مدرسة إنتشون المُميّزة
الباحة الخلفيّة

يجلسُ أمامهُ بيده يمسكُ دفترًا متوسط الحجم وعلى يمينه يضع حقيبته ذات اللون الأزرق الفاتح وبيده الأخرى يمسكُ بقلمٍ أزرق اللون يدوِّنُ به فروضهُ التي غابَ عنها لمدة يومين؛ تفحصَ المكان حوله ثم قال له:
"تشينلو-ياه ما رأيكَ أن نذهب في نُزهة بعد المدرسة إلى حديقةٍ أعرفُها وأعرفُ بأنها تحوي الكثير من الألعاب المائية وغيرُها، كل ما علينا فعلهُ هو الحصول على موافقة العائلتين."

"لا بأس موافق."
قال ثم عاد لينظُر حول المكان الذي يجلسَان به؛ مكانٍ هادئٍ يحتوي على عددٍ لا بأس به من أشجار الكرز ومقاعِد كبيرة تتسع لعدد مقبول من الطُلاب عليها، جانب أحد الأشجار يوجد حُفرة صغيرة كان قد زرع بداخلها چيسونغ بعضًا من الزهور البيضاء اللون قائلًا بأنها تجلبُ الحظ الجيّد.

على جانب الطالبان يوجد غُرفة ما يُسمع داخلها صوتًا ما غريبًا بيد أنه صوتُ الآلات الخاصة بفصل الكيمياء لأجل الاختبارات النهائية والنصفيّة.

ابتسم چيسونغ حالما انتهى من كتابة فروضهُ وسلَّم الدفتر للفتى الصينيّ ثم قال:
"تشينلو سوف أذهب إلى فصل اللغة الإنجليزية الآن؛ أبقى هُنا حتى أعود وإن لم تكُن المُعلمة هناك سوف نذهب لرؤية الهيونچ جميعهُم."

همهم لكلامه وقام بتوظيب أغراضه وأغراض چيسونغ وانتظر الفتى حتى يعود وبينما كان ينظُر نحو الزهور البيضاء تلقى ضربةً على رأسه من مكانٍ مجهولٍ وحينما رفع بصره لرؤية من قبل من ضُرب لاحظ بأنه كيم يانغ چو الفتى الأكثر أذيةً في المدرسة،

تقدم من المكان الذي يجلس به تشينلو ووقف أمامه حاملًا بيده صخرةً كبيرة وقال له بينما يلوِّح بها أمام وجههُ:
"يا لكَ من لقيطٍ مقرفٍ عليكَ الأبتعاد عن الفتى ذاك وإلا سوف تحلُّ عليكَ لعنةً أبديّة لا يمكنكَ الخروج أو التحرر منها؛ حذرتكَ ولكَ حريّة التصديق.."

في الطرف الآخر من المكان الذي يقف به تشينلو والفتى كان چيسونغ يقف هناك محدقًا اتجاه تشينلو وعلى ملامحه قد ركزَ أكثر ودموع عينيه قد ملأت خديه بلا توقفٍ؛ فعاد أدراجه إلى الصف.

مع رحيل الفتى جرى تشينلو اتجاه فصل اللغة الإنجليزية وبكلتا يديه يحمل حقيبته وحقيبة چيسونغ دخل الفصل وسأل المعلمة عن چيسونغ لكنها أخبرته أنها لم ترَه قط، لذلك أعتذرَ منها وغادر ليبحث عنه مرَّ بالعديد من الصفوف حتى شاهده يجلُس في صف البدنية ينظرُ اتجاه الخارج يحاول إخفاء دموعه عن الآخرين محاولًا كبحها بقدرِ المُستطاع،

سارَ ببطء حتى أصبح خلفه ووضع يده فوق كتفه وقال:
"سونغ لن أصدق كلامه قط لأنني أعرف بأنكَ الشخص الأول الذي ساعدني على التحدُث بطريقة جيدة باللغة الكورية وجعلني أحبذُ الذهاب في نزهاتٍ حتى لو كان الجو سيء في الخارج، ثم لن أنسى ما قد فعلته لأجلي في صف الإحياء."

"لن تبتعد عني؟"
دون النظر نحوه قام تشينلو بضمن الخلف عاقدًا يديه معًا متحركًا يُمنى ويُسرى، قائلًا بصوتٍ ضعيفٍ:
"لا لن أفعل لأنكَ الشخص الأول والوحيد الذي رضيتُ بأن أكون صديقًا له ورفيقًا لمقعده رغم أنه يبدو طائشًا في بعض الأحيان لكنه ذكيًا كفايًا لألى يُصدِق كلام الأغبياء، صبورًا على المصائب وشخصًا حكيمًا ليتصرَّف بها.. شخصًا رضيتُ بأن أكون الشخص الأول الذي يعرف عنه الكثير ومازال يخبرُني بها في كل مُرَّة نلتقي بها؛ تعلم بأنني أحبكَ صديقي الأول والوحيد لذا توقف عن تصديق كلامهُم غير المُفيد وانصِت فقط لنفسكَ ولقلبكَ فهو أصدق من الجميع."