Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

مقاتلة


عبرت الأجساد وأسعفت مع الطاقم من وقعت أنظارها عليه ، تبحث عن ساري بقلب يخفق ذعراً لا زالت بعد لم تعتد على قدمها وكأن جسدها متصل به حمل ما جعلها تعرج بشكل غريب ، تلوح بسيفها وتلقت جروح ببطنها وظهرها ، رغم تدريباتها المكثفة لم تكن بارعة بحمل السيف و ولكون النساء الحلقة الأضعف فكُن بالصفوف الخلفية يحمين المخيمات ويساعدن بنقل الجرحى ويقاتلن إذا تطلب الامر وهن ينزلن ساحة القتال للمساعدة في حمل الجرحى ، المعركة كانت حامية الوطيس ، سقط من الطرفين الكثيرون ، كادوا يخترقون أبواب القصر ولكن نقصان أعدادهم أوحت بفشلهم لاسيما حينما تسربت لأسماعهم أخبار هروب الحاكم .
______________
تلا اليوم أيام من التخطيط والمناحرة بين الطرفين وأخترق الجموع قصر الحاكم الخالي وحطموه ، قتلوا حراسه وأستولوا عليه بإعدادهم الكبيرة التي فاقت أعداد الحرس ، أصبح خبرهم في الجرائد ووصلت أسماع الحاكم والذي أمر بإنزال الجيش كاملاً لصد الثوار المتمردين .
وصارت حرب أخرى كحال أختها في البلدان المجاورة وسقط القتلى وتكونت أنهار الدماء
_______________
مياسة :
اعداد المصابين أكثر مما يمكننا علاجه ، انضم إلينا أطباء وممرضين من بقية المستشفيات والعواصم ولكن الغلبة لمن يملك دروعاً وأسلحة وأحصنة والخسارة من نصيب الشعب ذوي الحال الرديء .
الارض مُلئت دماً ، دفنا الكثير ولا زال غيرهم يتساقط ، القتال يتطلب جهداً ، يتطلب قوة وفطنة ، حينما جربته مراراً تعرضت لأصابات بليغة منعتني من القيام بأي شيء وها أنا ذا طريحة الفراش ، ساري لا يغادر عقلي ، ماذا لو أصابه الاذى ، فليسقط الساقطون وفليمت الميتون ، فلتحصل كارثة ولكن ساري لا يمسه الأذى .
ضغطت على نفسي ونهضت ، القلق سيقتلني أكثر من إصاباتي هذه ، تركت خلفي الممرضة التي تندهني ، تجاهلتها أتبع نداء قلبي ، علي الوصول إليه مهما كلف الثمن .
حملت سيفي وركبت حصاناً لا زلت غير بارعة بالتعامل مع الخيول لكنني ركلته على خاصرته وأنطلق بي أشد لجامه متوجهة لأرض المعركة الطاحنة ، لم أحمل درعاً فلا يمكنني التعامل مع ثقله بعد ، صليل السيوف يصل مسمعي وعلى مرأي نظري تتساقط الجثث ، لوحت بسيفي وضربت عنق أول فارس ، الهواء المحمل برائحة الدماء يلفحني ، أعتدتها فلم تعد معدتي تشعر بالغثيان حال أشتمامها .
تساقط الكثيرون على مرأى نظري ولم يرتعد قلبي لأن أياً منهم لم يكن ساري .
فأهتمامي كان موجه إليه هو فقط وكأن البشرية لو أنقرضت سيكون آخر همي .
بحثت عنه وسهوت عن حصاني الذي شددت لجامه بقوة فرماني من على ظهره وهرب ، هاج بجروحي الألم وأنتصبت واقفة أقابل أمامي ثلاثة جنود !
____________
أقترب الاول لتركله بقدمها المعدنية ولوحت بسيفها نحو الثاني والثالث الذي صار خلفها ركلته برجلها المعدنية ليقع أرضاً ، غرزت سيفها بقلب الثاني ثم ذبحت الأول وتقاتلت مع الثالث لتنحني أرضاً وتوقعه ثم صعدت فوقه وطعنته بقلبه .
ركضت على قدميها بتشتت ترى الخسائر كبيرة ، تفلت من بين الأجساد فيوقفها منظر الجثث الواقعة حائرة ما بين العودة ومساعدتهم او الأكمال .
لكن ماذا ستفعل عند الوصول لحبيب قلبها ؟ لربما لتطمئن عليه فقط هذا ما فكرت به ، لم تكتفي بأخباره من أصدقاءه بل أرادت أن تمتع ناظريها بلقياه .
لم تحسب حساباً للجندي الذي غافلها وضرب ظهرها بسيفه فتناثرت دمائها وسقطت على ركبة واحدة ، شعرت بحركته خلفها فالتفت وبسيفها قابلت سيفه ونهضت تقف بأعتدال تدوس على أوجاعها وهي تصد ضرباته .
ضربة أخرى من اليمين غافلتها من جندي آخر فأمتلئ قميصها الأبيض بدمائها حتى تغير للأحمر ، صدت سيف الأول وتراجعت للخلف ثم أندفعت للثاني تقاتله بضراوة مجبرة إياه على التراجع للخلف ثم صدت ضربات الأول مخرجة خنجرها الراقد تحت قميصها لتقاتل بسيف وخنجر تقف متحفزة كلبوة شرسة بقوة أنبثقت من العدم!
أندفعت نحو الأول تهاجمه بالخنجر والثاني تلتف كل فين تصد ضرباته عن ظهرها لتركل الاول وتطعن الثاني ثم تعود لمقاتلة الاول بكلتا يديها مستعملةً الخنجر والسيف لتتمكن منه وتطعنه برقبته .
ركضت مجدداً تلهث ، وباتت الدنيا تدور بعيناها حتى سقطت مغشياً عليها .
____________
استيقظت وآخر ما تتذكره هو منظر أرض المعركة الذي رأته حتى بمنامها ، لم تتمكن من النهوض حالما أستشعرت لسعات جروحها ، ساري جالس عند رأسها ويبدوا بحالة جيدة فأبتسمت له بوهن ولم تنطق بكلمة .
-ما كان عليكِ المغادرة وأنتِ مصابة .
تحدثت تبلل شفتيها الجافتين وقد ملئت عينيها سروراً بلقياه :
-كنتُ قلقة بشأنك فذهبت كي أبحث عنك .
-مياسة عليكِ بملازمة المخيم لأنقاذ الناجين حينما نحتاج لمقاتلين سنطلب دعمكم والا لا تغادري لأي سبب كان .
صمتت ولم تجد رداً لتدلف الممرضة لتطمئن على حالها .
-ارتاحي الآن .
قالها وهم بالمغادرة لتستوقفه قائلة :
-ما نفعله غير مجدي يا ساري .
توقف ناظراً إليها لتتم حديثها :
-سنخسر الحرب كما خسرتها بعض البلدان من حولنا ، الكثيرون منا تساقطوا وأولئك الجنود يفوقوننا عدداً وقوة .
-إن كنتِ ترينه بلا فائدة إذن لازمي مكانكِ وحسب وإذا أردتي عودي لعند والدتكِ وأتركي هذه الحرب لأصحابها .
أسكتها رده ورحل تاركاً غصة تتكون بعنقها ، شعرت بالأحراج من الممرضة الواقفة ، ما قصدته أن يأتوا بخطة لا تسبب الكثير من الخسائر للأرواح والموارد ولكن لكونها جاهلة بما يخطط له القادة فعلمت إن ما تفوهت به كان خاطئاً .
______________
بعد عدة أيام
مياسة:
لم أره من وقتها ، لم أرده أن يبقى غاضباً مني ، لم يزرني ، فقدن النسوة أبنائهن وأزواجهن ، أغلب الجرحى فارقوا الحياة ، سمعت عن بعض التعزيزات التي وصلتنا لذا أظنني فهمت مقصده .
لكوني جاهلة ارى كل ما نقدمه من خسائر بلا فائدة ، مجرد هدر لأرواح هؤلاء المساكين ، لكن حينما أسقطنا قصر العاصمة أقتنعت .
منذ أيام خطرت ببالي فكرة ، يشبه ما حدث لنا قصة من كتاب قرأته ذات مرة عند الجد شامون ، كانت هناك مملكة غنية يحكمها حاكم جائر بعد نفي الملكة ، هاج الشعب ايضاً ذات يوم عليه وتمردوا ضده بقيادة الملكة نفسها واستمر الامر أعواماً دون فائدة كبيرة فالملك انزل الجيش وسيطر على الوضع .
هرب لقصر بعيد ولم يكترث بما حصل بقصره في العاصمة و ارواح الشعب تسقط ومعها تسقط دموع الملكة .
كانت تتفائل لأن الكثيرين انتفضوا وغيروا من أوضاع بلدانهم كما رغبوا بذلك وحصلوا على حكم عادل ولكن الملك الجائر طلب عون حلفاءه ونزلت جيوش اخرى وأهلكت نصف الشعب !
شعبه الذي تنهض به بلاده فكادت الملكة تستسلم لولا فكرت بفكرة مجنونة .
تسللت للقصر بعد أن سلمت نفسها كرهينة وهناك بعض حرسها الاوفياء أخرجوها ، ثم تسللت لعند الملك وحاصرته بسيفها وقطعت رأسه وبذلك أعلنت نفسها الملكة الشرعية من جديد .
كانت القصة الأقرب لقلبي ، ولكون الوضعين متشابهين فكرت بالتسلل لقصر الحاكم في العاصمة الشمالية .
هناك حيث نجبره على الخضوع وتحقيق مطالبنا فأحياناً الذكاء يحل محل القوة .
وددت لو أشارك فكرتي مع ساري ، آخذ أذنه ، لربما فكر بأرسال أشخاص هناك قبلي ولربما لم يفعل .
تفقدت كل المخيمات فوجدته يلعب مع الاطفال ، يا ترى هل سيهمه ما سأفعله ؟
تعبت من القتال ، اشعر أنني أفعل ذلك بلا هدف ، ما فائدة سفك دماء بعضنا البعض ، لربما لأنني اجنبية عن هذه الارض ليس لدي ارتباط روحي بها .
لكن بما أنها وطن الرجل الذي أحببت سأفعل ما يمليه علي ضميري .
بدت فكرة مجنونة ، تذكرت والدتي التي رفضت ذهابي بشدة ولكني اصريت على مرافقته .
الكثير من الاطفال ذكروني بنوران ، الكثيرون منهم تيتموا وهم يحاولون على قدر استطاعتهم مساعدتنا في المخيم .
وجدتني أنقاد إليه حيث وقف متجاهلاً وجودي !
لم أعلم الى اي مدى أغضبته كلماتي لكنني عانقته وتركت لنفسي العنان بالتمتع بأحضانه .
________________
لم يتحرك ولم يبادلها ، لربما حركتها المفاجئة شلته عن الحركة فصمت وبقي واقفاً مكانه ينظر إليها من طوله الفارع لترفع رأسها وتقابل بنيتيه هامسة :
-انا اسفة لكنك فهمت حديثي بشكل خاطئ ، لا أقول أنني اسخر من التضحيات التي قدمها الكثيرون لكنني اود تقديم العون بحيث نحصل على اقل الخسائر لا احد هنا يستحق الموت تاركاً عائلته خلفه .
دمعت سوداوتيها ليلين قلبه ويتنهد ليرمي ثقل جسده على قدم واحدة .
-نحن خططنا على المدى البعيد يا مياسة ، حينما انتفضنا نعرف العواقب جيداً جداً ، سنستمر بالقتال حتى ننال مرادنا ولكي لا تذهب تضحيات من ماتوا هباءً .
صمتت وقد هدأت دموعها عن الفوران تطالعه ثم دورت حدقتيها وعادت واستقرت عليه وعلى ما يبدوا استجمعت نفسها لتحادثه بصوت ثابت دون رجفة او عبرة تخنقه :
-لدي فكرة اردت مناقشتها معك .
رفع حاجبه وزفر أنفاسه من صدره ثم اومأ وأشار لها بأن تتبعه بعد أن حررته من عناقها شاعرة بالحرج لما فعلته .
تبعته حتى خيمته وجلس ، ناظرت الخرائط الموضوعة المعلمة بعلامات حمراء ثم جلست مقابله على الكرسي لتتنهد وتشرع بالحديث :
-ماذا لو تسلل أحد منا لحيث مكان الملك وهدده ليتنازل عن عرشه .
-نحن نتلقى دعم ولي العهد لذا نحن بالفعل لدينا أحد من الداخل وأكبر داعم لنا .
-لكن هذا لا يكفي أعني لو أحدهم رفع سيفه بوجه الملك وهدده بقطع عنقه واجبره على الاستسلام .
-لقد فعلها ولي العهد وتم زجه بالسجن ولو لا حراسه الاوفياء لتم قتله منذ زمن .
-إذن عن اي دعم تتحدث ما دام ولي العهد مسجوناً ؟
تنهد شابكاً يديه على ركبتيه :
-قسم من الجيش ولاءهم لولي العهد لذا هم يمررون لنا الامدادات وسمحوا لنا بأختراق القصر المنيع .
صمتت ولم تجد رداً ، لم تكن تفهم بالامور الحربية لذا قررت فقط أن تتبع ما يقولون .
_______________
منذ تلك الحادثة تعرضت لأصابات بليغة وسط المعارك وملئ جسدها بالندوب .
ساري لم يسلم كذلك والذي زاد الامر سوءاً هو قتل الملك لولي عهده وانقطعت الامدادات عنهم تماماً ليتساقط الكثيرون ميتون بفعل الجوع .
الوضع من سيء لأسوء وعلى ما يبدوا فالنصر للملك وجنوده .
اشكال الاطفال الجائعين جعل قلبها يرق ويتوجع عليهم ، بدأ اليأس يدب قلوب المحاربين وكأنهم استسلموا لأمر فشلهم بأستعادة أرضهم .
اما ساري فكان ناقماً غاضباً فتلقى الدعم من مرؤوسيه ولكن حتى هذا لم يكن كافياً، فشلت كل المفاوضات مع الحاكم وزاد من عدد جنوده النازلين لأرض المعركة وأمر بإبادة جماعية .
لا تدري هل هي بالمعنى الحرفي ام حتى يستسلم الشعب عن ثورته .
فكرت مجدداً بورقة رابحة لتهدم الحكم من الداخل فقررت هذه المرة التحرك وفق هواها ، وتحت جنح الليل وضبت اغراضها وجهزت زاداً يكفي لترحالها  واخذت سيفها معلقة إياه بخصرها اما خنجرها فأرتاح على الجانب الاخر من خصرها .
وأنطلقت يعدوا بها الخيل يرافقها القمر ونجومه في هذه الليلة تعلن رحلتها الطويلة نحو قصر الحاكم .

يتبع...

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro