حبيبتي |٢٦|
فصل مميز تقريباً. تفاعلوا لطفاً
•••
أستيقظ تايهيونغ بسبب صخب الجيران بالخارج،فتح عينيه العسليتانِ بصعوبه وهو ينظر حوله مستغرباً .. وجد نفسه مستلقياً على أريكة مطعم جين السوداء والجلديّه، والبيانو الاسود خاصته يمتثل امامه وسط المطعم كما كان في السابق ، بينما شعاع الشمس يتهرب من النافذه التي كانت امامه وينعكس على الأرضية.. توسعت عيناه حالما استطاع سماعَ صوت تغريد العصافير الصغيره التي كانت تطير حول النافذه مرفرفةً جناحيها الضئيلة .. ابتلع ريقه وهو ينهض من مكانه غير مصدقاً مسامعه .. صوت النسيم يداعب اذنيه .. احاديث الغرباء في الخارج الخافته .. تصل اليه ..
" انا أسمع .. "
هذا ما نطق به يبتسم بإتساع .. فاستطاع سماع صوته الخشن العميق، سرعان ما ركض نحو البيانو خاصته .. وجلس امامه وعينيه تلمعانِ حباً له .. رفع كلتا يديه ولامست انامله مفاتيح البيانو .. وببراعة متهلهله تلاعب بالموسيقى بين قبضتيه .. عزف لحناً رقيق يصف نشوة سعادته ..
" انا اسمع عزفي .. اخيراً .. "
همس بتلك الكلمات حالما رفع انامله يحدق بهما بإعجاب ..
فسمع فجأه صوت الجرس الذي ينبئ بدخول زبونٍ ما ..
ادار رأسه للجهة الاخرى لتقع عينيه على صاحب العينين الباسمتان،والأسنان البيضاء .. كان شعره الاشقر يكاد يغطي عينيه الحنونتين .. و يقضم شفاهه السفليه بعبث وهو يقول بعدها ساخراً
" تاي .. ألتوِّ إستيقظت ايها الكوالا ؟ "
نهضَ تايهيونغ من مكانهِ مصدوماً ينظر لمن وقف امامه مرتدياً قميصاً أبيض من الكتّانِ وبنطال جينز ازرق فضفاض .. والذي كان مستغرقاً برفع شعره الحريري لتبرز جبهته البيضاء العريضه ..
" جيميني .. جيميني "
هذا ما همس به تايهيونغ وهو ينظر مصدوماً لصديقه الذي إتّكئ على البيانو قبالته وهو يبتسم له .. فقال جيمين بصوته الرفيع الممازح
" ألن تكمل عزفك ؟ أم أنّ ظهوري قمع ابداعك ايها الموسيقار الطفولي ؟ "
بسط تايهيونغ يده فوق فمه حينما كان ذقنه لا يكف عن الارتجاف .. وكان مصدوماً يحدق بجيمين الذي لا يكف عن الابتسامه التي بدى بفضلها ك الملائكة، لم يصدق تايهيونغ مالذي يجري حوله .. لقد استعاد سمعه .. وصديقه الراحل .. استطاع ايضاً سماع صوت جيمين اخيراً ..
ليتفاجئ جيمين بعناقٍ مباغت من تايهيونغ الذي انفجر بكاءً كالطفل الصغير كان يتشبث بصديقه خائفاً من ان يسلبه الموت منه مجدداً ، خائفاً من ان يكون هذا مجرد حلم واستغل الفرصه هامساً بصوتٍ مرتعش
" سامحني "
الاعتذار الذي لم يصل الى الشخص المقصود .. تلك الكلمة التي لطالما اراد قولها بشغف .. شعر جيمين بالقلق بسبب بكاء تايهيونغ الغير مبرر .. وأبعده عنه يجلسه على الكرسي راكعاً على ركبتيه امامه يقول .
" لماذا تعتذر مني تايهيونغ ؟ .. "
حاول تايهيونغ التحدث ولكن الحروف ترفض الخروج .. ضم وجهه بكلتا راحتي يديه يقول بصوت مبحوح هادئ ..
" اعلم انه مجرد حلم جميل .. انت لم تعد تعيش في واقعي جيميني .. لقد خسرتك بسبب إهمالي لك .. لهذا انا اعتذر منك "
ابعد جيمين يديه عن وجهه يقول ضاحك السن
" مالذي تهذي به يا احمق ؟ .. انا هنا .. سأظل بجانبك دائماً حتى لو سئمت مني، لا تقلق "
" كاذب .. انت كاذب محترف "
" لماذا ؟ .. الا تثق بكلامي ؟ "
" غراب الموت سرقك مني .. الحزن جعلك تذبل وتتركني وحدي .. انت كاذب .. انني أتعذب كل ليله بسبب اشتياقي المؤلم لك .. وجهك البائس يلازمني .. انت رحلت عني يا جيمين .. وانت هنا لانني احلم بك .. فواقعي لا يشملك "
" اوه .. "
هذا ما خرج من جيمين .. الذي استقام بوقفته يتنفس بتسارع .. رفع تايهيونغ عينيه القلقه نحو صديقه الذي بدأ بالتراجع الى الخلف وهو ينظر مصدوماً لتايهيونغ .. ليهبط فوق كتفه غرابٌ اسود ظهر من العدم .. وتشكّلت دموعه في محاجر عينيه البندقيتين .. فهمس بصوتٍ ضعيف
" انت محق .. أنا مجرد حلم .. انني ميّت .. بسبب غراب الموت الذي لازمني حين تركتموني وحدي أصارع نفسي الضعيفه .. تايهيونغ كيف لك انت تعيش وانت مدرك كونك احد أسباب انتحاري ؟ "
هز تايهيونغ رأسه نافياً يقول بصوتٍ مرتعش
" غرابك هبط فوق ظهري يا جيمين .. انا اصبحت بنصف روح بدونك .. انني أكافح في هذه الحياة البكماء كل يوم .. انني اصم في واقعي .. بائسٌ يا صديقي .. انا اسف لأنني لم الاحظ حزنك .. انا اسف .. "
ليركع تايهيونغ على ركبتيه امام جيمين الذي يرمقه بحقدٍ بينما الدموع تواصل النزول من عينيه الفارغتين .. فهمس تايهيونغ بكلماتٍ صادقه
" جيمين .. انا لن أدعك وحيداً بعد الآن .. سوف أنضم لك لاحقاً .. فقط انتظر قليلاً .. لا تبكي بعد الآن "
ابتسم جيمين كالطفل بذبول ليمسح دموعه بباطن يده اليمنى ومن ثم ركع امام تايهيونغ يعانقه بين ذراعيه واذ بالغراب يهبط فوق كتفيْ تايهيونغ الذي كان يبكي بصمت ..
اثناء نوم تايهيونغ فوق الأريكة تهرّبت احدى دموعه تسير فوق جسر انفه وتسقط .. لتخرج يوري من المطبخ ترتدي مئزراً ابيض .. كانت تنوي اخبار تايهيونغ بأنها أعدت طعامه المفضل الأومليت بمساعدة من جين ولكنها تفاجئت برؤيته استسلم للنوم ..
" هل اوقظه ؟ .. "
كانت في عراك نفسي بينها وبين نفسها ما اذا كانت ستتوجه نحوه أم لا ، ففكرت .. ان قام جين بهذه المهمه بدلاً منها سوف يخيف تاي تاي خاصتها .. لذا عليها هي فعلها !
توجهت نحوه تقف امامه مباشرة .. ركعت على ركبتيها امامه تهزّ كتفه بخفّه .. لتسمع أنيناً خفيف يصدر من حنجرته .. واذ بالدموع قد تملّصت من محاجر عينيه المغلقه .. وكان عاقد الحاجبين بضيق ..
وضعت سبّابتها بين انعقادة حاجبيه واذ بهما يتفرقان عن بعض لتستريح تعابيره .. ضاق صدرها حين لمحت دموعه تلك .. وهي مدركة تماماً انه يحلم بحلمٍ حزين ..
لتهزّ كتفه كي يخرج من دوامته التي يعيشها في حلمه .. واذ به يفتح عينيه الحمراوتانِ ببطء شديد .. جلس امام يوري ينظر للفراغ .. وسط استغرابها كان يحملق للاشيء!!
ليخفض رأسه ينظر لحضنه واذ بها تلمح دموعاً تساقطت من عينيه فوق حضنه .. كان يعبث بأنامله الثمينه .. وقال بصوتٍ مبحوح هادئ وعميق
" يوري .."
رفع عينيه العسليتانِ نحوها وابتسم ابتسامة حزينه وسط ذرفه للدموع امام يوري المتسمره مكانها
" لقد حلمتُ للتو انني استعدت صديقي .. انا مثير للشفقه . هلّا عانقتي صديقك البائس ؟ رجاءً "
سرعان ما احاطت ظهره بذراعها بينما كانت تدفن وجهه على كتفها تمسح على شعره من الخلف بهدوء ووقار .. شعر بغصة البكاء ليحيط ظهرها بكلتا ذراعيه يغمض عينيه وكتفيه بهتزّان اثر بكاءه الصامت ..
كان جين يتكئ قرب باب المطبخ ينظر إليهما بضيق .. ثم نفث بسخريه من نفسه حين ظن ان زوجته يوري ستزيد من كآبة صديقه ..ولكنها لسببٍ يجهله تذكّره بجيمين .. كالضمادة بالنسبة لتايهيونغ .. كما كان جيمين بالنسبة للجميع ..
بعدما خرج تايهيونغ من الحمام ليغسل وجهه بعدما غرق بالبكاء بسبب حلمه ، تفاجئ برؤية يوري وجين يجلسان امام بعض على الطاولة وهما يخوضان منافسة من يملك تحديقة موت اكثر أخافه ولم يرمش احدهما ابداً.. جلس بينهما وتجاهل وجودهما ليشرع بالأكل بتملل دون ان يزعج نفسه بالنظر الى لغة شفتيهما ..
لترمش يوري رغماً عنها مما جعل جين ينهض من مكانه وهو يرقص بحماس وسط ضحكاته الغريبه التي بدت كمسحة على الزجاج ! .. بينما يوري كانت تقضم شفتها بخيبه عابسه ..
رفع تايهيونغ نظراته نحوها واستغرق بتأملها باسم الثغر .. لتمتدّ يده ومطّ وجنتها كي تعيره انتباهها .. والتفتت نحوه بينما لا يزال يمطّ وجنتها فقال
" لما العبوس ؟ "
" قمت بتحدي مع جين .. من يرمش اولاً سينظف المنزل "
تظاهر بالذهول يقول
" واه .. غيمتي ، هل خسرتِ امامه ؟ "
لتومئ له بعبوس ومن ثم تشبّثت بيده تقول برجاء طفولي
" تاي تاي ساعدني بالتنظيف ! "
ابتسم لها بلطف ومن ثم سحب يده عنها ينهض قائلاً بينما يشير لصحنه
" لا تنسي ان تغسلي صحني ايضاً "
بعد نصف ساعه
كان تايهيونغ وجين يجلسان على الأريكة ،في غرفة المعيشه بينما كانا يراقبانِ يوري التي كانت تغسل الأواني .. والتي خرجت فجأه وهي تحمل مكنسةً يدويه تمسح الارضيّة وحال وصولها نحوهما لتضرب قدميهما وهي تقول بتملل
" تنظيف تنظيف "
ليرفع كلاهما قدميهما بالهواء وهما يواصلان مراقبة تلك التي تنظف كما لو ان أحداً أرغمها على هذا بينما كانت هي من خسرت التحدي ..
وحين أعادا قدميهما للارضيه اعادت فعلتها بطفوليه تنوي ضرب قدميهما مجدداً بالمكنسه ليرفعا قدميهما مجدداً وحالما نظرا الى تعابير الخيبه خاصتها غرقا بالضحك وسط غيظها ، فقررت التنظيف بصمت متجاهلةً صحبهما الطفولي خلفها ..
حين انتهت يوري من التنظيف نهض جين للمطبخ كي يعد لهم شوكولاه ساخنه في مثل هذا الطقس البارد حيث انها لا زالت تثلج بالخارج ..
لتتوجه يوري نحو تايهيونغ الجالس امام التلفاز وتجلس بجانبه تشاهده .. كان هو يتأمل الشاشه .. بينما هي كانت تتأمل تفاصيله المحفورة بقلبها ..
وحين شعر بنظراتها التي تكاد تخترقه التفت نحوها يقول مستغرباً
" ما خطبكِ ؟ "
مطّت وجنته بسبّابتها وإبهامها وسط تفاجئه تقول بينما كانت تنظر اليه بعطف وعينيها تفضح مشاعرها تجاهه باسمة الثغر
" أنتَ خطبي .. موسيقاري تاي تاي "
رن جرس الباب لتطلق يوري سراح وجنته قائله بتلاعب
" كان من المفترض ان نذهب معاً الْيَوْم الى مكانٍ ما كنت اخطط له لو لم يظهر هذا الحلم الغبي ويعكر مزاجك "
ومن ثم اكملت بجدية
" ولكن .. ان استمريت بتجاهلي هكذا ايها الخجول سوف أبادر .. ان تراجعت عني سأتقدم نحوك .. لا مفرّ مني .. هل فهمت ؟ "
لم تنتظر جواباً منه فقد نهضت متوجهه نحو الباب ، بينما هو كان مصدوماً بالكامل من صبيانيها .. ولكنها لا تلام .. فقد كانت الشخص المبادر لان تايهيونغ من النوع التسونديري الخجول .. والذي يستحيل ان يبادر او يخطوا خطوة للأمام في اَي علاقه .. بينما هي كانت عكسه تماماً .
كان جين مشغولاً بالمطبخ لهذا السبب هي من ستفتح الباب ..
وما ان فتحت الباب لتستقبلها حسناء شابه تمتاز بشعرٍ اسود طويل وبشرة بيضاء بينما شفتيها الكرزيتين ممتلئتين .. ويقف خلفها جونغكوك الذي يبتسم بإرتباك بينما يقول ..
" اهلًا يوري "
ابتسمت يوري له وهي تبادله التحية ثم مدّت راحة يدها نحو الضيفه التي بدلاً من ان تصافح يوري قالت ببرود حالما لمحت المئزر الذي ترتديه يوري
" هل أنتِ السيدة يوري ؟ "
ضحكت يوري بخجل وهي تخلع المئزر وسط تنهيدة الضجر خاصة جونغكوك ..
" لا لا .. انا آنسه يوري .. كيف عرفتِ اسمي ؟ "
لتزفر بتملل حين تذكرت ان يوري فاقدة للذاكرة ولا تتذكر انها اغرمت بصديق طفولتها وانتهى المطاف بأن يتزوجا على الرغم من ان لوسي لا تزال تحب تاي حتى بعد ان تزوج .. فقالت بغيرة مفضوحة
" اسمي لوسي .. شقيقة جين .. ألن تتزحزحي من امامي ؟ "
انزعجت يوري من اسلوبها الوقح، ولكنها حاولت ابتلاع حنقها حين لاحظت صِغَر ملامح الفتاه .. وخمنت انها لا زالت مراهقه .. لذا ستعذر تصرفها هذا بما انه اللقاء الاول .
ظهر تايهيونغ من خلف يوري يقول بفضول
" من تتحدثين معه ؟ "
توسعت عينيه حالما رأى كابوسه البشري .. وسرعان ما رفعت لوسي ذراعيها تنوي معانقته ولكنها تفاجئت بأن من عانقتها كانت يوري التي وضعها تايهيونغ درعاً متين له .. ابتعدت لوسي عنها مشمئزه ومن ثم عبست في وجه تايهيونغ الذي يختبئ خلف يوري واضعاً كلتا يديه فوق كتفيها
" تايهيونغ .. لماذا ترفض معانقتي ؟ .. لقد اشتقت اليك ! "
ابتلع تايهيونغ ريقه لتتفاجئ يوري بأصابعه التي التحمت بين فجوات أصابعها ليعانق يدها بخاصته يرفع يديهما امام أنظار لوسي يقول متظاهراً بالانزعاج
" كيف سأسمح لكِ بمعانقتي ؟ وامام غيمتي وحبيبتي أيضاً ؟ .."
••••
مساحه لله
تم التعديل ✅
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro