Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

كُنتِ ولا زِلتِ |٢٤|



•••

ابتعدت عنه تضمّ وجنتيه بين كفّيها تقول باسمة الثغر بينما الخجل يساورها ..

" ماذا عنك انت ؟ .. هل تحمل المشاعر نفسها ؟ "

تنفس بتسارع حين ادرك انها همست له شيئاً لم يسمعه .. فأبعد معصميها عنه يعانقهما بكلتا يديه ، ليُسقِطَ جبينه فوق كتفها يهمس بصوتٍ مرتعش مغمض العينان

" انا مُتعَب .. دعيني أبقى هكذا قليلاً .. "

ضاق صدرها وشعرت بأنه يتحاشى مشاعرها .. احست بالاهانه ولكن رغم ذلك عانقته بين ذراعيها وهي تلتزم بِـ صمتها ..

بعد دقيقه ابعد ثِقلَ رأسه عن كتفها يقول بتوتر وهو ينظر للصندوق

" غداً صباحاً.. سنزور الجدة ميلا معاً ، لذا تصبحين على خير .. غيمتي "

وأدار ظهره ينوي الهروب منها لو لم تتسلل اناملها تشبكها بخاصته .. ابتلع ريقه بتوتر والتفت نحوها لتلتقي عسليتاهُ بخضراوتيها ، تقدمت نحوه تقول بإستياء

" لا بأس .. سأنتظر مواجهتكَ لي حين تشعر بأنك مستعد .. ولكن اريد ان أسألك أمراً لطالما أشعرني بالفضول "

فقال متظاهراً بالثبات

" ما هو ؟ "

ترددت قبل ان تنطق

" لماذا .. لماذا توقفت عن عزف البيانو ؟ رغم كونك حققت حلمك وأصبحت موسيقاراً مشهور ؟ .. مالذي جعلك تعتزل العزف "

بلّل شفتيه وقال بصوتٍ متزعزع

" انا فقط لم أعُد احبه كالسابق .. لأن ما يربطني به هِيَ ذكرى موت صديقي "

هو لم يكذب .. هو فقط قد قال نصف الحقيقه لها ، بعدها أفلت يده عنها وتراجع مبتعداً ، ليعود ادراجه فجأه وهو يضع الشال الخاص بها حول رقبتها يقول بينما كان يتشبث بياقتها

" لا تصابي بالبرد بسببي .. .. "

ليحرر ياقتها وابتعد مجدداً بينما كانت هي تختفي بمراقبة سرابهِ يبتعد ..

ماذا لو لم يكذب ؟ لأصبحت وردته ذابله .. ماذا لو قال بأنه تعرّضوا لحادث برفقة عائلته بعد آخر امسية موسيقية عزف فيها بشغف وماتت فيه امه؟ .. ماذا لو قال انه يحبها حباً جمّا وبأنه تخلّى عن كونه زوجها لمصلحتها وفضل ان يعيش وحيداً بدونها ؟ ماذا لو قال انه ترك العزف لأنه اصبح أصم ؟ هل ستستمر وردته بالإبتسامة بهذا الشكل الفاتن لو علمت الجانب المظلم من الحياة المزيفه التي تعيشها ؟

في صباح يومٍ جديد ، كان تايهيونغ يجلس على ركبتيه امام قبر جدته بعدما وضع الورود امامه .. وكان يحدق بالفراغ .. ليخرج من افكاره الكئيبه تلك اليد التي حطّت على كتفه من الخلف .. فالتفت قائلاً بعتاب

" لقد تأخرتِ "

توسعت عينيه حالما رأى أباه امامه يرتدي بذلةً رسميه .. والشيب قد غزى شعره .. وضع تايهيونغ راحة يده المرتعشةُ الأنامل فوق نسيج شفتيه وعينيه العسليتانِ قد توسعتا حالما رأى أباه ..

سرعان ما نهض بحركةٍ مضطربه يخفض عينيه على الارضيّة يحملق بالطين الذي يغطي حذائيْ اباهُ الأسودين ..

وقال بصوتٍ رجولي مرتعش دون ان يكون قادراً على النظر الى تعابير الانكسار التي تتضح على اباهُ

" ظننتُ انني الاسوء حالاً بيننا .. حتى ظهرتَ انت "

وضع الأب كلتا يديه فوق كتفيْ ابنه الذي رفع عينيه الغارقتين بالدموع نحوه وقال له مبتسماً بإنكسار

" بُنيْ .. لقد تجرعت الألم اثناء غيابك .. هل عدتَ لأجلي ؟ هل قررت مسامحتي ؟ "

اغمض تايهيونغ عينيه بقوه وغطّى كلتا اذنيه براحتي يديه حين احتاجه صداع مزمن يهمس بتكرار مرعوباً

" لا تتحدث معي .. لا تبرر لي شيئاً .. ارحل يا ابي ارجوك !! ارحل !! "

اختنق اباهُ بعبرة البكاء حين ادرك بأن ابنه لم يخضع للعملية كما كان يأمل .. ولَم يسامحه بعد .. ولا زال موسيقاراً بائس ..

" لم أراك منذ سنتين .. على الاقل دعني اعانقك بين ذراعي "

كان يعلم ان تايهيونغ لن يسمعه ولكنه لم يستطع كبت مشاعر اشتياقه ووجهه وتأنيب الضمير خاصته ..

ليهم بعناق تايهيونغ وهو يهمس باكياً

" انا اعتذر يا صغيري ..لجعلك بهذه الحالة .. انا امقت نفسي "

حاول تايهيونغ ابعاد نفسه ولكنه كان متعباً من كل شيء .. يكره اباهُ ولكنه لطالما كان يحتاج عناقاً منه لأنه كان آخر فرد من عائلته .. يشعر بالتناقض تجاهه .. ويشعر بالنفور ايضاً .. ولكن يبدو ان مشاعره التي لطالما كان يخبئها قد تفجرت حالما شعر بدموع ابيه على كتفه .. ليهمس باكياً وهو يبادل ابيه العناق ويضرب ظهره بقبضته بخفّه عتاباً

" لقد خسرتُ أمي .. وسَمعي .. وحُلمي .. كل هذا حصل بسببكَ انت .. لقد دمرتَ ابنك يا أبي . . دمرتني "

•••

قبل سنتين ..

" ابي .. لماذا لم تأتِ لأمسيتي ؟ هل سمعت خطابي عنك انت وامي ويوري على الأقل ؟ "

هذا ما نطق بِه تايهيونغ الذي كان يضع هاتفه قرب أذنه مشغولاً بمحادثة أبيه .. فأتاه رد ابيه الذي كان متوقفاً لتوّه امام مسرح الموسيقى الكلاسيكية

" انا ووالدتك ويوري متوجهون نحو امسيتك ! لقد سمعنا عزفك من الراديو قبل قليل ووالدتك لا زالت تبكي من شدة التأثر ! نحن حقاً فخورون بكَ يا صغيري ..سامحنا على تأخرنا "

بزغت ابتسامةٌ على ثغره داعبت حزن ملامحه الجميله .. وقال

" اوه .. لا بأس .. دعني اخاطب امي "

وضع السيد برنارد الهاتف قرب إذن طليقته التي كانت تمسح دموعها بطرف ربطة عنقه وهي تشهق من شدة التأثر والبكاء ..

وحالما سمع تايهيونغ صوت بكاء امه انقبض قلبه وقال بإستياء حين كان يقف خلف الستاره التي سترته عن الجماهير بينما كان يجلس اما البيانو الاسود .. ويرتدي بدلةً رسميه سوداء فاخره

" امي ؟ هل لا زلت تبكين ؟ "

حالما سمعت صوت ابنها سرعان ما مسحت دموعها كما لو انه كان سيراها .. وتنحنحت تقول متظاهره بالثبات بينما أمسكت الهاتف وسط تأمل يوري لها باسمة الثغر

" والدك يكذب ! انا لا ابكي "

زفر تايهيونغ بضيق يقول بعبوس طفولي وهو يتلاعب بمفاتيح البيانو امامه بأنامل متهلله

" لكن صوتكِ يرتعش .. لا تبكي .. سوف تحرضينني على البكاء انا ايضاً "

" انا فقط تأثرت من جمال عزف موسيقاري وطفلي الموهوب .. انا توقفت عن البكاء حقاً ! لذا إيّاك والبكاء .. ايضاً نحن ننتظرك بالأسفل تعال كي اعانقك يا صغيري "

سرعان ما نهض تايهيونغ من مقعده الاسود متحمساً يقول

" انا قادم! سوف اعانقكِ كما لو انني سأموت الْيَوْم ! "

وبعد ترددٍ قال اثناء ما كان يعزف بأنامله بالهواء بحركة لا ارادية

" أمي .. اريد التحدث مع زوجتي "

سرعان ما ناولتها الهاتف لتقول يوري بحماس طفولي اثناء تحديقها من نافذة السيارة

" موسيقاري الثمين! لقد أسرني عزفك اليوم "

صمت قليلاً مما جعل ابتسامتها تتبدد وهي تقول بقلق

" تاي .. مالأمر ؟ "

ليظهر صوته الرجولي بنبرةٍ مبحوحة وهو يقول

" أما أنا فقد أسرتيني منذ وقتٍ طويل .. يا غيمة الموسيقار التي تقطنُ الأرض "

وحين انهى المكالمة تناول وروده الحمراء التي أعطتها احدى معجباته المسنات وركب المصعد يحاول كبح سعادته المفرطة .. وحالما خرج من المبنى ليتفاجئ بوالدته التي خرجت مسبقاً من السياره تفرد ذراعيها في الهواء محدقةً بِه بحب شديد .. شعر بالحرج كون الماره يحدقون بوالدته مستغربين .. ولكنه لم يعيرهم اهتماماً .. فهو يعلم انه مهما كبر بالعمر سيظل طفلاً في نظر امه ..

ليركض نحوها ويغرق بين احضانها الدافئه مغمض العينين وسط تذمر ابيه الغيور حين نطق

" من قال انني احتاج عناقاً جماعي ؟ "

ليلتفت كلاهما نحوه هو ويوري يمدّان ذراعيهما لهما ، فابتسم كالطفل الصغير وهو يشاركهما العناق بينما يوري تعمدت معانقة تاي اولاً وبعدها شاركتهم العناق الجماعي.. لتعطس والدة تاي فجأه مما اجبره على رمي الورود على ابيه قائلاً

" امي لديها حساسيه من الورود !"

ليضحك ابوه وهو يراقب عطاسها المتكرر ، فوضع الورود جانباً على قارعة الطريق لتتوقف عن العطاس وهي تقول بغيظ

" والدك يسخر من حساسيتي ! "

فعبس تاي تاي وهو يضم رأس امه بين كفَّيه مخاطباً ابيه وسط تأمل يوري لهم بسعادة

" ابي لماذا تسخر من وردتي ؟ "

" انت محق .. انها ورده .. ولديها حساسيه من الورد "

فغرق بالضحك مجدداً لتفرقع أصابعها وهي تعضّ على شفتيها قائله

" الورده غاضبه من الصبار! "

" هل سمعت تاي تاي ؟ انها تلقب والدك الوسيم بالصبار ! "

" ابي انت وسيم ولكن ما تقصده امي انك جاف معها وقاسي كالصبار .. امي لنذهب الى البيت انا متعب وأريد ان انام "

ولكن لم يكن أياً منهما يعير تاي تاي انتباهاً .. فقد كانا يتلاحقان كالأطفال .. فضحك وهو يتكئ على السياره بجانب يوري عاقداً ذراعيه يقول

" الورده والصبار .. والداي طفوليانِ حقاً "

" نحن نتصرف هكذا ايضاً .. "

" هل تقصدين انني موسيقارٌ طفولي ؟ "

" بالطبع ! "

حملق بها بغيظ طفولي فقام بمطّ وجنتها عقاباً على ما قالته، و حالما ركبوا السيارة ليغرق تايهيونغ بالنوم في المقعد الخلفي ورأسه على كتف يوري بينما رأسها متكئ على رأسه وغرق كلاهما بالنوم معاً  .. بينما كانا الورده والصبار يراقبان نوم موسيقارهما وغيمته بحبّ شديد يتضح من نظراتهما من المرآه الأمامية ..

" بني اصبح ناجحاً .. الْيَوْم اعترف فيه العالم .. حقق حلمه في ان يصبح خليفة بيتهوڤن .. "

" هه ! من هو بيتهوڤن امام براعة تاي تاي الموهوب ؟! "

" وردتي .. الا تعرفين بيتهوڤن ؟ انه أشهر موسيقار على مر العصور! "

" انا اعرف فقط موسيقار واحد .. الا وهو صغيري تاي تاي "

التقت نحوها اثناء انشغاله بالقيادة يقول بغيظ طفولي

" واه .. دائماً ما تشعرينني بالسوء حين اتحدث معكِ .. "

لترفع انفها بغرور تقول

" ركز في القياده . . لا اريد ان أتشاجر معك اليوم .. لأنني سعيده بخطابِ ابني لي وبعزفه .. كم انا أمٌّ محظوظه "

ضمت كفّيها فوق صدرها فور قولها لتلك الجمله وهي تبتسم .. ليصل السيد برنارد اتصالٌ ما وحالما خفض عينيه كي يخرج هاتفه من السياره واذ بشاحنة محترقه تتلقب نحوهم من فوق التل !! لم يدركوا شيئاً الا حينما اصطدمت الشاحنه الملتهبه بالعديد من السيارات وبدورها تلك السياره اصطدمت إحداهن بمؤخرة سيارة عائلة تايهيونغ التي انقلبت رأساً على عقب ٥ مرات .. وفِي كل مرةٍ تتقلب كان الزجاج يخترق جسد والدة تاي بينما رأس يوري ارتطم بزجاج نافذتها وتاي ايضاً تعرّض لنفس الصدمات بمؤخرة رأسه،لتبقى السياره منقلبة رأساً على عقب وسط قارعة الطريق ، كانت اجسادهم مثبّته بالمقاعد بفضل أحزمة الأمان .. تايهيونغ نصف واعي .. والدماء تنزف من مؤخرة رأسه .. عروق صدغيه بارزه .. ورؤيته مشوشه .. كان الطنين يجتاح أذنيه ورغم حالته السيئه رفع رأسه بصعوبه والتفت بجانبه ليجد يوري منقلبه رأساً على عقب والدماء تنزف من صدغها .. فحاول رفع يده ليصل اليها هامساً

" يوري .. "

فرفع رأسه يبحث عن امه وهو يهمس مرعوباً

" امي .. امي .. "

" تاي ؟!! هل تستطيع سماعي ؟!! هل تستطيع خلع حزام الامان خاصتك ؟!! "

كان صوتُ ابوه منخفضاً .. لا يعلم هل هو بسبب حالته هذه ام انه لا يسمع جيداً بسبب ما حصل قبل لحظات .. حاول فكّ حزام الامام ولكنه فقد الأمل يقول بصوتٍ متعب

" ابي .. لا استطيع .. "

ليسمع صوت ارتطام وما إن رفع رأسه ليكتشف ان اباهُ قد استطاع تحرير نفسه من الحزام .. وكان جبينه ينزف .. ولكن رغم انه كان السائق بدى بخير .. وحين كان ابوه ينظر مصدوماً لمقعد الراكب قال تايهيونغ

" ماذا عن امي ؟ .. انا .. لا اسمع صوتها .. هي بخير صحيح ؟ "

غرق والده بالبكاء وهو يضم وجهها بين كفيه حينما كانت منقلبه مع أتجاه السياره على العكس منه قائلاً بصوت مبحوح

" وردتي .. لا تذعري سوف انقذك .. "

فقالت بصوتٍ متقطع من شدة الالم حيث كان الزجاج قد اخترق بطنها

" أنقذ .. طفلي .. اولاً .. انا .. سأنتظر دوري .. ريثما تُ-تُنقذه "

ليومئ وهو يعضّ على شفته السفلى .. وسرعان ما ترك وجنتيها يتوجه نحو ابنه المعلق رأساً على عقب ورأسه ينزف .. حالما خلع حزام الأمان الذي يكبت على انفاس ابنه ليسقط بين ذراعا اباهُ غير قادرعلى النهوض .. ليحيط والده ذراعه حول كتفه وهو يركل باب السياره كي يُفتَح .. حاول اكثر من مره حتى استطاع فعل هذا وحال زحفهما من خارج السياره قال تايهيونغ وهو يحاول دفع والده والنهوض على قدميه

" امي .. ويوري ايضاً ! علينا انقاذهما اولاً ! "

دفعه ابوه عن وهو يتوجه نحو السياره بخطى مترنّحه قائلاً

" سأخرجهما بنفسي ! ابقى بعيداً عن السيارة "

فقام بفكّ حزام الأمان عن يوري لتسقط بين ذراعيه .. واخرجها يضعها برفق على الأرض بعيداً عن موقع الحادث ،فقرر الدخول ليخرج زوجته ، لكنه عاد ادراجه قبل ان يفعل هذا وحين اراد تاي ان يتوجه الى الداخل بنفسه واذ به يتفاجئ بوالده يرفعه فوق كتفه حالما رأى الحريق قدّ شبّ من خارج السياره .. فحاول تايهيونغ النزول من على ظهر ابيه وهو يصرخ مرعوباً

" امي لا زالت في الداخل !! دعني ارجوك !! "

واذ بانفجار دوي صدر من سيارتهم التي اصبحت عبارة عن كرة نار ليندفع كلاهما من شدة الدوي ويسقطان أرضاً .. بينما الطنين قد اجتاح اذنا تايهيونغ الذي نهض يبكي بحرقه وهو يرى سيارتهم تحترق وداخلها وردته وأمه الحنونه .. كان انعكاس النيران يتضح في عيناه العسليه .. واذ بالطنين يزداد ليهمس اثر الصدمه بصوتٍ غير مسموع وهو يضع كفيّ يداه على أذناه

" امي .. امي .. لا .. ليس بعد .. امي لم تخرج بعد .. "

ونهض بغير وعي يحاول الذهاب نحو السياره لو لم يعانقه ابوه الباكي من الخلف وهو يصرخ

" لقد فات الاوان !! .. انا اسف .. "

دفع اباهُ عنه والتفت نحو السياره المحترقه يقول بصوتٍ هادئ وهو ينظر مصدوماً كلياً غير مستوعب لما آلت اليه الأمور

" لقد اخترت إنقاذي بدلاً منها .. "

والتفت نحو ابوه المرهق من شدة البكاء يقول

" لقد قمت بإنقاذي قبلهما .. كان من المفترض ان تنقذ امي اولاً .. كانت بجانبك .. لقد قتلت امي بخياركَ هذا .. انت من كان عليه ان يموت. "

" انا اسف يا صغيري "

اعتذار ابوه الباكي كان اخر صوتٍ سمعه تاي الذي انتهى به الامر ان يصبح اصماً في مقتبل عمره قبل ان يسقط مغشياً عليه .. ويستيقظ بعدها موسيقاراً اصم.

وحالما استيقظ علم بأن زوجته في غيوبة طويلة .. وما إن استيقظت لم تتعرف عليه .. وكانت تظنه طبيباً ما .. وحتى بعد لقائهما في المطعم لم تتذكر وجهه حين قابلته بالمشفى.. وبدى له انها نسيت ملامحه لأنها كانت مرهقة ولا تستطيع النهوض من السرير .. وبعدها قرر تاي ان يخرجها من حياته البائسة حين ادرك انه يستطيع استغلال فقدانها للذاكرة لمصلحتها .. فلم يرغب ان يخبرها بأمور بشعة كهذه .. وكانت محظوظه بنظره .. انها فقدت ذاكرتها ونسيت جميع احزانها .. ومنذ ذلك الوقت عاشت حياة مزيفة كآنسة عزباء .. وكانت كذبة والدها لها أنها تعرضت لحادث مروري حين كانت متوجهة الى المنزل ..

في تلك الأثناء .. وحالما علِمَ جين بما حصل لصديقيه تاي ويوري سرعان ما اتصل على جيمين الذي كان جالساً في صالة الجنازة يحدق في وجه امه الراحله بعدما انتحرت قبل ٥ ايّام

" جيمين ! "

اجاب جيمين على الاتصال بينما بدموع تتساقط من عينيه

" ماذا ؟ "

" لدي خبرٌ سيّء .. ولكن لا تهلع .. "

فقال جيمين بدون روح وهو يتأمل ابتسامة امه في الصوره الملعقه وسط الورىد بينما كان هو يرتدي ملابس رسمية سوداء

" انا ايضاً .. لدي خبرٌ سيّء "

ليقول جين بصوتٍ مرتعش متردداً

" لقد .. تعرضت عائلة تايهيونغ لحادث مروع قبل ساعات .. و توفيت والدته .. ايضاً .. تم تشخيصه بالصمم "

رمش جيمين مصدوماً لتتساقط الدموع التي كانت عالقه في محاجر عينيه .. ليربت على صدره المنقبض براحة يده وهو يهزّ نفسه باكياً بحرقه امام صورة والدته التي ماتت منتحرة بعدما قامت بتناول جرعه مفرطة من الأدوية ..

•••

" لا تلحق بي .. "

هذا ما نطق به تايهيونغ بعصبيه وهو ينزل الهضبه تاركاً ابيه وحده يذرف الدموع بصمت ..

وابتعد عن المكان فغابَ عن باله ما اخبره يوري بالامس .. وحال وصولها لتتفاجئ بوجود السيد برنارد جالساً على ركبتيه يضم صورة امه بين ذراعيه ..

فقالت متسائله

" صباح الخير ؟ .. هل تعرف الجدة ميلا ؟ "

ليعانق الحزن وجهه يشعر بتأنيب الضمير اثناء تحديقه بها ..
وحينما كان تايهيونغ يمشي في الطرقات بضياع يتذكر كئابة السنين الماضيه بسبب مقابلته لأبيه توقف حينما لمح حانةً ما .. وقرر الدخول ينوي ان يثمل وينسى امر ابيه الذي يكرهه من اعماق قلبه ..

دقت الساعه ال١٢ ظهراً ولا اثر لتايهيونغ .. فقد كان كل من يوري وأبيه يبحثان عنه في كل مكان لساعات طِوال .. حين سمعا صوت شجار ما في احد الازقه توجها الى هناك واذ بهما يتفاجئان بأحدهم قد أبرح تايهيونغ أرضاً وكان يفتش محفظة نقوده راكعاً بجانب تاي المستلقي يئن ألماً ..

سرعان ما وضع المحفظة في جيبه وركض هارباً حينما رأى هيئة السيد برنارد المهيبه والذي أسرع باللحاق به تاركاً تايهيونغ امام يوري التي زفرت بضيق وهي تتوجه نحوه ..

ركعت امامه تساعده على الجلوس .. كانت تثلج برقّه .. والطقس جليدي .. كقلبِ تايهيونغ الذي كان رأسه يترنّح وهو يحاول فتح عينيه كي يرى وجه من تجلس امامه .. كان فمه ينزف .. يبدو انه حاول مقاومة اللص وانتهى به الامر مضروباً .. وحالما ميّز هيئة يوري ضمّ وجنتيها بين كفيّه الباردتين يقول بصوتٍ ثقيل النبره

" يوري .. غيمتي .."

وسحبها بين ذراعيه يربت على ظهرها يواسيها بينما هو من يحتاج المواساة .. زفرت بضيق وهي تبادله العناق تمسح على رأسه هامسه

" انا غيمتك .. لذا كفّ عن تعذيبي عن طريق ايذاء نفسك .. اخبرني ما خطبك ارجوك ؟"

ابعدها عن احضانه وابتسم ليتأوه فجأه وهو يمسح على شفته النازفه يقول

" من الحقير الذي ضربني ؟ "

ابتسمت على لطافته وحاولت مساعدته على النهوض قائله

" هل نسيت ما حصل لك للتو ؟ "

حالما نهض
أمال رأسه امامها وهو يمسح الدماء عن شفّته السفلى قائلاً بجديه بينما عينيه كانتا حمراوتان من شدة البكاء

" غيمتي .. هل لا زِلتُ حُبِّكِ الأول ؟ "

استغربت من تغير مزاجه من احمق لطيف ، الى حزين ثمل . . فضحك ساخراً من نفسه ومن ثم قال بعدها بصوتٍ خشن هامس..

" بالنسبة لي انا .. كُنتِ ولا زِلتِ حُبّي الأول الموجع .. يا غيمتي "

••••

مساحه لله

حبيت اوريكم رسمه رسمتها قارئه من قارئتي ألهمتها رواية موسيقاري الاصم وعبّرت عن تاي بالورده الذابله اللي ترويها الغيمه يوري 🌧🥀 Joreval



تم التعديل ✅

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro