
6
"ما الذي يحدث؟ لماذا خرجت مسرعة و منهارة من ذلك المنزل؟ انت تبدين و كأن أحدا يلاحقك؟" تحدث جوكهان و هم داخل السيارة يتجهون إلى وجهتهم.
"نعم ما الذي يحصل؟" تحدثت سيفدا من الخلف، بينما نيل بغير عالم.
نظرت هازان إلى أولاد خالتها، و خصوصا إلى نيل التي كانت تمضغ العلكة بصوت عال.
"ما الذي تفعلينه أنت؟" سألت هازان متعجبة من نيل.
"ماذا؟" أجابت نيل بتعجب
"هيي هييي لا تغيري الموضوع، إنها نيل المعتادة، فل تخبرينا من من كنت تهربين؟" سألت سيفدا مقاطعة إياهم. كان الجميع منتظرا إجابتها على أحر من الجمر.
"إحم كنت فقط متشوقة لرؤيتكم " تحدثت و هي ترسم ابتسامة على وجهها
"هاهاها، حقا يال قلبك الحنين، و كأننا لا نعرفك " تحدثت نيل بسخرية مما جعل الآخرين يضحكون بقوة.
"لا يهم، إلى أين نذهب؟ ألم تخبروني باننا سنزور جدي و جدتي "
هازان كانت جد مقربة من جديها، رغم أنها تعرفت عليهم فقط عند أول زيارة و لكنها أحست بعاطفتهم و حبهم نحوها. كانت هاته عائلتها الثانية، جديها و أولاد خالتها جعلاها تحس و كأنها تربت بينهم منذ الأزل.
فقد كانت قريبة من الكل فمثلا جوكهان اعترف بحبه لسيفدا ابنة خالته و ذلك بتشجيع من هازان.
جوكهان يكون توأم نيل، و يعشق سيفدا منذ الطفولة، و لكنه لم يتجرأ يوما على الاعتراف خوفا من أنها تعتبره أخوها.
و لكن بعد تشجيع هازان اكتشف أن حب طفولته كان يعشقه أيضا. تذكرت هازان ذلك مبتسمة، فجأة و كأن دلو من الماء سكب عليها.
منذ أن علمت أن هالة ليست بأنها الحقيقية لم تتجرأ على التحدث معهم، فحتى بعد قدومها لم تقدر على الاتصال. كانت خائفة من رد فعلهم خصوصا بعد أن علموا بأنها ليست من عائلتهم. و لكن اتصال نيل المجنونة البارحة جعلها تحس بأنها ستظل واحدة منهم و لا شيء يمكنه تغيير ذلك.
استفاقت من شرودها على صوت جوكهان
"طبعا، سنذهب الآن و لكن سنخرج بعدها إلى البار لنحتفل. فحبيبتي و أنا سنتزوج عن قريب" تحدث بينما ينظر لسيفدا بهيام، لتخجل من نظراته
"ماذا؟ وأخيرا، اهنئكم. اللعنة لا أستطيع التأخر. اححم أمي ستقلق و أنا لم أخبرها بأنني سأتأخر "
"اتصلي، لما اخترع الهاتف برأيك. يبدو و كأنك متعلقة ب احمم امك" تحدثت نيل بسخرية مشددة على كلمة أمك فالكل يعرف بأن هازان تفعل ما تريد دائما.
قلبت هازان عيناها في السماء، حقا هاته الفتاة لا تكف عن السخرية منها
"حسنا أيتها العبقرية سأفعل " تحدثت ليضحك الجميع، بينما هي تفكر بأن ياغيز سيقتلها اليوم لا محال، بار و تأخر اللعنة.
نزلت هازان من السيارة بتردد، تعلم بأن الجميع يعلم بالحقيقة لا تعرف كيف سيستقبلوها.
أمسك جوكهان بيدها مشجعا إياها على التقدم، بينما نيل سبقتهم إلى الداخل تعلن وصولهم
"جدي، جدتي هازان هنا" صرخت نيل ليخرج العجوزين بسرعة متلهفين للالتقاء بحفيدتهم، حتى لو لم تكن من دمهم إلا أنهم يحبونها جدا
جلست هازان بين جديها اللذان اخبراها بأنهم يعلمون بكل شيء منذ أن كانت رضعية، فهالة صارحتهم و قد أخبرتهم بأنها لن تنجب لتبقى هازان طفلتها الوحيدة.
انصدمت عندما علمت بأن أمها تخلت عن رغبتها في الإنجاب من أجل أن لا تحس بالفرق.
و الشيء الذي صدمها أكثر أن هالة قد اجهضت طفلها عندما كانت تساعد هازان العالقة فوق الشجرة. لتفقذ قدرتها على الإنجاب. اعتبرتها و كأنها عقاب من الله بسبب ما فعلوه بفضيلة، و لكن لم يزعزع حبها لهازان بل قواه.
بكت هازان كثيرا و هي تسمع لهاته الحقائق الجديدة، لتحضنها جدتها مهدئة اياه لتردف
"أنت كنت تعويضهم يا حبيبتي لا تبكي"
"كفانا دراما، فلنخرج لنستمتع " تحدثت نيل و هي تمسح دموعها محاولة التخفيف عنها ليوافقها الجميع .
كان ياغيز يجلس بسيارته بينما يديه أصبحت بيضاء من شدة الضغط على المقود. كان ينتظر بخارج المنزل، لقد دخلت هازان إلى هناك مع رفقة منذ عدة ساعات.
لم يتحرك من أمام المنزل منذ دخولها، لو أنه لم يلحظ وجود فتيات مع هازان و ذلك الوغد لكان دخل و أخذ هازان من هناك غصبا، طبعا بعد أن يكسر جمجمة الشخص الذي كان معها.
نظر لساعته للمدة الألف، اللعنة إنها 2 ظهرا لم يتناول شيء لأنه تبعها على عجلة.
لك يستطع الصبر أكثر أخذ هاتفه و اتصل بها، رن لأكثر من مرة و لكن لا جواب، إنها لا تجيب. اللعنة سيقتلها
كانت هازان مستمتعة مع عائلتها، حيث كانوا يجهزون الاكل بنشاط مع بعضهم البعض.
لا تستطيع الإنكار أنهم يعاملونها و كأنها ملكة، كانت دائما المفيدة المدللة رغم أنها ليست منهم.
كانت سيفدا و نيل تتخانقان كالعاده، لم يتفقى على أي شيء، ليضرب جوكهان رأسه بقلة حيلة.
تطوعت هازان لحل الأزمة فقررت الخروج لتبضع بدل نيل.
"حسنا، لا حاجة للجدال سأذهب أنا. اتركوها!!"
على الأقل المحل ليس ببعيد، ستذهب و تعود بسرعة هذا ما فكرت به.
عند خروجها من المنزل، كان قلبها ينبض بقوة، استغربت من ذلك، أحست و كأن أحد ما يراقبها و يتبعها.
ضحكت على تفكيرها، و أكملت طريقها. كانت على وشك الاستدارة في الزقاق عندما حضنها شخص من الخلف و وضع يده على فمها.
تملكها الخوف الشديد، حاولت الصراخ كثيرا، و لكن كل محاولاتها لا تجدي نفعا و ذلك بسبب اليد التي تضغط على فمها. كانت تتخبط بين ذاعي من يمسكها، اللعنة ستموت من خوفها. إن حصل لها شيء سيقتلها ياغيز بعد أن يقتل من اذاها.
لماذا تطوعت للخروج، اللعنة لو أنها ظلت في منزل أمها أليس أفضل من أن تتعرض للاختطاف.
الكثير و الكثير من الأفكار تتراوح في رأسها، و هي لا تعرف ما الذي يجب عليها القيام به.
كانت تنظر في الأرجاء، راجية وجود شخص ما ينقذها، و لكن لا أحد. كانت تفكر بالهروب، فجأة أحست و كأن رائحته ليست غريبة عليها.
عندما رأت أنه لا فائدة من التخبط، قررت عضه من يده و بقوة، مما جعله يفتلها و هو يلعن.
كانت على وشك الهروب عندما سمعت صوته من خلفها.
"اللعنة، لماذا عضضتني؟" تحدث باستغراب
ياغيز!! استدارت مستغربة
كانت ملامحه متألمة، كان كالطفل الصغير أرادت أن تضحك عليه، و لكنها لا تضمن ردة فعله، لتكبت ضحكتها محاولة التحدث بجدية.
"تستحق، كنت تحاول اختطافي "
"إختطاف؟ و لماذا اختطفك يا عبقرية زمانك و أنت تسكنين معي تحت سقف واحد؟ هل تمزحين معي؟" تحدث بسخرية و قليل من الحدة، بينما هي تطالعه بغضب، قبل أن تكمل سيرها.
"لا أستطيع احتمال سخريتك، لا تكلمني افهمت. لا تتحدث معي " قالت بغضب طفولي بينما تضرب الأرض برجليها
"اللعنة. احم انتظري، ملاكي. إلى أين تذهبين؟" كان يتحدث و هو يتبعها بينما هي تتجاهله.
دخلت إلى المحل لتبحث عما جاءت من أجله، و عندما كانت على وشك أن تحمل مقتنياتها لذهاب لدفع و لكن يدا من وراءها حملت كل شيء. و من غيره ياغيز طبعا.
"هل هذا كل ما تحتاجين؟" هزت رأسها موافقة و هي لا تزال عاقدة حاجبيها، لا زالت غير مصدقة أنه تبعها إلى هنا. أنه مجنون رسمي.
"تبا فلندفع ثمنها لنخرج" تحدث ليخرجها من تفكيرها ليجرها من يدها
"اهلا سيدي" تحدث العاملة بينما تطالعه بكل جرأة.
أحست بغضب بسبب تلك الحقيرة الواقفة أمامها. كانت تنظر له دون أن تغيرها اي اهتمام، كان من الواضح أنها تحاول لفة انتباه ياغيز لها، كانت تعض على شفتها و هي تنظر له بنظرات جريئة و كأنها تحاول إغلاقه.
"انستي، ما المجموع؟" لم تجبه العاملة، بل بقيت متصنمة تنظر له بكل غباء
"انستي؟" اعاد مناداتها بينما يبتسم
"يا آنسة، اسرعي ليس و كأننا سنقف هنا طوال اليوم. على حد علمي أن يعملك لا يشمل مغازلة الزبائن" تحدثت هازان بحدة و هي تنظر لها بغضب، لتنزل العاملة رأسها محرجة.
خرجت من المحل بعد أن دفعت ثمن المشتريات دون انتظار ياغيز و هي تتمتم "الحقير، أعجبته نظراتها "
"هازان، انتظري" سمعته يناديها و لكنها تجاهلته و هي تسرع بخطواتها، و لكنه كان أسرع منها ليمسكها من ذراعها
"لماذا تركتني هناك؟ كان من المفترض أنني أنا من يدفع ثمن هاته اللعنة " صرخ و هو يمنعها من التحرك لتقلب عيناها
"انا من اشتريتها، إذن أنا من يدفع ثمنها، اما بالنسبة لتركك هناك لاحظت بأنك مستمتع هناك لم أرد ازعاجك" نظر لها بصدمة قبل أن تعلو ابتسامة خبيثة شفتيه.
"اوو اشم رائحة احتراق؟ من أين؟ اوه إنها انت. هل تغارين؟" تحدث ببرائة
"في أحلامك " تحدثت بتوتر، لتدفعه و تتحرك مبتعدا عنه.
قبل أن تدخل المنزل، جذبها ياغيز له.
"أين تظنين نفسك ذاهبة؟ بيت من هذا؟"
"لماذا تهتم اصلا؟ كيف عرفت مكاني اصلا؟"
"تبعثك أكيد. من الحقير الذي كنت تعانقين قبل التوجه إلى هنا؟ و لا تجرأ حتى على القول بأنه حبيبك و إلا "
"و إلا ماذا؟" تحدثت بعصبية، و هي تنظر لعينيه التي تشع غضبا و غيرة
"صدقيني ملاكي، لو كنت مكانك لما سألت هذا السؤال. لأنك لن تحبي الإجابة. و الان أخبريني، من ذلك الوغد؟" تحدث بنبرة تهديد. هاته المرة الأولى التي تراه هكذا, كانت خائفة ليس على نفسها بل على قريبها.
كانت على وشك الإجابة و لكن صوت جوكهان جعلها تقفز مكانها.
اللعنة. لماذا خرج من المنزل؟
"هازان، ما الذي يحصل هنا؟" بلعت ريقها فياغيز سيقبره مكانه، كان جوكهان دائما من النوع الذي يخاف و يحمي عائلته، و لكن تدخله الآن ليس لصالحه و لا لصالحي.
"لا لا شيء، فقط هذا السيد يسأل عن الإرشادات "
نظرت لياغيز الذي كان سيخنقها، و جوكهان الذي ينظر لها بعدم تصديق
"حسنا، فلندخل يجب علينا متابعة الطبخ" تحدث ليضع يده على كتفها يحفزها على التحرك
"أبعد يدك من عليها قبل أن اكسرها " استدار الاثنان باتجاه ياغيز الذي كان يضبط أعصابه بصعوبة بالغة
"بماذا تفضلت؟" تحدث جوكهان و هو يقترب من ياغيز
اللعنة اللعنة ما الذي ستفعله
"لقد سمعتني جيدا" ظنت بأن جوكهان سيفلتها و لكنه ابتسم متحديا ياغيز
"ماذا إن لم أفعل؟" تحدث بسخرية
"توقف جوكهان، هيا فلندخل" جرته و هي تسرع للمنزل خوفا من وقوع أي كارثة. نظرت لياغيز و هي تغلف الباب، لتجده لا يزال مكانه، و يبدو و كأنه سينفجر من شدة الغضب
"حسنا من الوسيم؟" تحدثت نيل التي راقبت كل شيء من النافذة
"لا أحد "
"لا احد، لقد كان على استعداد تام لقتلي. هيا تحدثي" تحدث جوكهان بسخرية
"أنه، احمم، ابن زوج امي. اقصد امي الحقيقية "
"أنت محظوظة بالحصول على أخ مثله" تحدثت سيفدا
"أي أخ، لا تكوني مقرفة"
"مقرفة، تبا هناك شيء بينكم. كنت متؤكدة لقد كانت نظراته قاتلة" صفقت نيل متحمسة
"هل هو حبيبك؟" سألتها سيفدا ثانية
"لا. احم لا"
"امم، إذا لم يكن حبيبك هل استطيع الحصول عليه" سألتها نيل بخبث
"أفعلي ما تشائين " تحدثت بتردد، لتسمع ضحك نيل الصاخب
"ما الذي حصل الآن؟" سألت سيفدا باستغراب
"الحقيقة أن قريتنا الحلوة على علاقة بابن زوج أمها، ولكنها تحاول الإنكار " تحدثت نيل بتلاعب
"وااو حقا. أخبرينا المزيد هيا" تحدثت سيفدا بحماس ليضحك التوأم عليها
كانت هازان تقلب نظرها بينهم ، كيف أصبحت مركز الحديث، تجاهلتهم متوجهة للمطبخ، لتتحدث نيل
"لا سر يبقى للأبد، سيأتي يوم و ينكشف اكيد، لا حاجة للانزعاج ." تنهدت هازان وهي تستمع لها، لتفكر بداخلها هل سيأتي اليوم الذي تعرف فيه حقيقة ما حصل ذلك اليوم قبل 3 سنوات..
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro