Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

مِن الرَّماد| 3

بسببِ إصابَة بيكهيون الحديثَة، كان عاجِزًا عن استِخدامِ قواه لأمدٍ طويل، لذلِك حبَّذ المشيَ لأميال. تشو أُرهِقَت مِن السَّير، وآلمتها قدماها، لاسيَما وأنَّ الطَّابع الجُغرافيّ للطَّريق الَّتي احتضَنت خُطاهُما قاسٍ على صبيَّة هشَّة مِثلها.

تزامُنًا والمغيبِ أدركا بيتَ الجَبل أخيرًا؛ المكانُ الَّذي يقطُنه العفريت بعيدًا عن أعيُن الملأ، لطالَما لجأ إليه ليشحَن إرادَته كُلَّما تفرَّغ مِنها، فبينَ جُدرانِه تحومُ ذِكرياتُه وخليلتُه السَّابِقة، ها هُو ذا يقتسِم مِساحَته مع بشريَّة ينعتُها بالمَقيتَة بينَه وبينَ نفسِه، وتسمعُه فتعبِس لأنَّهُما واحِد، وفوقهُما رفرفَت السِّنينُ على عجل، تقبَّل وُجودُها واعتادَ عليه، فلُطفها كمياهِ جارية، أعانته على ابتِلاعِها بعدَ أن كانت في حلقِه كالغُصَّة.

تمنَّى في كثيرٍ مِن الأحيان لو أنَّ بوسعِه التخلِّي عنها؛ هِي تُعيقه عن هدفِه، وتجرِفه بعيدًا عن الشرِّ الَّذي يُبقيهِ الطَّاغية الَّذي هُو عليه، ولكِن حياتَها أثمَن عِنده مِنها، هلاكُها يعني موتَه، وأنَّى له أن يموتَ قبل أن يمسَح الحُرَّاس مِن كوكَب الأرض؟

لقد غدَت امرأةً جميلة، يتهافتُ الرِّجالُ عليها كالنَّحلِ على الورود، يبتَغون مِنها رحيقَها الأُنثويّ، ولكِن هيهات بينَها وبينَ أن تُحبّ، ما دامَ قتلةُ عائِلتها على قيدِ الحياةِ فهِي لن تتحرَّر مِن نذرِها، لأنَّها امرأةٌ منذورةٌ للانتِقام، وربَّما ذلِك ما تُحاوِل أن تُقنِعَ ذاتَها بِه قبل كُلِّ لِقاءٍ يُعقَد بينَها وبينَ العِفريتِ الَّذي تبنَّاها، لأنَّه كنوبةٍ قلبيَّة تخنقها.

بمُرورِ الزَّمنِ شغَلت قضيَّتُها بالَه حتَّى كادَت تُنسيه قضيَّته، مُنذ أن طلبت مِنه تدريبَها على الفُنونِ القِتالية، لتتمَكن مِن المُجاهَدة في سبيلِ الماضي، كانت تلميذةً نجيبَة، فالحِقد مضخَّةُ إرادَة، عانَت الكثيرَ ولكنَّها أفلَحت في رقعِ شتاتِها، ومِن رمادِها، بُعِثت أقوى من ذي قبل، كالعنقاء!

كانت تُفكِّر فيه بينما هِي مُستلقيَةٌ على الأرضيَّة الخشبيَّة للمنزِل، بجوارِها سيفُها الثَّقيل الَّذي صنَعه بيكهيون خصيصًا لها، وأشبَعه بقواه حتَّى يدحَر أيَّ أحدٍ يُهدِّد حياتَها. سمِعت قرعًا طفيفًا على السَّقف، فحَملته وسارت على رؤوسِ أصابِعها تتفقَّد الدَّخيل؛ اختَبأت خلفَ الباب، في حينِ حطَّ على الثَّرى وأخذَ يقتربُ رويدًا رُويدا.

سُرعان ما نشزت عن العتَبة بشجاعة، وصوَّبت سيفها نحوَ وجهه.

- مَن أنتَ ومن الَّذي أرسَلك؟

أخفَض السَّيف المُوجَّه نحوَه بسبَّابتِه، وعلى مُحيَّاه يرتَسِم الضَّجَر.

- سيِّدي!

هرعت تُخبِّئ النَّصلَ بغِمدِه.

- لماذا تدخُل البيتَ مِثل اللُّصوص؟

- لست بشرًا تشو.

- نسيت أنَّك عِفريت.

كانت على وشكِ البوحِ لهُ بأنَّها اشتاقَت إليه ولكنَّه قاطَعها حينَما استلَّ سيفَه وهاجَمها بغتَة، استَطاعَت النَّفادَ مِنه بفضلِ التَّمارينِ القاسِيَة الَّتي مارسَتها فيما مَضى، بُغيةَ تعلُّم سُرعَة البديهَة.

- ما هذا الَّذي تفعله؟ أنَّى لكَ أن تُهاجِمني بطيشٍ هكَذا، ماذا لو أُصِبت؟

- ما تزالينَ ثرثارَةً كما عهِدتُك، أُشفِق على نفسي المُبتلاةِ بسماعِك. على أيَّة حال، ما رأيُكِ بامتِحانٍ فُجائيّ صغير لتقييمِ تقدُّمِك في القِتال؟

لم يسأل إلَّا لمحضِ الأدب، فها هُو ذا يُبارِزها رغمَ أنَّها غيرُ مُستعدَّةٍ بعدُ للمُقاوَمة، لأنَّ الضَّرباتِ القاتِلة تقعُ بغتَة، قبل أن يُدرِكنا نبؤُها ونتجهَّز لصدِّها كالموت، ذلِك ما يُحاوِل تعليمَه لها.

قالت وهي تُراوِغه برشاقَة:

- لقد بتُّ ماهِرةً بالمُبارَزة، حتَّى أنِّي سأتفوَّق عليكَ قريبًا.

دوى صليلُ السَّيفين في الباحَة الأماميَّة للمنزِل، ولكنَّه لم يكُن أعلى مِن صليلِ النَّظراتِ الصَّامِتة الَّتي ما انفكَّت تصطدِمُ ببعضِها البعض، وتسلَخُ مِن دواخِلهما اعترافًا.

-لماذا تُماطِل في المجيء إلى المنزِل كُلَّما سنَحت لكَ الفُرصَة كأنَّك تهرُب مِن شيءٍ ما؟

-أنا لا أهرُب صغيرَتي، بي اشتِعالٌ ما يزالُ بحاجةٍ إلى الحطب.

-أيحتاجُ إيجادُ الحَطب إلى شهرٍ مِن الغِياب، أم ثمَة خطب؟

تنازَع كلاهما حولَ من يُزعزع الآخر بسكون، بينما لا يفصلُ بينهما سِوى بضعة إنشات، وأميال من الكتمان.

للتوّ ازدادَت عيناها غِوايةً كأنَّهما على أُهبة لعزفِ ألحان الموت.

-أهُو حُبّ؟

لحظةٌ مِن التردُّدِ كلَّفته الخَسارَة، كانت المرَّة الأولى الَّتي يُهزَم فيها بيكهيون أمامَها كمُحارِب، فقد انكسَر أمامَها أكثَر مِن مرَّة كرجُل!

ولكِنَّه يُكابر.

- ما الَّذي تهذينَ بِه؟

غرست مُقدِّمةَ سيفِها بالأرض، لم تعُد تُطيقُ صبرًا على إنكاره لِما يحدُث بينهُما، للشَّرر المُنبثق مِن احتِكاكاتِهما البريئة، لنظراته اللِّصَة الَّتي تُداهِمها صُدفَة وعلى أعتاقِها أكياسٌ خاويةٌ من الشَّوق بُغية أن تملأَها، ثُمَّ غرست في شفتَيه قُبلة، انتَظرت أن يرويها فتكبُر ولكنَّه أزاحَها عنه.

- توقَّفي، لا يُمكِن للعَلاقة بينَنا أن تأخُذ هذا المَجرى

عانقَ الخَجل والغضبُ نبرتَها فعَلت.

- لماذا؟ أهُو بسبِبها؟

هبَطت كفُّها على خدِّه بدماثة حينما أشاحَ ببصره جانِبًا.

- يُمكِنُك الانتِقامُ لها بينَما تعيشُ حاضِرك دونَها، فالحياةُ لابدَّ أن تستمرّ.

- توبي عنِّي، لأنِّي رجُلٌ محكوم عليه بالهَلاك.

اختَفى مِن مجالِ بصرِها مُستخدِمًا قُدرته الفذَّة على الانتِقالِ مِن مكانٍ إلى آخر، ذلِك لأنَّه أبى الاشتِراكَ في هكَذا نِقاش. أمَّا تشو فما استَسلمت عن قضيَّتِها، وخرَجت بحثًا عنه بعدَ أن علَّقت سيفَها بحِزام خصرِها، وظلَّت تُنادِي اسمَه في الأرجَاء، ما تزالُ قادِرةً على سماعِ أفكارِه المُتضارِبة، وإن دلَّ ذلِك على شيءٍ فهُو أنَّه لم يبتعِد بعد.

صبَّت بها خطواتُها الحثيثَة على سفحِ الجبلِ بينَ كومةٍ من الأشجارِ السَّامقة، لم تخل قطُّ أنَّه قد يقفِزُ أمامَها هناك فجأةً ومُحيَّاهُ مُترعٌ بالقَلق... قبل أن تنبِس ببنت شفةٍ تشبَّث بكتفيها.

- عودي إلى المنزِل، واحتَمي جيِّدًا فالغابَة خطِرة.

- هل استَشعرت وُجودَ العفاريتَ لذلِك أتيتَ إليّ تُحذِّرُني؟

ما انفكَّت تتلفَّت ذاتَ اليمين وذاتَ الشّمال بعدستين مُضطربتين حتَّى وخزتها أنامله تهديها إلى مُقلتيه المكتحِلتين بالقلق.

- الوقتُ ليسَ مُناسِبًا للثَّرثَرة، غادري، سأكسَب لكِ بعضَ الوقت.

التَقطت إحدى يديه اللَّتين تفترشان كتفيها وربتت على ظهرِها بخِفَّة.

- لن أتركُك بمُفردِك، لنُحارِب جنبًا إلى جنب.

- لا تنسي أنَّ حياتِي رهنُك، إن تأذَّيتِ فسوفَ أتأذَّى كذلِك، وُجودِك سيصرِفُني على القِتال.

أمام إصرارِه، لم يكُن بيدِها خيارٌ آخر غير الإصغاء، وما إن ارتَحلت بعيدًا عنه بذهنٍ سطت عليه الهواجس، كومضةٍ انطفأ ثُمَّ انبَعث على مسافةٍ من الأعداء الَّذينَ علِموا عن وجودِها.

- هُناك بشرٌ قريبٌ مِن هُنا، أحضِروه.

وقَف بيكهيون أمامَ ثلاثتهم بوقارٍ وعيناهُ تلمعانِ حقدًا كما يلمَع سيفه.

- ليسَ قبلَ أن تجتازونِي.

قبلَ أن يتسنَّى لأحدهم مُحاسبتُه على حِمايته لبشريَّة لا تُساوي شيئًا بأنظارهم، انقضَّ عليهم بضراوةً مرغِمًا كلًّا منهم على استِلال سيفِه وردّ الأذيَّة عن نفسِه، كان أحمَق حينَما ظنَّ أنَّه ما يزالُ في قِمَّة مجدِه ليقضِيَ عليهم في ثوانٍ معدودَة، ليسوا الأقوياء، بل هُو المَعطوب.

أدرَك أنَّه قد ازدادَ ضعفًا، فبيكهيون القَديم كان ليُردِيَ ثلاثَتهم موتى بحركةٍ مِن سبَّابتِه، ليسَ السَّببُ في انهِياره سِوى تِلك البشريَّة الَّتي ألهته عن الشرِّ فما تقوَّت عليهِ كما ينبَغي ليشحنَ طاقَته، خزَّانُه ينفد، والوهنُ ينجلِي في ضرباتِه.

امتلأَ جسدُه بخدوشٍ لا تقلُّ عن الخُدوش الَّتي ألحقَها بأعدائِه، ولكنَّ أحدهُم تمكَن من قذفِ سيفِه خارِج قبضتِه بغتة، وإيقاعِه أرضًا.

تخلَّل هذا الجوّ المشحون صوت تشو، وللمرَّة الأولى تمنَّى بيكهيون لو لا يسمَعه.

-أنتُم تبحثونَ عنِّي، تعالوا واحصلوا عليّ.

-

كامي ايز هير 💃🎊

كان معكم الفصل قبل الاخير 😭

شو رايكم فيه!

اكثر جزء عجبكم وما عجبكم!

بيكهيون!

تشو!

بشوفكم بعد أسبوع أو أقلّ 😎👌

دمتم في رعاية الله وحفظه 🍀

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro