محتجزة بتنكر
مضى على وجودها في قصر الملك أسبوع حيث باتت مع الخادمات الثلاثة اللاتي أهتممن بها ، لم تعطيهن حتى اسمها الحقيقي لذا تنكرت بأسم "تالين" وأدعت أنها من أسرة فقيرة ولم تصرح لهن سبب تورم عينها وجرح شفتها .
ظنن ان والدها من ضربها . المرأة رئيستهن لم تكف عن الشك بها ، وثارت مشكلة حينما وجدوا الخادمة التي ضربتها وهي فاقدة لحياتها !
فقد ضربتها حينها مراراً دون توقف حتى تحطمت جمجمتها ! مما سبب سوءاً لحالتها النفسية والمزيد من الكوابيس .
الجمود هو كل ما يعتلي ملامحها ، تنفذ الاوامر بحذافيرها وتبذل جهداً لكسب ثقة الجميع ، لم تستطع حفظ مخارج ومداخل القصر ، وكثرة الممرات تصعب مهمتها لاسيما وأنها ترقد بجناح منفصل خاص للخدم .
لم تجد طريقاً للهروب فآثرت التمسك بمسرحيتها ريثما تجد حلاً .
__________________
مياسة
لا أصدق أنني قتلت شخصين ، لوثت يدي بدمائهما ، إن كان ذنب ذلك القذر أذيتي فقد دافعتُ عن نفسي فقط ، لكن تلك الخادمة لم يكن لها ذنب ، أرتاح جزء مني لخبر موتها لو أوشت بي فيكون أمري قد أنتهى حينها لكن ضميري لا يكف عن تأنيبي .
لم تتوقف عن مطاردتي بأحلامي برأسها المدمى والجندي ذاك يركض خلفي وهو شبه عاراً والدماء تغطيه وصدره مملوء بالطعنات !
الخوف يحاصرني من كل مكان والادهى إنني لا استجيب حينما يدعونني بالأسم المزيف الذي أطلقته على نفسي ! مما أثار ريبة من حولي ورفع من فرصة كشفي .
لا أعلم ماذا دهى الحراس ولكنهم بالتأكيد يبحثون عني .
علي الهروب مهما كلف الثمن .
اولئك الفتيات لا يتوقفن عن الحشرية ، أحاديثهن تصيبني بالصداع .
ورئيسة الخدم " هيلغا" تراقبني عن كثب ، تحاسبني على أتفه زلة . ولا تنفك تسألني من أين أنا او تسأل عن عائلتي .
أشعر أنني هربت من سجن لأدلف الى آخر وأنني ارزح تحت ضغط هائل .
لا أستطيع فعل شيء . حتى لو هربت لا مال لدي ووطأة الحرب لا زالت على أشدها لربما سأسقط بجحيم أسوأ اذا حاولت الهروب .
_______________________
مضى على هروب ساري عشرة أيام ، حيث أختفى عن أنظار من يلاحقوه وسط مركز المدينة المشتعل .
حيث جمع الناس من حوله خاطباً بهم خطبه الحربية حيث وصلته تعليمات بالأنقلاب على السلطة .
وهذا ما حشد جيشاً من الشعب لأجله ليتضارب مع الجنود بدروعهم المنيعة وأسلحتهم العتيدة ، تساقط الكثيرون وأنتشرت الدماء بكل مكان ، فقد الجنود السيطرة وأعلنوا حالة طوارئ .
حيث أقتحم الشعب قصر الحاكم وأخضعوه ليسقط حكمه ويُقام مجلس يحكمه ممثلون تم أختيارهم من قادة النضال .
___________________
بعد أيام على الأنقلاب عاد ساري لبلده الأم حيث أتم مهمته على أكمل وجه وبقي النصف الآخر للممالك المتناحرة والتي بدأت بعقد السلام بعد سيطرة شعوبها عليها .
بلده الام لم تكن أستثناء لكن بها بعض المناطق التي لم تشارك بالثورة وسادها السلام .
اما الاخرى فسادت بها حروب طاغية لكون الملك يرفض تسليم السلطة .
وهنا يجيء دور ساري ورفاقه .
________________
ساري:
عدتُ لوطني الأم مشتاقاً لرائحته ، هنا يبدأ دوري الأساسي ومهمتي الأخيرة .
حملني الشوق لعائلتي ، عقلي يتسائل عن أحوالهم ، وفؤادي مشتاق لأحضانهم.
حملتني عربة متوجهة بي للريف مضت اربع سنوات كاملة وأنا بعيد عنهم . اقرأ فقط رسائل من وصيته عليهم لينقل لي أخبارهم .
لاح لي ذلك الكوخ المحاط بالورود
ارى طفلة جميلة تلعب !
أ معقول
أ تلك هي صغيرتي؟ تلك التي رغبت بتسميتها على اسم ابنتي التي فقدتها
مياستي تلعب بين الحشائش! .
نزلت ولم تكمل العربة دربها فقد طلبت من صاحبها التوقف . لأحمل أغراضي وأتجه ركضاً لفلذة كبدي ، وحيدتي وأميرتي والتي حالما رأتني ركضت للداخل .
خرجت تمسك يد زوجتي الجميلة التي ركضت نحوي وشعرها قد طال معانقاً كتفيها وترتدي إزار الطبخ .
لا زالت نحيلة كما عهدتها .
شممتها وعانقتها ونظري لا يبارح طفلتي .
لا عجب انها خافت مني فحينما غادرت كانت لا تزال ببطن أمها !
-مياسة صغيرتي هذا والدكِ أقتربي وألقي عليه السلام .
بدت مترددة فمشيت نحوها وعانقتها على الفور .
جسدها نحيل ، تعطي شبهاً لملامحي ، عيناها عينا أمها اما الباقي فكانت ملامحي .
لم استوعب بعد أن ابنتي كبرت بعيداً عني لكن من الآن فصاعداً لن أبارح جنبها لا هي ولا والدتها وسنعيش جميعاً بسلام .
______________________
تنفست ذات الهواء ووقفت على ذات الأرض ، مياسة التي هربت بخطة محكمة مستغلة ذكائها . فقد سرقت ما كانت تلك الخادمة لينا تجمعه من مال والتي صادقتها ووثقت بها ثم رافقتها للسوق مدعية أحتياجها لبعض الأغراض لتهرب نحو الميناء وتستقل اول سفينة مغادرة .
كانت سفينة بضائع متجهة لتراكيا بلد حبيبها الأم . واجهت مشكلة بقنع القبطان لكنه وافق أثر ألحاحها المستمر .
دفعت كل ما لديها من مال ووقفت في ميناء تراكيا الشبه سليمة خالية الوفاض سوى من الثياب التي ترتديها !
يتبع ......
الصدفة خير من ألف ميعاد
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro