Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

ذكرى |١٩|







" تاي كاذب .. تاي أخلف وعوده لي .. لقد أمسيتُ وحيدةً مجدداً .. نكرة وغريبة أطوار منبوذة  "

هذا ما نطقت به يوري الصغيره الباكية وهي تجلس على ركبتيها امام شجرة التفاح في الظهيرة .. بعد أسبوع من انتقال تاي وعائلته عقب رحيل الجدة ميلا ..

كانت يوري تنوي حفر الأرض كي تستخرج صندوق الذكريات الخاص بهما حين اشتاقت اليه

ولكنها لم تستطع فعل هذا ..

ليس بعد ..

لا زالت تثق به ..

لا زالت تثق بأنه سيعود بعد ١٣ سنه ليفتح كلاهما الصندوق .. معاً

قالت يوري الصغيره اثناء ما كانت دموعها تنزلق برقّه على وجنتيها المتورّدتين

" جدتي ميلا  .. وكذلك تاي .. انا وحيده بدونكما .. لماذا تركتماني ؟ هل لأنني مشاغبه ؟ .. سوف أكون مهذبة .. لذا عودا "

ضمّت كفّيها معاً وهي تنظر للسماء المزرقّه بعينيها الخضراوين تهمس

" إلهي .. انا لن اخرج من المنزل دون إذن والداي .. ولن اُقلِق تاي علي مجدداً .. انا لن اقتطف ورود حديقة جدتي ميلا .. لَن أركض في الردهات ، وسوف اجتهد بدراستي .. لذا ارجوك أعِدهما إليّ .. "

تلك أقصى ذكرى تعلّقت في خُلد يوري، وهذا ما كانت تظن انه حصل .. فبعد الحادث اللذي تعرض كلاهما له .. يوري اصبحت لا تتذكر سوى بقايا طفولتها مع تاي .. والباقي تبدد مع الرياح .. كما لو انه لم يحصل يوماً .. كما لو انهما لم يفتحا الصندوق معاً .. او انهما تواعدا .. وتزوجا .. كما لو انه لم يعزف لها يوماً امام الحضور بعدما ألّف معزوفة غيمة تقطن بالأرض ..

فقد نسيت يوري كل تلك الذكريات الثمينة.. وهذا ما كسر تاي اكثر من كونه قد امسى موسيقار أصم.

••

عادت الأضواء واستعاد تايهيونغ نظره لتقعانِ عينيه المرتجفة على أنظار يوري التي تحدق فيه قلقه والتي سرعان ما ابتسمت حين عادت الاضواء

" انظر ! كل شيء بخير .. لقد تبدد الظلام "

نظر اليها بنظراتٍ خائفه و اجبر نفسه على رسمِ ابتسامة رغم شحوب ملامحه من شدة خوفه قبل قليل .. ولو اطال الظلام يحكم عليه لربما بكى كالطفل أمامها ..

لهذا السبب اطلق تنهيدة راحة وهو يخفض انظاره لندبة معصمها ، ولَم يدرك فعلته حين تحسّس آثار الندبة بأنامله القمحية .. بينما كانت يوري تنظر اليه بفضول ..

" من أين حصلتِ على هذه الندبة ؟ "

سأل كما لو لم يكن السبب .. سأل متظاهراً بالجهل .. ورفع مقلتيه لتقعانِ على شفتيها ينتظر اجابة ...

" إنها إثبات بطوليتي .. أيضاً .. إثبات أن ذكريات أحدهم لم تكن  مجرد احلام  او انه سراب يُخيّلُ لي "

إبتسم تايهيونغ ابتسامةً عفوية وهو يحدق بعسليتاه بإبتسامتها البريئه الفخورة .. ليضمّ وجنتها وبسبب فعلته تبددت ابتسامة يوري المذهوله والتي رفعت حاجبيها باستغراب ..

وبصوتٍ رجولي خشنْ وعميق لدرجة انه اخترق قلبها حين قال

" يوري .. لطالما كنتِ بطلة .. "

ابعد يده عن وجنتها وقال حالما رفع عسليتيه لتعانقانِ خضراوتيها يبتسم بدفئ

" تم إنقاذي انا ايضاً من قبلكِ أكثر من مرة .. كدت أُدهس مِنْ قِبَل شاحنة  لو لم تبعديني عنها بالوقت المناسب .. وأيضاً أنقذتيني من الوقوع قبل سويعات .. وفعلتِ هذا أيضاً حين إنطفئت الأضواء "

ضحكت بخجل وهي تخفض رأسها وبسبب فعلتها تناثرت خصلات شعرها تخفي ملامحها عن تاي اثناء ما كانت تقول ..

" لقد فاجئتني ، الإطراء ليس من عادتك  "

ليرفع ذقنها بسبّابته يقول بضيق وهو يميل برأسه نحوها كي يرى تعابيرها

" لا تخاطبيني بهذه الطريقة .. ارجوكِ "

إرتبكت من فعلته لتنهض عن الأرض وهي تمدّ يدها له قائله

" خُذ بيدي "

ليبسط راحة يده الكبيرة فوق خاصتها وينهض ، ليشعر فجأه بالألم في منطقة كاحله .. رأت يوري تعابير الألم خاصته ولاحظت ايضاً يده المنقبضة .. لتجلس جلسة القرفصاء امامه وهي تقول

" هذا صحيح .. لقد سقطت للتو من السلالم ، هل انت بخير ؟ "

كانت تنتظر منه اجابة ، ولكن هو كان يستمر بالنظر اليها مستنكراً.. يعلم انها تحدثت للتو .. ولكنه لم يجد الوقت المناسب لقراءة شفتيها .. فارتبك متسمراً لا يعلم ما عليه قوله لها ..

ليقتحم جونغكوك المكان يرمي حقيبته جانباً وهو يركض نحو تاي يفاجئه بعناق حميمي متنهداً بتعب .. اختلس كلاهما النظر لبعض مستغربان من فعلته .. ليربت تاي على ظهره بهدوء فدخل جين فجأه وهو يتذمر بعد تثاؤب

" سحقاً لسكرتير والدي ، انه ثرثار مثل جونغكوك ، هذا ما كان ينقصني "

فلاحظ ان جونغكوك يعانق تاي بصمت .. وحالما سمع جونغكوك صوت جين ليحرره من عناقه وهو يتنحنح .. وسرعان ما التفت نحو جين يجبر نفسه على الابتسامة قائلاً

" اوه .. لقد عاد الثرثار "

فقال جين بغيظ

" لماذا تناديني بلقبك ؟ "

" لقد نلت شرف الحصول عليه ، انا اصبح لقبي الحمل الصغير "

قاطع تاي شجارهما الطفولي وهو يمسك بذراع جونغكوك قائلاً بقلق

" هل انت بخير ؟ "

ليومئ جونغكوك وهو يبتسم لتاي ..وبعدها تناول حقيبته وصعد السلالم بهدوء على غير العادة . .

تنهد تاي بضيق وهو ينظر لأثر رحيله ، فلاحظ جين قلقه ليقترب منه وهو يربت على كتفه مما جعل تاي ينظر اليه .. ابتسم جين وقال

" لا تقلق .. إنه على ما يرام "

قضم تاي شفّته السفلى ومن ثم عقد حاجبيه يقول بصوتٍ معاتب

" حتى جيمين ظننا انه على ما يرام وانتهى به الامر رامياً نفسه امام القطار "

وضعت يوري يدها على فمها من شدة صدمتها بشأن ما سمعت للتو .. رغم انها تعرف مسبقاً بأن جيمين قد مات ولكنها لم تعرف يوماً كيف مات ..

بينما قلب جين قد انقبض وارتجفا جفنيه .. ليصعد تايهيونغ السلالم متوجهاً لغرفة جونغكوك بخطى متعرجة لاحظتها يوري التي لا تزال لم تخرج من صدمتها ..

التفت نحوها جين وقال مبتسماً بسخرية تعكس حزنه العميق الذي يتضح في مقلتيه الداكنتان ..

" أهلاً بكِ في الجانب التعيس منا ، آنسه يوري "

طرق تايهيونغ باب غرفة جونغكوك يقول متسائلاً

" جونغكوك.. افتح الباب كي استطيع التحدث معك .. "

سرعان ما انتفض جونغكوك من على سريره وفتح الباب ينظر لتايهيونغ الذي قال بقلق

" هل لديك شيء يُطبِق على قلبك ؟ اخبرني ارجوك "

ابتسم جونغكوك لتبرز اسنانه البيضاء وقال وهو يربت على صدره

" انا بخير ! حقاً .. "

ليرفع تايهيونغ راحة يده ويُعبث بخصلات شعر جونغكوك قائلاً بإبتسامة هادئه

" مسرورٌ لهذا .. ولكن إن كنت تكذب علي سوف اقلبك رأساً على عقب "

في المساء المكفهر البارد  ، حيث الظلام قد حلّ على الطرقات التي اناراتها معطله .. كان تايهيونغ يجلس في غرفته وسط سريره يبسط صورة جدته ميلا ذات الابتسامة المتجعدة امامه ..

ابتسم ابتسامةً مبلله بدموعٍ عانقت وجنتيه يهمس

" غداً .. ذكرى وفاتك جدتي .. غداً احد أسوأ ايّام حياتي البائسة  "

بينما في الجانب الآخر ، حيث تقطن يوري في شقة إيجار لوحدها ، كانت تعبث بهاتفها فوق سريرها حتى لمحت تاريخ هاتفها وقالت بعدما عانقت غيوم الحزن قلبها

" غداً .. سيكون يوم ذكرى وفاة الجدة ميلا .. يا الهي كيف لي ان أنسى هذا ؟! "

لتنهض من مكانها وهي تفرغ خزانتها مستعده لسفرة غداً للقرية في اول قطار ..

في صباح الْيَوْم التالي ، نزل تايهيونغ السلالم ممسكاً بحقيبة سفر سوداء ليستقبله جين الذي سبق وقد وضع حقيبته البيضاء في واجهة السلالم يجلس متكئاً عليها .. فقال تاي مستغرباً

" جين .. هل تنوي السفر بصحبتي ؟ "

لينهض جونغكوك من على الأريكة يقول لجين بغيط وهو يدفع كتفه بيده

" انا كنت حزيناً منذ الامس لان ذكرى وفاة جدته اقترب لهذا أردت الذهاب معه للقرية ومواساته ، لما عليكَ انت الذهاب بدلاً عني ؟ "

اطلق جين شتيمةً مكبوته ليشهق جونغكوك وهو يغطي أذنيه قائلاً بدرامية

" تلوث سمعي .. لقد تم الإعتداء فكرياً على ما تبقى من برائتي ! "

ليقرص جين فخذه بصمت وهو يبتسم لتايهيونغ الذي نظر إليهما بتعجب متسائلاً عما يقولانه ..

اوصلهما جونغكوك لمحطة القطار وحالما نزلا من السيارة ليتفاجئ تايهيونغ بعناقٍ قوي من جونغكوك الذي كان يكبح دموعه .. نفث تاي بسخرية على طفولية صديقه وربت على ظهره ..

قطعا تذكرة للقرية ودخلا القطار ليجلسا على كرسيان بجانب بعضيهما ، لم يلاحظا ان يوري تجلس خلفهما وبينهما خط كراسي واحد وكانت غارقةً بالنوم بسبب السهر على الهاتف بالامس ...

وصلا الى منزلِ تاي سابقاً ، لا زال كما هو .. فمنذ انفصال والديه قرر والده العودة الى مقر امه الراحلة ميلا واستقر في القرية و بمنشئه .. أعاد تصميم منزله كالسابق وأصبح فيه وحده .. بدون امه بدون طليقته الراحله .. وبدون طفله الاصم الذي اصبح انعزالياً ولَم يلقي التحية على أباه منذ رحيل امه ..

تسمّر تايهيونغ مكانه والتفت نحو جين يقول بتوتر فظيع

" لقد غيرتُ رأيي .. لا أريد مقابلة ابي الآن ..  لنحجز شقة .. ارجوك "

أومئ جين متفهماً وغيَّرا مساريهما .. بعدها حجز كلاهما شقة صغيره نظراً الى ان القرية لم تتطور رغم مرور ١٣ سنه ، حتى الهواء فيها لا زال نقياً كأطفالها وسكّانها .. لم يتغير شيء سوى عائلة تاي المأساوية الحال ..

اثناء استلقاء جين على السرير متعباً مرتدياً حلّته الرسمية السوداء ، كان تايهيونغ يحاول تعدِيل ربطة عنقه بينما كان يرتدي نفس الحلة الرسمية التي يرتديها جين ، وانتهى به الحال يضعها داخل جيبه بحركة مضطربه .. لقد تذكر ان امه الراحله اعتادت على ربطها له ولَم يتعب نفسه يوماً بتعلّمها ..

فالتفت نحو جين يقول بصوته الخشن ذو النبره العميقه

" لقد حان الوقت .. لنذهب الى محل الورود "

سرعان ما نهض جين وهو يحكّ شعره متثائباً .. وبعدها أومئ بحركة كسوله مغمض العينين مما اجبر تايهيونغ على زرع ابتسامه وسط ثغره ..

اثناء تمشيّهما فوق الهضبة لمح تايهيونغ شجرة التفاح التي تذكره بكل لحظة قضاها مع يوري الصغيره في طفولته .. ذلك الحنين الموجع آلم قلبه .. ورغم ذلك ابتسم حالما تذكر محادثاتهما الطفوليه أسفل تلك الشجرة ..

وقف كلاهما امام قبر الجدة ميلا ليتزغ ابتسامةٌ مريره على وجه تايهيونغ حالما خطر شبح ابتسامتها على باله ..تفاصيلها المتجعدة .. ضحكتها الظريفه ..

القى كلاهما التحية ليضع جين الورود بجانب قبرها ، وحالما شعر بصمت تايهيونغ يطول قرر التراجع للخلف كي يترك حفيدها وحده معها ..

حين اختلى تايهيونغ بقبر جدته جلس على ركبتيه وهو يبتسم قائلاً

" جدتي .. صباح الخير مجدداً .. انا لا أزال أصماً .. ارجوكِ لا تحزني على حالي .. ارقدي بسلام من فضلك .. حفيدكِ سيتخطى الصمت المميت .. ربما "

حكّ حاجبه الأيمن وهو يحدّق بصورتها التي كانت معلقه فوق القبر ليرتجف ذقنه ويخفض رأسه مسرعاً مما جعل دموعه العالقه تهوي مستقرةً فوق العشب الأخضر ..

" جدتي .. هل تعلمين بأنني بِتُّ أكره فترة ما بعد العصرية التي يكتسح فيها الظلام ؟ ... ربما لأنني كنت أزوركِ بالمشفى دائماً في ذلك الوقت ... حيثُ كُنتِ مُمَدّدةً على سريركِ صامِته ، وكأنكِ تعيدين شريط ذكرياتك وترغبين بالعودة الى ماضي لن يعود ، دمعتكِ تلك كنتِ تمسحينها مسرعةً ما إن تنزلق على وجنتكِ المتجعدة خوفاً على قلبي من ان يحزن لحزنك ، فقيدتي زورو .. هل تعلمين بأن الزرعَ يموتُ بموتِ صاحبه ؟ هكذا تعلمت عندما مُتِّ "

رفع تايهيونغ رأسه للسماء وهمس وسط انزلاق دمعةٍ شفافه من محجر عينه

" جدتي أنا أجاهد رغبتي بالإنتحار .. إنني اخاف من نفسي ومما هي قادرةٌ على فعله .. اعلم بأن التفكير بهذه الأشياء سيّء واعلم بأنكِ ستبرحيني ضرباً لو كنتِ على قيد الحياة .. ولكن لا احد من الأحياء سيعلم بما أفكر . . إن قمت حقاً بالإقدام على الإنتحار سوف ازوركِ للمرة الأخيرة .. لا تخافي .. حفيدكِ لن يتوقف عن زيارتك حتى مماته  "

نزل جين الهضبة ينوي شراء الطعام لتايهيونغ الذي رفض ان يأكل قبل ان يزور جدته .. فترك تاي يفضفض لجدته التي لن تسمعه ..

نظر تايهيونغ نحو صورة جدته الباسمه وقال بصوتٍ مبحوح باسم الثغر

" جدتي هل تذكرين يوري الصغيره ؟ .. لقد اصبحت زوجةً جميلة .. رغم أن ذكرياتي معها قد تم محوها بالكامل .. ولكنها لم تترك تصرفاتها المشاغبة والمتهوره معي .. كما أنها لا تزال مزعجة وتواصل الصعود فوق ظهري بدون خجل .. جدتي إنني أشعر بالحنين نحوها .. اريد ان أُعانِقها بشدة وأخبرها بماذا حصل لي ولنا كلانا .. اريد ان اخبرها انني لست غريباً .. بل زوجها الذي نسيته بعد فقدانها للذاكرة.. ولكنني اخافُ من ردة فعلها تجاه كوني اصبحت أصم "

في ذلك الوقت تماماً .. حيث يجلس تاي على ركبتيه امام قبر جدته .. وجين ينزل الهضبة .. كانت يوري تمشي مباشرةً نحو المقبرة .. وهي تحمل باقةً من الورود البيضاء ..

نهض تاي فجأه وقام بتحية جدته للمرة الأخيره .. فقال مبتسماً ابتسامةً جانبيه

" جدتي سأزوركِ مجدداً .. انتِ لستِ وحيدة .. تاي تاي سيقابلكِ قريباً "

ومشى بخطاه بعيداً ينزل الهضبة بخطى كسولة ويحمل ثقل العالمين فوق كتفيه ..

حين وصلت يوري الى مقبرة الجدة ألقت التحية ثم  تفاجئت برؤية ورود النرجس  الصفراء .. تسارعت نبضات قلبها .. هذا يعني اما ان الزائر تايهيونغ او احد أفراد عائلته !!

وضعت الورود قرب القبر وركضت خلف ذلك الزائر الغامض تتمنى ان تتداركه قبل ان يرحل ..!!

نزلت الهضبة تبحث بعينيها عن تايهيونغ ويدها على قلبها الذي يخفق بتسارع !!

لتتفاجئ بظهر ذلك الشخص المألوف والذي كان يمشي بخطى رجولية يضع يديه بجيوب بنطاله ويمتاز بالشعر البندقي المائل للاشقر .. ويبدو كهيئة تايهيونغ !!

انقبض قلبها وتضاعف معدل تنفسها وهي تخطوا نحوه .. فصرخت تناديه بصوتٍ مبحوح كي تتأكد ما اذا كان تاي ام لا حين يستدير ..

" تاي برنارد "

ولكن الشخص لم يلتفت حتى .. ومشى مبتعداً عنها اكثر .. ولكنها لم تستسلم .. لا زالت متيقنه انه تايهيونغ .. موسيقارها وحبيبها الصغير الذي وعدته بأن تتزوج منه رغماً عنه  ...

" تاي برنارد أجبني !! "

صرخت مجدداً بصوتٍ مرتعش وهي تركض بينما تلحق به .. فتعثرت بصخرةٍ اعترضت طريقها مما جعلها تسقط على ركبتيها اللتان خُدِشَتا .. وحين نهضت مجدداً تنوي اللحاق به ليرنَّ هاتفها  .. أجابت على الاتصال وهي تركض خلف الشاب بخطى متعرجة بسبب الألم الذي اتبع سقوطها قبل قليل

" يوري توقفي عن ملاحقته ! "

تسمّرت مكانها حالما ميزت صوت جين المحذر  ..

فقالت بصوتٍ باكي حين ايقنت بأن تاي برنارد هو نفسه تاي جيرالد ..

" منذ متى تعرف انه تاي .. منذ متى تعرف انه صديق طفولتي ؟! لماذا كذبتَ علي لماذا ؟! "

كان جين يقف امام تايهيونغ الذي ينتصف كلاهما اثناء نزوله غير مدرك لما يحصل حوله .. وكان جين ينظر مباشرةً ليوري التي لا تبعد عنهما كثيراً ..

فقال لها بصوتٍ مستاء وهو يهزّ لها رأسه

" انا لم اكذب يوماً يا يوري .. انا فقط لم اخبركِ بهويته لأن تايهيونغ لم يرغب بأن تكتشفي الامر .. "

أطبقت بأناملها على شفاهها مصدومة بينما الدموع وجدت طريق سريانها على وجنتيها .. فهمست بصوتٍ مرتعش وهي تتأمل ظهره

" لم يسامحني لعدم مقدرته على رؤية جدته بسببي اليس كذلك ؟ ولكننا كنّا اطفالاً .. لماذا يلومني على شيء كهذا ؟ "


" ليس فقط لهذا السبب .. هو يراكِ وجعاً وذكرى سيئه عليه نسيانها  .. ولكن ليس فقط لهذا السبب .. لا استطيع اخبارك التفاصيل ولكن ما عليكِ استيعابه أنكِ ستكونين سبباً آخر لرغبته بالإنتحار .. تاي متخم بالحزن .. ووجودكِ في حياته سيزود الأمر سوء "

جلست على الأرض منهارة فسقط الهاتف قربها لتجهش بالبكاء ... كان جين ينظر اليها بتأنيب ضمير رغم انه لا يزال يرى ما فعله هو الصحيح .. على يوري الا تكتشف هوية تاي ما دام هو لا يريد هذا .. لا بأس بالنسبة لجين ان يتأذى الآخرون حتى لا يتأذى صديقه ..

حين وصل تايهيونغ الى جين استغرب من نظراته المسلّطه خلفه .. وقال اثناء استدارته نحو ما يحدق فيه جين

" الى ماذا تنظر ؟ "

ليلمحَ يوري الجالسة على الأرض وكان واضحاً انها تبكي بحرقه .. ودون ادراك من نفسه صعد الهضبه مجدداً وهو يردد اسمها مرعوباً ..

" يوري .. يوري "

حين وصل اليها ركع على ركبتيه أمامها وهو يضمّ وجنتيها بكفيّ يديه الدافئتين يرفع رأسها كي يكون قادراً على قراءة شفتيها

" يوري .. مالخطب ؟! لماذا تبكين ؟ "

ارتجف ذقنها وهي تهمس بينما كانت تضم باطني يديه بكلتا يديها

"  تاي تاي .. انا آسفه  "

لتحيط عنقه بين ذراعيها تعانقه وهي تجهش بالبكاء وسط تيهِ تايهيونغ الذي لا يستطيع سماع بكائها او صوتها ان تحدثت ..

ولكنه استسلم لعناقها لا يكترث ما اذا كان قادراً على قراءة لغة شفتيها ام لا .. لا يكترث لحقيقة انه لا يستطيع سماعها .. هو فقط سينعم بهذا العناق العميق الذي طال حصوله، بادلها العناق يحيطها بين ذراعيه وهو يمسح على ظهرها يقول بين وبين نفسه

" أنا من عليه أن يعتذر منكِ .. لأنني أصبحت أصم عديم النفع .. أنا آسف يا يوري "

••••••

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro