الحرب
بعد مضي شهر :
الأخبار وصلت لساري عبر نوع مميز من الطيور يستطيع السفر لمسافات طويلة . لقد سقطت بلاد "غوفان" وبدأت الشرارة تنطلق منها الى ما يجاورها من الممالك !
آلاف الناس نزحوا وآلاف آخرين ماتوا بأبشع الطرق ولم تسلم حتى الطيور الطائرة من أدخنة نيران تلك الحرب .
حالة نوران ساءت كثيراً ، الطفل لا يأكل ولا يشرب ويبكي بأستمرار مطالباً برؤية مياسة صديقته وأخته الكبيرة ، الوالدة مرضت حزناً على فقدان وحيدتها مما أبقى ساري بحالة عجز غير قادر على الأعتناء بهم في هذه الظروف .
جميعهم وجدوا جزيرة تُستخدم فيما مضى للنفي ولكن منذ أمد طويل لم تطئها قدم بشر فكانت السبيل لنجاة هؤلاء الناس القليلين .
ولكونه على تواصل مع جماعته ممن بقي فكان عالم بما يدور هناك على أرض المملكة .
-------------------
وفي كوخ أعلى التل فارغ تماماً الا منها تجلس تضم ركبتيها الى صدرها، وجهها شاحب وعيناها متورمة .
منذ خروجها من قبرها وهي تجول كميت حي بين الناس ، شهدت سقوط الكثيرين وشاهدت بحور دماء وأطراف ورؤوس تُقطع ظُلماً .
فتلك الكيانات الدجماء لم ترحم حتى الأطفال ! وجيش الملك يكابد ضد دروعهم القوية وأساليبهم القتالية الغريبة تجعلهم كشياطين غير قابلة للموت !
هربت من كل هذا بحنجرة مقطوعة الى أن أختبأت بمشفى صغير ووجدت هناك ممرضة مع عدد من المرضى خائفون مختبئون !
عالجتها الصبية بعد تجاوز مرحلة الصدمة ومكثت مع الجميع تبكي غير قادرة على الكلام حتى هربوا جميعاً تدريجياً يختبئون في كل مكان يرونه كفئران خائفة حتى أهتدوا الى التل ووجدوا كوخاً خالياً بالياً فأتخذوه مسكناً .
عددهم ستة أفراد اضافة الى مياسة والممرضة ليصبحوا ثمانية ، عجوزان وشاب وأمرأة وطفلتين تتراوح أعمارهما ما بين الثانية عشر والرابعة عشر .
والغريب المضحك أن الحرب قامت بيوم ميلادها حيث بلغت العشرون وهو ذات اليوم الذي فرت به من قبرها !
وأثناء غرقها بكل هذه الأحداث التي جرت خلال شهر كامل فُتح باب الكوخ ودلفت منه الممرضة " حسناء" التي تكبر مياسة بستة أعوام .
في الكوخ الفارغ البارد ذو الخشب القديم وملابس تغطي الأرضية كفراش قبعت في الزاوية حيث تقدمت حسناء تحمل صحناً به سمك مشوي لتجلس أمامها :
- هاكِ بعض الطعام لابد أنكِ تتضورين جوعاً .
لم تلتفت عيناها الى الممرضة واومأت نفياً غير راغبة في الكلام بعد لتربت على رأسها قائلة بمواساة :
- سنجد عائلتكِ لا تقلقي .
وأثناء كلامها فُتح الباب وطل منه الشاب الذي صاح بحماس :
- لقد وجدنا سفينة تُهرب الناجين !
فرحتا كلتاهما ليكمل حديثه :
- أنها موجودة الآن في الميناء القديم علينا الذهاب بسرعة .
وهكذا عادوا الثمانية والذين نوعاً ما أصبحوا عائلة واحدة للهرب من جديد ولكن هذه المرة وسط المحيط .
يتبع .....
الحروب من صنع البشر الحمقى والذين برعوا بأقتماص دور قابض الأرواح فلم يتوانوا عن قتل بعضهم بعضاً !
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro