تصادف |٣|
بعد مرور ١٣ سنة
اصبحت يوري في الثانية والعشرون من عمرها ، تعمل في مطعم المأكولات الحارّة كدوام جزئي كي تكون قادره على دفع رسوم جامعتها في مدينة الحب باريس ، وتخصصها كان الفنون ..
نضجت الطفله وأصبحت فاتنة الجمال ، يميّزها جمال ابتسامتها النادرة ، فحين تبتسم تبرز غمّازة في زاوية ذقنها .. شعرها الذي لطالما كان بندقياً بطبيعته قد قامت بقصّه ليصل طوله الى ذقنها .. ولا زالت عينيها الزمرديتين تنبضان بالحياة ..
وحينما كانت ترتدي المئزر الأسود فوق تنورتها السوداء وقميصها الأحمر منشغله بمسح الارضيّة الملساء دخل ثلاثةُ شبّان ينافسون بعض بالجمال ! وكان ظهورهم حابساً لأنفاس النساء اللاتي كن جالسات بجانب باب الدخول .
قامت يوري بتحيتهم تنحني ليتخطّاها صاحب البشرة الحنطية
الذي يضع سماعات في أذنيه ، ذو الشعر البندقي المائل للأشقر ، وجلس بوقاحه على طرف الطاولة يمدّ ساقاً ويعكف الاخرى ونظرته الفاتنه قد كانت فارغه ينظر للاشيء بشرود ، يرتدي قميصاً سماوي اللون وسترة طويله بيضاء ، وبنطال ابيض كما ان حذائيه الجلديان كانا أبيضان ، وملامحه الوسيمه قد كانت هادئه .. بدت عيناه كما لو أنهما استعارا ضياء الشمس .. فقد كانتا عسليتانْ رغم اللا تعابير التي يظهرها .. ولكنه بدى شخصاً ملمّاً بأمور الأزياء ..
بينما الآخر ذو الشعر الاسود قد جلس في المنتصف ينظر نحوه بفضول وهو يشبك أنامله ببعض ، كان يملك وجهاً طفولي وبشرةً حليبية صافية .. عينيه داكنتان ولكنهما تعطيانه طابع اللعوب ، يرتدي ملابس إعتيادية مريحه ، قميص ابيض ذو أكمام قصيره وبنطال اسود ضيق ولكن بنية جسده المثالية جعلت من ملابسه تبدو رائعة وغير اعتياديه ..
وصاحب الشعر الأشقر ذو البشرة الشاحبة والشفاه الحمراوين كما لو أنه مصاص دماء مثير قد جلس على حافة الطاوله من الجانب الاخر يسرّحُ شعره الحريري بأنامله الطويله ، كان قميصه البندقي الشتوي ذو رقبة السلحفاء يبدو كما لو انه يكاد يتمزّق بسبب عرض منكبيه .. وبنطاله الاسود كان ضيّقاً يبرز طول ساقيه .. يملك نظراتٍ بارده وظهوراً مهيب ..
وما إن رفع يده نحو يوري لتركض ناحيته تنحني بلباقه قائله
" ماذا تريدون ان تطلبوا ؟ "
سمعت تهامس النساء من خلفها وبإمكانهن اختراق هؤلاء الشبّان بنظراتهن .. فقال الأشقر بصوتٍ مستكين
" أريد لاتيه واحد، بالإضافة الى إسبريسو "
" حاضر "
وحين رحلت التفت نحو الشاب الذي بجاوره يقول بتملل
" جونغكوك .. هل هذه أول مرةٍ ترى فيها مطعم تقليدي ؟ انت لا تكف عن النظر الى المكان بذهول "
فقال المدعو جونغكوك بحماس وهو ينظر لتصميم السقف
" انها اول مره .. لقد أسرني التصميم .. فأنا في النهايه لا زلت طالب هندسه مبتدئ ، دعني يا جين أتأمل هذا الفن "
همهم المدعو جين بعدم اكتراث ثم ألقى نظرة نحو الشاب الآخر الذي كان يسرح بخياله للبعيد .. ليضرب بكتفه كتف جونغكوك الذي انتهى به الحال يصطدم بالشاب السارح والذي التفت نحوهما بإنزعاج ..
فضحك جونغكوك بإرتباك وهو يقوم بتحريكِ يديه امام الشاب بطريقة لغة إشارة حينما قال
" تاي .. انا لا ذنب لي ، جين هو من دفعني "
ليميل المدعو تاي رأسه نحو جين ليجده يعضّ شفته السفلى بإستمتاع لأنه نجح في جعله يخرج من سرحانه الكئيب .. فقال له جين ببطء كي يستطيع فهم ما تلفظ شفتاه ..
" كفَّ عَنِ التفكير .. لا تسرح بعيداً .. نحن أتينا هنا للإستمتاع "
فابتسم تاي إبتسامةً تطغى عليها اللطافة حين قال بصوته الرجولي الخشن
" هل تريد الموت ؟ "
ليضحك جونغكوك وهو يقول
" انه يبدو مخيفاً اكثر حين يهددك وهو يبتسم بلطافه "
ليبتسم حين قائلاً
" انا اغيظه فقط كي استطيع رؤية ابتسامته .. حتى لو كانت ابتسامة تهديد فهي تعتبر ابتسامه في النهايه "
ضيّق تاي عينيه وهو يقول بضيق
" لا تتحدث بسرعه .. انا لا استطيع التقاط الحروف من فمك هكذا "
فابتسم جين ومن ثم رفع يديه قرب صدره جعل اليمنى مبسّطه واليسرى عموديه والصق انامل يده اليمنى بمنتصف راحة يده اليسرى يقول ببطء
" آسف "
ليقاطعهم وصول يوري التي وضعت الطلبات على طاولتهم وهي تنظر لجونغكوك وتاي قائله بابتسامة
" وأنتما ألن تطلبا شيء ؟ "
لمس جونغكوك ذقنه بسبّابته يفكر ثم قال فجأه
" نودلز حارّه "
" حاضر "
لتنظر ناحية تاي الذي سرح بخياله مجدداً تقول
" وانت ايها الزبون ؟ "
لم يجيبها فظنّت انه يتعمد تجاهلها بوضعه السماعات في أذنيه قائله بعصبية
" إن كنتَ لا تريد فقط قل لا .. لماذا تتجاهل وجودي ؟! "
ابتسم جونغكوك بارتباك لها وقال
" انتظري لحظة "
ليلمس كتف تاي الذي خرج من أفكاره وخلع سماعاته ينظر لجونغكوك بتساؤل ، فقال له جونغكوك ببطئ
" النادله تسأل عن طلبك "
ليرفع تاي عينيه العسليتين ناحية يوري قائلاً
" اسبريسو"
فضحك جين وهو يقول ليوري
" هو من طلب الاسبريسو.. فقط اجلبي النودلز "
وأومأت بتفهم وهي تنظر باستغراب ناحية تاي الذي كان يدلّك رقبته مغمض العينين ..
لتضيق عينيها وهي تحدق فيه تحادث نفسها
" تبدو تعابيره مألوفه .. وعينيه العسليتين كذلك .. نظرته الناعسه .. ولون بشرته ايضاً .. هل هذا تصادف ؟ "
***
الفصل الثالث بنفس الْيَوْم 💕
علقوا وصوتوا وحطوا القصه بقائمة القراءه عشان اكمل
تم التعديل ✅
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro