Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

البِيانو الصامِتْ |١٠|






" تاي تاي .. لقد تشاجرا والداي مُجدّداً "

قالتها يوري العابسه ، طِفلةُ التاسِعه وهي تجلس تحت شجرة التفاح بجانب تاي الذي كان متكئاً على الشجرة بجانبها ممسكاً بكتاب نوتات صغير ..

أدار مقلتيه البريئتين وقال مبتسماً بلطف

" جدتي تقول أن ليس كل الشجار مخيف ، فبعض الشجارات تنتهي بتصالح بالنهايه "

أمالتْ رأسها وهي تقول بفضول

" إذاً لو تشاجرنا أنا وأنت سنتصالح بالنهايه ؟ "

أومئ وعيناه تبتسمانْ ، ومن ثم أمْسَكَ بأنفها بين سبّابَتِه وإبْهامِه يقول

" أنا وأنتِ .. سنتصالح في كلِّ مرةٍ نتشاجر فيها "

برزت شفتيها الدموية تقول بفضول بوجنتيها المنتفخة والمتورِّده

" لماذا ؟ "

مدّ يدها اليمنى وهو يمطّـُ وِجنَتِها المُتَوَرِّده متظاهراً بالهمهمه وبعدها قال

" حمقاء ، لأننا خُلِقنا لبعض ، كما خُلِقَت أناملي لمفاتيح البيِانو "

ابتسمت بِسِعَهْ وهي تمسك بيده بكلتا قبضتيها الصغيرتين تتأمل أنامله الصغيره بعينيها الخضراوين وبعدها اقدمت قائلةً وسط استغرابه من فعلتها

" تاي تاي .. حين أكبرْ .. سوف أصبح نحّاتَه ، هل تعلم لماذا ؟ "

وضع كتابه جانباً وأعارها اهتمامه قائلاً بفضول

" لماذا ؟ "

فأردفت بِفَخْر

" كي استطيع نَحْتَ أناملكَ الثمينة وأضعها أيقونة في جميع المتاحف وأخطُّ تحتها الموسيقار تاي تاي "

أُعجِبَ بالفكرة وقال متحمساً

" أمّا أنا سأُنشِئ معزوفة خاصة بِكِـ حين أكبر ، سأعزِفها في مسرحٍ موسيقي كلاسيكي سيضم عدداً وافر من المشاهير والموسيقيين والفنانين ، وبعد أن أنحني أمامهم سأتقدم بخطابٍ مؤثِّر موجَّه لكِـ "

...

خطرت تلك الذكرى على بال تايهيونغ الذي كان جالساً فوق سريره يحدّق بالباب الأبيض الذي كان مغلقاً .. حيث يقطن البيانو الأسود الخاص بِه .. بعد تلك الحادثة ، حاول أكثر من مره تحطيمه ، ولكن جين وجونغكوك قاما بحماية البيانو من حزن تاي العظيم ، وقاما بالإغلاق عليه بالغرفة ذات الباب الأبيض التي تنتصف غرفته ..

هو في كل ليلةٍ يحدق بذلك الباب ويتذكر الماضي .. حيث كان قادراً على سماع كل شيء .. صوت قطرات المطر التي تصطدم بالأرض الإزفلتية ، صوت صرير باب المنزل حين يعود والده الى المنزل متأخراً ، صوت قِدِر الضغط الذي تضعه والدته فوق الفرن كي تطبخ العشاء .. تغريد العصافير التي توقظه كل صباح .. هبوب الرياح التي تقبّل ملامحه الفاتنه .. صوت فرقعة الحطب حين يخيّم مع جين وجونغكوك وجيمين كل نهاية أسبوع .. يكاد تاي ينسى وطأة صوت ضحكات جيمين في أذنيه ، صوت جونغكوك المتذمر ..ونبرة السخرية التي تعتلي صوت جين ، غناء جيمين حين يشعر بالملل .. صوت يوري الصغيره بات يتبدد ببطئ شيئاً فشيئاً .. لذّة الفرح ناقصة في كل مرةٍ يشعر بها بالسعادة .. هو بالكاد يتذكر خشونة صوته ..

خفض نظراته الحزينه ينظر لأنامله ، وأطرق قائلاً

" الصمت مميت .. أشعر كما لو أن لا أحد يسمعني .. حتى الهواء لا يصدر صوتاً .. حتى صوتي ، كل شيء مكبوت .. .. كما هو حال قلبي الآن "

وضع راحتي يداه فوق أذناه وأطبق عليهما يغلق عيناه ..

اطلق صوتاً وهو يهزّ نفسه جالساً وسط السرير .. ينتظر سماع ما يتلفظ به .. ولكن بمنظوره .. كان صمتاً وظلاماً حلّا فوق رأسه .. بؤس وهدوء مخيف ..

اغلق فمه وفتح عيناه ببطء لتتضح الرؤية .. رفع أنظاره نحو جونغكوك المرتعب امامه .. والشحوب قد طغى على ملامحه .. والذي تنهد بأريحية يقول

" لقد أرعبتني .. ظننت أن أمراً سيّء قد حصل لك ، هل انت بخير ؟ "

اسقط تاي يداه عن أذناه ونبس قائلاً

" لا .. أنا موسيقارٌ أصمّ .. هل سيحصل لي أسوأ من فقداني للسمع ؟ أو أسوأ من خسارتي لعائلتي وذاكرة زوجتي ؟ وصديقي؟ .. "

خفض جونغكوك رأسه وتراجع الى الخلف .. خرج من الغرفه تاركاً تاي وحده .. لانه يعلم بأن تاي كل ليلة يفكر بتلك الأحداث .. ويحدق بذلك الباب الأبيض .. هو يعلم ان تاي يصبح اكثر تأثراً في تلك اللحظة .. لذا لم يطيل البقاء .

في صباح يومٍ جديد ، نزل تاي من غرفته بعدما ارتدى قميصاً اسود صوفي ذو رقبة السلحفاه ، وبنطال يماثل اللون .. حذائين بندقيا اللون وقبّعه تماثل لونهما .. معطفٌ طويل بندقي يصل الى أسفل ركبتيه .. ونظارات دائريتان يمتازان باللون الذهبي .. وتعانق أنامل يده المبنى ذات اللون الحمطي خاتمان نحاسيا اللون .. وشعره الأملس يغطي جبينه ..

جلس على مائدة الإفطار مقابلاً لجونغكوك النصف نائم وهو يطحن لقمته ببطء .. ونفث تاي ساخراً بعدها اطلق تنهيدة .. رفع عيناه العسليتين نحو جين الذي يعمل بالمطبخ وهو يرتدي مئزر وردي اللون ..

وقال له

" جين .. لقد غطّ جونغكوك بالنوم اثناء الأكل .. مجدداً "

ليجبر جونغكوك نفسه على فتح عينيه وهو يطحن اللقمه بشكل متسارع ، ولكنه تفاجئ بقفّازة مطاطية تصفع مؤخرة رأسه من الخلف .. ليتسمر مكانه وفمه ممتلئ بالطعام كالقارض اللطيف ذو الخدّين الممتلئين ، وصوت جين المغتاظ الذي قال

" إن نمت مجدداً على طاولة الطعام سأرسل حذائي لكْ وليس قفاز الغسيل "

ليرسل جونغكوك الناعس نظرات الحقد تجاه تاي الذي استقام بظهره ووضع ساقاً فوق ساق يرتشف من قهوة الصباح بهدوء متجاهلاً ترددات الكره والحقد الموجهه نحوه ..

نهض تاي بعدما أنهى القهوة فاستوقفه جين الذي خرج من المطبخ وبيده صحنُ زجاج مليئ برغوة الصابون قائلاً

" الى أين ؟! انت لم تشرب سوى القهوه "

نظر تاي الى المئزر الوردي وابتسم .. بعدها قال

" لا تقلقي يا أمي ، سآكل طعامي في المطعم المقابل "

ضيّق جين عيناه وقال مبتسماً

" يوري ؟ .. "

رفع تاي حاجباهُ وقال

" هل المطعم ينتمي لها ؟ لا .. انا سأذهب هناك فقط لأنه قريب "

نهض جونغكوك وعقد ذراعيه يقف بجانب جين وهو يضيّق عيناه بشكّ .. عقد تاي حاجباهُ وقال

" أنتما لا تتوافقان إلا ضدي .. سأذهب "

وخرج من المنزل بعدما لحق به جين وجونغكوك يراقبان سيره مبتعداً .. فقال جين وهو يغلق الباب ساخراً

" ألا نبدو كوالداه اكثر من صديقاه ؟ "

ليقول جونغكوك مبادلاً السخرية وهو ينظر للمئزر

" أنت تليق لأن تصبح كأمّه أكثر من صديقه "

ضرب جين مؤخرته حين حاول الهرب منه يضحك فَقَال اثناء ما كان يخلع المئزر الوردي بغيظ وهو يلحق به

" أنت لا تبدو كبشري حتى بل كقارِض أليف في المنزل لا يعرف سوى النوم اثناء الأكل ! "

دخل تاي المطعم وقامت احدى النادلات بتحيّته بغتةً فلم يلحظ وجودها .. ارتعب في جوفه ولكنه لم يظهر ذلك في تعابيره ..

جلس في اقرب مكان يؤدي الى العزلة ، ليلبس سماعتيه وهو يخرج هاتفه من جيبه .. وأثناء انشغاله بالنقر على هاتفه تفاجئ بِيوري تجلس امامه على عجله وهي تقول

" هل طلبت الأومليت الخاص بي ؟ "

رفع عينيه نحوها واخرج سماعة أذنه اليمنى قائلاً

" ماذا قلتِ ؟ "

تنهدت لتقول

" لماذا تواصل ارتداء هذه السماعات ؟ هل تكره ضجيج العالم يا تاي تاي ؟ "

" تاي تاي مجدداً .. لقد أخبرتكِ بأننا لسنا - "

قاطعته تقول

" قررتُ بأن اصبح صديقتك "

نظر حوله ومن ثم وضع ذقنه فوق راحة يده متّكئاً بذراعه على الطاولة ، وقال رافعاً حاجباً واحد

" انا ارفض صداقتكِ .. رجاءً وعودي الى عملك "

عبست امام بروده المصطنع ونهضت بغيظ تقول برسمية زائفه وهي تشير له بإصبعها بدنيوية

" لهذا السبب أناديك بتاي تاي المزيف .. "

نهض أمامها بعدما شعر بالإهانة

" مزيف؟ .. "

ابتلعت ريقها وعاد خوفها القديم منه تقول بتوتر

" ايضاً أتمنى ان يبتلع الفضائيون سماعات أذنيك كي استطيع التواصل معك جيداً .. الى اللقاء "

حين إستدارت لمح خلفها بيانو أسود فوق اضاءة منخفضة مركون في زاوية المطعم ولا يكادُ يــُرى ..

توسعت حدقتيْ عينيه ليتوجه نحوه وسط استغرابها من تغيّر تعابيره المفاجئ .

فنظرت نحو المكان الذي كان يتوجه نحوه لترفع حاجبيها وهي تبتسم قائله اثناء لحاقها به

" أنا أخرجتُه بعد إقناع من مديري ! كما أنني نظفته وأبعدت الغبار عنه ، لقد قلت له أنني اعرف موسيقاراً ربما سيوافق بالعزف به وانا أقصدك بهذا الكلام "

هي لا تعلم ان تايهيونغ لا يعيرها لا سمع ولا انتباهه .. وقف مقابلاً للبيانو وتنفس بتسارع محدّقاً بمفاتيح البيانو .. فوقفت يوري بجانبه وهي تشبك أناملها خلف ظهرها وهي تنظر اليه بفضول .. وحماس خفي .

جلس امام البيانو وهو يرفع أنامله .. إتّكئت يوري على طرف البيانو قِبالته وهي تترقب .. فلاحظت أن أنامله ترتعش .. وتعابيره مفزوعه .

ولكنها لم تنطق ببنت شفه ، بل قررت اعطاءه مساحته الخاصة ملتزمةً الصمت ..

تذكّر تاي صديقه الراحل جيمين .. وكيف كان يتظاهر بكونه موسيقار محترف ، فقد كان يعبث بمفاتيح البيانو والألحان كانت كالتلوّث السمعي بالنسبة لتاي الذي كان في كل مرةٍ يرى جيمين يتقمّص دور الموسيقار فيها يقوم بسحبه من امام البيانو منزعجاً وسط ضحكات جونغكوك وجين الذان قد سقطا مسبقاً على الارض بسبب عزف جيمين الرديء والذي كان يحاول كبت ضحكته متظاهراً بالجدية ..

ارتعش صوت تاي حين اطلق تنهيدة عميقه لأنه تذكر تعابير جيمين المضحكة اثناء عزفه .. فاختلطت مشاعره ما بين الرغبة بالبكاء وما بين الضحك .. ليبتسمَ ابتسامةً حزينه تلحقها الدموع الشفَّافة والتي رسمت خطاً على طول وجنته ..

أظهرت يوري تعابير الحزن حين رأت تعابير حزنه ودموعه .. عيناه الغارقتين بالدموع قد توسّدت أحزان كِلَاُهما ..

فوضع أنامله فوق مفاتيح البيانو الباردة وقام بالعزف بينما الحزن يعانق قلبه ، كانت مفاتيح البيانو كما لو أنها كلماته ..

‏عزف تاي على البيانو قرب النافذه ، فكانت الشمس تعكسُ ضياءً فوق ارضية المطعم ، النسيم المُنعش الذي اقتحم المكان كان يعبث بحرير شعر يوري القصير اثناء عزف تاي ،و نقاء الغيم كان في عيناه الجميلتانِ بحزنِهِما ، و مبسمُ ثغرهما كان فاتِناً . .

أسر عزف تاي قلوب الحضور كما لو أن حزنه قد التفّ حول قلوبهم .

يداه الطويلتان كانتا جميلتانِ جداً اثناء تنقّله بين المفاتيح ، وفي براعة متهللة و مألوفة أسر قلب احدهم ، ‏خصوصاً ابتسامته الحزينه التي لفتت ذلك النظر واختطفت قلب يوري ..

توقف فجأةً عن العزف ليرخي كتفيه ذوي الحمل الثقيل ، نظر الى مفاتيح البيانو بنظرات منكسره .. وهمس متأتئاً في نفس اللحظة التي تساقطت فيها دموعه

" أنا خائف "

انخفضت يوري لتصل لمستواه وقالت بصوتٍ هادئ كي لا يسمعها سواه .. ولا تعلم ان لا احد يسمعها .

" من ماذا ؟ "
سرق من شفتيها ذلك السؤال .. ورفع عيناه الغارقة بالدموع نحوها .. تلك التي ترتدي تعابير الحزن لأجله .. فقال بصوته الرجولي المرتعش حزناً وخوف ..

" من الصمت الم.. المُميت "

_____

مساحه لله

تم التعديل ✅

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro