فصل||03
يعيش المرء سنين من النسيان من أجلِ أن يحصل على حياة منسية، وبعدها يفشل ويقرر الركود وعدم الحركة. في بعضِ الأحيان تجدُ السعادةِ هي إحدى مزحات الزمن و الحزن هو إحدى الاعيبه ، أما البؤسِ فهو نتيجتهما؛ ثم تأتي هي في المُقدِّمةِ و تكسرُ كلِّ ما تمْ ذكره سابقًا . وجدتها عالقةٌ في مخيلتي و حظيتُ بها ، حينها شعرتُ و كأني حظيتُ بالعالمِ معها .
ما هي إلا مصباحٌ ينيرُ حياتي و يدخلُ إليها الكثيرُ مّن الحبِّ ، وقتما تغادرني أجدُ في بعدها آلاف الطرقِ الّتي تترطبُ بالظُلماتِ . ألي فترةٌ جالسٌ بين حشدٍ من الطلبة، أتصفحُ كُتّبي ، عيونٍ تراقبني و لا يخرج منها سوى الحبِّ و عيونٍ أخرى يصدحُ منها الحقدِ . بعد فراقها لمْ أنتظر بزوغ القمر لأشكو إليهِ ألم البُعاد؛ لأنّه سيغيب ليرمي ما حمله، ويعود إلي قمرًا جديدًا، و لا أقف أمام البحر لتهيج أمواجه، و أزيدُ على مائه من دموعي؛ لأنّه سيرمي بهمّي في قاعٍ ليس له قرارٍ ، ويعود إلي بحرًا هادئًا من جديد، وهذه هي سنّة الكون، يوم يحملك ويوم تحمله.
حمل الآخر جسدهِ و حطّ بهِ جانبي و كلمني
" بيكهيون اريد أن أعرف شيء و لن اتركك قبل أت تخبرني عنه "
" حسنًا ، قلْ ما عندك "
" هل لديك علاقة مع ميني "
أقضي وقتي بمُفردي، فهنا تكمُن سعادتي.
" حسنًا دعنا من هذا الأمر ، لربما لا ترغب بقولهِ لي . لا بأس "
و كأنه قرأ أفكاري !
" لمَ تتجنبُ البشر ؟ أقصد ما الدافع وراء ذلِك ؟ "
كيف لي أن أشرح لك بأني مُتعب من الطريق ، والناس ، والأحلام ، وحذري ، وترددي ، وقلّة الحيلة ، ومُتعب أيضًا من الغد وهو لم يأتِ بعد ، ومن أمس وهو مُنتهي ، ومن الأيام ، والوعود ، والصبر ، وطولة البال ، من التعقل و التأني ،الغضب و دون أن تشعر بأنني أبالغ؟
حولتُ جُلّ نظري إليهِ و ذكرتُ
" أنّي مريض "
" بأيِّ مرض ؟ "
مرضُ التعاسة ●
" مريضٌ بأمورٍ لا أحبّذُ مشاركتها "
عجّ بصوتٍ عالٍ
" هذا الرجل لديهِ مرض الجربِّ ، لا تقتربُوا منه "
لي فضلٌ عليك يا صاح ! فلقد أبعدتْ عني هذا الكمْ الهائل مِن الطين . ستختار يومًا أما أن تعيش لوحدك في هذا العالم البائس أو بين قاذوراتِ هذا العالم. ميني لفتْ جسدها تنظر لي و بين حينٍ و آخر تُعلقهُ على الآخر . هرولتْ ناحيتي و وقفتْ ساتِرًا إلي ، أقدرُ جهدكِ في الإقناع لكنّي مصرٌّ على عدم حبّي لكِ فبالنهاية المتألم سيكون أنتِ لا أنا .
" لا تقتربوا منه "
إحتقر سيهون
" و منْ سيقتربُ ؟ الوحيدة الّتي تقفُ بجانب الجربِّ هي أنتِ ميني ، تعالي قبل أن تُصابي بهِ "
لا رزق من هذا الجدال أمامي ، أنّي رجلٌ لو بدّلتْ الأرضِ تُرابها لن أزعجُ روحي بالخوفِ .
" تقربتُ منه بإرادتي و لن أتراجع "
" ميني ، أنتِ حبيبتي لما لا تأتين معي ؟ "
" من كذب عليك بشأن الحبّ ؟ لا أحبُّ أحد غير بيكهيون "
تضاحك الآخر و هزأ بي
" تحبين جربًّا "
" من قال أنّي أحبّك ؟ "
" ليس أنا بلْ هو "
لا أحد يشعرُ بي ، أنا وحدي تمامًا . كلّ من حوالي مجرّد طينٍ يتحدث و لا يفهم ما بداخلي . تزعّمتْ الطريق و تلقّفتْ يدي بيديها ثم سألتْ
" كيف حال قلبك ؟ "
كيف ! عَميتُ عن معرفةِ حقّ كلامها ، قلبي الّذي بات يؤلمني بعدئذ واجهتُ سيهون و كلامهِ السفيه؛ صار ألمهِ واضحًا بين الناسِ. سنةٌ كاملةٌ كنتُ ألتوي بها عطشًا و ما نلتُ مِن غيمِ أحدهم مطرًا ، كلهم كانوا لَصِبًا على أمطارهم .
" بخير على أحزنُ ما يرام "
هل تحسُ بأن لمسةِ يديها رَخيّة ؟ لما كلّ هذا يحصلُ معها ؟ لما لا أجدُ لحُسنها وصفٌ و لا مفرٌ ؟. أنقضى الكثيرِ من الوقتِ و أنا معها ، لا أدري لما بقيتُ معها و لم أهربُ منها بالرغمِ من التحذير الّذي لمْ ينفك من الخروج إليها . وقت النظرِ إليها أجدُ محاسن الملائكةِ ترتكزُ داخل عينيها ، كانت و بحدٍ كبيرٍ تشبه عيون صغيرة قلبي و أجدُني غارقٌ بها دون نجاة . الحياه أتعبتني جدًا قد أصبتُ بالشيبِ وأنا صغير .
طلعتُ من البوابةِ الرئيسية معها و واكبتْ ظلي إلى السيارة ، تاقتْ للجلوسِ ، بلْ طمحتْ للذهابِ معي إلى المنزل و مافتئتْ أحلامها على الوصولِ إلى مُرَادها حتى تحطمتْ .
" ما بكِ ؟ لما تُلاحقيني في كلِّ مكان ؟ "
" من واجبي حمايتك بيكهيون "
سَئمتُ حدّيثها المُتواصل معي و خبّطتُ السيارة بقوة
" لا أريد حماية أحد ، أنا أساعدُ نفسي و لا أحتاج لأحد "
" ظننتنا أصدقاء ! "
إلي أحساسٌ بالإحباطِ تمامًا مثلها ، أنا لا أريد التعلق بأحد ، فبمجرد التعلق سيتلاشى تفكير الموتِ مني •
" قلتْ ألف مرة لا وجود للأصدقاء في حياتي ، لما تصرّين على مصادقتي ؟ "
من الجيد أن تبقى ذكرى جيدة بعد موتك و يأتي لك الكثير من الدعواتِ لك إلا و أني أفتقرُ إلى هذا الشيء ، لمْ أتعامل معها يومًا بلطف و في كلِّ مرة أجدها تناستْ الموضوع و عادت إلى الحدّيثِ معي . لدى ميني طفلٌ صغيرٌ يعيش داخلها ، تنسى كلّ شيءٍ سيء يأتي إليها من قريب كان أم بعيد ، هي فتاة فاقتْ كلّ إحتمالات الحياة . الكل يظن بأنّي صلبٌ بما يكفي، و أنا بالكاد أذوب ليلًا بالبكاء حتى أستطيع أن أقابل يومًا آخرًا بإبتسامة زائفة.
أنا أصارعُ نفسي يوميًا و لا يمكنني مصارعةُ أحد في الكلام ، أنا اعرفُ ذلك جيدًا ، أمرُ بين الواقع الّذي دمر جلّ حياتي و الموت الّذي يرغبُ فيّ و أنا أجاهدُ لأسبابٍ بعيدة ، ، لا اعرفُ ماذا اريدُ ، اقعُ في زنزانتي السوداوية الحارة الجافه كُل يومٍ ، ولا استطيعُ أن اخرجُ منها، لا يمكنني فعلُ ذلِك، هناك شيءٌ يمنعني شيءٌ ما، لا اعرفُ ما هذا الشيء ربما جانبي السيء او ربما قلبي المحترق المكسور الذي خرج من الآف العمليات الجراحية وهو في حالة سيئة، في الدقيقة التي تليها أريد أن أعيش في جزيرة النسيان، في دقيقة أريد أن أشعر بالقلوب الّتي تدمرتْ بكلامٍ جارحٍ مني ، في ثانية أريدُ أن أموت .
مضتْ ثلاثةُ أيام و أنا أحاول أن أنسى جميع من مرّرتُ بهم خلال هذهِ السنين ، إلي فترةٌ طويلةٌ أجلسُ بها داخل غرفتي ، كنتُ أقرأ ما هو جيدٌ للإنتحار حتى أنّي نسيتُ كيفية العيشِ بهدوء !
قرأتُ في رواية حُبٍّ في زمن الكوليرا بأن ماركيز قال؛ لقد قال لها في أحد الأيام شيئاً لم تستطع تصوره: إن المبتورين يحسون آلاماً وخدراً ودغدغة في أرجلهم التي ما عادوا يمتلكونها. وهذا ما شعرت به هي من دونه، كانت تشعر بوجوده حيث لم يعد له وجود ! كنتُ هكذا خلال هذهِ الفترةِ . أنا اشتاقُ إليها ○
ربما لن يجدوا جسدًا لدفنه لفرطِ ما أنا جادٌّ في موتي.
اِنتصبتُ أنظرُ أمامي حتى بان صوت قريني يسأل
ماذا ترى أمامكُ ؟
حبلُ مُعلق في سقف غُرفتي .
ماذا ستفعلُ بهِ ؟
أعلقُ نفسي بهِ و أموت بلطفٍ دون إصدار أيّ ضجّة.
ماذا عن والديك ؟
إلي لقاءٌ بهما في الحياةِ الأخرى .
ميني ، ماذا ستفعلُ هي في غيابك ؟
لا أدري ، ستحبُّ سيهون مثلما يفعل هو .
هل ستموت حقًا ؟
لا مزاح في هكذا أوقات يا صاح .
إذاً قمْ بشنقِ نفسك الآن .
دفعتُ الطاولة بعيدًا بعدئذ صعدتُ من خلالها إلى حبل المشنقة ، ثم ببطءٍ شديدٍ رأيتُ كلّ شيئًا أمامي حزينًا يتلون باللون الأسود ، أمي ، أبي اللذان يسعان إلى تحقيق أمنيتهما في معالجة قلبي كي يروا أبنهم يكبر أمامهم دون خوفٍ و عقباتٍ تمنعه من فعل الأشياء الّتي يفضلها . ميني الّتي بنتْ نصف أحلامها عليّ و وجهتْ حبّها إلي و فضلتْ جميع أفعالي على الآخرين . أنا الذي كنت مصممًا على الحياة و لو حتى في مكان لا يتسع إلا لموطىء قدمي ، ما الذي حدث لي الآن ؟
دفئٌ كبيرٌ يجتاح صدري ثم تدريجيًا فقدتُ شعوري في الحياة . كان من الجيد التخلي عن الجميع و الذهاب إلى مكانٍ يمكنك الأرتياح بهِ دون ضجيج ، أنا قادرٌ على الأعتياد مهما كان الأمر صعبًا .
أرقد بسلام أيّها القلب الجريح في حين لم توصلك هذه الحياة برغبتك الأولى والأخيرة بذلت مابوسعك، فمنذُ عرفتك ساعيًا للحب والسلام معًا ولم تحصل على كليهما.
●
هلااا 🎃
رجعنا ببارت جديد و حبينا نقول الكم انو الرواية رح تخلص بعد بارت اي يعني البارت المقبل سيكون الأخير ♡
رأيكم ب:
بيكهيون ؟ و قراره النهائي بالموت ؟ و موته ؟
ميني ؟ كيف ستواجه خبر وفاة بيكهيون ؟
سيهون ؟ و خباثته مع بيكهيون ؟ و كيف ستكون ردة فعله على خبر وفاته ؟
رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للفصل الأخير ؟
دمتم في أمان الله ☆
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro