وجوده تقضم طعامها كالقارض ..
" يوري ... لماذا تتجاهلينني ؟ .. انا اكره حين يفعل أحدٌ هذا معي .. انني اشعر كما لو ان قلبي مكبوت وان لا احد يسمعني "
رفعت مقلتيها نحوه تقول بغيط طفولي
" لماذا تبالغ ؟ انا فقط لست في مزاج للحديث "
قضم سفلية شفاهه ونهض مستاءً ينوي تخطيها والخروج ، لو لم يتفاجئ بأناملها التي قبضت على معصمه تمنعه من الهروب .. فالتفت نحوها بغضبٍ هادئ يراقب كيف ترتشف من الماء على عجل منحنية الظهر وبعدها سارعت بالالتفات نحوه تجفف شعره بالمنشفة التي لا ترال تغطي رأسه بينما تقول اثناء تلاحم نظراتهما ..
" انا من املك كامل الحق في ان اغضب منك "
" ماذا فعلت ؟ "
سألها كما لو انه طفل يتسائل عن سبب فرض العقوبة عليه .. فقالت بعد تنهيدة تعب
" لقد أتعبتنا بالأمس .. هل تريد مني ان اسرد لك ما فعلت حينما كنت ثملاً ؟! "
ابتلع ريقه وهز رأسه نافياً يبعد يديها عن منشفته ويلتفت ناوياً الهروب خوفاً من معرفة ما حصل بالامس .. وحالما كاد يفتح الباب ويخرج ليتفاجئ بقدمها التي ثبتتها على طرف الباب من خلفه ، شعر بحضورها ليلفت خلفه متوتراً ينظر لتلك التي تحاصره قائله بعتاب
" واه .. تقوم بفعل جرائمك وبعدها تنوي الهروب دون الرغبه بمعرفتها ؟ .. ايها الموسيقار الماكر "
أشاح نظراته مزيحاً رأسه للجانب الاخر يقول بتوتر
" لو سمحتِ ، اريد ان اخرج "
ضيقت عينيها ومن ثم اعادت وجهه لوجهته الصحيحة بسبّابتها ، امامها وقالت
" لقد اعترفت لي بحبك،وحين رفعك والدك فوق ظهره استفرغت على ملابسه،انت تدين له باعتذار، وايضاً .. لقد كنت تواصل الهروب منا طوال الوقت ظناً منك اننا فضائيين ننوي اختطافك "
توسعت عينيه مذهولاً وسرعان ما قال
" كلامي حين أثمل لا يؤخذ بجدية .. وخصوصاً اعترافي الساذج بالحب "
همهمت غير مقتنعه لتقول بعدها وهي تمرر اناملها بين خصلات شعره الرطبة
" قم بتجفيف شعرك جيداً وبعدها تناول الإفطار .. اريد ان أخذك لمكانٍ ما "
وحالما ابتعدت عنه ليركض بخطى سلسه نحو المطبخ ويفاجئ جين المستغرق بصنع القهوه يعانقه من الخلف مذعوراً من يوري وأفعالها الصبيانيه المفاجئه !!.. فالتفت نحوه جين مستغرباً يقول
" تاي تاي .. مالخطب ؟ "
رفع تايهيونغ نظراته نحو جين وقال متوسع الاعين يتلعثم ..
" يوري تحرّشت بي للتو وعاملتني كما لو انني فتاه ! لقد حاصرتني على الباب كما يفعل الفتى بالفتاه بالأفلام .. رجولتي اصبحت في خطر بسببها ! "
•••
مساحه لله ؟
تم التعديل ✅
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro