Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

لقاء


مضى على وجودها أسبوعين ، بدأت تعمل كخادمة في البيوت ووفر لها أحد مخدوميها غرفة لتنام بها .

تصلها من فينة لأخرى أخبار بقية العواصم والتي بدأت تطالب بأسقاط الملك .
ذهبت بيأس لمركز شرطة المدينة وكالعادة عممت مواصفات عائلتها أملاً بإيجادهم .
مر أسبوع وتبعه آخر ولا جديد يمر بحياتها التي أضحت هادئة بلا مشاكل ، جمعت مال قليل مكنها من السكن بنُزُل صغير وسط المدينة سعره مناسب وعملت بصيدلية دواماً مسائياً وصباحاً تستأنف عملها كخادمة .
لم تتوانى عن الذهاب للمستشفيات القريبة والسؤال عن أفراد عائلتها فلم تجد ولا أي خيط يدلها عليهم . لتتراكم عليها الأيام ويتراكم حزنها وبدأ بصيص الأمل يفارق قلبها .
وفي أحد الأيام في صبيحة يوم عادي وهي تنظف الأرضية ، نفسيتها محطمة ، أرباب العمل مزعجون والنسوة غالباً ما يعاملنها بجفاء وعنصرية . المال الذي تحصل عليه قليل ، محارشات أرباب العمل من الرجال لا تنتهي ، من نظرات تتفحصها بالكامل والالتصاق بها لمحاولة التعارف !
سئمت كل هذا وقررت أن تسافر من جديد بعد شهر آخر .
دموعها تتسابق للسقوط ، تشفط سائل أنفها وتزفر الهواء الثقيل من رئتيها تمنع شهقاتها من الخروج . تناهى لسمعها صوت طرق الباب لتتجه وتفتحه تمسح دموعها . ثيابها مبللة أثر جلوسها على الأرضية مملوءة بالعرق مما جعل حالتها أتعس .
أستقبلها شرطي لتفتح أعينها بتوسع تصغي لما يقوله .
:- هل الآنسة مياسة موجودة ؟
-أنا هي .
قالتها بلهفة وكلها أمل أن تسمع شيئاً عن عائلتها .
-لقد وجدنا عنوان عائلتكِ .
فغرت فاهها لوهلات غير مستوعبة لباقي حديثه ناولها ورقة عليها العنوان وتمنى لها يوماً سعيداً ورحل .
بقيت واقفة دموعها تتساقط لتجلس أرضاً تشهق وتبكي سعيدة .
عيونها ساهمة في الأرض أمامها . تتخيل لحظة اللقاء بفارغ الصبر .
لتنهض متوجهة نحو الحمام ، رمت ملابسها واستحمت ثم نحو غرفتها لتلبس ثيابها وتخرج بشعر مبلل لم تلحق أن تجففه .
البيت خالي من أصحابه فتركت رسالة تخبر صاحب البيت انها تركت العمل ولا ترغب حتى بأخذ مستحقاتها لتتجه نحو العنوان المدون .
_______________
خاب ظنها حين التقاها رجل مسن قائلاً إن أصحاب البيت أنتقلوا للريف وأعطاها عنوان آخر .
كانت مُلفتة بشعرها المجاور لركبتها متموج كقطعة من الليل الحالك كلما لامسته أشعة الشمس برق بلون بني فاتح . ثيابها المتمثلة بقميص أبيض وبنطلون واسع أسود اللون برزا جسدها المتناسق وملامحها الأجنبية عن هذا البلد لفتت الأنتباه فكانت تجذب إليها العديد من الأعين الفضولية .
عادت للنزل ووضبت أغراضها وحملت ما معها من مال ثم وقفت أمام المرآة تطالع نفسها تحاول خلق حوار داخلها لتستقبل به عائلتها .
ماذا ستقول وماذا ستفعل ؟ هل ترتمي بأحضانهم وتبكي ؟ هل تقف بجمود تكتم بكائها ليتجاوز الجميع صدمتهم ؟ لا تدري .
أعينها حمراء من البكاء أضافت لمسة جميلة على ملامحها ولكن الهالات السوداء لم تغادر أسفلهما .
ربطت شعرها كذيل حصان ولبست قبعة تقيها أشعة الشمس ثم حملت أغراضها وأجرت أول عربة ستتجه لريف المدينة وتتمنى أن يكونوا هناك .
_________
قرية صغيرة وصلتها قرابة الساعتين . حيث زادت أشعة الشمس وبدأت تتعامد في السماء لكن حرارتها كانت لطيفة وأصلاً الجو شديد الأعتدال .
سئلت المارين وكل من وقعت عيناها عليه لتثير الفضول أكثر فمن تكون هذه السيدة الجميلة التي تعرف الرجل المنعزل ساري والذي خرج آنفاً من منزله .
بالنهاية وصلت لذلك الكوخ المنعزل نسبياً ، وأقتربت بخطى ثقيلة ، شعرته بعيداً عنها لوهلات وكأنها كلما أقتربت أبتعد حتى وقفت عند عتبتهِ تتأمل بابه .
أقتربت تضع حقائبها أرضاً وطرقته بلهفة شديدة وبقوة .
لُيفتح الباب وتجد أمرأة غريبة نحيلة ذات عينين عسليتين وشعر اسود قصير تستقبلها . عقدت حاجبيها والمرأة استغربت منها وعن ما تريده ومن تكون .
-تفضلي؟
شعرت بحلقها جاف تتمنى أن لا يكون العنوان الخاطئ مجدداً على الرغم من كون السكان أكدوا لها أنه العنوان المطلوب .
-هل ساري موجود ؟
-كلا لقد خرج قبل قليل ، من تكونين أنتِ ؟
صمتت ولم تجد رداً مناسباً لتسأل مجدداً :
-هل توجد هنا أمرأة تدعى سهران ؟
قالتها بعيون دامعة وغصة تسد حلقها لتعقد الاخرى حاجبيها مجيبة :
-اجل لكن من تكونين ؟
دفعتها ودخلت بلا مقدمات لتصرخ الاخرى خلفها وهي تتبعها .
بحثت بكل الغرف حتى خرجت من الكوخ من باب آخر مطل على حديقة مزروعة محاطة بسياج حيث أمها تجلس مولية إياها ظهرها وطفلة تلعب بالأرجاء . تقدمت ببطء وتساقطت دموعها شهقاتها وصلت عند أمها التي ألتفتت مستغربة لتقف الأثنتين متقابلتين !
-أمي .
قالتها وبكت والأم مصدومة ، كيف لا تتعرف على وحيدتها ، شبيهتها ونسختها الجميلة . الصدمة ألجمتها . عانقتها صغيرتها التي تماثلها وزناً وأقصر منها ، لم تبادلها وبقيت متصنمة غير قادرة على أبداء ردة فعل .
ابنتها وحيدتها تعانقها وتبكي ، ملامحها تغيرت ، كبرت كثيراً وباتت أمرأة تسحر الأعين وتخطف الأفئدة بجمالها .
مرت بذهنها صورة مياسة داخل نعشها ولم تستوعب بعد أن أبنتها التي دُفنت ذلك اليوم على قيد الحياة .
عانقتها شيئاً فشيئاً وبكت هي الأخرى لتتهاوى أرضاً فاقدة لوعيها جاعلة وحيدتها تصرخ محاولة إيقاظها .
___________________
مياسة:
لم تتحمل أمي الصدمة وها أنا هنا أجلس مقابلها وهي متمددة على السرير . تناهى لسمعي صوت الباب الخارجي يُفتح وصوت ساري الصادح جعل قلبي يتساقط بين أضلعي . جزأ مني أراد الذهاب إليه والآخر أمرني بالبقاء أخبرته زوجته بما حصل .
زوجته . كلمة غريبة ينطقها لساني ، هذه المكانة كنتُ ولا زلتُ أحلم بها ، لطالما تخيلت كيف ستكون حياتنا معاً ، أطفالنا وهم يكبرون أمامنا ، الحب والمودة بيننا لا تنتهي ويتقدم بنا العمر لنموت معاً .
لكن أخرى سرقت مني كل هذا ، أخرى أخذت لي قلبي ساري الذي أعتبرتهُ روحي ، لم أكن مستعدة بعد للقياه . وامي التي فقدت وعيها أخافتني كثيراً ، لم المح نوران بالارجاء ، يا ترى كيف ستكون ردة فعله حينما يراني ؟
فُتح الباب ووقف حبيب قلبي عنده ، توقعت رؤية الدهشة في مقلتيه ، لم يتغير لكن التجاعيد زادت بجبهته .
لا زال وسيماً كما عهدته ، الصمت ران بيننا وهو يتقدم بخطى بطيئة نحوي مع كل خطوة يأخذها قلبي تزداد نبضاته عنفاً . تسرعت وتهورت بالمجيء . لم أحسب عواقب فعلتي ، عائلتي استطاعت العيش من دوني وبسعادة كذلك وأتيت أنا وهدمت كل هذا .
شعرت بالكره فوراً تجاه زوجته ، أنا أجمل منها وأصغر عمراً ، مناداتها له ب" حبيبي" أشعلت بي نيران مستعرة .
حينما تلاقينا مرت بذهني ذكرياتنا وكم هاج بي الحنين لحضنه الدافئ ، لصوته الحنون ولمعاملته الطيبة .
وقف قريب مني يتفحصني من رأسي لأخمص قدمي . ثم جلس على السرير ، أبنته تقدمت وجلست قربه تخبئ نفسها عني .
طال كرهي حتى لهذه الصغيرة وتمنيتُ لو أنها لم توجد قط لا هي ولا أمها . هاتان سرقتا مني حبيبي ، الرجل الوحيد الذي خفق له نابضي وأستمريتُ أعيش على حبه طوال هذه السنين .
طيفه منحني الحافز لأعيش وأحارب مخاوفي وأقاتل للتواجد معه من جديد .
لكنه ببساطة كان مُلك لغيري طوال هذه السنين !
لم ينطق بحرف ولم ينهي جولة تفحصه وانا دموعي انسابت وزادت رجفة جسدي .
____
لم أقوى على الحديث وقد حل المساء وأستفاقت أمي ، لا زالت مصدومة لكنها عانقتني وبكت بكاءاً مريراً . ما آلمني هو تسمية ابنته على اسمي !
لو أنني متُ حقاً حينها فستكون هذه اللحظة بالذات هي لحظة موتي .
فكل شيء قاتلت لأجله وكأنه صار هباءً منثوراً .
لم أقوى على فتح فاهي وبكيت نفسي وبكيت كل ما حصل لنوران وما فعله ساري بتكوين عائلة من المفترض أن أكون أنا أساسها .
أنانية مني أن أفكر هكذا ، لذا قررت أخذ والدتي والعيش بعيداً جداً عنه .
فأنا قد توفيت بالنسبة إليه وأفضل أن أبقى هكذا ، أود الأحتفاظ بساري الذي بمخيلتي ليعوضني عن فقدي لساري الحقيقي .
ألح علي لمعرفة ما حصل وأبيتُ الحديث . لم أتوانى عن تفحص هذه الغريبة مراراً هي وأبنتها ولأول مرة بحياتي أكره أسمي لهذا الحد وتمنيتُ لو لم يكن خاصتي !
هذا الكره لا مبرر له لكن العشق وما يفعل ، أنانية الحب ونيران الغيرة ذكرتني حينما كنتُ بعمر التاسعة عشر وأنا أراقبه من بعيد وغيري يستولي على أهتمامه ولا أملك من أمري سوى البكاء قهراً .
وكأنه قُدر له أن يبقى بعيداً وهو قريب !
لم اتناول من العشاء الذي أعدته ونمت بحضن أمي أهرب لعالم أحلامي ولأول مرة لم أرى من قتلتهم بيداي وهم يطاردوني ولم أشاهد لا الدب ولا النمر ولا تلك الغابة الموحشة .
___________________
ساري:
وكأنني داخل حلم عجيب !مياسة التي دفنتها بيدي بطريقة ما هي لا زالت على قيد الحياة ! أين كانت طوال هذه المدة ؟ ما الذي حصل لها بالضبط ؟ تغيرت كثيراً لو رأيتها بالشارع لما أستطعت التعرف إليها .
لولا زوجتي "هافين" التي شرحت لي بأختصار ما حدث لما أستوعبت ما حصل .
نامت بصالة البيت بحضن أمها ونحن حط الطير على رؤوسنا ، هادئة وكأنها لم ترحل بتلك الطريقة البشعة قط ! وكأنها كانت برحلة وعادت !
العديد من الأسئلة تتزاحم داخل رأسي ، لا أرى بذهني سوى تلك الفتاة النحيلة التي كانت تحبني حباً جماً لفقدانها لعاطفة الأب ، كيف كبرت وغدت أمرأة بهذا النضج !
بل صحتها تبدوا جيدة ، هدوئها هو ذاته وكأن جسدها الذي تغير لكنها لا زالت تلك الطفلة ذات الثامنة عشر ربيعاً .
________________
مرت ثلاثة أيام وهي صامتة وصرحت فقط عن رغبتها بأخذ أمها للعيش معها ورفضت رفضاً قاطعاً أن تبقى عند ساري وزوجته .
وهذه الأخيرة كانت تشعر بحقد غير معلوم سببه من الأخرى التي ترمقها بسوداتيها المخيفتين وكأنها تخترق روحها . حتى لم تلاطف صغيرتها وأبدت أمتعاضاً كلما نادوا الصغيرة بأسمها وكأنها لم تحب أن توجد مياسة غيرها .
لكن ساري رفض عرضها وأصر أن يعرف منها ما حصل لكنها أبت الحديث كل ما قالته أنها طبيبة أعشاب وأبدت أستعدادها لمرافقته حينما أعلن عن سفره القريب حيث بدأت الحشود تزداد وزادت المطالبات بأسقاط الملك وقامت حروب في الشوارع بين الجنود والسكان .

يتبع .......

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro