إلتَجِئي إليّ |٣٠|
••
واكمل بإستغرابٍ يقول
" مكتوبٌ في الملف أنكِ الزوجة .. هل تقصدين أنكِ لا تعلمين حالته الصحية على الرغم من انكِ زوجته ؟ "
بعدها تسمر في مكانه حين قام بتفحص ملفها .. وقال وسط تيه يوري التي تحدق بالفراغ ..
" ألم يخبركِ أحدٌ عن حالتكِ الصحية ؟ هل كنتِ تعلمين بأنكِ قد فقدتِ الذاكرة جزئياً بسبب حادث مروري ؟ "
وحين تنهد بضيق حين لم يستطع اخذ اجوبة منها..
خرج الطبيب من غرفة تايهيونغ النائم تاركاً يوري وحدها في فراغٍ تحاول بأقصى مالديها استيعاب ما قاله الطبيب للتو ..ادارتْ مقلتيها نحو تايهيونغ النائم بعيونٍ متوسعه .. بدى مرتاحاً ونائماً بعمق كالأطفال .. و كانت هي مصدومه لدرجة انها لم تبكي حتى .. لتنهض بعدها وهي تحبس عنقها بين اناملها تدلّكه برقّه علّ عبرة البكاء تختفي .. هربت من الغرفه مسرعه تشعر بالاختناق وترغب بالتنفس .. هناك شيء يطبق على صدرها .. شيء مؤلم جداً .
نزلت السلالم مسرعه متخطيةً المصعد الذي خرج منه جين برفقة جونغكوك ولوسي وهي تضع يدها حول عنقها .. ليرفع جونغكوك سبّابته مذهولاً يحدق بيوري التي كانت تهرب الى الأسفل مسرعه .. فتبددت عنه تعابير الدهشة ليستبدلها بإمارات القلق ..
توجهوا نحو غرفة تايهيونغ ووجدوه نائماً بينما شاش مربّعي الشكل يغطي رأسه من المقدمه وكان هناك بضع خدوش خفيفه قرب ذقنه .. بدى بخير في نظرهما .. ليجلس جين على الكرسي امام تايهيونغ يتنهد بأريحية وهو يضم وجهه بكلتا راحتي يديه .. ليقول جونغكوك اثناء استدارته مستعداً للخروج
" سوف أسأل الطبيب المسؤول عن حالته .. لن أتأخر "
ليومئ جين بصمت وهو يمسك بيد تايهيونغ التي كان موصولاً فيها مصل مغذي .. بينما كانت لوسي تقف قرب أخاها صامته .. لطالما كانوا يعلمون ان تايهيونغ معرّض لخطر الدهس والأذى بكل حالاته
.. لأنه لا يملك جميع الحواس كغيره .. الجميع يشعر بالمسؤولية وتأنيب الضمير .. كان من المفترض ان يكونوا اكثر حرصاً تجاهه .. كان من المفترض ان يعتنوا فيه اكثر .. ما كان هذا ليحصل لو لم يقصروا تجاه صديقهم الذي خسر سمعه .. الجميع كان يفكر بهذا التفكير .. في كل مرةٍ يتأذى فيها تايهيونغ ..
اثناء خروج جونغكوك تفاجئ بطبيبٍ شاب يمتثل امامه وهو يبتسم قائلاً
" هل انت احد أفراد عائلة المريض تايهيونغ ؟ "
أومئ جونغكوك ومن ثم قال
" هل هو بخير ؟ "
همهم الطبيب بصمت ثم قال
" دعنا ندخل اولاً "
بدى جونغكوك متوتراً بشدة، ضغط على وشاحه الأبيض الذي يحيط بعانقه وتبع الطبيب ، وحالما دخل ليقف بجانب لوسي فور وقوف جين ينحني للطبيب الذي لا يبدد ابتسامته اللطيفه والتي طمأنتهم .. اقترب من محلول المغذي يقيّم القطرات خاصته بينما كان يحملق بساعته كل ثانيه .. ثم هزّ رأسه برضى وبعدها أعار انتباهه نحو جين يقول
" حين تصل الأشعة المقطعية سوف نحدد ما اذا كان حقاً بخير ام لا .. ولكن لا تقلقوا .. لم يتأذى دماغه، يبدو ان الاصطدام الذي تعرض له ليس بذلك العنف، ولكن الاحتياط واجب لهذا قمنا بالأشعة كي نتأكد انه بخير وبعدها نخرِّجُه "
تنفس الثلاثةُ الصعداء بعد سماع تلك الكلمات تصدر من الطبيب ليعاود جين الجلوس وهو يمسح على شعر تايهيونغ النائم بسبب المخدر الذي صُرِفَ له ..
اثناء ما انتهى الطبيب من وضع الهيبارين في مصل المغذي الذي كان مغروزاً في وريد تايهيونغ التفت نحو لوسي وقال مستغرباً
" أين الآنسه يوري ؟ "
عقد جين حاجبيه مستغرباً يقول
" يوري ؟ .. يوري أتت قبلنا ؟ "
فقال جونغكوك وهو يهز رأسه
" نعم ،لقد رأيتها تنزل السلالم اثناء خروجنا من المصعد "
انحنى الطبيب مجدداً يقول اثناء خروجه
" حين تصل نتيجة الأشعة المقطعية سوف اخبركم "
وخرج بعدها .. كان جونغكوك يفكر لوهله قبل ان ينطق اخيراً
" سأبحث عن يوري .. تعابير وجهها لم تعجبني .. انا قلق "
لم ينطق جين بشيء .. بل اكتفى بالمسح على شعر تايهيونغ وهو صامت يؤنب نفسه ..
خرج جونغكوك يركب المصعد ليؤدي الى الطابق الأرضي .. بحث بالأسفل ولم يكن هناك سوى بعض المرضى الذين يتمشون برفقة ممرضيهم، ولا أثرَ ليوري .. خرج من المشفى على أمل ان يجدها ..
كان الطقس مثلجاً .. رقائق الثلج تغطي كتفيه العريضين اثناء وقوفه يحدق بتلك التي تجلس على احد الكراسي تتمعن النظر بالغيوم صامته وهي تدسّ يديها بين فخذيها وكتفيها يرتجفان.. الهواء يصفع وجنتيها المتورده اثر البرد .. وأنفها متوردٌ ايضاً .. تنهد بأريحية حين وجدها اخيراً وتوجه نحوها بخطى سلسله .. وقف امامها يغطي عنها بقامته الطويله منظر الغيوم الآسر .. ليخلع وشاحه ويضعه حول رقبتها بلطف .. ليركع امامه على ركبتيه يمسح براحتي يديه الدافئتين على ذراعيها يبتسم ابتسامةً ارنبيه خاطفه للقلب .. وقال اثناء تحديقها به بهدوء
" يوري .. هل أنتِ بخير ؟ "
إرتجفَ ذِقنها وهي تهزّ رأسها نافيه .
فأومئ متفهماً.
لينهض امامها وهو يخلع سترته الشتويه ويضعها فوق رأسها .. فرفعت عينيها الخضراوين والغارقتين بالدموع نحوه بتساؤل، نظر اليها وقال باسم الثغر
" هكذا لن يرى أحدٌ دموعك.. سأخفيكِ عن الجميع .. لذا فالتبكي "
لتغرق بالبكاء المبحوح، بينما كان جونغكوك يكتفي بالإمساك بسترته يخفي وجهها الباكي عن العالمين.. توسعت عينيه مدهوشاً حالما سمعها تقول بنبرةِ بكاء مبحوحه بصوتٍ متعب ..
" موسيقاري الأصم لم يكن مجرد موسيقارٍ بائس .. لقد خسر حلمه،وطموحاته في ان يصبح موسيقاراً مشهور قد تطايرت امام عيناه .. وخسر صديقه المفضل .. لم اكن بجانبه في ذلك الوقت .. كان يعاني وحده وكنتُ انا أعاتبه لأنه لم يتعب نفسه بالبحث عني بعد تلك السنوات .. انا فقط لم اعلم انني زوجته.. على الرغم من انني كنت اعي كوني قد فقدت نصف ذكرياتي ولكن لم اتخيل ان يكذب الجميع علي ويشارك تاي بالمسرحية .. لقد كان يخفي عني هذا الأمر طوال الوقت .. كم كان أمراً مرهقاً ومتعب بالنسبة له .."
رفعت عينيها الدامعتين تقول لجونغكوك بصوتٍ واهن وهادئ
" كيف لي ألا الاحظ هذا ؟ .. "
عقد حاجبيه يبتلع ريقه .. بعدها مسح دموعها بطرف إبهامه وهو يقول بضيق
" هل اخبركِ الطبيب ؟ "
أومئت له وذقنها يرتعش .. وما إن سقطت دموعها بغته امامه لتخفض رأسها بخزي .. فأكملت بصوتٍ اشتد هدوءه ..
" طريقة تايهيونغ في إخفاءِ هذا الأمر عني تحزنني أكثر .. تحديقهُ بشفاهي التي كانت تحرجني وتشعرني بإنعدام الراحة كان لها مبرر .. تجاهله لحديثي وسبب ارتداءه لسماعات الأذنين طوال الوقت كان له مبرر .. عبوسه الدائم ودموعه التي يذرفها اثناء نومه .. كان لهما مبرر "
صمتت وهي تحاول جمع شتات نفسها بينما الثلج قد توسد كلاهما .. وكلاهما كان يرتعش من شدة البرد ..
فأكملت بنبرة مرتعشة تقول وهي تدلّك رأسها بألم
" هل تعمّد الكذب علي كي لا أتدخّل ببؤسه ؟ موسيقاري الأصم لم يكن مجرد صديق طفوله .. كان زوجي ؟ انا لا استطيع استيعاب هذا كله .. اشعر بالدوار والغثيان .. والصداع يجتاح رأسي .. اشعر انني كنت اعيش في كذبة كبيرة .. لماذا جعلتموني اعيش حياة مزيفه ؟ "
فهمست بإسم جونغكوك الذي اغمض عينيه يزفر بحسره يمنع نفسه من البكاء هو الاخر ...
" جونغكوك .. تاي تاي لم يسمع حتى اعترافي له بالحب، وانا التي ظنّت أنهُ قد تم رفضها .. خوفه من الصمت المميت .. حزنه الذي يظهر على سِماهُ ما إن يعزف على مفاتيح البيانو .. كل شيء حولي كان يصرخ بحقيقة ما حصل له .. انا كنت حمقاء لم أدرك هذا مبكراً .. لقد كان يعاني معي .. كان الصمت يحيط به من جميع الجهات .."
خفض انظاره الحزينه نحو تلك التي تنظر اليه بنظراتٍ مكسوره واعين محمرّه من شدة البكاء .. فقال وهو يواصل تغطية رأسها بسترته
" لا تلومي نفسكِ .. هو كان ممثلاً بارع استطاع اخفاء صممه وحقيقة انه زوجكِ .. هو لم يرغب ان يجعلكِ تشاركينه بحياة بائسة .. كذب عليكِ لمصلحتك، وعلى الرغم من انه كان يحتاجك اكثر من اي وقت لكنه فضّل سعادتك على سعادته لو كنتِ بجانبه .. لا تلومي نفسكِ .. والأهم من هذا كله .. لا تشفقي عليه .. هذا كفيل ليقتله .. "
أومئت بصمت وهي تحدق بالطرقات التي ارتدت حلّة بياض الثلج .. وبعدها قالت بتساؤل
" كيف .. كيف خسر سمعه ؟ "
خطرت على فِكرِه تلك الذكريات الكئيبه .. وانقبض قلبه من شدة الألم .. بعدها نطق بصوتٍ غلبته نبرة البكاء رغماً عنه
" قبل سنتين .. في خريفٍ بارد .. انقلبت السيارة في اخر أمسية يعزف فيها، ولَم ينجوا سوى أنتما وابوه الذي اختار انقاذكما على ان ينقذ زوجته .. وبسبب الحادث تضررت خلايا سمع تاي ولَم يعد يسمع شيئاً منذ ذلك الوقت .. أما أنتِ فقد كنتِ في غيبوبة طويلة .. وما إن استيقظتِ كنتِ قد فقدتِ الذاكرة ونسيتِ كل البؤس الذي عانق حياتيكما.. لم يرغب تاي أن يُدخِل في ذاكرتكِ احداث شنيعة لذا تظاهر انه لم يكن يوماً جزء من حياتكِ وعاش كموسيقارٍ بائس ووحيد "
تشبّثت بذراع جونغكوك وهي تعضّ على شفتها السفلى تكبح دموعها .. كان مقدار المها لا يضاهى .. كل شيء كان ثقيلاً كل شيء كان بشعاً .. كل شيء لا يحتمل .. واكمل جونغكوك وهو يخفض رأسه والذي سرعان ما ذرف الدموع حين قال
" في نفس تلك الليلة .. كان صديقنا جيمين يبكي على والدته في صالة العزاء .. ولَم نكن نعلم بشأن قدر تايهيونغ المشابه لقدره .. كلاهما خسرا امهاتهما .. ولكننا لم نلحظ جيمين .. لم نواسي جيمين .. لم نعانق جيمين، لهذا السبب فتايهيونغ لا يزال يرى نفسه السبب بموت رفيق روحه "
أطبقت براحة يدها على فمها وشعرت بالغثيان من شدة البكاء .. فتشبثت بطرف كمّه كي تكون قادره على النهوض .. فالأخبار التي سمعتها للتو دفعةً واحده جعل اَطرافها واهنه .. وإحساسها متبلد .. وكادت تتعثر لو لم يتمسك بأطراف سترته الموضوعه فوق رأسها .. كانت تغمض عينيها وتغطي وجهها براحة يدها تبكي بصوتٍ مكبوت ..
" ماذا ت-تفعلان ؟ "
صوت تايهيونغ العميق والمرتعش طغى على مسامع كلاهما .. لتفتح يوري رموش عينيها المبلله التي وقعت على تايهيونغ الذي يمتثل امامهما يقف تحت سقيفة المشفى ..
وكان يرتدي ملابس المرضى البيضاء والمخططه بالاسود ويرتدي معطف جين البندقي والذي يقف بجانبه تماماً .. وكان الهواء يصفع تعابير وجهه السمح ويداعب خصلات شعره البندقي ..
كان تايهيونغ ينظر لكلامها مصدوماً مما يرى .. لقد كانت غيمته يوري تبكي امام صديقه الذي كان واضحاً انه يواسيها بدلاً منه هو.. كم كان حجم غيرته كبيراً وموجِع .. شخصية التسونديري خاصته ما كانت لتنطق بكونه يغار عليها وبأن عليها الابتعاد عن جونغكوك ..
هو فقط اكتفى بالإلتفات والدخول الى المشفى عائداً ادراجه بخطى عرجه ..
مسحت يوري دموعها لتنفض الثلج عن كتفيها وهي تنحني نحو جين الذي كان يكتفي بالصمت .. لم يبرر احدهما له .. بل قامت يوري بتخطيه تلحق بموسيقارها الغيور بعدما سلّمت جونغكوك سترته .
ليبلل جونغكوك شفتيه يتوجه نحو جين قائلاً بتساؤل وهو يمسح دمعةً تسربت من محجر عينه بأطراف انامله ..
" هل سوف تسيء الظن انت ايضاً ؟"
ابتسم جين اثناء ما كان يحكّ مقدمة انفه المتورد وقال
" اعلم مسبقاً بأنك لست نوعها المفضل .. هي تفضّل نوع التسونديري العنيد "
فابتسم جونغكوك رغماً عنه .. ليقول بعدها مبدداً ابتسامته
" يوري اصبحت تعلم بشأن فقدان تايهيونغ لسمعه "
واكمل بعد تردد
" وبأنها كانت تعيش حياة مزيفة .. لقد اخبرتها بالتفاصيل "
رمش جين عدة مرات مشدوهاً قبل ان يحاول اللحاق بهما لو لم يعانقه جونغكوك من الخلف يتشبث به بعناد ويقول بإستياء
" لا تتدخل بينهما .. على الاقل ليس هذه المرة .. ارجوك "
ليزفر جين بضيق وهو يقول باستسلام
" حسناً .. لن أتدخل .. لن استطيع مجابهة القدر .. انا استسلم يا جونغكوك .. "
اثناء محاولة تايهيونغ بدخول المصعد والعودة الى غرفته، تفاجئ بأناملها البارده التي أمسكت بخاصته.. فالتفت مصعوقاً من برودتها .. كانت تنظر ناحيته بإنكسار وهي تتنفس بتسارع لأنها اضطرت للحاق بالذي يواصل الهروب منها دائماً .. خطت نحوه بترنحٍ متعبه .. فمنذ الامس لم تنم او تأكل شيء .. ومنذ الحادث الذي تعرض له هي لم تشرب حتى الماء، فقد كانت تواصل الجلوس امام سريره تراقب حركة عينيه تنتظر استيقاظه ..
وما إن اصبح لا يفرّق بينهما سوى فراغ بسيط همست بصوتٍ خافت وهي تقول
" لماذا .. تواصل .. الهروب عني ؟ "
حاول نفض انامل يده عن خاصتها البارده لتفعل هذا بدلاً عنه وبدلاً من ذلك كومت وجنتيه بكلتا راحتي يديها تخفض رأسه لمستوى قامتها وهي تقول
" كفّ عن الهروب مني تاتا "
ارتبك من قربها الشديد له وخصوصاً نطقها للقب تاتا الذي كانت نادراً ما تقول له .. فحاول ابعاد يديها عنه يقول بتوتر
" انا لا اهرب منكِ .. اريد فقط ان اعود لغرفتي وارتاح "
سمحت له بإبعاد يديها عن وجنته، وراقبت حركاته اثناء توجهه نحو المصعد يضغط على الزر وهو مدرك لكونها تنظر اليه .. وحالما دخل ينوي إغلاق المصعد لتدخل قبل ان يغلق .. لتضغط هي على زر الطابق الثالث الذي يؤدي الى غرفته .. وكان يتحاشى النظر اليها يدس يديه بجيبي السترته .. بينما هي كانت تنظر للأرضية صامته .. بعدها خلع سترة جين التي يرتديها ورماها امام قدميها يقول ببرود عاقداً ذراعيه
" انا فقط اعطيكِ السترة لأنني لم اعد اشعر بالبرد .. ليس وكأنني قلق على صحتك "
زمّت شفتيها وهي تلتقط الستره عن الارض تضعها فوق كتفيها تلتزم الصمت،بعدها رفعت مقلتيها نحوه تتأمل الشاش الذي يغطي رأسه .. وكان مشبّعاً بالدماء ويحتاج الى التغيير .. وحالما فتح المصعد لتمسك بيده اثناء خروجهما،نفض يده عنها لتلتفت نحوه وهي تقف امامه مباشرةً متعمده كي يكون قادراً على قراءة لغة شفتيها
" عليك تغيير ضمادتك "
حاول لمس الضمادة لو لم تمسك بمعصمه بحركة سريعه وهي تعقد حاجبيها نحوه بعتاب .. لتمسك بيده بلطف قائله
" سوف انادي الممرضة .. عد الى سريرك "
وحالما جلس على السرير ليتفاجئ برفع يوري للغطاء فوقه، وحاولت خلع الستره لو لم ينطق مهدداً
" إياكِ وخلعها ! سوف المس ضمادتي ! "
ضيقت عينيها تحملق فيه .. وهي تقول
" موسيقاري الطفولي .. انت لا ترتدي سوى ملابس المشفى .. عليك ارتداء الستره "
ليهز رأسه رافضاً .. ولكنها لم تعير رأيه انتباهاً، فقد خلعت الستره تجلس امامه على طرف السرير وتضعها حول كتفيه وسط مراقبته لها .. لتخلع بعدها شال جونغكوك وتضعه حول رقبته .. وحين انتهت مطّت وجنته وهي تبتسم بهدوء .. وقالت
" إياك ان تتحرك .. سوف أعود وبرفقتي الممرضة "
ليعانق معصمها بأنامله قائلاً بضيق بينما عسليتيه تحاصران خضراوتيها
" قبل ان تذهبي , اخبريني .. لماذا كنتِ تبكين امام جونغكوك ؟ "
ابتسمت ابتسامةً جانبيه وهي تقول ببساطه
" لقد كنت ابكي كالطفله من شدة قلقي عليكْ,وبصفته صديقي وحملي الصغير قام بتهدئتي .. هل توجد اسئلة ومطالب اخرى؟ "
أومئ بخفّه وبعدها قال
" نعم .. عودي اليَّ بسرعه "
لتبتسم بسعه وهي تومئ موافقه .. بعدها خفضت أنظارها ناحية يده التي لا تزال ممسكةً بمعصمها وأمالت رأسها له قليلاً كي يلحظها وقالت مازحه
" هل تنوي الامساك بمعصمي الى الأبد ؟ "
ليترك معصمها بحركة مضطربه بدت ظريفه بالنسبة ليوري، وحين نهضت تنوي الذهاب تفاجئت بذراعيه التي احاطت خصرها من الخلف.. وهمسه المبحوح حين اطرق قائلاً بإستياء طفولي تشوبه الغيره
" حين تبكين .. إلتجئي إليّ أولاً "
دفن وجهه بظهرها يزفر بضيق مغمض العينان .. ثم قال بصوتٍ مرتعش
" ايضاً .. كفي عن التصرف كطفلةِ التاسعه البلهاء،لا تتهوري مجدداً وتثيري قلقي عليكِ .. ترأَّفي على قلبي المذعور "
في تلك اللحظة تماماً،دخلت لوسي وهي تقول متذمره
" كم اكره رائحة المشفى "
وحالما رأت كيف يتشبث تاي بيوري من الخلف كما لو انه يخاف ان تتبدد من بين ذراعيه كالسراب ارتبكت وهي تحاول الخروج لو لم تستوقفها يوري قائله
" انتظري لحظة، سوف انادي الممرضة.. ابقي بجانبه ريثما اعود "
لتومئ لوسي بعبوس طفولي اثناء مراقبتها ليوري التي فرّقت ذراعا تايهيونغ المستاء عنها ..
واثناء خروج يوري من الغرفة وحالما أوصدت إغلاق الباب .. إتّكئت عليه تنزلق بجذعها وهي تجلس جلسة القرفصاء تطبق الأحكام على فمها بكلتا يديها تبكي بصمت .. ليس كما لو انه سيسمع بكاءها .. لا تعلم كيف استطاعت التظاهر بأنها لا تعرف شيء امامه .. او كيف استطاعت ان تبتسم كالخرقاء ،لم تكن تعرف انها تجيد التمثيل مثله .. هو يعرف كيف يخفي حقيقة كونه لا يسمع، وهي تجيد التظاهر بأنها لا تعرف .. وكلاهما يعيشان نفس المعاناه ..
اثناء جلوس جين في مقهى المشفى بجانب جونغكوك الذي كان يرتجف بينما يرتشف من الحليب الساخن ..
امسك جين بهاتفه بعدما خرج من أفكاره العميقه .. واثناء انتظار ان يرد الشخص الذي اتصل عليه قال جونغكوك بينما كتفيه يرتعشان من البرد
" على من تتصل ؟ .. "
صمت جين قبل ان ينطق اخيراً ليرضي فضول جونغكوك وهو ينتظر ان تجيب على الهاتف
" طليقتي .. سوف اطلب منها الحضور .. هي الطبيبه المختصة والوحيده القادره على القيام بعملية تايهيونغ .. حتى لو اضطررت الى الذهاب الى كوريا وترجّيها .. سوف اقنعها بالعودة .. ولمصلحة تايهيونغ هي ستفعل المستحيل "
••••
تم التعديل ✅
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro