وسط الكارثة
بعد شهر من أستقرارها فقط تمت سرقتها مرتين مما أضطرها للتدرب على استخدام خنجرها .
تتعرض لمضايقات كثيرة اثناء عودتها فترتعد من الخوف ولا تنام الا بعد التأكد من أغلاق جميع الابواب والنوافذ .
عملت كممرضة في مشفى قريب كان مسؤولاً عن معالجة المصابين من المدن المجاورة .
مر الشهر التالي وساد وضع سيء كالبلاء ، بات الناس يسرقون ويقتلون بعضهم مما اضطرها لأخذ كل ما تملك والمبيت بالمشفى خوفاً على نفسها ، شرطة البلد تدخلت وكبر الموضوع ، الأخبار انتشرت في الجرائد وبات الناس يهتفون تشجيعاً للدول المجاورة مطالبين بحقوقهم .
صحيح ان البلد مزدهر قليلاً لكن مجلس الوزراء الذي يحكمه يأكلون حق شعبهم .
الشعب الذي قرر بهذا الوقت الأنتفاضة لتحدث كوارث في هذه المدينة لتنتشر في مدن أخرى .
______________
مياسة :
حرب أخرى نشبت ، وها هو منظر الجثث يلوح امامي من جديد ، افقد وعيي عدة مرات باليوم وأستفرغ حتى يبقى جوفي خالياً .
أصوات الصراخ تصيبني بالصداع ، أود لو فقط أهرب الى مكان بعيد خالي من كل هذه المجازر .
لكن أينما أخرج أجد جماعة يتقاتلون ، أجد جثثاً واسمع أصوات الصراخ مطالبة بالنجدة .
فوق ذلك طاقم الممرضات بات يعتمد علي فلم أستطع أظهار ضعفي لأحد .
دستُ على قلبي وحاولت بقدر المستطاع المساعدة لكن لم استطع . اود الخروج والصراخ بهم بأن يكفوا عن كل ما يفعلونه !
يا ترى ما سبب كل هذه الأنهر من الدماء ! كل جثة يتم جلبها يخيل لي بأنها لوالدتي او لساري او حتى لنوران فيهبط قلبي بين قدماي وافقد رباطة جأشي .
كل ثانية تمر علي أكاد أفقد بها صوابي .
لم أذق النوم منذ فترة ، بات عقلي يهلوس بالكثير من الأمور الفظيعة ، كلما ضاق بي الحال تذكرت حضن ساري ، دفئه ونبضات قلبه .
أينك يا ترى يا حبيبي ، أيا ليتك تظهر لي من العدم وتنقذني مما أنا فيه .
________________
بداخلها منهارة كلياً ترتعد من الخوف ، لكن من الخارج هي أمرأة ذات وجه جليدي تساعد على أكمل وجه بعلاج المرضى والجرحى .
سريعة البديهة فكانت تبذل جهداً لدرجة فقدانها لوعيها مرات كثيرة .
اكلها قليل تكاد تمضي ايامها فقط ترتشف ماءً ، تحت عينيها ليل اسود ووجهها الجميل غدا شاحباً .
أحبها الناس حولها لكونها تدعمهم نفسياً . على الرغم من حاجتها لمن يطمئنها الا أنها تطمئن الجميع بأن كل شيء سيكون على ما يرام .
__________________
تحطم المشفى كاملاً وفقد الاغلبية ارواحهم . وساري على الرغم من أصابته الا أنه ساعد في نقل المصابين الآخرين . كان يحفزهم ليكونوا أقوياء ، رجعوا لحطام المدينة مختبئين هناك من اولئك الجنود ذوي الاسلحة المخيفة والبأس الشديد .
ولكن لحسن حظهم هبط الظلام حيث أختبئوا كالفئران في البيوت المحطمة مستغلين الظلام الحالك الا من ضوء القمر .
مع ذلك حمل الفرسان مشاعل وراحوا يبحثون وللأسف وقع الأطفال والمراهقين بقبضتهم .
أشتعلت معركة أخرى وسط الدجمة شهد عليها القمر .
حيث تساقط الجرحى والموتى من الجانبين .
______
يتبع.....
أحياناً نمنح الطمأنينة للغير ونحن بأمس الحاجة إليها
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro