بارت 11
بينما كان العكس تماماً يحدث عند جاي الذي كان جالساً على سريره في غرفته وحيداً و هو غارق في أفكاره التي تمكنت من السيطرة عليه
فهو كان طوال اليوم يتصارع مع نفسه بين نارين قويتين، الأولى هي إجباره لنفسه على عدم التفكير في ساكورا و في ما حدث معهما اليوم، و الثانية هي الإستسلام لمشاعره و أفكاره التي تضغط عليه لعدم التهرب من الحقيقة و الإعتراف بمشاعره نحو ساكورا ليبدو أن جاي في النهاية قرر الخضوع لمشاعره فعلاً و إتباعها رغم معرفته أنها قد تودي به لاحقاً للهاوية ليخرج حينها عن شعوره و ينفعل على نفسه مصرحاً و معترفاً بمشاعره التي قرر أنه منذ هذة اللحظة لن ينكرها و لن يحاول دفنها بعد الآن ليقول
جاي (لنفسه بإنفعال) : هذا يكفي! لم أعد أستطيع التحمل أكثر من ذلك! أعرف أنني ألعب بالنار و لكنني لا أهتم! أنا أعترف أنني فعلاً وقعت في حب زوجة أبي! أنا واقع بشدة في حب ساكورا!
إعترف جاي لنفسه بينما كان يقضب حاجبيه و يشعر بالعديد من المشاعر المتخبطة في آن واحد، مثل الضيق و الخنقة و القلق و التوتر و الغيرة و اللامبالاة و كذلك العشق لدرجة كبيرة
لقد وصل جاي لنقطة بعيدة حقاً، لقد أدرك أنه يحمل مشاعر نحو زوجة أبيه الشابة و كذلك إعترف بها و قرر أنه لن يحاول دفعها بعيداً مرة أخرى
ربما يكون جاي ليس مدركاً تماماً لجميع أبعاد ما إعترف به للتو، و لكنه مدرك جيداً أن تلك المشاعر الذي يشعر بها نحو ساكورا خاطئة و لا يجب أن تكون، و لكنه لم يعد يهتم بعد الآن بأي شيء آخر
ليبعثر بعدها شعره بإنزعاج حين تذكر أنه مازال عالقاً في دوامه كبيرة تخنقه و لا يعرف كيف يمكنه أن يتخلص منها ليقرر بعدها أن ينهض و يذهب لإستنشاق بعض الهواء النقي كي يهدأ و يفصل عقله قليلاً
**
و في اليوم التالي صباحاً، إنه وقت العودة لكوريا و كان السيد بارك في الأسفل عند الإستقبال كي يقوم بالدفع و عمل تسجيل للخروج و المغادرة بينما كان جاي يحضر أغراضه في غرفته و كانت ساكورا في الغرفة المجاورة تأخذ حماماً دافئاً في حوض الإستحمام و الماء الدافئ يغمر جسدها العاري المستلقي فيه بينما كانت تحاول تصفية ذهنها الذي للأسف لم يتوقف من الأمس عن التفكير في جاي و في ذلك الموقف الذي حدث
Sakura pov
لماذا لا أستطيع التوقف عن التفكير في جاي؟!
بجدية جاي ما الذي فعلته بي؟!
لا أدري حتى متى بدأت أفكر في جاي و أتعلق به بهذة الطريقة؟!
لابد أن كل شيء حدث بالتدريج منذ أن تعرفت عليه أول مرة
فأنا مازلت أتذكر إنطباعي الأولي عنه حين سلمت عليه و صافتحه يوم الزفاف، كانت عينيه واثقة و جذابة و تخفي الكثير من الأسرار ورائها، و لكنها في نفس الوقت كانت جميلة و مليئة بالحنان و الرقة و اللين
ربما إعتقادي عن جاي طوال الوقت أنه غامض و جذاب و مليء بالمفاجئات لإكتشافها هو ما جعلني أنجذب له و أعجب به دون أن أدرك ذلك
و لكن يجب علي أن أستفيق! هذة ليست طريقة تفكيري! هذة ليست أنا! كيف لي أن أفكر في إبن زوجي؟!
أعترف أنني حين أراه أمامي في المنزل.. كشاب يافع و وسيم و جذاب و يقربني في العمر و مليء بالشغف و الطاقة.. أنظر إلى والده الخمسيني و الذي يكون زوجي و أشعر أنني أقحمت نفسي في شيء لم أدرك كل أبعاده بشكل كافٍ
بلا وعي مني أضع مقارنة بين زوجي الرجل الخمسيني الذي يكبرني بثلاثين عاماً و إبنه الشاب الذي يصغرني بخمس سنوات فقط تقريباً و أدرك حينها أنني لأول مرة في حياتي عرفت معنى كلمة "ياليت"
و لكن هذة المهزلة يجب أن تتوقف! يجب أن أعقل و أتحكم في هذة المشاعر الخاطئة و أتخلص منها بأي شكل كان!
كما أنه يجب علي تذكر أن جاي من المستحيل أن يفكر بي و من المستحيل أن يحمل مشاعر نحوي كما أنا متخيلة! هو بالتأكيد يعرف أن هذا لا يمكن! إنها خيانة لوالده!
كما أنه رغم أن علاقته مع يونا متدهورة مؤخراً و لكنه بالتأكيد مازال يحبها كونها حبيبته! و قد يصلحا الأمر بينهما في أي وقت! أجل!
لذا يجب علي أن أسيطر على نفسي و ألا أنجرف بعيداً بالمشاعر الخاطئة و الأوهام و الخيالات و أن أبقى عاقلة و أركز مع زوجي المسكين الذي يحبني و يعشقني من كل قلبه و يسعى دائماً لإسعادي
End pov
**
و بالعودة لكوريا أخيراً، في حدود يومين عاد كل شيء بالضرورة لوضعه الطبيعي و الثلاثة حاولوا تناسي ما يشعرون به، لتركز ساكورا حالياً مع طلابها و يركز السيد بارك مع بعض الندوات التي هو مشارك فيها و يركز جاي مع أصدقائه و الأغنية التي يجب عليه أن يكتبها لهم
ليذهب جاي و يجلس في غرفته في هدوء مستغلاً عدم وجود والده و ساكورا في المنزل ليخرج دفتره و قلمه و يقوم بفتح جهاز الكمبيوتر خاصته و يحضر الجيتار خاصته كي يركز تماماً على العمل على أغنيته و تأليف كلماتها و تلحينها و تخيل الأجزاء التي تناسب أصدقائه و الأجزاء التي تناسبه هو
ليبدأ جاي بتنفيذ فكرة أغنيته التي أطلق عليها عنوان "Fever" أو "حمى" و يشرع في كتابه الكلمات و الجمل و هو يتخيل لحنها و طريقة أدائها و مَن مِن شلة أصدقائه سيناسبه تلك الجزئية
و بالفعل مرت حوالي ساعتين و نصف و جاي يعمل على أغنيته لينتهي منها أخيراً و يشعر بالراحة و الفخر ليرسل بعدها ملف الأغنية في مجموعة أصدقائه و يرسل لهم الكلمات بالأجزاء المحددة كي يتدربوا عليها على حدى بشكل فردي أولاً قبل أن يقرروا متى قد يتقابلوا و يقومون بالتدريب على الأغنية سوياً
و لكن رغم أن جاي كان يشعر بأن بعض الحمل إنزاح من على كتفه حين أنهى أمر الأغنية الجماعية إلا أنه كان لايزال يشعر بالقلق حيال أغنيته الفردية التي لم يجد لها أي فكرة أو عنوان أو لحن أو حتى بعض الكلمات العشوائية بعد مما جعله يتنهد بهدوء معبراً عن شعوره بالفراغ
**
و في اليوم التالي في الجامعة، كان جاي متجمع مع شلة أصدقائه في مسرح كلية الآداب و هم آخذون ركناً لهم كي يتدربوا فيه على الأغنية خاصتهم بينما كان هناك بعض الطلاب الآخرين يتدربون أيضاً على أدائاتهم الخاصة في بقع مختلفة من المكان
جاي : الجزئية الرئيسية تناسب جونغوون و نيكي من وجهة نظري
سونغهون : أجل أتفق
هيسونغ : أرى أن مفهوم الأغنية كلها يناسب نيكي بشكل خاص
جايك : أجل صحيح
جاي : ربما معك حق، شعرت أن نيكي فعلاً يمكنه الأداء بشكل رائع هنا
نيكي : أوه شكراً لكم يا رفاق
جونغوون : إذاً دعونا نبدأ في الغناء
جاي : هيا
ليبدأ بعدها الشباب في غناء أجزائهم واحداً تلو الآخر بينما كان جاي كونه كاتب الأغنية و القائد مشرفاً عليهم و يحاول إعطاء بعض النصائح و التعديل قليلاً حتى تصبح الأغنية مثالية الأداء كما تخيلها في عقله
جاي : أحسنتم يا رفاق، عمل جيد
هيسونغ : صوت نيكي يجعلني أشعر بالأغنية في أعماقي حقاً هههه
جونغوون : أجل نيكي، ستكون أنت نجم هذة الأغنية بلا شك
جاي : إذاً لمَ لا نضع نيكي في المركز؟
نيكي : و لكن أليس سونغهون الأوسم بيننا كي يقف في المركز؟
جاي : نحن لن نرقص نيكي، لذا فكرت في أن الشخص الذي سيقف في المركز يجب أن يكون شخصاً مناسباً للمفهوم و كذلك يمتلك الكثير من الأجزاء
جايك : أتفق مع جاي
سونغهون : و أنا أيضاً
نيكي : أوه حسناً إذاً، بالتأكيد لن أعترض على عرض مغري كهذا هههه
جونغوون : توزيع الأجزاء كذلك متناسب و عادل حقاً
هيسونغ : أجل و لكن جاي قد أعطى نفسه جزئية صغيرة جداً رغم كونه كاتب الأغنية
جاي : يا، أظننت أنني سأسرق الأضواء كلها لنفسي كوني كاتب الأغنية؟ بل بالعكس، فكرت أن أعطيكم أنتم كل الفرص كوني أمتلك أغنية فردية سأؤديها على أي حال
سونوو (بسخرية) : يالك من مضحي
هيسونغ : على أي حال، هل أنهيت العمل على أغنيتك الفردية أم بعد؟
جاي : كلا، لم أبدأ فيها بعد
نيكي : لماذا؟
جاي : لم أجد الفكرة المناسبة لها بعد
سونوو : أوه هيا يا رجل، أنت سيد الأفكار هنا، بجدية لقد كتبت لنا أغنية بفكرة الحمى حين كنت مصاباً ببعض الزكام
جاي : الأمر ليس بهذة السهولة سونوو، أنه صعب جداً في الواقع
سونغهون : حسناً، أعتقد أنك قد تجد فكرة قريباً
جاي (بإستغراب) : ماذا تعني؟
جونغوون : يعني أن يونا تقترب نحونا و يبدو أنها تبحث عنك أيها الحبيب
قال جونغوون ليلتفت حينها جاي خلفه و يجد يونا بالفعل إقتربت نحوه و كما يبدو أنها كانت تبحث عنه فعلاً لتقف أمامه و تقول
يونا : أريد أن أتحدث معك قليلاً
جاي : أنا مشغول
كان شعر يونا أشقر سابقاً و لكنها في إطلالة اليوم يبدو أنها أزالت الصبغة و أعادت شعرها للون الأسود كما يبدو على وجهها علامات الإرهاق و نبرة صوتها كانت هادئة و متعبة و مع ذلك قابلتها نبرة جاي اللا مبالية بكل هذا ليخبرها أنه مشغول بمنتهى الصراحة و البرود و عدم الإكتراث كثيراً لما تريد يونا الحديث فيه معه
يونا (بإصرار) : لن آخذ من وقتك كثيراً، و لكن يجب علينا أن نتحدث! و الآن!
قالت يونا ليفهم بعدها أصدقاء جاي أن هناك شيء ما غير طبيعي يحدث بينهما ليتنهد حينها جاي و ينظر لأصدقائه الذين أرسلوا له نظرات تخبره بأن يذهب معها ليترك بعدها الورقة التي كان يحملها التي تحتوي على كلمات الأغنية و يخرج برفقة يونا من المسرح و يتبعها لمكان ما بعيد عن أغلب الأنظار كي تتمكن يونا من الحديث معه براحة في هدوء
جاي : إذاً؟ ماذا تريدين؟
سأل جاي بنفس النبرة الغير مبالية كثيراً لتنظر له يونا حينها و لكنها لم تعد تستطيع التحكم في مشاعرها أكثر من ذلك لتبدأ على الفور في البكاء لتفاجأ جاي قليلاً و لكنه حاول أن يحتوي الموقف و أن يفهم سبب نفسية يونا السيئة
جاي : أوه أرجوكِ يونا، لماذا تبكين الآن؟!
يونا (ببكاء) : لأنني إشتقت لك كثيراً جاي!
قالت يونا ليتنهد حينها جاي بإنزعاج و خنقة و لكنه حاول أن يظل هادئاً و متفهماً حتى النهاية ليرد على يونا و يقول
جاي : أوه رجاءاً، ألم نتفق على الإنفصال بشكل مؤقت كي يصفي كلانا ذهنه قليلاً؟!
يونا : و لكنني لم أستطع! لا أقدر! كنت أتعذب في كل ثانية كنت أقضيها بدونك!
كل كلمة كانت تقولها يونا كانت تستفز جاي أكثر ليتحرك و يتنهد قليلاً بينما ظل محافظاً على هدوئه و متحكماً في أعصابه
جاي : يونا! ما تفعلينه الآن سيعقد الأمور بيننا أكثر! توقفي عن الضغط علي!
يونا : أرجوك جاي! أعدك بأنني سأتحكم في نفسي و سأتوقف تماماً عن كوني غيورة و عصبية و شكاكة! أعدك بأنني سأحترم علاقاتك و مساحتك الشخصية و سأثق فيك و في نفسي أكثر! أرجوك! فقط أعطيني فرصة واحدة أخرى!
جاي : لمَ لا تفهمين أنني بحاجة لبعض الوقت بمفردي حالياً؟! كلامي واضح! أريد أن أصفي ذهني و أبتعد قليلاً و آخذ إستراحة من علاقتنا! إفهمي!
يونا : و لكن.. ماذا عني؟! ماذا سأفعل أنا في غيابك؟! قلت لك أنني لا أتحمل بعدك عني و لو لثانية واحدة!
جاي (بهدوء) : يونا، إن كنتِ تحبينني حقاً أتركيني وشأني و توقفي عن الضغط علي أكثر من هذا
يونا : بالطبع أنا أحبك! في الواقع أنا أفعل كل هذا لأنني أحبك بشدة و لا أقدر على الإستغناء عنك!
جاي : حبكِ الحقيقي لي ستثبتينه بجدية حين تتركينني بعيداً عنكِ هذة الفترة كما طلبت منكِ، و ليس بمحاولتكِ للعودة لي مجدداً و الضغط علي كي أغير رأيي!
كانت هذة هي نقطة ضعف يونا، حبها لجاي، مما جعلها تهدأ فجأه و تفكر بتعابير وجه مصدومة و حزينة و مكسورة لتنظر له بعدها و تقول
يونا : أهذا هو الحب بالنسبة لك؟! بالفراق و الإبتعاد و الهجر و العلاقة المهمشة؟!
جاي : و هل الحب بالنسبة لكِ بالإجبار؟!
قال جاي بنبرة منفعلة قليلاً لأنه تضايق من خنقة يونا له و إصرارها على موقفها لتصدم يونا من رده لتشعر بأن قلبها قد كُسِر حقاً لترد عليه بنبرة هادئة جداً بطريقة مريبة بينما كانت تحاول أن تستوعب ما سمعت لتقول
يونا : ماذا تقول؟! إجبار؟!.. أتعني أنك لم تعد تحبني بعد الآن؟!
جاي : كلا يونا لم أقصد ذلك، و لكنكِ تستمرين بالضغط علي و إجباري و خنقتي! و أنا بجدية أكره ذلك!
يونا : أنت أصبحت تكره أي شيء أفعله مؤخراً.. حتى حبي لك أصبحت تكرهه
قالت يونا بنبرة هادئة لتنظر حينها للأسفل بأسف لتبدأ في البكاء مجدداً و لكن هذة المرة بشدة و حرقة أكثر ليشعر حينها جاي بالسوء نحوها
يونا (بإنهيار) : أنا أستمر في التعذب بسببك مؤخراً جاي! و لكنك مصمم على ألا تفهم ذلك! بجدية لماذا لا تشعر بي و بقلبي؟! لماذا صعب عليك لهذة الدرجة أن تعطيني فرصة ثانية؟! ما الذي حدث لك؟! ما الذي غير من مشاعرك نحوي؟!
جاي : يونا..
حاول جاي الإقتراب من يونا و إحتضانها بهدف تهدأتها و التخفيف عنها و لكنها دفعته عنها بقوة و غضب لأنها لم تكن تطيقه بجدية في هذة اللحظة
يونا : إبتعد عني! لا تلمسني!، أنت عديم الإحساس جاي! حتى مشاعري و حرقة قلبي لا تعني لك شيئاً! أنا مصدومة فيك حقاً! كيف يمكنك أن تفعل بي شيئاً كهذا؟!
ليحاول جاي حينها أن يقترب من يونا مجدداً بينما كانت تبكي ليقوم بإحتضانها بنية مواساتها لتبادله هي العناق بقوة لتبكي بين أحضانه بحرقة بينما شعر هو بالذنب و الأسى و لكنه في نفس الوقت شعر بأنه محاصر
جاي : حسناً، من فضلكِ توقفي عن البكاء، أنا آسف لأنني لم أتفهم وجهة نظركِ
يونا (بضعف) : لا تتركني جاي.. أرجوك!
جاي : حسناً حسناً، سأفعل لكِ ما تريدين، فقط توقفي عن البكاء
قال جاي لتبتعد حينها يونا عنه و تفصل العناق بينما تمسح دموعها بأصابعها و تلتقط أنفاسها بينما كان يشعر جاي أنه يكره نفسه بشدة لأنه لا يستطيع الإعتراف ليونا أنه لم يعد يريد تلك العلاقة بعد الآن و لكنه متردد بسبب حالتها و خائف من أن يجرح مشاعرها و يحطم قلبها لهذا كان عالقاً في دوامه لا مخرج لها داخل رأسه
يونا : أنا أحبك بشدة جاي، بل أعشقك، رغم كوني لم أكن أحبك لهذة الدرجة أبداً حين بدأنا بالمواعدة و لكنني أعترف أنني صرت مجنونة بك و لا أستطيع تركك أبداً مهما حدث!
جاي : حسناً يونا، فهمت، فقط إهدأي الآن أرجوكِ
يونا : ربما تحتاج بعض الوقت بمفردك بعيداً عني فعلاً، أتفهم ذلك، و لكن أرجوك لا تقل أننا منفصلان! هذا ليس إنفصالاً! لا يمكنني أن أنفصل عنك! أنا أحبك!
جاي : حسناً يونا، فقط دعكِ من هذا الموضوع الآن و عودي لمنزلكِ، فأنتِ تبدين مرهقة كثيراً و بحاجة للراحة، حتى أنتِ تحتاجين لتصفية ذهنكِ قليلاً
يونا (أومأت بالإيجاب) : حسناً، كما تريد
أومأت يونا لجاي و قالت بعدما إقتنعت بوجهة نظره في النهاية بشكل غريب لتتركه بعدها و ترحل بينما بقي جاي بمفرده و هو يشعر بالذنب و الغضب و العبء و الحزن في آن واحد ليذهب بعدها و يعود للمسرح بهدف محاولة تركيز تفكيره في الأغنية و الأداء و عدم التفكير في يونا بعد الآن
**
و في نهاية الدوام، كان جاي واقف خارج بوابة الجامعة وحده و هو شارد الذهن و يفكر بعدما رحل بقية أصدقائه ليجد شخصاً يتحدث إليه فجأه مخرجاً إياه من شروده
ساكورا (بإستغراب) : ألم تذهب بعد؟
جاي (عاد للواقع) : ها؟! أوه!،.. أجل
ساكورا (بإهتمام و بعض القلق) : ماذا بك؟! أأنت بخير؟!
جاي (يكذب) : أجل، لمَ قد لا أكون؟
ساكورا : تعابير وجهك كانت تقول العكس في الواقع
جاي : كل ما في الأمر أنني مرهق قليلاً
ساكورا : فهمت
جاي (يغير الموضوع) : على أي حال، أين أبي؟ ألن يذهب معكِ؟
ساكورا : كلا، قال لي أن لديه بعض المشاوير المهمة التي تخص الكلية سيذهب إليها و ربما يتأخر على العشاء الليلة، إنه يعمل بجد كبير حقاً
جاي : أجل، فهمت
ساكورا : إذاً.. ألن تذهب؟
جاي : سأفعل
ساكورا : إذاً دعنا نعود للمنزل معاً
قالت ساكورا مقترحة ليوافق جاي و يركب معها في السيارة بينما ركبت هي في مقعد السائق و هو بجانبها لتدير محرك السيارة و تتحرك بها بهدف العودة للمنزل
**
و في الطريق، كان جاي شارداً و هو ينظر للنافذة طوال الطريق و كانت ساكورا تلاحظ هذا و تشعر بالفضول و الإهتمام لتعرف ما يحدث مع جاي مؤخراً و لماذا يبدو متضايقاً هكذا لتقرر أن تسأله مباشرةً أولاً
ساكورا : جاي.. أأنت متأكد أنك بخير؟!
جاي : فقط إهتمي بشؤونكِ الخاصة و لا تتدخلي في حياتي الشخصية
قال جاي بنبرة وقحة قليلاً ليقوم بصد ساكورا لأنه في داخله يعلم أن إهتمامها به سيجعله يتعلق بها أكثر و هو في الأساس يحارب بأقصى قوته أن يتحكم في نفسه و مشاعره و ألا يظهر أي شيء
ساكورا : آسفة و لكنني لن أفعل، سنذهب الآن لعند الممشى كي تهدأ و تصفي ذهنك قليلاً قبل أن نعود للمنزل، لن أتركك و أنت في هذة الحالة
قالت ساكورا بنبرة صارمة قليلاً لتغير مسارها و تتجه نحو الممشى عند النهر بينما جاي لم يعترض على تغييرها للخطة لأنها بكل صراحة في داخله كان يعجبه إهتمام ساكورا به و إصرارها على عدم تركه و هو منزعج هكذا ليستسلم للأمر الواقع دون مقاومة حتى و يذهب كلاهما بالفعل لعند الممشى بعدها
**
صفت ساكورا السيارة و نزلت منها هي و جاي و ذهبا ليجلسا أمام النهر الأزرق الجميل ليبدو المنظر غاية في الجمال كالعادة لدرجة تجعل الشخص لا يريد أن يشبع من الجلوس هنا و رؤية ذلك المنظر أمامه أبداً
ليسود بينهما الصمت قليلاً بينما كان كلاهما يتأمل جمال المنظر و يشعر بالهواء البارد الجميل يداعب وجهه لتنتظر بعدها ساكورا بعض الدقائق ثم تقرر بعدها أن تتحدث سائلة جاي عن حالته
ساكورا : أفضل؟
جاي : أجل، بكثير
ساكورا : إذاً أخبرني الآن.. ما الذي يحدث معك مؤخراً جاي؟
تنهد جاي و هو متردد قليلاً لأن يخبر ساكورا أم لا يخبرها و لكنه في النهاية قرر أنه سيخبرها و يفضفض معها قليلاً و لا يهم أي شيء آخر
جاي : ما يحدث معي مؤخراً بإختصار هو أنني بين نارين شديتين تحرقانني في داخلي و لا أستطيع فعل أي شيء حيال أياً منهما!
ساكورا (بإستغراب) : ماذا؟! لا أفهمك، ماذا تعني؟!
جاي : أنا أتعذب ساكورا
ساكورا (بعدم فهم) : تتعذب؟! لماذا؟! ما السبب؟!
جاي : بسبب مشاعر شعرت بها
ساكورا : مشاعر شعرت بها؟!، أتقصد أنك تشعر بألم الفراق كون علاقتك مع يونا شبه إنتهت حالياً؟!
جاي : كلا، الأمر لا يتعلق بيونا على الإطلاق،.. في الواقع أنا أعترف أن كلامكِ الذي أخبرتيني به في السابق كان صحيحاً، لقد كنتِ محقة فعلاً
ساكورا : حيال ماذا؟
جاي : حيال كون مشاعري نحو يونا غير حقيقية و ستتلاشى بالتدريج لاحقاً.. كما حدث فعلاً!
قال جاي لتصدم حينها ساكورا من الأخبار الجديدة، فجاي أفصح لها للتو بأنه لم يعد يحب يونا بعد الآن و مشاعره نحوها من البداية لم تكن سوى إعجاب مؤقت و ها قد إنتهت
ساكورا : أوه يا إلهي! أتقصد أنك لم تعد تحب يونا بعد الآن؟!
جاي : بل أدركت أنني لم أحبها بصدق أبداً من البداية
كانت ساكورا تشعر بالأسى حيال يونا لأنها تخيلت كم الحزن و الكسرة التي تشعر بها يونا الآن كونها تحب جاي من أعماق قلبها، و لكن في نفس الوقت كان هناك جزء من قلب ساكورا يشعر ببعض السعادة الغريبة كون جاي إنفصل بشكل تام على يونا و لم يعد يحبها بعد الآن
ساكورا : أرأيت؟! لقد حذرتك من أن تكسر قلبها بعد أن أحبتك هي بشدة و لكنك لم تستمع! بجدية متى ستتوقف عن كونك عنيداً و تستمع لنصائحي بإصغاء أكثر؟!
جاي : رجاءاً دعكِ من هذا الآن، هذة ليست المشكلة
ساكورا : ماذا تعني بأن هذة ليست المشكلة؟! إن لم تكن مشاعر يونا الحزينة و كسرة قلبها بسببك هي المشكلة إذاً ما المشكلة؟!
جاي : المشكلة في مشاعري أنا!
ساكورا : و ما خطب مشاعرك؟!
سألت ساكورا ليتنهد حينها جاي و يصمت لوهله قبل أن يستجمع كلماته و ينظر للأرض بينما نطق بها بهدوء و عمق ليقول
جاي (بشرود) : ما أصعب أن تعشق شخصاً و أنت تعلم أنه ليس لك.. و الأصعب من ذلك أن تستمر بحبه و تتجاهل الحاجز الذي يمنعك من التقرب منه.. فتتعلق به أكثر يوماً بعد يوم حتى دون أن تشعر،.. حقاً قمة الألم أن تحب شخصاً و تعشقه بصمت.. ليصبح الصمت هو الصديق الوحيد لك.. فيتحول بسرعة إلى جزء من حياتك.. و كلما أحسست بالشجاعة و القوة و الجرأة لتبوح عما في قلبك يستفزك هذا الصمت بكل برودة و هدوء ليقول لك "كفى.. أصمت!"، حرفياً كما يحدث معي و في داخلي حالياً مع هذا الصراع الذي يعذبني!
كانت ساكورا مصدومة من كلام جاي ليبدأ قلبها بالنبض بقوة بسبب توترها حين بدأ عقلها في تحليل كلام جاي على حسب مشاعر قلبها و لكنها حاولت ألا تتسرع في الإستنتاج و أن تهدأ و تسأله بنبرة هادئة لتقول
ساكورا : أنا لا أفهم أي شيء على الإطلاق! ما الذي تتحدث عنه؟! ماذا تقصد بكونك تعشق شخصاً ليس لك؟!
سألت ساكورا ليغلق حينها جاي عينيه لمحاولة السيطرة على نفسه و التحكم في مشاعره و في لسانه كذلك ليفتح بعدها عينيه و يرد عليها قائلاً
جاي : أقصد أنني ألعب بالنار و أنا أعلم ذلك!
ساكورا : ماذا؟!
تسارعت نبضات قلب ساكورا أكثر من توترها و ترقبها لردود جاي بينما لم يستطع جاي التحمل أكثر من هذا لينظر حينها لساكورا لوهله قبل أن يصدمها برده التالي و يقول لها
جاي : ساكورا أنا أحبكِ!
(إنتهى البارت)
رأيكم؟
جاي؟
ساكورا؟
يونا؟
السيد بارك؟
إعتراف جاي بحبه لساكورا؟
ماذا ستكون رده فعل ساكورا؟
ماذا تتوقعون أن يحدث؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro