تناقض |٢٠|
Vote and comment if you think that the novel
deserves that ⭐️🤗
••••
أبعدها عن احضانه مجبراً كي لا تشكّ بهويته بسبب شغفه بالتشبث بها كما لو كانت كنزاً ثميناً يخاف ضياعه ..
فور صعود جين نحوهما يحمل كيساً مليء بالطعام ، كان تايهيونغ يمسح برقّةِ أنامله دموعاً من محاجر عينيها الخضراوين وهو يكاد يخترقها بنظرات الإشتياق الشديد خاصته ..
" هل تستطيعين النهوض ؟ "
هذا ما نطق به حال رؤيته للتراب الذي يتوسّد ركبتيها .. لتهزّ رأسها بإيمائة إيجاباً ، ولكنه لم ينتظر جواباً منذ البداية ، فأدار لها ظهره يقول
" إصعدي على ظهري "
تخلل ذكرياتها ذلك الْيَوْم .. في نفس المنطقة هذه وقبل ١٣ سنه ، لوت يوري الصغيره كاحلها بسبب محاولتها الهروب من تاي وانتهى بِه الأمر يعرض لها ظهره كما الآن .. رغم انها كبرت ولكنها لا تزال بحاجة ظهره الدافئ ..
حالما سقطت عينيها المبلله على جين لتسارع بخوف بإحاطة عنق تاي بكلتا ذراعيها كما لو انها تتشبث به خوفاً من ان يبتعد عنها مجدداً ..
ألصقت وجنتها المبلله بخاصته الدافئة لتبرز ابتسامةٌ على ثغره ، وسرعان ما نهض حاملاً يوري فوق ظهره ..
لينزل الهضبه وسط نظرات جين الذي يشعر بمدى نحس حظيهما .. يوري قد عرفت هويته ولكنها لم تخبر تاي بهذا الشأن ، لهذا السبب تنهد جين بأريحية وهو يبتسم لها .. بينما تاي يعرف من تكون .. ولكنه خائف من ان تعرف هويته .. كلاهما كانا يعرفان هوية الآخر ولكنهما التزما الصمت لصالح بعضيهما ..
جلس كل من جين ويوري على احد الكراسي العامة ، بينما كان تايهيونغ راكعاً على ركبتيه ينفض التراب عن بنطال يوري الأسود بلطف وعينيه لا تفارقان خاصتيها خوفاً من ان تفوته جملةٌ تخرج من شفتيها المتورده ..
أمسكت بيده برقّه وهي تقول بصوتٍ خافت بينما تبتسم ابتسامةً مزيّفه
" تاي تاي .. أنا بخير .. انهض عن الأرض أرجوك "
ليبتسم ابتسامةً دافئة وعينيه تكادان تُظهِران بريق اشتياقه لهذا اللقب ..
" كم أودّ سماع صوتكِ وأنتِ تناديني به .. لقب تاي تاي الطفولي "
هذا ما فكر به تايهيونغ وهو يجلس بجانبها يتأمل جانب وجهها الحزين بضيق ، بينما كانت هي تنظر لحقل الورود أمامها بشرود ..
قطع جين تحديق تايهيونغ المسرف بيوري حين سلّمهما الشطائر بالإضافة الى علب الماء .. حينما انتهوا من الأكل قام جين بتجميع البقايا بالكيس واغلقه بإحكام ، بينما نطق تاي وهو ينظر ليوري
" لماذا أتيتِ الى هنا ؟ "
هذا ما كان يخيف جين ، ان يسألها تاي هذا السؤال ، حكّت مؤخرة عنقها بإرتباك وهي تلتفت نحوه قائلةً بصوتٍ مرتعش من شدة الخوف
" لدي ٤ ايّام إجازة من الجامعه .. لذا عرض السيد جين علي الذهاب معكما! اظن اننا كنا بتفس القطار اليس كذلك؟ "
فأومئ جين يشاركها الكذبة بينما يحاول التصرف بطبيعية
همهم تايهيونغ مقتنعاً بما تقول ، رغم انه لم يستطع سماع صوتها المرتعش والذي كان سيقلب الموازين .. وكان تاي سيعرف بشأن اكتشافها لهويته .. ولكن لحسن الحظ انه لم يكن قادراً على سماع ارتعاش صوتها ..
" اذاً ما سبب بكائكِ قبل سويعات ؟ .. اذا لم يكن سؤالي فظّاً "
ارتبك جين الذي كان يعبث بأنامله وهو ينظر للأرضية ، بينما بزغت ابتسامةٌ طفولية على سماها لتبرز الغمازة التي في زاوية ذقنها الأيسر ..
فقالت مبرره بينما كان تايهيونغ يصارع رغبته يلمس غمازتها المميزة تلك بأنامله والتي لطالما كان يحب وجودها ..
" في الحقيقه .. سبب بكائي كان إتصالاً جارح من شخص لطالما احترمته .. ولا زلت احترمه .. رغم أنه آذى مشاعري ولكن ليس كل شيء من المفترض ان يَدور حولي وحول ما اشعر به .. علينا ان نفكر بمشاعر الآخرين ايضاً اليس كذلك ؟ "
لم يفهم تاي كل كلمة قالتها ، كانت مليئة بالفجوات التي تحتاج توضيح ولكن يبدو ان يوري غير مستعده للتوضيح .. او لا ترغب حتى بالتوضيح ..
لينهض فجأه قائلاً
" ما رأيكما أن نتمشى بالقرية ؟ "
فنهض جين قائلاً يبتسم بزيف
" ظهري يؤلمني من مقاعد القطار الغير مريحة ، سوف اذهب للشقة واستريح ، بإمكانكما التمشي بدوني "
بدت الخيبة واضحه على معالم وجه تاي حتى بددها جين حين مسح على رأسه باسم الثغر يقول
" سنبقى ٥ ايّام هنا وسوف اعوّضك ، انا أعدك "
ليومئ تايهيونغ بعدما ابتسم برضى كالطفل الصغير .. ورحل جين ليبقيا وحدهما معاً في قرية شاركتهما مشاعرهما بكل تفاصيلها .. الموسيقار الصغير تاي تاي والنحّاته يوري .. معاً ..
نهضت يوري وهي تنغز ذراعه بحركة طفيفه مما جعل تاي يلتفت نحوها مستغرباً بتساؤل .. تقدمت نحوه رفعت اطراف قدميها لتصل طوله وهي تقول بصوتٍ خافت تكبح ابتسامتها
" ما رأيك ان تصعد على شجرة التفاح و تقطف لي واحده ؟ "
هي استطاعت كبح ابتسامتها على العكس من تايهيونغ الذي اطلق ضحكه ساخره يقول
" سوف يبرحنا الفلاح ضرباً ونحن لسنا أطفال لنسرق هكذا "
ودون ان يحاول ادراك ما تفعل أمسكت هي بيده وسحبته خلفها نحو احد الأشجار المثمره ..
وقبل ان تصعد قالت محذّره بينما كان يضيق عينيه بسبب بعد المسافه عنهما ببضع انشات يحاول قراءة ما تقول
" عليك أن تُراقب لي الوضع .. اخبرني حين ترى احد الفلاحين افهمت ؟! "
حين قرأ لغة شفتيها أومئ وهو يرفع عينيه نحو خاصتيها باسم الثغر ..
" لطيف "
هذا ما همست بِه حالما استدارت لتصعد فوق جذع الشجرة بعدما وقعت بحب تعابيره اللطيفه ..
وحين كان يراقب لها الطريق كان ايضاً يرعاها بعينيه خوفاً من ان تسقط دون ان يدركها ، شتم بينه وبين نفسه لا يكترث اذا تم الامساك بهما مِن قِبَلِ الفلاح ، ولكن فكرة ان تتأذى يوري تخيفه ، لهذا أقترب اكثر نحو الشجرة ينظر لخطى قدميها التي تقف فيها على الجذور ..
حالما أمسكت بالتفاحه حاولت اقتلاعها ولكنها كانت عالقه .. حاولت مجدداً بقوه اكبر ، وحالما اقتطفت التفاحة ليترنح جسدها معلناً السقوط لو لم يسارع تايهيونغ بإحاطة ذراعه حول خصرها ويسقط على ظهره بينما يوري هبطت بسلام بفضله ..
سارعت بالإبتعاد عنه حين سمعت تأوهه من شدة الألم ، لتمطّ وجنته او على الاحرى تقرصها وهي تقول بصوتٍ طفولي مذعور
" تاي تاي هل تأذيت كثيراً ؟ "
جلس على مؤخرته يدلّك ظهره قائلاً بغيظ طفولي
" بلهاء .. لقد كاد يغمى علي من شدة خوفي عليكِ."
سيطرت غصة البكاء عليها حين تذكرت نفس جملته المشابهه بالماضي .. تايهيونغ لم يتغير مطلقاً كما كانت تظن .. لا زال العقلاني الحنون بينما هي المجنونه البلهاء ..
لتكبح الرغبة بمعانقته وهي تنهض بينما تمد يد المساعده له ..
" الى أين سنذهب الان يا تايهيونغ ؟ "
توقف فجأه اثناء مسيرتهما ثم التفت نحوها يقول
" أعطيني التفاحة .. انها تعويض للألم المبرح الذي اشعر به الآن "
عبست تحاول كبح استياءها .. لتمدّ التفاحة له ، ابتسم إبتسامة رضى .. ليعانق معصمها بأنامل يده اليمنى وهو يقضم التفاحة التي كانت بيدها .. واستدار مبتعداً بينما كانت يوري تراقب الفجوة التي احدثتها اسنانه ..
لحقت به ليتوقف فجأه ويلتفت نحوها يمشي من الخلف اثناء ما كان يواجه تعابيرها وهو يضع يديه بجيوب بنطاله .. فقالت مستغربه
" لماذا تمشي مواجهاً لي ؟ "
لم يرد على سؤالها بل قال بدلاً من ذلك
" يوري اقتربي مني "
سارعت بخطاها وهي تقترب منه ليتوقف فجأه وسط الطريق الذي تحيط به حقول الأرز .. فهّب نسيمٌ بارد راقص خصلات شعرها البندقي وسط سرحان تايهيونغ فيها .. ليرفع ذراعيه معاً يغمض عينيه مستمتعاً بالنسيم الذي يعانق معالم وجهه الوسيم ..
فاقتربت يوري منه بخطى هادئه وهي تستغل فرصة إغماضه لعينيه .. رفعت اطراف قدميها وهي تضع راحتي يديها الباردتين فوق وجنتيه وتُفاجئه بقبلةٍ على جبينه ليلامس نسيج شفتيها شعره الحريري ..
فتح عينيه العسليتين على مصراعيهما ينظر اليها مصدوماً .. فابتسمت ابتسامةً مزيفه وهي تقول مبتعده عنه قليلاً
" حاولتُ مجاراة اللحظة .. يمكنك القول انني مهووسة مسلسلات عاطفية ، بالإضافة الى انك وسيمٌ جداً ولَم استطع كبح رغبتي بتقبيل جبينك "
وأكملت وسط غياب عقل تايهيونغ المذهول
" اتمنى الا اُطرد من العمل بسبب فعلتي هذه ، رغم انني لن أكون نادمه على ما فعلت "
ارتبك تايهيونغ ليحكّ صدغه بحركة مضطربه وقال مخاطباً نفسه بصوتٍ مسموع ..
" أين كنّا ننوي الذهاب ؟ لقد نسيت "
ضحكت ساخره من غرابته اللطيفه وانتظرت حتى يتذكر بينما كانت تحدق فيه بشكلٍ مفضوح ..
" اوه تذكرت.. مدرسة الموسيقى الابتدائيه "
رغم انه يعلم بأن فعلته هذه ستكون اكبر دافع لاكتشاف يوري بخصوص هويته.. ولكنه كان كمّن يتعمد هذا ويناقض نفسه .. كان يرجوا ان تعرف هويته رغم انه يخاف هذا الشيء ..
حين وصلا الى مدرسة الموسيقى الابتدائيه التي لم يتسنى لتاي ان يتخرج فيها ، كانت يوري تكبح رغبتها بالبكاء .. ولَم ترغب بقول ان هذا المكان مألوف .. كانت تكبح نفسها من إظهار حقيقة انها تعرف هويته .. ارادت ان تصرخ بإسمه كي يسمعها ولكنها خائفه من ان تكون سبباً لحزنه رغم انها لا تعرف لماذا هي تعتبر ذكرى سيئه ولماذا وجودها في حياته سيزيد بؤسه .. تشعر بالغموض ورغبتها هي اخباره بكل شيء تعرفه ، ولكنها تخشى عواقب افعالها .. تخشى ان يعود هذا سلباً نحوه .. لهذا ابتلعت الحقيقه وهي تخطوا خلفه في الرواق ..
قبل ان يدخل غرفة الموسيقى التفت نحو يوري ومدّ راحة يده نحوها يقول
" هل تريدين تعلم عزف البيانو ؟ "
سرعان ما عانقت يدها خاصته وهي تومئ إيجاباً ، ليشدّ يدها بخاصته بلطف وهو يبتسم برضى ..
دخلا غرفةً مليئة بآلات الموسيقى الحديثة .. ينتصف الغرفة بيانو بندقي كبير بينما القيثارات معلّقه بترتيب فوق الجدار .. آلات الكمان الرقيقه مركونه جانباً من جهة اليمين .. البلاط كان رماديا والجدران كانت بندقية اللون .. النافذه مفتوحه لتخترق خيوط الشمس وتنعكس على الارضيّة البلّوطية ..
كان تايهيونغ يواصل الامساك بيدها .. وقادها نحو البيانو لتجلس امام المفاتيح السوداء والبيضاء .. انحنى خلفها وذقنه يكاد يلامس كتفها .. امسك بيديه خاصتيها وعزف بالبيانو متحكماً بأناملها .. وجعلها تشعر انها موسيقارةٌ محترفه .. بينما ابتسامة الحماسة لا تفارق ثغرها ..
ترك أناملها فجأةً وقال حينما كانت انفاسه الدافئة تلفح جانب وجهها
" حاولي ان تعزفي دون مساعدةٍ مني .. اريد ان أرى اللحن الذي يخرج منكِ "
تنهدت بضيق فهي لا تجيد عزف البيانو كما يفعل هو ، ولكنها تجيد النحت على العكس منه ، لامست بعنف اناملها مفاتيح البيانو تحاول عزف شيء ما ..
ليوقف تايهيونغ التلوث السمعي الذي تُحدِثه يوري حين شبك انامله بين فجواتِ أناملها مغمض العينين يقول بهمس وبصوتٍ رجولي عميق و مسموع فجأه وسط ارتباكها ..
" صغيرتي يوري .. عليكِ ألا تعزفي بعُنف، البيانو هو أنتِ .. إن لمسته بلُطف، فسيبتسم إن نقرتِ مفاتيحه بقوة ، فسيغضب ، المسيه وكأنكِ تداعبين رأس طفل "
وانهى جملته يداعب رأسها بلطف كما لو كانت طفلته بعدما إتّكئ بذقنه على كتفها باسم الثغرِ ..
•••
ترا كلام تاي مقتبس بالأخير ولا يعود لي ☺️♥️
- رايكم بالفصل ؟
- مساحه لله ؟
رايكم بتناقض تاي ؟
تم التعديل ✅
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro